نبدأ نشرتنا البريدية لهذا الأسبوع بمقال ثاقب بقلم خالد عصام الإسلامبولي الذي دقق في تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المثيرة للجدل بشأن غزة. لم يسلط اقتراح ترمب المثير للجدل لـ ”شراء“ غزة الضوء على سوء فهمه لتعقيدات المنطقة فحسب، بل أثار أيضا تساؤلات أخلاقية حول أفكار الرئيس الأميركي خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وقد كشفت تلك الأفكار والتصريحات عن عدم الحساسية أثناء الحديث عن المعضلة الفلسطينية-الإسرائيلية، لا سيما وأنها ترتبط بالصراع الجيوسياسي الأوسع في الشرق الأوسط ومعاناة المدنيين العالقين بين "حماس" وإسرائيل. 
وبالانتقال إلى السودان، استعرضنا مجددا الواقع القاتم المستمر للحرب الأهلية الدائرة هناك من زاوية سلوك "قوات الدعم السريع" والذي يشبه سلوك المافيا، وذلك في مقال لأمجد فريد الطيب. وقد تناولنا في هذا المقال كيف استهدفت ميليشيا "الدعم السريع" البنية التحتية المدنية في البلاد بشكل ممنهج، مما ساهم في حدوث أزمة إنسانية غير مسبوقة. ويعكس التدمير المتعمد للخدمات والمرافق الأساسية استراتيجية تهدف إلى بث الفوضى وتقويض نسيج المجتمع السوداني.
وفي قسم الثقافة، تناولنا الدور الإشكالي للغة الفرنسية في الجزائر، لا سيما عندما تكون بمثابة تذكير  بالهيمنة الاستعمارية قبل الاستقلال. وناقش المقال بقلم سمير قسيمي كيفية أن اللغة الفرنسية غالبا ما يُنظر إليها على أنها دخيلة على المشهد الثقافي، وترمز إلى ماضٍ مؤلم لا يزال يؤثر على الهوية والتعبير المعاصرين.
وأخيرا، حلل خالد قصار، في قسم الاقتصاد، الآثار المترتبة على حرب ترمب التجارية، لا سيما الرسوم الجمركية التي فرضها على الصين والتداعيات المحتملة في حال فرضها في أوروبا. قدم هذا التحليل نظرة ثاقبة حول الكيفية التي يمكن أن تعيد بها السياسات الاقتصادية الهجومية تشكيل الأسواق العالمية، مما يؤثر على كل شيء من أسعار المستهلكين إلى العلاقات الدولية. وفي مقال الرأي كتب رئيس التحرير إبراهيم حميدي عن التغيير الكبير في لبنان، وكيف أنه ما كان ليتم لولا الانقلاب في سوريا، فثبتت مرة ثانية عبارة باتت مستهلكة إلى حد كبير، عن "وحدة المصير" بين البلدين المتجاورين. واستطرادا، ثبتت فرضية ثانية، ان الحدود السورية – اللبنانية، لها علاقة بالحدود والأدوار.