شباب أميركا وكورونا

إحباطات ما بعد «كوفيد 19»

1- امرأة شابة تقف إلى جانب تمثال لفتاة امام بورصة نيويورك مرتدية قناعًا وتحمل بالونًا مكتوبًا عليه "ابق في المنزل" أثناء الإغلاق بسبب وباء فيروس كورونا في 25 أبريل الماضي (غيتي)

شباب أميركا وكورونا




* الاحتجاز داخل المنازل... وارتفاع أعداد الانتحار... والخوف من الإحباط... تداعيات فيروس كورونا

واشنطن: خلال الأسبوع الماضي، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز»تقريراً عنوانه: «الخبراء يخافون من إحباطات ما بعد كورونا، حتى قبل نهايتها».وتقرير صحيفة «ديترويت نيوز»:«كورونا رفعت نسبة الانتحار في ديترويت، واحتجاز المنازل يعقد المشكلة»،وتقرير مجلة «فوربس»:«لا شك أن كارثة كورونا ستكون عقلية أيضاً»،وتقرير مجلة «تايم»:«حتى قبل أن تذهب كورونا، ها هو جيل كورونا».
 
هذه آراء أربعة من شباب وشابات أميركا حول التأثيرات النفسية عليهم بسبب كورونا، من تغريداتهم، وصفحاتهم في الإنترنت، ومقابلات صحافية:
 
 
 
لورين: 17 سنة
 
 

لورين أولرتش 


لورين أولريش (17 عاما): في رولا (ولاية ميزوري)، وتخطط لدخول جامعة إنديانا، في بلومنغتون (ولاية إنديانا):
قبل كورونا، وخلالها، وأنا على يقين من أن ذلك سيكون بعدها أيضاً، همي الأول هو المناخ. لا يقلقني شيء مثل إهمال الناس في موضوع نظافة البيئة.
لحسن الحظ، كنت أدير نشاطاتي هذه، حتى قبل الاحتجازات المنزلية بسبب كورونا، عن طريق الإنترنت. وها أنا لا عمل لي غير الجلوس في المنزل، والمشاركة في حملة نظافة البيئة...
هذا هو قلقي الأول. قلقي الثاني هو أن كورونا تتسبب في خلق اقتصاد غير مستقر، ولا أحد يعرف متى سيصل اقتصادنا إلى القاع. وصل، أم لم يصل، لا شك أنه أثر على قلقي الأول، لأن الناس، عادة، عندما يعانون اقتصاديا، يقللون من اهتماماتهم الأخرى، مثل نظافة البيئة.
لهذا، يجعلني تدهور اقتصادنا عصبية. وأنا لا أريد أن أكون عصبية أكثر مما أنا عصبية الآن...
لكن، لحسن حظي، منذ ما قبل كورونا، وبسبب اهتمامي بالمناخ، جمعت ممارسة هوايتين: حملة التوعية بالمناخ، والاستمتاع بالمناخ. 
أعيش بالقرب من غابة «مارك توين الوطنية»(في ولاية ميزوري). أذهب إليها كثيرًا. وأحيانا، أسبح في واحد من أنهارها الصغيرة، رغم أن المناخ كان بارداً حتى وقت قريب.
ولحسن حظي، مرة أخرى، لا يمنع حاكم الولاية (ولاية ميزوري) من الرياضة في الغابات والحدائق العامة، ما دام الناس الغرباء يمشون بعيدين عن بعضهم البعض. وأنا، وحيدة، أستمتع بالطبيعة، وبالوحدة.
 
دارنف: 17 سنة
 
 
دارنف كاريشنا (17 عاما): يعيش في إلينتاون (ولاية بنسلفانيا)، ويخطط للذهاب إلى جامعة فرجينيا:
 
كنا في إجازة الربيع عندما هجمت كورونا على الولايات المتحدة. في البداية، فرحنا: «هذا شيء رائع. لا بأس من إضافة أيام إجازة قليلة إلى إجازة الربيع».
لكن، طبعاً، صارت الأيام أسابيع، وصارت الأسابيع شهوراً. وتألمنا كثيراً لأننا لم نعد نقابل بعضنا البعض بصورة شخصية كمجموعة. عملنا كمجموعة لمدة سبعة فصول دراسية في المدرسة الثانوية. وكان ذلك آخر فصل لنا معا، وتوقعنا أن يكون أفضل الفصول.
عندما اجتزت امتحان «إيه بي»(نهاية المرحلة الثانوية)، احتفلنا بأن قاد كل واحد منا سيارته، ووقفنا، بعيدين عن بعضنا البعض، في ميدان واسع...
لكن، في الجانب الآخر، توسعت صداقات الإنترنت، وشملت أصدقاء خارج مجموعتنا، ومن مراحل دراسية سابقة. منهم أصدقاء لم أعرف عنهم شيئا منذ المدرسة الابتدائية...
نسهر معا في الليل، لكن، بعيدين عن بعضنا البعض. أحيانا لا ننام حتى الرابعة أو الخامسة صباحا. نتحدث عن أشياء غبية، وسخيفة، أحيانا.
في الماضي، لم أكن من هواة ألعاب الفيديو. لكني صرت أدمنها لأنها صارت وسيلة للتواصل مع الأصدقاء. يتفهم والداي هذا الإدمان الجديد. لكنهما، أيضاً، يقولان لي إنني يجب أن لا أركز على الشاشات الإلكترونية: شاشة التليفون، وشاشة التلفزيون...
لهذا، بدأت إدماناً جديداً: قراءة الروايات الكلاسيكية: قرأت رواية «جين إيرى»(البريطانية شارلوت برونت). ورواية «الكبرياء والتحامل»(البريطانية جين استين). ورواية «توقعات رائعة»(البريطاني تشارلز ديكنز)...
قريبا، أتوقع أن أنتقل من ولاية بنسلفانيا إلى ولاية فرجينيا، لأدخل جامعتها (في شارلوتزفيل).  لهذا، تجدونني هذا الأيام «أدق على الخشب»(مثل أميركي) حتى يتحقق ذلك.
أنا متحمس، ليس فقط لأخرج من داخل هذه الجدران الأربعة، ولكن، أيضًا، لأقابل أشخاصاً جدداً، وأتعلم أشياء جديدة...
 
