الدبلوماسي المخضرم الاخضر الابراهيمي[/caption]
للاخضر الابراهيمي خبرات واسعة بالسياسة في الشرق الأوسط وأفريقيا واسيا، ويحاضر بانتظام في الولايات المتحدة وأوروبا وأفريقيا والشرق الاوسط، عن الصراعات الدولية والنزاعات التي تهيمن على العالم، ولعب مبعوث الأمم المتحدة المحتمل، دورا مركزيا في الأحداث العالمية على مدى الـ40 سنة الماضية.
الحل في الاتحاد
وعن احتمالية تكليفه بالمسؤولية قال المستشار الخاص للامين العام للامم المتحدة الاسبق ووسيط النزاع الدولي الدبلوماسي المخضرم الاخضر الابراهيمي "لا نزعم اننا ذاهبون الى سوريا لحل المشكلة،وكل ما اقوله ان بعض المشكلات تحتاج الى بعض الدقة في التعامل معها والمزيد من الدفع والتعاون".
وقال في تعليقه عن الاحداث الدامية في سوريا"يجب على السوريين ان يتكاتفوا بحثا عن صيغة جديدة باعتبارهم شعبا واحدا.هذا هو السبيل الوحيد لضمان ان يحيا جميع السوريين معا في سلام وفي مجتمع يسوده التسامح ،لا الخوف من الانتقام.وفي الوقت نفسه يجب على مجلس الامن ودول المنطقة الاتحاد معا لضمان حدوث تحول سياسي في سوريا باسرع وقت ممكن.
ان ملايين السوريين يصرخون طلبا للسلام ،ولا يجب باي حال من الاحوال ان يبقى قادة العالم منقسمين بعد الان غير عابئين باستغاثات وصرخات الشعب السوري.
خليفة عنان
[caption id="attachment_55237775" align="alignleft" width="250"]
كوفي عنان[/caption]
وقالت رويترز ان الابراهيمي خير من يتولى هذه المهمة في سوريا فهو وزير سابق للخارجية في بلاده ولديه تاريخ حافل لكونه رجل المهام الدبلوماسية الصعبة. ويستخدم الرئيس السوري بشار الاسد قواته لمحاولة سحق الانتفاضة المؤيدة للديمقراطية في سوريا التي مضي عليها 17 شهرا.
وكان عنان - وهو الامين العام السابق للامم المتحدة والحائز على جائزة نوبل للسلام - قد وقد يصدر اعلان في هذا الصدد بحلول الاسبوع القادم غير ان الدبلوماسيين الذين طلبوا عدم نشر اسمائهم قالوا إن تغييرات قد تحدث احيانا في اللحظات الاخيرة اذا كانت لدى حكومة رئيسية اي دواع للقلق بشأن هذا التعيين او كان لدى المرشح نفسه أي هواجس".
وعمل الإبراهيمي البالغ من العمر 78 عاما مبعوثا خاصا للمنظمة الدولية خلال سلسلة من الظروف التي اكتنفتها التحديات بما في ذلك العراق عقب الغزو الامريكي للبلاد الذي اطاح بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين وفي افغانستان قبل حكم حركة طالبان وبعد انتهائه وفي جنوب افريقيا وهي في سبيلها للخروج من حقبة الفصل العنصري.
الا ان سوريا قد تصبح مهمة عسيرة بصورة غير معهودة ويرجع ذلك في جزء منه الى ان الجهود الدولية لمحاولة انهاء العنف تعثرت بفعل عدم الاتفاق بين الدول الخمس الدائمة العضوية والتي لها حق الفيتو في مجلس الامن الدولي.
وبينما توحد مجلس الامن في ابريل نيسان الماضي للموافقة على نشر 300 مراقب دولي في سوريا لمراقبة وقف لم يتحقق لاطلاق النار في اطار خطة عنان للسلام - اعترضت روسيا والصين على ثلاث مسودات لقرارات انتقدت سوريا وهددت بفرض عقوبات على دمشق.
وارجع عنان اعلانه الاستقالة صراحة "لتبادل الاتهامات والسباب" داخل المجلس وتمنى حظا سعيدا لمن سيخلفه في المهمة.
وندّد عنان بما اعتبره "عسكرة متزايدة" للنزاع السوري وانعدام الإجماع داخل مجلس الأمن والمجتمع الدولي.
