* 96 ألف نازح في ثلاثة أشهر... 80 % منهم من النساء والأطفال 25 ألفا منهن حوامل
* خبراء: المعركة في سوريا بين قوى دولية وإقليمية والشعب السوري الخاسر الوحيد... والجرائم الإنسانية التي تشهدها سوريا 42 ضعف ما يحدث في فلسطين
* «يونيسيف»: تجنيد 5 آلاف طفل في الحرب... 40 % من العالقين على الحدود التركية أطفال ونساء
* المرصد السوري: 380 ألف قتيل في 9 سنوات... بينهم 22 ألف طفل و13 ألف امرأة
القاهرة: مع حلول الذكرى التاسعة لبداية الصراع السوري، واندلاع الحرب، ومشاركة أطراف دولية في معادلة النزاع واستعراض القوى، لفرض نفوذها على الأراضي المنكوبة، وتحقيق مصالحها الشخصية والحصول على مطامعها، دون النظر إلى ضحايا هذه المعركة، لأن المعامل الإنساني في الحروب لا يشكل عنصرا فعالا في المعادلة.
صندوق الأمم المتحدة للسكان يكشف الوضع المتدهور
بلغة الأرقام، تناول بيان صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان، حجم المأساة التي يمر بها الشعب السوري، خاصة من النساء والأطفال، البيان قال إن الأعمال العدائية التي شهدتها الأراضي السورية في الثلاثة أشهر الماضية، وتحديدا منذ ديسمبر (كانون الأول) 2019. خلفت وراءها ما يقرب من 96 ألف نازح، 80 في المائة منهم من النساء والأطفال، لتكشف أن 25 ألف سيدة من النازحين حوامل.
الصندوق التابع للأمم المتحدة، حذر في بيانه، من تفاقم الوضع الصحي للنساء والأطفال السوريين، خاصة من النازحين، حيث تعطلت الخدمات الصحية الإنجابية، وارتفعت وتيرة العنف القائم على النوع الاجتماعي وزواج الأطفال، مشددين على أنه لا تتوفر خدمات وقاية لهولاء في ظل المعارك المستمرة.
المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدكتورة ناتاليا كانيم، قالت إن الوضع السوري حرج جدا، خاصة أن ملايين النساء والفتيات يدفعن ثمن الصراع، وأن حياتهن مهددة خاصة مع تدهور الخدمات المقدمة لهن، مشيرة إلى أن الصراع دفع الصندوق لغلق 7 نقاط تقدم الخدمات لـ13000 شخص.
الدكتورة ناتاليا كانيم، أكدت أن النزاع منع وصول المساعدات التي يقدمها الصندوق للشعب السوري، والنازحين على الحدود، موضحة أن مركزين صحيين وعيادتين متنقلتين، يخدمان 6 آلاف شخص، توقفوا عن العمل، وتم تعليق العمل في ثلاثة مراكز أخرى كانت تساعد النساء والفتيات.
الشعب السوري إما نازح في الداخل وإما لاجئ بالخارج
في اتفاق مع ما جاء به البيان الصادر من الصندوق الأممي، يرى نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، الدكتور مختار غباشي، أنه مع بداية العام العاشر للصراع في سوريا، أن الحرب الموجودة في سوريا، الخاسر الأول فيها، هو الشعب السوري، الذي تحول ما بين نازح في الداخل، والخارج، فمع زيادة وتيرة الصراع في السنوات الأخيرة، أصبح نصف تعداد سكان سوريا، لاجئين بين الحدود التركية اليونانية، في الخارج، والجزء الآخر توجهوا إلى إدلب في الداخل، ليصبح عدد سكان إدلب من مليون ونصف المليون نسمة إلى أكثر من 4 ملايين نسمة.
نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، يرى أن المعركة في سوريا الآن هي معركة بين قوى دولية وإقليمية، الكل يبحث عن مصالحة الخاصة، وتحقيق توازناته في المنطقة، ولا ينشغل أحد من هذه القوى، الشعب السوري، أو الجانب الإنساني، وضحايا الحرب، سواء من الأطفال أو النساء، أو المدنيين بشكل أشمل.
نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، يرى أن بعض القوى الدولية تدعم الميليشيات المسلحة، في الداخل السوري لتحقيق مصلحة شخصية من استمرار الوضع كما هو عليه، والبعض الآخر مثل تركيا، تبحث عن حلمها التوسعي، عن طريق دعم ميليشيات مسلحة أخرى، ليتحول الوضع في الداخل إلى صراع ميليشيات مسلحة أمام ميليشيات مسلحة.
نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، أضاف أن حل الأزمة السورية، لم يعد ينحصر في وقف النزاع والصراعات أو وقف إطلاق النار، ولكن الحل يكمن في تحقيق توافق بين القوى المتداخلة في الصراع مثل روسيا والولايات المتحدة الأميركية، وتركيا، التي لا تترك فرصة إلا وتستغلها، وآخرها ورقة اللاجئين النازحين، على حدودها، فيجب في البداية تحقيق التوافق بين مصالح هذه الأطراف المتداخلة في الصراع لتكون نقطة بداية لإنهاء الويلات التي يعاني منها الشعب السوري الذي لم ولن يكون طرفا في معادلة النزاع.
«يونيسيف» يطالب بإحلال السلام لإنقاذ أطفال سوريا
منذ أيام قليلة، أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، بيانا سجلت فيه حقائق خطيرة، حول الحرب في سوريا، حيث قالت إنه خلال النزاع بالأراضي السورية، ولد نحو خمسة ملايين طفل بسوريا، قتل من بينهم 5427 طفلا، وجرح منهم 3.639 طفلاً بجروح بالغة الخطورة.
المنظمة الأممية، كشفت في بيانها، أن بعض أطراف الصراع السوري، يستغلون الأطفال في عمليات النزاع، وتم تجنيد 5 آلاف طفل، لا يتجاوز عمرهم السبع سنوات، المديرة التنفيذية لليونيسيف هنريتّا فور، زارت سوريا الأسبوع الماضي، معبرة عن استيائها من الوضع والذي وصفته، بأنه «وصمة عار»، على حد تعبيرها.
المديرة التنفيذية لليونيسيف، أشارت إلى أن الملايين من أطفال سوريا، دخلوا عقدهم الثاني، منذ اندلاع الحرب، ولا يشاهدون يوميا إلا الرعب والعنف والموت والنزوح، قائلة للمجتمع الدولي إن الحاجة للسلام اليوم باتت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، وخاصة بعد أن أخبرتهم بعض العائلات بأنهم باتوا مضطرين لإرسال الأطفال للعمل وزواج فتياتهم مبكرا، ليتمكنوا من الحياة.
منظمة الأمم المتحدة للطفولة، أشارت إلى أن الأطفال والنساء، نحو 40 في المائة من النازحين العالقين على الحدود التركية اليونانية، مضيفه أنهم يتعرضون للعنف والإيذاء، مؤكدة أن أكثر من 575 ألف طفل سوري نزحوا من الأراضي السورية خلال أسابيع فقط، مطالبين منظمات حقوق الإنسان الدولية بالاتحاد لرفع الظلم عن الأبرياء، وتوفير ما يلزمهم من وسائل معيشية، ورعاية صحية، وأماكن إيواء.
السوريون ليسوا إرهابيين والإرهاب صنيعة القوى المتصارعة
من جانبه، قال رئيس الهيئة العامة للاجئين السوريين، تيسير النجار، إن ما حدث في مارس (آذار) 2011. لا يمكن توصيفه بالصراع أو النزاع على السلطة، ولكنه كان تحركا طبيعيا من الشعب السوري، ووجه بالقتل والطائفية، واتحد فية النظام السوري، مع إيران و«حزب الله»، لتحقيق مصالحهم وأهدافهم الطائفية، على حساب الشعب السوري.
رئيس الهيئة العامة للاجئين السوريين، أكد أن ثلثي الشعب السوري، ما بين نازح في الداخل أو لاجيء بالخارج، والثلث الباقي يعاني من الاعتقالات أو القتل العشوائي، وما يتم تصويره أن جبهة النصرة ضد النظام السوري، فإنه وجهة نظر خاطئة، لأن «النصرة» محسوبة على النظام، وأكبر دليل أنه لا يوجد بين صفوفها قتلى أو جرحى إنما القتلى والجرحى والنازحون من بين صفوف الشعب السوري.
رئيس الهيئة العامة للاجئين السوريين، أضاف أن ما يحدث في سوريا، هو ضعف ما يحدث في فلسطين 42 مرة، ومع ذلك لا يوجد تحرك عربي لنصرة الشعب السوري وتحقيق مصالحة، موضحا أن السوريين ليسوا مجرمين ولا علاقة لهم بالإرهاب من قريب أو بعيد، وأن القوى التي تساند النظام السوري، هم من صنعوا الإرهاب، وباعوا سوريا.
قتلى وجرحى ودمار بنية تحتية
المرصد السوري لحقوق الإنسان، أعلن في إحصائية مع نهاية العقد التاسع، للحرب السورية، عن رقم صادم، يتعلق بعدد الضحايا، حيث أكد أن 380 ألف مواطن سوري قتلوا منذ اندلاع النزاع، بينهم أكثر من 115 ألف مدني، من بين القتلى المدنيين 22 ألف طفل وأكثر من 13 ألف امرأة.
المرصد أضاف في إحصائيته، أن الصراع تسبب في دمار البنية التحتية للبلاد، وقدرت تكلفته بنحو 400 مليار دولار، وتسبب في نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.