 

كامرين سنيد


كامرين: 18 سنة
 
كامرين سنيد (18 عاما): تعيش في ديرهام (ولاية نورث كارولينا)، وحصلت على منحه لدخول جامعة كارولينا سنترال:
 
بكيت الشهر الأول كله، وأنا أشاهد سنتي الأخيرة في المدرسة الثانوية، وهي تكاد تهرب مني، ومن الذين معي في فصلى. شاهدت «بروم»(حفلات تخرج) في مجمعات تجارية، وفي مواقف سيارات، وفي حدائق عامة. في كل مكان، كنا بعيدين عن بعضنا البعض.
أي حفل تخرج هذا دون تقبيل، وأحضان، ورقص؟
في واحد من هذه الحفلات، صدرت أوامر مسبقة: «يجب على جميع العائلات البقاء في سياراتهم، بينما يخرج أولادهم وبناتهم من السيارات، ويذهبون إلى المسرح، ويقفون على مسافة 6 أقدام من بعضهم البعض».
لا بأس عند وضع اعتبار لظروف كورونا. لكن، أين الصورة التاريخية للخريجين والخريجات معا؟ وأين صورهم مع أساتذتهم؟
عطفت على صديقة والدتي، وجهزت حفل تخرج داخل منزلنا. كان هناك فستان جميل، وموسيقى، وغناء، كان «ميني بروم»(حفل تخرج صغير)...
لم أصدق وأنا أسمع الجامعات تقول إنها أغلقت أبوابها تماما. دائما، يقول الناس إن هذه هي أفضل أربع سنوات في حياتهم، أربع سنوات داخل الحرم الجامعي. لكن، أين أنا من الحرم الجامعي؟
لا أريد حرماً جامعياً إذا لم أحصل على المتعة الكاملة التي تأتي مع الدراسة: المشي في الحرم الجامعي، والتعرف على أشخاص جدد، والذهاب إلى المقهى، مع إيقاع الموسيقى بأصابعنا على الطاولة أمامنا...
أريد ذلك. لا أريد واجبات مدرسية فقط.
أريد أن أكون جراحة أسنان. أريد أن أكون طبيبة، أعالج المرضى، وأعطف عليهم، وهم يقدرونني ويحترمونني. كان هذا حلمي منذ السنة الثانية في المدرسة الابتدائية. لكن، ها أنا ذا أحس بأنني سأتسلم شهادة كورونا، لا شهادة طب أسنان.
ويظل المستقبل مثل محيط مجهول، وأنا، وغيرى، عائمون على سطحه، ولا ندري إلى أين تجرفنا الأمواج...

 

أديسون بيلودو


 
 
البحث عن وظيفة
 
أديسون بيلودو (17 عاما): تعيش في غرينلاند (ولاية نيوهامشير)، وتخطط لدخول جامعة كارولينا كوستال (الساحلية):
 
لأدفع تكاليف دراستي الجامعية، أحتاج إلى وظيفة. عادة، أعمل في مطعم عبر النهر في ولاية مين المجاورة. لهذا، خلال العام الدراسي الماضي، كنت أقول لنفسي: سأعود إلى العمل في المطعم، وسأعمل ساعات أكثر، وأوفر مالا يكفيني خلال الصيف، ثم أذهب إلى الجامعة.
لكن، الآن، ها هو المطعم يظل مغلقا.  لهذا، أحس بقلقين: الأول: ماذا سأفعل دون عمل خلال شهور الصيف؟ والثاني: كيف سأنفق على نفسي في الجامعة؟...
لحسن حظي، كنت وفرت بعض الدولارات للدراسة الجامعية، ووالداي قالا إنهما سيساعداني.  لكن، قائمة نفقات الدراسة الجامعية طويلة: ايجار الغرفة، الكتب، الوجبات، النثريات.
حتى يحين موعد بداية الدراسة الجامعية، آمل أن يفتح المطعم (في ولاية مين). ربما سأضطر إلى الحصول على قرض دراسي، مما يعني أنني سأكون مثقلة بالديون عندما تنتهي دراستي الجامعية...
تعمل أمي في فنادق «ماريوت»القريب من هنا. لكنها فقدت وظيفتها بسبب كورونا. إنها تكاد تكون محبطة، وهي تعيش في المنزل دون راتبها الشهري. لحسن الحظ، وجدت عملا يشغلها، وهو طلاء المنزل. وهكذا، صار منزلنا مطليا بألوان مختلفة ورائعة...
وأنا لا عمل لي. لهذا، عدت إلى الحرف اليدوية. بالأمس سمحت لنا المدرسة الثانوية بالعودة لحضور تعلم فن الفخار، ونحن بعيدون من بعضنا البعض. ثم سمحت لنا المدرسة بتزيين وتلوين القطع التي صنعناها، وأخذها إلى منازلنا. لا بأس...

font change