* استعدادات دولية ضخمة ونقل أكثر من 50 ألف قطعة أثرية نادرة تعرض لأول مرة بالمتحف... وإنشاء أول مسلة معلقة في العالم
* قاعة بمساحة 7 آلاف متر لعرض مقتنيات الملك الذهبي توت عنخ آمون
* مدير عام الشؤون الأثرية بالمتحف المصري الكبير: البدء في أعمال تنفيذ سيناريو العرض المتحفي بالمتحف خلال شهرين من الآن... و105 فاترينات لعرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون
* مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير: تم الانتهاء من ترميم 46 ألف قطعة أثرية داخل مركز ترميم المتحف
* رئيس الوزراء المصري بتشكيل لجنة برئاسته لدراسة سيناريوهات حفل الافتتاح ليخرج بصورة تليق بحضارة مصر
القاهرة: شهور قليلة واستعدادات على قدم وساق تقوم بها وزارة السياحة والآثار المصرية للانتهاء من أعمال تجهيز المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه في الربع الأخير من العام الحالي 2020. حيث أعلنت الوزارة انتهاءها من أكثر من 95 في المائة من الأعمال داخل وخارج المتحف، الذي سيعرض ما لا يقل عن 50 ألف قطعة أثرية أمام الجمهور وقت افتتاحه، ولأول مرة سيتم تخصيص قاعة بمساحة 7 آلاف متر لعرض مقتنيات الملك الذهبي توت عنخ آمون كاملة.
حفل افتتاح المتحف سيكون الحدث الأكبر في منطقة الشرق الأوسط إن لم يكن في العالم بأسره نظرا لما سيتضمنه المتحف المصري الكبير من عدد القطع والمساحة حيث يعد المتحف الأكبر في العالم من حيث المساحة وعدد القطع الأثرية الأمر الذي دفع رئيس الوزراء المصري بتشكيل لجنة برئاسته لدراسة سيناريوهات حفل الافتتاح ليخرج بصورة تليق بعظمة مصر، حيث من المقرر أن يستمر حفل الافتتاح لمدة 12 يوما، حيث يجري الآن دراسة كافة العروض من الشركات العالمية لتحقيق أقصى عائد من تلك الاحتفالية كما سيتم استقدام رعاة من كافة المؤسسات الدولية لتلك الاحتفالية.
المتحف المصري الكبير يتم به إنشاء أول ميدان لمسلة معلقة في العالم، حيث تظهر تلك المسلة المعلقة براعة المصري القديم في تصميم ونحت الآثار القديمة، وهو ابتكارجديد جرى إعداد رسوماته، حيث يقع بالمدخل الرئيسي على مساحة 7 أفدنة، وهذه أول مرة تحدث بأيادٍ مصرية خالصة وتصميم مصري خالص، بحسب ما ذكر الدكتور الطيب عباس، مدير عام الشؤون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، والذي أكد في تصريحاته أن أعمال نقل القطع الأثرية إلى المتحف مستمرة بشكل منتظم، من مختلف المواقع والمتاحف الأثرية، وذلك لسرعة إنجاز العرض بالمتحف، الذي يتم بأحدث الطرق العلمية من قبل الأثريين المصريين، حيث يعد المتحف المصري الكبير هو المتحف الأكبر في العالم ومخصص لحضارة واحدة وهي الحضارة المصرية القديمة.
وأضاف مدير عام الشؤون الأثرية بالمتحف المصري الكبير أن الافتتاح الذي طال انتظاره في القاهرة سيكون واحدًا من أكبر الافتتاحات الثقافية هذا العام، موضحا أنه سيتم نقل الكثير من الآثار في المتحف المصري في ميدان التحرير في وسط القاهرة، مشيراً إلى أنه تم نقل أكثر من 50 ألف قطعة أثرية إلى المتحف المصري الكبير بالفعل، الذي سيعرض جميع كنوز توت عنخ آمون في نفس المكان لأول مرة في التاريخ حيث توجد بالفعل تماثيل ضخمة، بما في ذلك تمثال رمسيس الثاني الذي يبلغ ارتفاعه 11 مترا، ويبلغ عمره 3200 عام.
وأكد مدير عام الشؤون الأثرية بالمتحف المصري الكبير أن مصر من المتوقع أن تستقبل أكثر من 15 مليون سائح في عام 2020، وهي نفس العدد الذي شهدته عام 2010، أي قبل عام من ثورات الربيع العربي التي جلبت الاضطرابات وعدم الاستقرار إلى المنطقة مشيراً إلى أن هناك عددا من المؤسسات الثقافية الدولية حددت القاهرة كواحدة من أفضل 10 مدن تقوم بزيارتها في عام 2020، وذلك بفضل افتتاح المتحف وكذلك إنشاء مطار سفنكس الجديد القريب من أهرامات الجيزة.
وأكد الدكتور الطيب عباس، أنه من المقرر البدء في أعمال تنفيذ سيناريو العرض المتحفي بالمتحف خلال شهرين من الآن، متابعًا أن مشروع سيناريو العرض المتحفي تم الانتهاء منه، وسوف يتم البدء في تنفيذه بجميع قاعات المتحف بالكامل، سواء القاعات الرئيسية أو القاعة المخصصة للملك الذهبي توت عنخ آمون، مضيفًا أن مشروع تنفيذ العرض المتحفي يتم بعد نحو شهرين لحين الانتهاء من فتارين العرض المتحفي، حيث إنه تم الانتهاء من بعض الفتارين الموجودة في المتحف الكبير ومخازن متحف الحضارة، وبقية الفتارين ألمانية الصنع، سيتم الانتهاء منها قريباً.
وأوضح مدير عام الشؤون الأثرية بالمتحف المصري الكبير أن عدد الفتارين الخاصة بعرض القطع الأثرية الخاصة بالملك الفرعوني توت عنخ آمون، يبلغ عددها نحو 105 فاترينات عرض جميعها على أعلى مستوى علمي وعالمي يليق بالحضارة المصرية الفرعونية القديمة، مؤكدا أن جميع زوار المتحف سوف ينبهرون بمستوى العرض المتحفي للمتحف المصري الكبير، المقرر افتتاحه بشكل كامل خلال العام الحالي 2020م.
وفيما قال عالم الآثار المصرية الدكتور زاهي حواس، إن ما يجري تنفيذه في المتحف المصري الكبير هو إنجاز وإعجاز علمي غير عادي، مشيرًا إلى أنه سيكون هدية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للعالم كله في القرن الحادي والعشرين.
من جانبه، قال الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الشؤون التنفيذية للترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، إنه تم الانتهاء من ترميم 46 ألف قطعة أثرية داخل مركز ترميم الآثار الموجود بالمتحف المصري الكبير.
وأضاف مدير الشؤون التنفيذية لشؤون الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، أنه تم نقل أكثر من 50 ألف قطعة من آثار توت عنخ آمون وهي موجودة الآن داخل المركز، لافتًا إلى أن أعمال الترميم تتم أسبوعيًا طبقًا لسيناريو العرض الموضوع والجدول الزمني لترميم ونقل الآثار.
وأشار مدير الشؤون التنفيذية لشؤون الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير إلى أن المسلة المعلقة، الموجودة أمام الحائط الرئيسي لمبنى المتحف المصري الكبير، مبهرة ويتميز ويتفرد بها المتحف، موضحًا أنها بتصميم مصري خالص وأول ميدان لمسلة معلقة موجودة في العالم لافتًا إلى استمرار أعمال الترميم للمقاصير الذهبية الخاصة بالملك توت عنخ آمون، مستطردًا أن هذا الأمر يمثل تحدياً كبيراً ونحن قادرون عليه، مؤكداً أنه تم الانتهاء من أعمال الترميم الأولي للمقصورة الرابعة والثالثة وعلى وشك الانتهاء منهما.
وبدأت تصميمات الواجهات الخارجية للمتحف المصري الكبير في الظهور بشكل مثير، خاصة مع تركيب ألواح على الواجهة تحمل أسماء ملوك مصر القديمة داخل شكل يشبه تمامًا الخراطيش التي كانت تكتب فيها أسماء الملوك قديمًا.
وتتضمن الخراطيش المنقوشة على الواجهة الرئيسية للمتحف المصري الكبير نحو 25 اسماً للأسر الفرعونية التي حكمت مصر في العهد القديم، حيث تتضمن بعض الأسماء من ملوك الدولة القديمة خاصة الأسرة الرابعة كما يوجد خرطوش باسم الملك خوفو والملك خع اف رع والملك منكاورع والملك سنفرو.
وأضاف مدير الشؤون التنفيذية لشؤون الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير أن الخراطيش الموجودة على المدخل الرئيسي لواجهة المتحف تشمل أسماء لملوك الدولة الوسطى الأسرة الثانية عشرة حيث يوجد خرطوش باسم الملك سنوسرت وخرطوش الملك أمنمحات، ومن ملوك الدولة الحديثة خرطوش الملك أحمس والملك أمنحوتب الثاني والملك أخناتون والملك توت عنخ آمون والملك رمسيس الثاني، مؤكدا أن تلك الخراطيش تعتبر لوحة شرف تحمل أسماء حكام مصر القديمة.
وأضاف مدير الشؤون التنفيذية لشؤون الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير أن الواجهة تتضمن أيضا عين الأوجات التي ترمز للكمال، وعين حورس رمز الكمال والاكتمال والحماية، وكذلك قناع الملك توت عنخ آمون الذهبي، مشيراً إلى أن الخرطوش هو الشكل البيضاوي الذي يحمل أسماء الملوك والملكات فقط في النصوص المصرية القديمة سواء الهيروغليفية أو الهيراطيقة، والفرنسيون هم من أطلقوا على هذا الشكل اسم خرطوش لأنه يشبه خرطوش البندقية.