* د. إبراهيم مجدي حسين: من الضروري الابتعاد عن أي أخبار سلبية... والبحث عن طرق لإفراغ الطاقة في أعمال إيجابية
* د. جمال فرويز: المصابون بالفيروس يواجهون التنمر المجتمعي... ويجب دعمهم نفسيًا
* منظمة الصحة العالمية تضع 6 نصائح لتجنب الاضطرابات النفسية بسبب كورونا
القاهرة: «كوفيد-19»، كورونا المستجد، تحول من وباء عالمي اجتاح عددا كبيرا من دول العالم إلى مصطلح بمجرد ذكره يصاب الأشخاص بالرعب والهلع، والذي يصل عند البعض إلى الهستيريا، فهل من الممكن أن يكون الوباء العالمي، أحد أنواع الـ«فوبيا»، مثل «فوبيا المرتفعات»، و«فوبيا الأماكن المظلمة»، هل سيكون هناك «فوبيا كورونا»؟!
ما بين الآثار السلبية والإيجابية، للعزل أو للحجر الصحي، كان لأساتذة الطب النفسي والاجتماعي هذه الآراء.
وتحذيرا من انتشار فوبيا كورونا، قال الدكتور إبراهيم مجدي حسين استشاري الطب النفسي، إن مصطلح الفوبيا من الفيروس، بدأ ينتشر في الفترة الأخيرة بين عدد من المرضى الذين، يتواصلون معه بطبيعة عمله، موكدا أن أكثر المعرضين للإصابة بالاضطرابات النفسية، هم من يتابعون عن كثب جميع الأخبار التي تنشر عن الفيروس سواء عن طريق السوشيال ميديا أو المواقع الإخبارية والقنوات الفضائية.
ونصح الدكتور إبراهيم مجدي حسين في حديث لـ«المجلة» الجميع بعدم متابعة الأخبار والبيانات التي تعلن وتنشر بشأن كورونا، والاكتفاء بالبيانات التي تنشر عن الوقاية وكيفية التطهير والتعقيم، سواء للمنازل أو أماكن العمل، مطالبا الأشخاص بمحاولة الاستفادة من وقت الفراغ المفروض عليهم، نتيجة منع الاختلاط والتجمعات، في تنمية مهاراتهم الخاصة، أو ممارسة القراءة بكثافة، والإكثار من الدعاء حتى يرفع الله البلاء.
استشاري الطب النفسي، أضاف أن «كوفيد-19»، وباء بيولوجي، مشيرا إلى أن البعض يتعامل مع مريض كورونا، على أنه وصمة عار، وشخص غير مرغوب فية، وهذا قد يؤثر نفسيا بتدهور حالة المصاب، موضحا أن هناك أشخاصا أصيبوا بالمرض وتعافوا دون الخضوع لأي عقاقير، بمجرد وضعهم في الحجر الصحي والعزل فقط، وذلك طبقا لتقارير منظمة الصحة العالمية، مؤكدًا أن ليس كل من يسعل وترتفع درجة حرارته، مصاب بالفيروس.
استشاري الطب النفسي، شدد على أن عدم الاختلاط ومنع التجمعات، التي تفرضها الحكومات في الوقت الحالي، لا تحمل رفاهية الاختيار، مضيفا يجب أن يلتزم الجميع بالإجراءات الاحترازية والتدابير اللازمة للوقاية من كورونا، مطالبا الأشخاص بعدم الإفراط في استخدام الكحول والمطهرات خاصة الذين يعانون من أمراض الحساسية والجهاز التنفسي.
في سياق متصل، نشر مركز الدراسات البريطاني معهد كينغز كوليدج، دراسة بأن بعض الذين يخضعون للحجر الصحي، يعتبرونه تجربة غير مرضية، وأن العزل عن الأهل والأحباب، وفقدان الحرية، والارتياب من تطورات المرض، والملل، كلها عوامل يمكنها أن تتسبب في حالات مأساوية.
منظمة الصحة العالمية أكدت أن الفيروس يسبب التوتر المفرط، ونصحت الناس بتجنب مشاهدة أو قراءة أو الاستماع إلى الأخبار التي تولد مشاعر القلق أو التوتر، وأن ستيفن باكلي، من مؤسسة Mind Mindالخيرية للصحة العقلية أشار إلى أن فيروس كورونا يسبب التوتر والقلق للكثير من الناس ولذلك عليك أن تسيطر على تلك المشاعر السلبية قدر الإمكان.
