رسم: علي المندلاوي
1- بيت ركنه الأنغام وسقفه الكلام
في انطلياس اللبنانية، في بيت آل الرحباني المبني من سقف الأوتار والأشعار
وبين جدران البيت ملايين الآذان العربية تصغي منذ خمسينات القرن العشرين إلى الأغاني والأوبرتات عليها علامة: الرحابنة.
وفي أرضية البيت عائلة متضامنة، عمادها أنغام الإخوان منصور وعاصي وإلياس.
وفي أعلى البيت راية مرفوعة، مسموعة في كل أرجاء الوطن العربي اسمها: المطربة فيروز.
في هذا المناخ، وفي يوم الخميس 9 ديسمبر (كانون الأول) 1965 ولد في بيت الفنان منصور الرحباني طفل اسمه أسامة، وسينضم إلى قبيلة الرحابنة.
2- أسرة لبنانية لا تتوارث إلا الفن
صار كل طفل رحباني يولد هو مدماك محتمل لتثبيت خيمة عائلة لبنانية استثنائية أوتادها كانت أقوى من رياح سياسة الأحزاب والطوائف، فالبرنامج السياسي الوحيد لهذه الأسرة هو: الأغاني والأماني بما يؤكد استمرار منظومة لبنانية مسجلة (الرحابنة).
الفرق بين الرحابنة وباقي الأسر اللبنانية التي مارست السياسة وتوارثتها هو: الفرق بين العمل السياسي العابر، والعمل الفني العابر للأحزاب وللحدود بين البلدان.
3- في البدء كان البيانو
عام 1973، كان عمر الطفل أسامة ثماني سنوات، تعلم أسامة العزف على آلة البيانو.
ولن يطول الأمر بالطفل أسامة حتى دخل عالم التلحين تدريجياً تحت إشراف أستاذه آغوب أرسلانيان.
4- المشاركة الدرامية الموسيقية
سبق لأسامة الرحباني أن شارك في أعمال مسرحية نالت صدى عربياً وإعلامياً ودولياً هائلاً مثل «الوصية»عام 1994، و«الانقلاب»عام 1995.
5- المصاعب مع المواهب القادمة
لم يشذّ أسامة عن الخط الذي سلكه أبوه عاصي وعمه منصور في الأخذ بيد الأصوات الواعدة والقادمة نحوالمستقبل.
وعلى خطى أبيه وعمه كان أسامة يسعى للتحضير لمرحلة ما بعد فيروز.
وصار يبحث عن المواهب الموسيقية الشابة.
وفي برنامج تلفزيون الواقع «ستار أكاديمي»(Star Academy) الذي كان حقلا اختبارياً لاختيار الأصوات الجديدة والعناية بمواهبها.
ولكن أسامة لا يخفي رأيه «الصعب والضروري»،فهو يقول: «ليس من السهل التعامل مع مرشحين من جميع أنحاء العالم العربي. الأمر الأكثر صعوبة هو تقبلهم لرأيي».
6- شخصية فنية لا تجامل
عرف عن أسامة صرامته في التعامل مع المواهب، ويشرح ضرورة أن يكون الفنانون في بداية مشوارهم الفني منفتحين ومتقبلين للنقد وقادرين على التكيف إذا أرادوا النجاح.
ولا يخفي أن طريق الفن صعب، ولكنه يشكو من ضيق صدر بعض الشباب الفني الواعد.
يقول أسامة: «إن سر نجاحك هو امتلاكك أعصاباً وطباعاً جيدة، تتقن الاسترخاء وتتلقى «اللكمة».ويضيف: «االموسيقى والفن احتراف جاد بالنسبة لنا، ولهذا السبب أنا قاسٍ جدًا معهم».
7- أسامة والدرس الرحباني
أسامة الرحباني ابن منصور، مثله مثل زياد ابن فيروز، وعاصي، ليسا غير أنموذجين من أهل الفن، عملا على مواصلة الإرث الرحباني في الموسيقى والمسرح اللبناني، وأدركا أن على الفنان أن يكون نفسه، لا أن ينسخ أباه، ويتوكأ على عكاز أبيه أو جده، فالفن شعاره «هذا أنا»،وليس «كان أبي».
8- نفرتيتي المستقبل
أسامة كذلك يشارك مغنية السوبرانو اللبنانية هبة طوجي، التي حققت شهرة واسعة باشتراكها في برنامج «ذا فويس»(The Voice) بنسخته الفرنسية عام 2015، وفي العديد من المشاريع.
يقول أسامة: نحن نعمل على كثير من المشاريع مع هبة «مطربة صاعدة».
وموسيقى وبعض الحفلات الموسيقية، لكن المشروع الرئيسي الذي أقوم بإعداده هو مسرحية جديدة، قيد التحضير منذ ست أو سبع سنوات: «نفرتيتي».
9- الشعار الرحباني: الى الأمام
في الفن، والإبداع، فإن التجديد هو المطلوب، والعصيان الجمالي بما يفيد التجديد، هو الأمر الممدوح حتى لا يصير «الولد نسخة من أبيه».
مع ملاحظة أن أسامة، لم يكن ينام على تراث العائلة، بإعادة توزيع ما لحنه العم والأب، وما غنته فيروز، بل إن رحلته يمكن أن تتلخص في شعار «إلى الأمام».
10- سيرة العصيان المحمود
مع أسامة ابن منصور الرحباني، نستدعي المثل العربي القديم «من شابه أباه فما ظلم»،كما نستدعي المثل الشعبي المعروف «ولد الوز عوام».
ومع أسامة يمكن القول: من نصر أباه منصور الرحباني، فقد نصر نفسه والفن.
ومن أطاع عمه عاصي، فما عصى الفن.
للتسجيل في النشرة البريدية الاسبوعية
احصل على أفضل ما تقدمه "المجلة" مباشرة الى بريدك.