* سياستنا في لبنان تحولت إلى كابوس مخيف
* لم نقم بواجبنا تجاه أصدقائنا العرب ولا سلام إذا تجاهلنا رغبة الفلسطينيين في الحصول على وطن
* الأميركيون متعجرفون جداً... وهم يجهلون العالم الحقيقي
واشنطن: جيسي جاكسون هو أول أميركي أسود يخوض «جدياً» معركة الرئاسة الأميركية للفوز بها ودخول البيت الأبيض. وجاكسون هو من المتعاطفين مع العرب والفلسطينيين، ويعرف الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات شخصياً، وهو من الذين ينتقدون بشدة سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
«المجلة» ألتقت جاكسون وأجرت معه مقابلة شاملة- الأولى من نوعها يعطيها لمطبوعة عربية منذ بدئه «معركة الرئاسة»- تركزت خصوصاً على الوضع في الشرق الأوسط...
وهذه هي المقابلة:
* زرت لبنان، وهذا ما يعطيك صورة واضحة عن هذا البلد، فما رأيك في السياسة الأميركية في لبنان؟
- حتى الآن يبدو أن هذه السياسة تحولت إلى كابوس مخيف، إلى فشل، فقد أدينا واجبنا كدولة أقرت بحق إسرائيل في الوجود، لكننا لم نقم بواجبنا تجاه أصدقائنا العرب عن طريق دعم خطة شاملة للسلام يتفق عليها كل الأطراف المعنية بالنزاع في الشرق الأوسط. لذلك فمن الواضح أن هناك قدراً كبيراً من العداء للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فالعديد من أبناء هذه المنطقة قتلوا بواسطة الأسلحة المصنوعة في الولايات المتحدة. والآن نجد أنفسنا محاصرين في المستنقع اللبناني، وكانت نتيجة هذه السياسة أننا الآن في حرب غير معلنة في لبنان. من هنا لا بد من إيجاد سبيل آخر للخروج من هذه الورطة.
* هل تعتقد أن جزءاً من المشكلة نابع عن قيام الولايات المتحدة بدعم سلطة في لبنان مترددة في توسيع قاعدتها؟
- في اعتقادي أن وجود ولايات متحدة مخلصة مع نفسها، من شأنها إيجاد حلفاء من كل الأطراف والجماعات. ويتوجب على واشنطن أن تحسن علاقاتها مع كل حلفائها، وبطريقة تقي مصالح كل منهم. وبالنسبة إلى لبنان، انهار الدور الأميركي، كجزء من مهمة القوة المتعددة الجنسيات، نظراً إلى عدم وجود ثقة كاملة بسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط من جراء انحيازها إلى بعض الأطراف. كما أن الحرب الباردة بدأت تحمي وتسخن، مما يعني أن على الولايات المتحدة استخدام قوتها الاقتصادية والدبلوماسية لدعوة كل الأطراف والقوى إلى طاولة المفاوضات. فنحن لا نستطيع تحمل الصدمة الناجمة عن قيام حرب طويلة في الشرق الأوسط تستخدم فيها الأسلحة والمعدات الأميركية، وهناك خطر في حدوث تصعيد عسكري في لبنان إذا فشلت الهدنة. ثم استدراجنا إلى نوع من الحرب غير المعلنة. إذ إننا نسير كلنا باتجاه الهاوية بسبب تجاهلنا لأبسط قواعد المدنية، وهي عامل الاتصال. فنحن لا نتصل مع كل الأطراف والعناصر في الشرق الأوسط. وإلى أن نقوم بالاتصال مع الفلسطينيين ونأخذ بالاعتبار سعيهم العادل والشرعي إلى إقامة وطن لهم، فسيتعذر على الولايات المتحدة التعامل بصدق وأمانة مع كل الأطراف المعنية. كما أنه في الولايات المتحدة نفسها لا بد على الأقل من وجود حوار حول الاستراتيجية الإسرائيلية ولا بد لنا من التخلص من الاتهام الموجه لنا بأننا مناهضون للسامية، فقط لمجرد أننا لا نوافق على السياسة الإسرائيلية. وفي الواقع أنا أؤيد وجود إسرائيل ضمن حدود آمنة معترف بها دولياً، لكنني أؤيد أيضاً قيام سلام عادل يؤكد على النواحي الإنسانية لكل الأطراف المعنية بالمشكلة.
