* بعد ثلاثة شهور من الإغلاق، عادت شركة إنتاج «إن بي سي يونيفرسال»إلى العمل. وقالت إن استوديوهاتها، التي تبلغ مساحتها 400 فدان، صارت «قلعة صحية»
واشنطن: في الأسبوع الماضي، في هوليوود، عاصمة السينما في العالم، انتشر خبران:
الأول: بعد ثلاثة شهور من الإغلاق، عادت شركة إنتاج «إن بي سي يونيفرسال»إلى العمل. وقالت إن استوديوهاتها، التي تبلغ مساحتها 400 فدان، صارت «قلعة صحية».جهزت بآخر تكنولوجيا الوقاية من فيروس كورونا. وأعلنت شركات إنتاج أخرى أنها ستفعل نفس الشيء.
الخبر الثاني: أعلن مكتب الصحة العامة في مقاطعة لوس أنجليس (التي تضم هوليوود) ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا، حيث وصل العدد الى قرابة سبعين ألفًا، توفي منهم قرابة ثلاثة آلاف. وأضاف المكتب أن الأعداد، بعد انخفاض خلال شهر مايو (أيار)، عادت ترتفع.
ماذا ستفعل هوليوود؟ وكيف أثر الإغلاق عليها؟ وما هي دروس المستقبل؟
هذه آراء ثلاثة من كبار المخرجين. من تغريداتهم، ومواقعهم في الإنترنت، وتصريحاتهم الصحافية:
مخرج الرجل الخفي
جيسون بلوم، مخرج سينمائي. آخر أفلامه: «أنفيسيبول مان»(الرجل الخفي):
أعتقد أنه، عندما يبدأ الإنتاج، سيبدأ بأفلام قصيرة، وذلك بسبب تعقيدات الإجراءات الصحية الوقائية. لا أعتقد أننا سنشاهد أفلامًا باهظة الثمن، مثل «مارفيل»، حتى عام 2021...
أعتقد أن كل شيء سيعتمد على إجراءات الوقاية في هذا البلد، وهل ستكون مثل التي في دول أوروبية خرجت من دائرة الخطر؟
عدنا، قريباً أو بعيداً، يظل الإنتاج السينمائي يعتمد على «عداد الويك إند».ليس بالضرورة دخل كل فيلم، ولكن، أيضا، معنى ذلك لأفلام المستقبل. بعبارة أخرى، ما هي الأفلام التي أحبها المشاهدون؟ ولماذا يحبون فيلماً أكثر من الآخر؟
الإجابة هي: لا أحد يعرف حتى يشاهد الجمهور الفيلم.
هكذا، عبر تاريخي السينمائي، كنت أحياناً سعيدًا، وأحيانًا حزينًا. أحيانًا شعرت بخيبة أمل، وأحيانا زادت ثقتي في نفسي.
لكن، خلال الثلاثة شهور الماضية، افتقدت كل هذا، بخيره وشره.
أعتقد أن ما سيفعله كورونا هو زيادة ظاهرة دمج شركات الإنتاج السينمائي. نعرف كلنا أن هذه الظاهرة بدأت قبل كورونا. وها نحن نشاهد ست شركات عملاقة تسيطر على كل شيء.
نشاهد، في جانب، شركات «ستريمنغ»(تدفق): «نتفليكس»،و«أمازون»،و«آبل».
ونشاهد في الجانب الآخر، «كومسات»،و«ديزني»،و«إيه تي آند تي»التي خافت من التدفق في البداية، وها هي تدخل ...
في كل الحالات، أعتقد أننا، بعد كورونا، سندخل عالما تتحكم فيه هذه الشركات على الإنتاج، والتوزيع، والعائد المادي. ستزيد المنافسة بينها، وبالتالي، ستزيد احتمالات الدمج، والشراء، والسيطرة.
بعد كورونا، ستتضاعف المنافسة.
من تأثيرات كورونا أنها حولت الناس إلى مشاهدين في منازلهم. وحل «الريموت كنترول»محل مطالعة قائمة الأفلام السينمائية.
في نفس الوقت، أحس بالقلق لأن زيادة المنافسة ستكون على حساب الممثلين والممثلات الجدد، والأقل خبرة. ستريد كل شركة إنتاج أفلام مضمونة النجاح مقدماً. من دون الدخول في مغامرات، أو مبادرات...
لكن، آمل أننا لن نفقد التقدم الذي حققته شركات الإنتاج خلال العامين الماضيين في مجال الممثلين والممثلات الجدد (الأقليات). لا أعتقد أننا سنفقدهم، لكن، سيقل استيعابهم بالسرعة التي كانت قبل كورونا.
جهود ضائعة
جينا برنس بيثوود: مخرجة وكاتبة، من أفلامها «بيوند لايت»(ما وراء الضوء):
عندما حدث الإغلاق لأول مرة بسبب كورونا، قال كل استوديو، وقالت كل شركة: سنغلق لأسبوعين فقط.
لكن، كانوا كلهم يعرفون، في أعماقهم، أن الإغلاق سيكون أطول من ذلك. وأن ما صرحوا به للصحف والتلفزيونات كان مجرد أمنيات. الآن، ها نحن نتحدث عن منتصف أو نهاية يونيو (حزيران).
كنت في منتصف إخراج فيلم «أولد غارد»(الحرس القديم) ليعرض في قناة «نتفيلكس»، بعد أن عملت فيه سنتين.
الآن، صار كل عملنا من بعد: الخلط، والألوان، التنسيق، إلخ... ليس هذا مثالياً، لكنه نوع من أنواع العمل التعاوني، رغم أننا افتقدنا التلاصق، والتجمع.
السؤال الكبير الذي يخيفني هو: متى تعود دور السينما؟ كل حياتي، أحب الذهاب إلى دور السينما، وأحب إنتاج أفلام أعرضها في دور السينما...
أقول لكم الحقيقة: أريد أن تزدهر دور السينما مرة أخرى، لكني لا أعرف كيف؟ يجب تغيير طريقة الجلوس في المقاعد. ربما يجلس المشاهدون في كل مقعد وآخر. أو ربما في كل صف وأخر. أو ربما تبتعد عائلة وأخرى.
لكن، أقول لكم الحقيقة: لن تعود دور السينما كما كانت. ها هي أفلام التدفق قد دخلت كل منزل. وستكون المسيطرة بالتأكيد. وإذا وضعنا كورونا في الاعتبار، سيكون البقاء في المنزل دائمًا هو الخيار الأكثر أماناً...
أنا متحمسة جداً لفيلم «الحرس القديم».أعتقد أنه سيحظى باهتمام كبير خلال الشهور القليلة القادمة في قناة «نتفليكس»،وذلك لأن أفلام الأبطال الخارقين قلت بسبب كورونا.
العودة إلى السينما
أكيفا غولدمان، منتج وكاتب، من أفلامه: «بيوتيفول مايند»(عقل جميل):
حدث إغلاق استوديوهات الإنتاج في هوليوود بسرعة لم يتوقعها أي إنسان. ثم استيقظ كل إنسان من الصدمة، وصار يتوقع أن الإغلاق سينتهي سريعاً. وهكذا، صارت الصدمة صدمتين.
أعتقد أن الأفلام كانت تتجه نحو ما يشبه حفلات «روك آند رول»،نحو نهاية كبرى. وأعتقد أن هذا سيزيد بعد كورونا.
أعتقد أن الناس سيعودون إلى دور السينما. لكنهم سيعودون إلى الأفلام الأكثر تميزًا، لا الأفلام العادية التي تقدمها شركات «التدفق»، لهذا أتوقع إنتاج مزيد من الأفلام الراقية للعرض في دور السينما. لكن، هل ستكون دور السينما للأفلام الراقية فقط؟
سيعود الناس إلى دور السينما، أيضاً، بسبب تطور تكنولوجيا الضوء والصوت، واستعمال التطور التكنولوجي لإغراء المشاهدين، ولراحتهم ومتعتهم أيضاً.
لهذا، أتمنى خيراً لفيلمى «ستار تريك: بيكار». رغم عراقيل كورونا، يسير العمل بصورة مرضية.
نعم، افتقدنا التقارب، والتزامل، والتجمع. يعمل الكتاب عن بُعد. ويتشاور المساعدون عن بُعد. لا توجد غرفة للكتابة، ولا يوجد مسرح للتجمع. لكن الجميع يكتبون، ويبقونني على اطلاع بما يجري...
توجد أحداث مروعة متوقعة في الموسم الثاني، عندما يبدأ عرض «ستار تريك: بيكار».أنا متحمس جدا لهذا الموضوع. لكن، طبعا، لا يمكنني الخوض في التفاصيل».
