* المتحدث باسم جامعة الأزهر: تقلص المظاهر المصاحبة للشهر الكريم بسبب جائحة كورونا تولّد ألمًا نفسيًا لدى الناس خاصة الصبية والأطفال والشباب
* عضو بالهيئة الوطنية للإعلام: زكاة الفطر يجب أن تؤدى بشكل سريع للمحتاجين الذين فقدوا أعمالهم نتيجة البقاء في المنازل
* دور الإذاعة في رمضان هذا العام سينصب على التوعية لتطبيق التعليمات الطبية والاهتمام برمضان من حيث البرامج والابتهالات المسجلة
* لن تقدم الإذاعة السهرات والأمسيات الدينية من المساجد بسبب إغلاقها
* أرقام توزيع الصحف الورقية في انحسار كبير لصالح المواقع الإلكترونية، والمشكلة في رمضان ستكون مضاعفة حيث ستقل أرقام التوزيع بشكل أكبر
القاهرة: تأتي رياح شهر رمضان كل عام بمشاعر روحانية تصل إلى مرحلة عالية من السمو والتجرد، مصحوبا بالمزيد من البهجة والفرح والسرور، واليمن والبركات، في ظل أجواء طقسية مختلفة عن سابقتها من جميع أيام العام، كما تأتي ليالي رمضان مصحوبة بالأهازيج الروحية المرتبطة بصلاة القيام، وتلاوة القرآن الكريم، والتهجد، والاعتكاف في المساجد، إضافة إلى مسحة مجتمعية من الود والتراحم والتزاور، في محيط مليء بزينات الشهر الكريم من أضواء وفوانيس تتعدد أشكالها وألوانها وصفاتها، تصدح بأغان تخص الشهر الكريم، وأشهرها «رمضان جانا، للفنان محمد عبد المطلب، و«مرحب شهر الصوم» للفنان عبد العزيز محمود، وغيرها من الأغنيات، والموشحات الدينية والتي يأتي على رأسها موشحات الشيخ سيد النقشبندي التي تسمو بالروح وتأخذها بعيدا إلى عالم من الرقي الروحي والنفسي والأخلاقي، إضافة إلى الشوارع المكتظة بالمشترين، والمتسوقين لشراء أكلات شهر رمضان من الكنافة والقطائف، والياميش، واستعدادات موائد الرحمن لاستقبال ضيوف الرحمن لتحصيل الحسنات والبركات، كما تبث الإذاعات والقنوات الفضائية الكثير من الأعمال الدرامية والمسلسلات، واللقاءات الفكرية والدينية، وبرامج المسابقات لإضفاء مزيد من البهجة على الناس خلال الشهر الكريم.
فيما يأتي رمضان هذا العام بوجه مختلف، وشكل مختلف، يكسوه الخوف والحذر، والخشية والترقب، سبقته استعدادات وإجراءات حكومية، وذاتية لمواجهة عدو لدود للبشرية متمثلا في فيروس كورونا المستجد الذي أجبر الشعوب والحكومات على التقوقع في المنازل والبيوت خشية الموت والإصابة بالعدوى من هذا الفيروس القاتل، فهل يختلف رمضان في مصر هذا العام عن سابقيه في ظل هذه الجائحة التي خلفت ما يتجاوز المليوني مصاب حول العالم، ومئات الآلاف من الضحايا؟ أم أنه سيكون كسابق عهده في السنوات الماضية؟
«المجلة «من جانبها استشرفت آراء عدد من رجال الدين وخبراء الإعلام لتسليط الضوء على شهر رمضان هذا العام، وكيف يستقبله الناس في زمن الكورونا؟
تحويل البيوت لنموذج مصغر من المسجد
من جانبها، قالت العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر الدكتورة آمنة نصير في تصريحات خاصة لـ«المجلة»: رؤيتي للمسألة لها عدة أبعاد، أولا يجب علينا كمسلمين ونحن نستقبل شهر رمضان في ظل هذه الجائحة التي تجتاح العالم أن نكون مؤمنين بقضاء الله وقدرة، وأن نكون في أتم حالات الرضا بالقضاء والقدر، خيره وشره، حلوه ومره، ويجب علينا أن ننظر إلى المسألة من جانبها المشرق، لا أن ننظر إليها من الجانب الآخر المعتم، فما كتبه الله علينا يجب علينا أن نؤمن به، ونرضى، وأن نكون في غاية الاطمئنان، له وسوف يقينا الله من هذه الجائحة وتمر علينا بسلام.