لو كنت في البيت الأبيض
* لنعد بشكل خاص إلى المسألة اللبنانية. هل تعتقد أن في نية إسرائيل الانسحاب من لبنان، أم إنها تستخدم تردد سوريا في الانسحاب كذريعة للبقاء هناك؟
- أنا لا أود الدخول في التفاصيل الخاصة بالاستراتيجية الحكومية إلا لأقول إن لبنان يعاني من خطر التقسيم. وإن الحرب ستستمر وتزداد تأججاً ما لم يحصل تحول عن النهج الذي سار عليه الرئيس الأميركي. فإسرائيل أصبحت اليوم أكثر عزلة عن باقي جيرانها نتيجة مساعداتنا لها، كما أن التضخم فيها قد تجاوز نسبة 140 في المائة. وهي من هنا تخسر المعارك المادية في الخارج والنفسية في الداخل، إن رؤية المساهمة البناءة والإيجابية في إسرائيل فقدت مكانتها أمام رؤية التحول إلى قوة كبرى تحاول السيطرة على الشرق الأوسط.
* هل تتابع أنباء الحرب العراقية- الإيرانية؟ وهل للولايات المتحدة دور بإمكانها أن تلعبه هناك؟ وهل هناك شيء بإمكانك القيام به في المستقبل يختلف عما تقوم به الإدارة الأميركية حالياً؟
- الولايات المتحدة لا تستطيع أن تتجاهل هذه الحرب وتغيب عنها، لأن لكل الحروب وقعا مباشرا على بقية الدول الأخرى، التدخل العسكري ليس مطلوبا منا، كما أن التجاهل ليس مطلوبا أيضاً.
يجب السعي إلى التوسط وحل الخلاف وهذا يعطينا دوراً صحيحاً.
* هناك احتمالات أن يقوم العراقيون بقصف حقول النفط الإيرانية بواسطة طائرات «سوبر اتندار» الفرنسية. وفي مثل هذه الحالة ذكر الإيرانيون أنهم سيغلقون طريق النفط مما أدى إلى إعلان الولايات المتحدة أنها ستعيد فتح الطريق مرة ثانية.
- كما ترى، يتوجب على الولايات المتحدة أن تتخذ المبادرة لتفادي اللجوء إلى الخيارات العسكرية.
* هل ترى أن إنشاء «قوة الانتشار السريع» الأميركية، لا تخدم سوى غرض سلبي؟
- ليس بالضرورة أن تكون سلبية، ولكن من الممكن ذلك. فالقوات الأميركية التقليدية في أوروبا هي قوات لحفظ السلام. فوجودها حال دون اتساع النفوذ السوفياتي أي حال دون اتساع جدار برلين باتجاه الغرب. إن وجودها هناك أنقذ ملايين الأرواح، وربما أنقذ البلدان الأوروبية من التقسيم والتمزق كلبنان. وغياب مثل هذه القوات التقليدية هناك كان سيعني الحرب.
* هل تعتبر أن ثمة تحدياً من جانب السوفيات في مناطق الخليج، خصوصاً بعد عدد من الخطوات والأعمال التي قامت بها موسكو ومنها غزو أفغانستان؟
- إن العرب أصدقاء للأميركيين. من هنا توجب على واشنطن أن تظهر صداقتها لهذا الشعب عبر نوع من روح التبادل والتقابل أو الأخذ والعطاء عن طريق استخدام نفوذها لإحلال السلام والأمن في الشرق الأوسط.
* هل هناك مبادرات أخرى كنت تدعمها أنت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لو كنت أنت في مقاعد السلطة؟
- لو كنت أنا في البيت الأبيض لقمت ببعض المبادرات في تلك المنطقة. إن أي رئيس أميركي لا يستطيع أن يفعل أقل مما فعله جيمي كارتر، أي أن يحاول استخدام مكانته الشخصية للقضاء على أكثر ما يمكن من أسباب التوتر، ومن ثم تفادي أكبر عدد من الحروب إذا أمكن.
* إذن أنت راغب في رؤية المزيد من المبادرات على غرار مبادرة كامب ديفيد؟
- أعتقد أن السعي إلى تأمين الحقوق الإنسانية والعدالة الاجتماعية والاقتصادية، واستخدام القوة العسكرية بطريقة مناسبة من دون إفراط، هي وسائل أفضل من الاستعانة بدبلوماسية العصا الغليظة، وسياسة البوارج الحربية.