متفقا مع ما سبق، قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي لـ«المجلة»، إنه بظهور كورونا وفرض بعد التدابير والإجراءات، لمنع انتشار الفيروس، وزيادة وقت البقاء في المنازل، في البداية كان الأمر إيجابيا، وفرصة للوجود مع الأبناء في المنازل ومتابعتهم عن قرب، ولكن مع طول مدة الأزمة يتعرض البعض إلى حالة نفسية، ويتعرضون لبعض التوترات والتي تصل إلى الاكتئاب، وخاصة مع تدهور الحالة الاقتصادية للبعض نتيجة توقف أعمالهم ومهنهم والتي تعتمد على الخروج اليومي للعمل.
استشاري الطب النفسي، أكد أن زيادة الوقت وعدم إفراغ الطاقة الإيجابية والسلبية، داخل الأشخاص يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية، ولذلك يجب أن يلجأ البعض لطريقة من أجل إفراغ طاقتهم، حتى لا تتحول إلى مرض، مضيفا يجب أن يكون هناك نوع من أنواع العلاج السلوكي الذي يعمل علية الأشخاص أثناء فترة العزل أو الحظر، وعدم مناقشة موضوعات بها خلافات مثل العقائدية، وما شابه.
استشاري الطب النفسي، أضاف أننا يجب أن ندعم المصابين بفيروس كورونا، نفسيا، حتى لا تتفاقم حالتهم ويدخلوا في مرحلة الخطر، مضيفا أن البعض يتعاملون مع المصابين والمقربين لهم بالتنمر، وهذا ما يجب أن نحذر منه المقربين والمخالطين للمصابين بالفيروس.
منظمة الصحة العالمية، أعلنت في دراسة نشرتها على موقعها الرسمي، مجموعة من النصائح لحماية الصحة النفسية للأفراد، لمواجهة تداعيات انتشار «كوفيد-19»، ومساعدتهم على المحافظة على صحتهم النفسية والاحتفاظ بمعنويات عالية وروح إيجابية تساعدهم وتساعد الآخرين على اجتياز أزمة انتشار الفيروس على مستوى العالم.
المنظمة أكدت أن التفكير السليم وفهم الأمور والظروف المحيطة بانتشار الفيروس في كل أنحاء العالم بالشكل الصحيح، هو جزء من المحافظة على الصحة العقلية والنفسية للإنسان التي يجب حمايتها خلال هذا النوع من الأزمات، ووضعت الإرشادات في 6 نقاط وهي:
1- كن على علم وتفهم بأن فيروس كورونا، يطول الأفراد في كل مكان في العالم بمعزل عن القومية والجنسية أو المنطقة الجغرافية، وأن الأفراد الذين هاجمهم الفيروس في أي مكان كان، هم أشخاص أبرياء لم يقوموا بارتكاب أي فعل خاطئ.
2- عدم الإشارة للأفراد الذين هاجمهم الفيروس، بأنهم «ضحايا» أو «عائلة» فيروس كورونا، أو تصنيفهم على أنهم فئة معيبة، بل استخدم مصطلح أنهم أفراد يواجهون حاليا الفيروس، وكن على علم بأنهم أشخاص طبيعيون، وأنهم حين يتعافون من الفيروس سيعودون إلى حياتهم اليومية الطبيعية وإلى أعمالهم، أسوة بكل أفراد المجتمع.
3- تجنب قراءة ومتابعة الأخبار التي تسبب القلق والتوتر وتوجه دائما لقراءة المعلومات والتقارير الإخبارية التي توجه إلى الخطوات العملية المفيدة والواضحة المطلوب اتباعها في حماية نفسك ومن تحب، وقم بجمع الأخبار من المصادر الموثوقة مثل منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية الوطنية وذلك فقط مرة أو مرتين خلال النهار، ولا تسمح لنفسك بالاطلاع على الأخبار من المصادر غير الموثوقة، وكن يقظا حتى تتمكن من اكتشاف المعلومات المغلوطة والشائعات.
4- احم نفسك، وقدم في الوقت نفسه الدعم للآخرين. واعلم أن مساعدة الأشخاص حين يكونون في حاجة للمساعدة يعود بالنفع ليس عليهم فقط، بل عليك أيضا، وعلى صحتك النفسية ورباطة جأشك في مواجهة التحديات.
5- حاول أن تجد طريقة في توصيل المعلومات والقصص الإيجابية حول أي جانب متعلق بمكافحة ومواجهة الفيروس، ولا تتردد في نقل وتوصيل أصوات الأشخاص الذين تعافوا من الفيروس وفي نشر تجربتهم وإطلاع الجمهور عليها بشكل إيجابي.
6- قدّر دور وأهمية ما يقوم به الفريق الطبي ومجموعات الدعم في مجتمعك وبلدك لحمايتك وحماية من تحب وإنقاذ حياتهم، وقدم لهم امتنانك على جهودهم في علاج الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس.