[/caption]
وأبلغ مجينوف، الذي زار العاصمة الليبية طرابلس، للمرة الثانية خلال أقل من شهر، "المجلة" أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لا ينوي مطلقا التنحي عن السلطة أو مغادرة ليبيا.
ويعتبر هذا هو أحدث تأكيد على أن القذافي، الذي أوفد من قبل مبعوثين شخصيين من بينهم بشير صالح مدير مكتبه الخاص، لعقد سلسلة من اللقاءات مع معارضين له ومسؤولين في حكومات غربية منظمة للتحالف الدولي المناهض له، في محاولة لبلورة حل للأزمة الليبية، ما زال يرسل إشارات متناقضة حول مستقبله السياسي في ليبيا.
وفيما قال موسى إبراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية إن حكومته لا تتفاوض بشأن تخلي القذافي عن السلطة وان المعلومات بشأن التفاوض على تنحي القذافي، أو سعيه للحصول على ملاذ آمن داخل أو خارج البلاد عارية من الصحة، نفى رئيس الاتحاد العالمي للشطرنج أيضا تفكير القذافي في التفاوض بشأن خروجه من ليبيا، وسعيه للحصول على ضمانات لأمنه في حالة رحيله.
وقال إيليو مجينوف "هذا الكلام يأتي من أناس لا يعرفون ما يحدث داخل البلاد"، مؤكدا أن محمد الابن الأكبر للقذافي قال إن والده لا يعتزم الرحيل بأي شكل من الأشكال عن بلده ومسقط رأسه.
وخلافا للزيارة التي قام بها إلى طرابلس خلال شهر يونيو(حزيران) الماضي، فإن مجينوف الذي لاعب القذافي مباراة للشطرنج على شاشات التلفزيون، لم يجتمع هذه المرة بالعقيد القذافي لأسباب غير معروفة، بينما اكتفى بعقد سلسلة من الاجتماعات مع محمد القذافي الذي يترأس اللجنة الأولمبية الليبية، وعدد من المسؤولين الحكوميين الليبيين.
واعتبر مجينوف، الذي ترأس جمهورية كالميكيا المستقلة على ضفاف بحر قزوين، حتى انتخابه رئيسا للاتحاد الدولي للشطرنج عام 1995، أن لدى القذافي من الشجاعة والأتباع الموالين له ما يمكنه من القتال طويلا إذا اقتضى الأمر.
ومع أن مجينوف الذي اشتهر في روسيا بقوله قبل سنوات، إن كائنات من الفضاء خطفته من قبل، قد أقر لـ"المجلة" بوجود مشاكل حقيقية في العاصمة الليبية، خاصة فيما يتعلق بالمواد الغذائية وتناقص الوقود، إلا أنه لفت في المقابل إلى أن السكان المحليين يسعون في المقابل إلى ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي. وفي ما يلي نص الحوار الذي تم بالتنسيق مع مستشاره الصحافي كيم نيكيتا:
[caption id="attachment_2020" align="alignleft" width="373" caption="مع العقيد القذافي في أول زيارة الى طرابلس"]
[/caption]
[caption id="attachment_2023" align="alignleft" width="375" caption="مجينوف ومحمد القذافي"]
[/caption]
* كيف كانت زيارتك الأخيرة إلى ليبيا؟
- كل شيء تم كما هو مخطط له، كانت رحلة عمل، وتم تحقيق كل الأهداف المرجوة منها، والنتيجة الرئيسة أن البطولة الدولية للشطرنج في شهر أكتوبر(تشرين الأول) المقبل ستكون جزءا من برنامج مدرسة ليبيا للشطرنج، ونحن أيضا تمكنا من التوصل إلى تفاهمات جيدة فيما يتعلق بتعزيز هذه اللعبة ونشرها في ليبيا.
* هل التقيت العقيد القذافي أو أي من أسرته، وهل تعتقد أن القذافي سيرحل؟
- هذه المرة لم يكن الاجتماع مع العقيد القذافي مبرمجا ولا مخططا، لكننا تحدثنا كثيرا إلى ابنه محمد، وكما تعرف فقد ضحك كثيرا حول ما تتناوله بعض وسائل الإعلام الدولية. العقيد القذافي لا ينوي مطلقا ولا يعتزم الرحيل أو مغادرة ليبيا، ولماذا يتعين عليه أن يفعل هذا، انه نشأ في هذه الدولة ومصيره مرتبط بها، وجزء من عائلته قتل هنا، صدقني، القذافي لديه الشجاعة والناس الشجعان بما يكفي لمواجهة أي عدوان.
* ماذا رأيت في طرابلس؟
- تناقض واضح، فمن ناحية البلد تقصف كل يوم تقريبا، ومن ناحية أخرى الناس يحاولون الاستمرار في حياتهم اليومية والطبيعية، الأطفال يذهبون إلى المدارس وأمهاتهم يقمن بالتسوق في المتاجر والمحلات وآباؤهم يذهبون إلى العمل، الإقبال على مناطق التنزه ما زال قائما، ولقد رأيت ذلك بنفسي، إذ أنني في أحد الأيام ركبت دراجة في طرابلس؟
* كيف تصف محمد ابن العقيد القذافي؟
- إنسان ذكي نشط، بإمكانه أن يضع الخطط ويحققها.
* كيف تعمل الحكومة الليبية الآن؟
- إنهم ما زالوا يطالبون العالم بحل المشكلة عبر المفاوضات، وبشكل واضح الحرب التخريبية يجب أن تتوقف فورا.
* ما المشاكل التي رأيتها في طرابلس؟
- هناك مشاكل فيما يتعلق بالمواد الغذائية والوقود، لكن بشكل عام الوضع تحت السيطرة.
* هل تعتقد أن القذافي سيحارب لفترة طويلة؟
- نعم، إذا كان ذلك ضروريا، لكن بالتأكيد فإنه يريد حل النزاع بطريقة سلمية.
* هل من الطبيعي أن تزور ليبيا مرتين خلال أقل من شهر واحد في مثل هذه الظروف؟
- لقد وصلت إلى ليبيا كرئيس للاتحاد الدولي للشطرنج، وبالإضافة إلى ذلك، أنا مواطن في هذا العالم، وأعتبر نفسي شخصيا مسؤولا عما يحدث في أي مكان في العالم، الآن لدينا فرصة حقيقية لكي نوقف الحرب ونزف الدماء، وأنا سأفعل أي شيء لجعل هذا يحدث.
الآن يتعين على كل شخص أن ينسى السياسة والاقتصاد والطموحات الأخرى، لأنه بسبب هذه الحرب يعاني المدنيون ويقتلون، وكلما أسرعنا بالجلوس إلى مائدة المفاوضات، أسرعنا بإيقاف هذه الحرب المرعبة.
حوار أجراه خالد محمود