كما أود أن أنبه إلى أننا ونحن بصدد استقبالنا للشهر الكريم في ظل هذه الجائحة، أن نتعلم درسا مهما، قبل أول يوم من أيام رمضان، وهو أن نحاسب النفس على ما قدمنا من تقصير، وما ارتكبنا من أخطاء لإصلاح المعوج من تصرفاتنا، وأخطائنا، وذلك قبل قدوم اليوم الأول من الشهر الكريم، وأن نتعلم من هذه الجائحة القيم العظيمة للدين من الرضا، والإيمان بالقضاء والقدر، والتسليم لله، ومحاسبة النفس على ما قدمت من أخطاء.
كما أود أن أنبه إلى أنه وفي ظل هذه الجائحة تم إلغاء مناسك العمرة، وزيارة الأماكن المقدسة، وهذه المسألة وما تحملة من غبطة، وروحانيات والتي حرمت هذه الجائحة جموع المسلمين من إتمام هذه الفريضة، أدعو الجميع إلى أن يتعلم منها الكثير، فلو قام كل من كانت تهفو نفسه وتصبو إلى أداء العمرة، أن يقوم بدفع تكاليف هذه العمرة إلى الأسر المعسرة، والمصابين من هذا المرض، وأن يقوموا بتزويج الفتيات غير القادرات، ومساعدة المحتاجين في كل الأوجه سواء المحتاجين إلى الغذاء، أو المحتاجين إلى الدواء، وقتها سيجد الشخص الغبطة، والفرحة والسعادة التي كان سيجدها من خلال إتمام مناسك العمرة التي حرمته هذه الظروف من إتمامها.
كما أود أن أؤكد أنه في ظل هذه الجائحة وما اتخذته الدولة من إجراءات أهمها منع التجمعات خاصة صلوات الجماعة في المساجد، فأنا أدعو كل شخص، وكل رب أسرة، وكل أب أن يحول بيته إلى نموذج مصغر من المسجد يعقد فيه الصلاة الجامعة هو وأفراد أسرته، كي تعم البركة والسعادة في جميع الأنفس، وفي جميع البيوت، وأن يكون كل زوج في هذه المحنة قريبا من أبنائه، وزوجته يستمدون من هذه المحنة المنح التي أعطاها لهم الله من المودة والرحمة، وكل أوجه الخير، وأن تكون الجائحة فرصة لمحاسبة النفس على تقصيرها، وفرصة للتقارب بين أفراد الأسرة الواحدة.
أما بخصوص البهجة التي كانت تعم الأسر والبيوت، والأفراد وجميع المواطنين بقدوم الشهر الكريم، من تزاور وتعليق للزينات، وأوجه الفرح الأخرى، والتي حرموا منها، بسبب الجائحة، أن يبحثوا في سبل إعادة البهجة لهم ولأسرهم من دعم الفقراء والتوادد والتراحم فيما بيننا، وإطعام المساكين والفقراء والمحتاجين، وبذلك نخلق لأنفسنا أسباب البهجة التي اعتقد الكثيرون أن الجائحة سوف تحرمهم منها، ولكن الشخص المسلم يستطيع عن طريق الإيمان والرضا بالقضاء أن يحول كل محنة بإيمانه وثقته في خالقه إلى حالة من حالات الرضا التي يكافئه الله بالمنح عن طريقها لتخلق سعادة في النفس والأسرة، والمجتمع
استلهام عبر الصوم
فيما قال المتحدث باسم جامعة الأزهر الدكتور أحمد زارع في تصريحات لـ«المجلة»، إن قدوم شهر رمضان المعظم في ظل جائحة كورونا يجعلنا أكثر قربا من الله لأننا في هذا التوقيت في أمس الحاجة إلى أن نكون أكثر تضرعا إلى الله، وأكثر استلهاما لعبر الصوم، في هذه الظروف التي يمر بها العالم وأن نعبد الله تضرعا وخفية، كما أن تواجد الناس في البيوت ومع أسرهم، وظروف المصابين، والمتوفين من جراء فيروس كورونا، يجعل الناس أكثر تكاتفا، وتكافلا اجتماعيا، وتقاربا بين الأرحام، والتعامل مع عبر الله في الكون، وقدرة الله تعالي في أن يحبس الدنيا كلها، ويمنع قدرتها عن الحركة بفيروس ضعيف وبسيط لا يرى بالعين المجردة، ليعرف الناس أن قدرة الله عظيمة وفوق أي قدرة، وبالتالي فنحن في أشد الحاجة للرجوع إلى الله تعالى وتأمل ما يحدث، وأن نتجه إلى الله في هذا الشهر الكريم في ظل هذه المحن بمزيد من التضرع والالتزام بتعاليم الدين أكثر وأكثر.
