الاستخبارات الأميركية في 1947 و"عواقب تقسيم فلسطين"

الاستخبارات الأميركية في 1947 و"عواقب تقسيم فلسطين"

[caption id="attachment_55238661" align="aligncenter" width="620"]نزوح جماعي للفلسطينيين بعد قرار التقسيم نزوح جماعي للفلسطينيين بعد قرار التقسيم[/caption]



في وثيقة أخرى تحت عنوان "عواقب تقسيم فلسطين" بتاريخ 28 نوفمبر 1947 (تنشرها المجلة) تذكر وكالة الاستخبارات الأميركية أنه "تم تأسيس حركة الإخوان المسلمين التي تتمركز في مصر من الشبان المسلمين بغرض توجيه المجتمع العربي بما يتوافق مع الآيديولوجيا الإسلامية. وتم تأسيس فروع لتنظيم الإخوان في سوريا، ولبنان، بالإضافة إلى فلسطين، والذي يعد من أكثر أفرعها نشاطا. وينظر تنظيم الإخوان إلى "التغريب" باعتباره تهديدا خطيرا للإسلام وسوف يواجه أي انتهاك صهيوني لفلسطين بالتعصب الديني. فإذا ما تم إعلان "الجهاد"، سيصبح الإخوان رأس الحربة في أي "حملة". كما يستطيع المفتي الأكبر، باعتباره رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى، أن يعتمد على التأييد الجماعي لكافة أعضاء الإخوان الذين يثقون في دخولهم الجنة إذا ما ماتوا في ساحة القتال".



[blockquote]
وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية
عواقب تقسيم فلسطين
28 نوفمبر (تشرين الثاني) 1947
برنامج المراجعة التاريخية لوكالة الاستخبارات المركزية
النسخة الكاملة
نسخة رقم: 35




[/blockquote]



عواقب تقسيم فلسطين
الملخص





سوف تندلع النزاعات المسلحة بين اليهود والعرب إذا ما قبلت «الجمعية العامة للأمم المتحدة» خطة تقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية والتي أوصت بها لجنة فلسطين الخاصة التابعة للأمم المتحدة UNSCOP
لقد أصبح العرب في سوريا، ولبنان، والعراق، وإمارة شرق الأردن، والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى فلسطين، متأثرين بالقومية والحمى الدينية، عازمين على قتال أي قوة أو مجموعة قوى تحاول تأسيس دولة يهودية في فلسطين. وعلى الرغم من أنه من المستبعد أن تقوم حكومات الدول العربية بالإعلان الرسمي عن الحرب، فإنهم لن يحاولوا منع شعوبهم (وبخاصة رجال القبائل المتعصبين) من المشاركة في المعركة؛ بل وربما يشجعون مثل ذلك السلوك ويقدمون مساعدات سرية كذلك.



الضغط الديني





وربما تكون الحكومات العربية متأثرة بالضغوط الدينية بنفس قدر تأثرها بالضغوط القومية. كما أن العرب قادرون على التعصب الديني الذي عندما يقترن بالطموحات السياسية يمكن أن يمثل قوة هائلة للغاية. ومن الصعب التكهن بما إذا كانت الحكومات العربية قادرة على توجيه تلك القوى أم لا. فمن الممكن أن تقوم منظمات دينية محددة بأخذ زمام المبادرة لتنظيم المقاومة العربية في فلسطين.

تم تأسيس حركة الإخوان المسلمين التي تتمركز في مصر من الشبان المسلمين بغرض توجيه المجتمع العربي بما يتوافق مع الآيديولوجيا الإسلامية. وتم تأسيس فروع لتنظيم الإخوان في سوريا، ولبنان، بالإضافة إلى فلسطين، والذي يعد من أكثر أفرعها نشاطا. وينظر تنظيم الإخوان إلى «التغريب» باعتباره تهديدا خطيرا للإسلام وسوف يواجه أي انتهاك صهيوني لفلسطين بالتعصب الديني.