وقال في جنيف إن "العسكرة المتزايدة على الأرض، وانعدام الإجماع في مجلس الأمن أدّيا إلى تغيير دوري بشكل كبير".
ومن جانبه، عبّر المندوب الفرنسي في مجلس الأمن عن أسفه لاستقالة عنان، فيما صرّح البيت الأبيض بأن الاستقالة توضح فشل روسيا والصين في دعم موقف مجلس الأمن من سوريا، مبيناً أنها تؤكد إخفاق الأسد في الوفاء بتعهداته.وقال وزير الخارجية الفرنسي إن استقالة عنان تظهر المأزق المأساوي في سوريا.
وقد تلقى الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، اتصالاً هاتفياً من عنان أبلغه فيه باستقالته من منصبه كمبعوث أممي عربي مشترك إلى سوريا، وأن مهمته تنتهي بنهاية شهر أغسطس/آب الجاري. وخلال قبوله استقالة عنان تقدم بان جي مون الامين العام للامم المتحدة بالشكر له لانه حمل على عاتقه اصعب المهام.
سيرة ومسيرة
ولد الابراهيمي في الاول من يناير كانون الثاني عام 1934. وهو متزوج وله ثلاثة ابناء. تلقى تعليمه في الجزائر وفرنسا ويتحدث الانجليزية والفرنسية بطلاقة الى جانب لغته الام.
وساعد الابراهيمي الجزائر على نيل استقلالها عن فرنسا عام 1962 وخلال الفترة بين عامي 1956 و1961 مثل جبهة التحرير الوطني الجزائرية في جنوب شرق آسيا متخذا من جاكرتا مقرا له.
وخلال الفترة من 1984 الى 1991 عمل أمينا عاما مساعدا للجامعة العربية وتوسط لانهاء الحرب الاهلية اللبنانية ثم تقلد منصب وزير الخارجية في بلاده ثلاث سنوات.
وأمضى الابراهيمي ستة أشهر رئيسا لبعثة مراقبي الامم المتحدة في جنوب افريقيا قبل الانتخابات التي اجريت هناك عام 1994 عندما اصبح نيلسون مانديلا رئيسا للبلاد في حقبة ما بعد الفصل العنصري.
وشغل الابراهيمي منصب مبعوث الأمين العام الخاص لأفغانستان من يوليو 1997 حتى أكتوبر 1999. وتولى لجنة مستقلة، أنشأها كوفي عنان الأمين العام الاسبق، والتي صاغت التقرير المعروف بـ "تقرير الإبراهيمي" عن عمليات الأمم المتحدة للسلام في عام 2000. وقيم التقرير أوجه القصور في نظام عمليات حفظ السلام وقدّم توصيات محددة من أجل التغيير، واوصى بضرورة التركيز على الاستراتيجية والسياسة والمجالات العملية والتنظيمية.
وترأس الابراهيمي مؤتمر بون للأمم المتحدة عن أفغانستان في كانون الاول/ ديسمبر عام 2001، والذي أنتج اتفاق السلام التي يشار إليه الآن باسم "عملية بون"، وذهب للإشراف على تنفيذه بصفته رئيسا للبعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة في كابول خلال العامين التاليين للاتفاق.
وتولى الابراهيمي منصب المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة خلال الفترة من يناير 2004 وحتى ديسمبر 2005، ونصح الإبراهيمي الامين العام الاسبق عنان بشأن طائفة واسعة من القضايا، ونجح في منع بعض الصراعات أو حلها.
وبعد أشهر قليلة من اغتيال سيرجيو فييرا دي ميلو مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، و 22 من زملائه في تفجيرات مبنى الامم المتحدة في بغداد عام 2003، أدى الإبراهيمي مجهودات كبيرة ضمن مساهمة الامم المتحدة في تيسير المرحلة الانتقالية ما بعد الحرب في العراق.
والابراهيمي عضو في لجنة الحكماء وهي مجموعة مستقلة تضم عددا من زعماء العالم تأسست عام 2007 وتعمل من اجل السلام وحقوق الانسان. وزار الابراهيمي سوريا وقطاع غزة ومصر والاردن في اكتوبر تشرين الاول عام 2010 في اطار مهمة للجنة الحكماء للنهوض بالسلام في منطقة الشرق الاوسط.