وقال زارع أيضا إن الإجراءات التي اتخذتها الدولة والتي تأتي في إطار منع انتشار فيروس كورونا خاصة منع التجمعات، مثل إغلاق المساجد ومنع إقامة الصلاة فيها مع قدوم شهر رمضان نحن نحاول بقدر الإمكان أن نتخطى هذا الأمر مع الأولاد والأسرة بأن نصلي نفس الصلوات في وقتها جماعة داخل البيت، وإن شاء الله ستكون صلاة التراويح (القيام) كذلك، وسنحاول أن نزيد من قراءة القرآن أكثر وأكثر من خلال البقاء لأطول فترة داخل البيت وهذا سيعطينا فرصة لمراجعة القرآن لمرات كثيرة واسترجاع القرآن حفظا مع الأولاد، فضلا عن أنه من الممكن أن تثار بعض النقاشات الإيمانية عن طريق التأمل في بعض المواقف الإيمانية، وتفسير بعض الآيات، وأن نشغل أنفسنا بالذكر خلال هذا الشهر الكريم ونزداد ثقافة عن طريق قراءة الكتب التي لم يكن لدينا فسحة من الوقت لإعادة قراءتها بعيدا عن الانغماس في قراءة كتب التخصص.
وأضاف زارع أن تقلص المظاهر المصاحبة للشهر الكريم بسبب جائحة كورونا تجعل هناك ألما نفسيا لدى الناس، خاصة الصبية والأطفال والشباب، حيث إن إجراءات مواجهة الفيروس تمنعهم من القيام بالانطلاقة التي كانوا يمارسونها في الأعوام السابقة مع قدوم شهر رمضان من تعليق الزينات، وشراء الفوانيس والتواصل مع أقرانهم، والتواصل مع الأقارب، ونحن نحاول أن لا نضيع على الأطفال بهجتهم بهذا الشهر في ظل هذه الظروف، عن طريق شراء الفوانيس لهم وإنارتها في البيت وهذه المحاولات تأتي في إطار منع التجمعات، وتنفيذ النصائح الطبية للوقاية من العدوى بفيروس كورونا، بمعنى الامتناع عن الزيارات الأهلية الاعتيادية التي كنا نقوم بها خلال الشهر الكريم، وعدم الذهاب إلى القرية، لأن هذا الأمر أصبح صعبا، وذلك من أجل الحفاظ على أنفسنا، وغيرنا. وبمعنى آخر يمكن القول إن فيروس كورونا سوف يحجم تحركات الناس خلال شهر رمضان.
رمضان مختلف عن سابقيه
من جانبه قال رئيس الإذاعة الأسبق وعضو الهيئة الوطنية للإعلام، عبد الرحمن رشاد، لـ«المجلة»، إن رمضان هذا العام يأتي في ظل ظروف مختلفة، ممثلة في هذا الوباء الذي يجتاح العالم، وبالتالي رمضان هذا العام لن يكون عاديا، ولكن سوف يسبقه عدة أشياء، فمثلا زكاة الفطر يجب أن تترجم بشكل سريع وأن تؤدى بشكل سريع للمحتاجين الذين فقدوا أعمالهم نتيجة البقاء في المنازل فالعمال الذين يعملون بشكل يومي ويعتمدون في أرزاقهم على العمل اليومي مضطرون للبقاء في المنازل وبالتالي الزكاة هنا واجبة لهم، ومن المفترض أن تذهب الزكاة للمتضررين من كورونا، كما يجب تقديم المساعدات للأطقم الطبية الذين يقومون بمجهود غير عادي لمواجهة هذا الوباء، فزكاة المال يجب أن توجه إلى المستشفيات والمتضررين من كورونا.
أيضا الصيام هذا العام لن يكون مصحوبا بما يجري في رمضان من صلاة القيام، وصلاة الفجر، وسينطبق ما أشار إليه الحديث الشريف «صلوا في بيوتكم.. صلوا في رحالكم»، فقيام رمضان سيكون في المنازل بدلا من المساجد لمنع انتشار عدوى كورونا، وهنا التزام بتطبيق التعليمات الطبية، وتعليمات الدولة بعدم وجود تجمعات حتى لا تنتشر العدوى، والتعاون مع الدولة في تنفيذ التعليمات والالتزام بالحظر المفروض، بأن يظل الناس في بيوتهم، وهذا ما سيجعل رمضان هذا العام مختلفا عن سابقية بسبب كورونا.
وأشار رشاد إلى أن أزمة كورونا بالتأكيد سوف تلقي بظلالها على البرامج والسياسات الإعلامية للإذاعة، والقنوات الفضائية، خلال شهر رمضان هذا العام، كما أن الأعمال الفنية، والأعمال الدرامية سوف تتأثر، وأنا أعتقد أن الأعمال الدرامية لن تكون هذا العام بنفس حجم الأعوام السابقة، ولن تنتج أعمال درامية بشكل موسع، وبالتالي فإن كعكة الإعلانات سوف تقل عن الأعوام السابقة لانكماش حالة السوق، وهو ما سوف يؤدي لانكماش الإعلانات التي تلعب دورا كبيرا في تسويق الأعمال الدرامية، وبالنسبة للبرامج الحوارية أعتقد أن هذه البرامج سوف ينصب مضمونها على التكاتف، وفكرة مقاومة الوباء، والإجراءات المتبعة لمقاومة كورونا، وعملية البحث العلمي لإيجاد لقاح لمقاومة الفيروس، فالحوارات ستكون أكثر جدية هذا العام عن الأعوام السابقة، حيث ستهتم بصحة الإنسان، وعلاقة الصيام بهذا الوباء، وتعاون المجتمعات الإسلامية، وتعاون الأغنياء مع الفقراء في مواجهة كورونا، وعطاء الأغنياء للفقراء في شهر الصيام كترجمة حقيقية ملموسة لحكمة الصيام، وأعتقد أنه سيكون هناك اهتمام بتعويض إذاعة صلاة الفجر عبر ميكروفون الإذاعة، بإذاعة ابتهالات رمضان من الاستوديوهات، والبرامج والحوارات المسجلة ستكون أكثر من البرامج والحوارات المباشرة بسبب تعليمات منع التجمعات، وبالتالي سيكتفى بالبرامج المسجلة والابتهالات القديمة وتلاوات القرآن المسجلة لكبار القراء، والأحاديث المسجلة، والبث المباشر في رمضان سيكون هذا العام نادرا وفي أضيق الحدود.