فإذا ما تم إعلان «الجهاد»، سيصبح الإخوان رأس الحربة في أي «حملة». كما يستطيع المفتي الأكبر، باعتباره رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى، أن يعتمد على التأييد الجماعي لكافة أعضاء الإخوان الذين يثقون في دخولهم الجنة إذا ما ماتوا في ساحة القتال.




الحافز





سوف يصبح الحافز الرئيسي بالنسبة للعديد من الزعماء في ذلك الصراع هو الانتهازية متزامنة مع التطلعات القومية والحمى الدينية. وفي المقابل، سوف يحظى القادة برضا القومية التي أعيد إحياؤها مؤخرا باعتبارها حافزا قويا لكثير من العرب خاصة رجال المدن الذين حظوا بمستوى أفضل من التعليم.

ومن المرجح أن لا يثير المتطوعون الذين يفرون من جيوش الدول العربية غضب حكوماتهم، بل سوف يحظى كثير منهم بالتشجيع السري. وسوف يتم إعلان الجهاد لضمان وجود متطوعين رغم أنه من المستبعد أن يشعل مثل ذلك الإعلان انتفاضة جماهيرية. كما أن الجفاف الحالي الذي يتعرض له شمال شرقي الصحراء العربية سوف يجعل رجال القبائل ضجرين، ومن ثم سيمثل الوعد بمغانم المستوطنات اليهودية جاذبية خاصة لكثير منهم.



المنظمة





من المتوقع أن تتنوع القوات العربية من فرق شبه عسكرية تخضع لسيطرة كاملة إلى تنظيمات قبلية من البدو بزعامة شيوخ القبائل. وسوف يصبح نبل الغرض هو القوى الرئيسية لوحدتهم. وسوف تمنح حرب العصابات المكثفة في فلسطين قوة كبرى للزعماء القوميين الانتهازيين، العدوانيين، المتطرفين، الذين ربما يهيمنون (في بعض الحالات) على حكومات بلدانهم. ومؤخرا، كانت هناك تقارير تشير إلى تأسيس إدارة موحدة لقوات حرب العصابات العربية.
ومن المرجح أن تتورط شعوب الدول العربية في ذلك الصراع بين اليهود والعرب حول فلسطين. فعلى الرغم من أن معظم الحكومات العربية سوف تتردد في العمل ضد قرار «الجمعية العامة للأمم المتحدة» ورغبات القوى العظمى، فإن الضغوط القومية والدينية والقبلية سوف تجبرهم على تأييد عرب فلسطين على المستوى غير الرسمي.



ومن المرجح أن يعزز المتطرفون والقوميون نفوذهم على حساب رجال الدولة في العالم العربي الذين يعتقدون أن تنمية بلدانهم تعتمد على الحفاظ على علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. فبينما يقوم رجال القبائل غير المسؤولين والمسلمون المتعصبون بالتفجير العشوائي لأجزاء من أنابيب البترول وشن الهجوم في بعض الأحيان على الأميركيين، فمن المحتمل أن ترفض الحكومات المسؤولة توقيع معاهدات لأنابيب البترول، أو اتفاقيات بترولية، أو اتفاقات الطيران المدني والمعاهدات التجارية. كما سيصبح من الصعب تنفيذ العديد من المشروعات الضرورية لرفع مستوى المعيشة دون مساعدة الولايات المتحدة وإرشاداتها. وفي ظل التزام الولايات المتحدة بالتقسيم، سوف يتم تأجيل مثل تلك المشروعات إلى أجل غير مسمى.
وسوف يتزايد الفقر والاضطرابات وفقدان الأمل في العالم العربي، وهي العوامل التي تترعرع عليها الدعاية الشيوعية، وسوف ينتشر العملاء السوفيات (الذين يتسللون بالفعل إلى فلسطين كيهود نازحين) إلى الدول العربية محاولين تنظيم ما يطلق عليها «الحركات الديمقراطية» مثل الحركة الموجودة الآن في اليونان.
font change