* هل ترى أن بعض الفرص ضاعت خلال عهد ريغان فيما يتعلق بالشرق الأوسط بوجه خاص؟
- بالتأكيد، وأعتقد أنه كان يتوجب على الرئيس ريغان زيارة منطقة الشرق الأوسط خلال هذه الفترة. كان يتوجب عليه الذهاب إلى إسرائيل وإلى العالم العربي. كما كان يتوجب عليه معرفة زعماء هذه المنطقة وزيارتهم في أرضهم وبلدانهم ودعوتهم إلى هنا في واشنطن. فلو ذهب ريغان إلى الشرق الأوسط لكان تقديره للظروف مختلفاً ولكان رد فعله مختلفاً أيضاً ولزادت مكانته وتعززت.
أميركا وغزو لبنان
* ما رأيك بعدم قيام الولايات المتحدة بوقف الغزو الإسرائيلي للبنان منذ البداية بينما تمكن الرئيس كارتر في العام 1978 من إيقاف شيء مشابه جداً بسرعة كبيرة؟
- كان هناك نزاع داخل إدارة ريغان حول لبنان، لقد ظهرت أدلة على أن بعض العناصر في إدارة ريغان، كوزير الخارجية (السابق) هيغ، مثلاً، كانوا على علم مسبق بعملية الغزو الإسرائيلية للبنان، أما عملية الغزو ذاتها التي تمت بأسلحة أميركية فكانت غير شرعية. وغاصت إسرائيل في مستنقع لم تقو على الخروج منه. وبدأت تخسر العديد من جنودها. وعندما بدأت الانسحاب، جاء الأميركيون ليسهلوا لها ذلك. كل ذلك كان جزءاً من خطة الحرب غير الشاملة في الشرق الأوسط. إذ بدلاً من خطة سلام شاملة في هذه المنطقة، كان للإسرائيليين خطة حرب مطولة محصورة النطاق غير شاملة.
* هل تعتقد أن الرئيس ريغان كان عليه التصرف بشكل أكثر قوة لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان؟
- نعم، كان بإمكانه ذلك، لو تحرك في الوقت المناسب، إن مثل هذا الأمر لم يكن ليحصل لو كان كارتر لا يزال رئيساً.
* قيل لنا مراراً إنه ليست للولايات المتحدة سلطة للضغط على إسرائيل، وإنها لا تقوم بأي عمل لا تود القيام به، بغض النظر عن المساعدات التي تتلقاها من الولايات المتحدة.
- كما أن على إسرائيل المحافظة على استقلالها السياسي، كذلك يتوجب علينا المحاربة من أجل مصالحنا، فبرغم أن للولايات المتحدة علاقات وثيقة مع إسرائيل، إلا أن لها أيضاً التزامات شرعية للمحافظة على روح القانون الذي ينطبق على كل حلفائها، والذي من شأنه وضع الشروط التي بموجبها يجري استخدام أسلحتهم المصنوعة في الولايات المتحدة.
مبادرة السادات
* هل تعتقد أن السادات كان مصيباً في الذهاب إلى القدس وتوقيع معاهدة كامب ديفيد؟
- نعم. فإذا كان الأشخاص مستعدين للمجازفة بمستقبلهم السياسي وبحياتهم من أجل السلام، فإن ذلك يعتبر استثماراً جيداً. وبرأيي أنه كلما كان هناك سبيل لإقامة خطوط اتصال، فإن ذلك أمر ممتاز. أنا اتحدث عن إقامة علاقات مفيدة للطرفين تقوم على الثقة، وإن كانت إقامة مثل هذه العلاقات تتطلب بعض الوقت.
* منتقدو السادات يقولون إنه عن طريق التصرف بمفرده من دون الرجوع إلى الآخرين انتهى إلى حصوله على سلام منفرد بين مصر وإسرائيل، مما أضعف القدرة على الوصول إلى تسوية شاملة في الشرق الأوسط...
- نعم، لقد اعترف السادات في وقت لاحق بأنه ارتكب خطأ كبيراً في إشراك عدد ضئيل من العناصر في الاتفاق الذي توصل إليه. فأنت لا تستطيع التوصل إلى اتفاق سلام شامل ما لم تحز على موافقة كل العناصر المتورطة في النزاع.
* هل تعني أنه كان يتوجب على السادات الإصرار على تمثيل الفلسطينيين ولبنان في محادثات كامب ديفيد؟
- إلى درجة ما، إذ لا يمكن التوصل إلى سلام شامل في الشرق الأوسط إذا لم تأخذ بالاعتبار آراء الفلسطينيين، مثلما لا يمكنك التوصل إلى سياسة لا تأخذ بالاعتبار حاجة إسرائيل إلى العيش والبقاء، أو حق الفلسطينيين في البقاء أيضاً. يجب أن يكون هناك اعتراف متبادل، أي التوصل إلى سياسة مفيدة للطرفين.
* لو كنت في البيت الأبيض لكنت فكرت قبل كل شيء بالقيام بسلسلة من الزيارات الرئاسية إلى بلدان الشرق الأوسط، ثم ماذا بعد ذلك؟
- في رأيي إن على الرئيس أن يكون له بعض الوقع والنفوذ لينعش آمال كل الأطراف المشتركة في النزاع. فهيبته يجب أن تتعزز ومعرفته ينبغي أن تزداد، كما عليه أن يدعو رؤساء الحكومات إلى مؤتمر والوصول إلى نتيجة ما. فكل الفرقاء تضرروا من الحرب، سواء على صعيد الأرواح، أو الماديات أو الممتلكات أو إضعاف الحكومات.
* ذكرت أن مبادرة صادرة عن رئيس قوي قد تنعش الآمال أن لا يكون ذلك خطراً على الرئيس إذا أخفق؟
- لن يكون هناك أي خطر من إنعاش الآمال فالشعب بحاجة إلى المزيد من الأمل لمنعه من التحول إلى طريق العنف.
* هل هناك أشخاص خبراء في سياسة الشرق الأوسط ترغب في رؤيتهم في الإدارة الأميركية؟
- نعم. أود أن لا أذكرهم في هذه المرحلة، لأن ذلك لا يخدم أية أغراض في الوقت الراهن.
الأميركيون متعجرفون
* إذا قررت عدم خوض معركة الرئاسة، أو إذا قررت خوض مثل هذه المعركة لكن الحزب رفض ترشيحك عنه، فهل هناك واحد من المرشحين الآخرين الذي تفضله عن غيره؟
- نعم، هناك من أفضلهم على غيرهم ولكن في إطار عزمي على ترشيح نفسي فإن أي تسمية من قبلي في هذه المرحلة ستعتبر موافقة من قبلي على التنازل له.
* دعني أطرح عليك السؤال بصيغة أخرى: هل تعتقد أن دخول السيناتور السابق جورج ماكغفرن المعركة الانتخابية قد حسن من نوعية المرشحين؟
- إنه رجل طيب، لقد حسن من النوعية والكمية معا، فكلما ازداد العدد كلما أصبحت المعركة أكثر مرحاً.
* هل صحيح القول إنك لا تختلف كثيراً مع سياسة ماكغفرن؟
- أنا لا أعرف كل مواقفه السياسية، ولكن في الأساس أنا أحترمه، وأعتقد أنه رجل لامع نذر نفسه للقضايا التي ينادي بها.
* أنت تتحدث عن إقامة تحالف من جماعات وعناصر منوعة تنحدر من الطبقات التي لا نفوذ لها والتي لا ترضى بالواقع الذي تعيش فيه، فكيف بإمكانك الفوز بالمعركة الانتخابية من دون أي دعم من الطبقة المتوسطة؟
- التحالف المنوع الذي أتحدث عنه ليس مؤلفا من الفقراء والمعوزين فقط، فأنا لدي رجال أعمال وشخصيات أكاديمية وشخصيات عاملة وحتى شخصيات عاطلة عن العمل إن مثل هذا التحالف يغطي أنواعا مختلفة من الناس على مختلف ألوانهم ومشاربهم.
* ولكن يبدو أنك تتعامل مع الأقليات فقط ألا يتوجب عليك توسيع قاعدتك لتشمل المزيد من الأشخاص؟
- نحن في نيتنا توسيع قاعدتنا، فأنا لا أحمل مشعل السود وحدهم بل نسعى إلى إيجاد سياسة عسكرية مناسبة ولكنها غير مهدرة للنفقات، فسياستنا الصناعية ليست للمستخدمين وحدهم، بل نسعى إلى رسم سياسة لتوفير الطعام التي بإمكانها تغذية الشعب في أكثر الأنظمة الزراعية إنتاجية في العالم، نحن نسعى إلى توفير العلم والعناية الصحية اللذين يقومان على الحاجة لا على الغنى والثراء وحدهما، ونحن نسعى إلى اعتماد سياسة خارجية تكون شاملة ومنصفة وتحظى باحترام العالم أجمع ولا ترتكز على التهويل العسكري وهذه هي اهتمامات السود والملونين وهي ليست اهتمامات عرقية فقط، بل عرقية واقتصادية أيضاً.