وذكر رشاد أن ما ينطبق على الإذاعة ينطبق تماما على القنوات الفضائية، فمثلا في الإذاعة الموائد الرئيسية في رمضان، قرآن السهرة، والأمسيات الدينية، وصلاة الفجر، وصلاة القيام التي تنقل من الحرمين الشريفين، وهذا لن يحدث هذا العام، أيضا بالنسبة للبرامج الساخنة السريعة التي يتم استضافة الفنانين فيها ستكون محدودة، لأن الاهتمام الإعلامي ما قبل رمضان بنحو شهر تقريبا انصب حول الوباء وفكرة خلق وعي عام لمقاومة الوباء واتباع تعليمات الدولة، وهو ما سوف يؤثر سلبا على إذاعة البرامج السريعة والساخنة، ودور الإذاعة في رمضان هذا العام سينصب من حيث المضمون على شقين، الأول التوعية المستمرة باتباع مقاومة كورونا، وتطبيق التعليمات الطبية، والدور الثاني هو الاهتمام برمضان من حيث البرامج والابتهالات المسجلة، وهو ما تم اعتماده في برامج وسياسات الإذاعة خلال الشهر الكريم، فمثلا إذاعة القرآن الكريم سوف تقدم البرامج المهتمة بالجوانب الروحية للصيام، والبرامج الدينية، وفي نفس الوقت سوف يستمر تناول الموضوعات الدينية التي تحث على الاستمرار في تطبيق التعليمات الطبية وتعليمات الدولة فيما يخص مقاومة الفيروس، ولكن مع تقديم الوجبة الدينية المصاحبة للصيام، مع عدم تقديم السهرات والأمسيات الدينية من المساجد بسبب غلقها كإجراءات احترازية لمواجهة كورونا.
رمضان تحت الحجر المنزلي
وفي سياق موازٍ، قال الكاتب عبد الله السناوي إن رمضان هذا العام مختلف، وعالم مختلف، وطقوس مختلفة، نحن نتكلم لأول مرة عن جائحة تواجه العالم، خاصة في شهر رمضان، فنحن أمام «رمضان تحت الحجر المنزلي»، قراءة القرآن في المنازل، الصلاة في المنازل، التعبد في المنازل، صلاة القيام تتم في المساجد منذ قرون، وفي ظل الجائحة تم إغلاق المساجد، والحرم النبوي، والحرم المكي، وستتم هذه الصلوات أيضا في المنازل، فنحن أمام وضع استثنائي نتمنى الخروج منه بخير، رمضان هذا العام يختلف عن رمضان في الأعوام السابقة، فلا توجد الزيارات العائلية الكثيفة، واللقاءات، والتجمعات، واللقاءات في المقاهي، والنوادي العامة، كل هذه المظاهر سوف تختفي في رمضان، كما تقلصت الطقوس التي تسبق رمضان من الزينات والاحتفالات، لأن الإجراءات الصحية سوف تكون مستمرة، وربما تخفف ساعات الحظر ولكن نحن في النهاية أمام رمضان مختلف لم يسبق للناس أن شاهدوا مثله في حياتهم، ورمضان هذا العام شكله سيكون مختلفا فالتواصل سيكون عبر وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من اللقاءات الشخصية، والمكالمات الهاتفية داخل الأسرة الواحدة أكثر من اللقاءات المشتركة، الدعوات والعزومات المتبادلة بين الأقارب والأصدقاء لن تتم هذا العام، كما أنه لن تكون هناك موائد الرحمن، وسوف تخف حدة التجمعات، ولن أقول إن هذه الظواهر سوف تختفي تماما في ظل سمات المجتمع المصري المتكاتف والمتراحم، خاصة في رمضان، ولكنها سوف تخفت.
وأضاف السناوي لـ«المجلة» إن العالم الصحافي سوف يتأثر في رمضان بهذه الجائحة، ففي الأصل يقل توزيع الصحف في رمضان، ففي العصور السابقة حين كانت أرقام توزيع الصحف عالية، كانت تقل نسب التوزيع خلال شهر رمضان، وهذا العام لدينا مشكلة حيث إن أرقام توزيع الصحف الورقية في انحسار كبير لصالح المواقع الإلكترونية، كما أن المشكلة في رمضان ستكون مضاعفة حيث ستقل أرقام التوزيع بشكل أكبر، بسبب حظر التجوال، بمعنى أن الطبعات المسائية سوف تتأخر، وإرسال الصحف للمحافظات سوف يتأثر بسبب مواعيد القطارات التي لا تتناسب وساعات الحظر، وأظن أنه ستحدث مشكلة كبيرة وغير مسبوقة للصحف الورقية في رمضان هذا العام.