* هل ترغب في رؤية الولايات المتحدة تقدم المزيد من المساعدات للبلدان الفقيرة، أم تعتقد أن الولايات المتحدة بحاجة إلى هذا المال لتحسين الأوضاع الاجتماعية في البلاد؟
- أعتقد أن البلدان الفقيرة بحاجة إلى المساعدات، ولكنها بحاجة أيضاً إلى التجارة، فنحن ننفق أموالاً طائلة على المدافع لا على الزبدة والرغيف، أموالاً طائلة للقتل والتدمير وليس لتضميد الجراح والتطبيب. فنحن اليوم نقوم بدراسة الحرب لا دراسة السلام، كما نبني اقتصاد حرب الذي يتعارض مع اقتصاد السلام.
* هل على الولايات المتحدة أن تبذل المزيد للقضاء على المجاعة؟
- إذا ما جرى تسويق إنتاج المزارع الأميركية بشكل صحيح، فإن بالإمكان إطعام كل الأفواه الجائعة في العالم، وباعتقادي أنه ينبغي التوقف عن تقييد توزيع الطعام بل على العكس ينبغي محاولة توسيع ذلك.
* هل تعتقد أن نظام التعليم في الولايات المتحدة نظام خاطئ؟ أي إن الأميركيين لا يعلمون ما فيه الكفاية عن بلدان العالم الأخرى أو تاريخها لإصدار أحكام معقولة بشأنها؟
- الأميركيون اليوم متعجرفون جداً سواء على صعيد عزلتهم أو على صعيد جهلهم بالعالم الحقيقي، فالولايات المتحدة لا يتعدى سكانها 6 في المائة من سكان العالم، في حين أن نصف العالم هم من الآسيويين ونصف الآسيويين هم من الصينيين كما أن هناك قرابة الـ500 مليون يعيشون في أفريقيا، وحوالي الـ120 مليونا يعيشون في الشرق الأوسط ونحن لا علاقة لنا إلا مع ثلاثة ملايين هم الذين يعيشوت في إسرائيل ونحن حتى معزولون عن أميركا اللاتينية.
* أليس هذا خطأ النظام التعليمي العام في البلاد؟
- إنه خطأ الزعامة، فالنظام التعليمي من شأنه تعليم الشعب إذا ما دعته الزعامة إلى إلى ذلك، لكن الزعامة لا تنادي بالتعليم في الجامعات ولا إلى زيادة استيعاب التاريخ ولا إلى إقامة روابط ثقافية متبادلة مع الدول الأخرى بل راغبة في البقاء فقط في عزلة ثقافية.
وأبلغ جاكسون «المجلة» أنه لن يعلن عن ترشحه لمعركة الرئاسة قبل الأسبوع الثاني من الشهر الحالي، لكن الرأي الذي يجمع عليه المراقبون هو أنه لن يستطيع كسب معركة الرئاسة، بل قد يجد ترشيح الحزب الديمقراطي له عملية أكثر صعوبة من معركة الرئاسة ذاتها.
وإذا ما قرر المضي في عملية الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي له فإنه سيشجع عدداً كبيراً من السود والملونين والمنحدرين من أصل إسباني والأقليات الأخرى على الانتخابات، وبالتالي يزيد عدد الناخبين الديمقراطيين في الانتخابات هذه، وهذا من شأنه أيضاً تحويل جاكسون إلى نوع من «المفتاح الانتخابي» (سمسار أصوات) بسبب مؤيديه الكثر الذين من شأنهم ترجيح كفة الميزان لصالح أي مرشح أبيض للحصول على ترشيح الحزب له مقابل القبول ببعض ما جاء في برنامج جاكسون الانتخابي الذي يكتنفه الغموض بعض الشيء.
وإذا ما قرر جاكسون دعم والتر مونديل المرشح المفضل بالنسبة إلى الديمقراطيين الأحرار، فإن بإمكانه ضمان ترشيح الحزب له وربما ضمان انتخابه رئيساً، ومن غير المحتمل أن يساند السيناتور جون غلين وهو الديمقراطي الوحيد الذي يسبق الرئيس ريغان باستمرار في الاستطلاعات الشعبية.
أما إذا قرر دعم السيناتور السابق والمرشح الحالي جورج ماكغفرن الأقرب إليه سياسيا فقد يتمكن من مساعدته في الفوز في الانتخابات الأولية التي تجرى في الولايات المتحدة التي تكون فيها الأقليات الأميركية هي الغالبية.
وأحد أسباب شهرة جاكسون أنه كان واحداً من أكثر مساعدي مارتن لوثر كينغ نشاطاً وأنه يتزعم منظمة في شيكاغو تأسست لتلبية حاجات الفقراء.