* باحث في شؤون الجماعات الإرهابية: البغدادي حاول جذب التيارات الإسلامية إلى مشروعه... وخطابه تحريضي يخاطب وجدان الجهاديين لحثهم على اقتحام السجون والقيام بسلسلة من الاغتيالات
* عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب المصري: رسالة البغدادي الصوتية الأخيرة الهدف الأساسي منها رفع الروح المعنوية لأتباعه... وتؤكد أنه في معزل عن أعضائه
* مساعد وزير الداخلية المصري السابق: تعبير عن الفشل الذي أصابهم بعد هزيمتهم
* رئيس المركز العربي: الخطاب يؤكد أن داعش من الناحية الفعلية أصبح أقرب للنهاية
القاهرة: خرج منذ أيام قليلة ماضية أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي بتسجيل صوتي يؤكد فيه أن التنظيم ما زال موجودا وأن مرحلة الانكماش التي يمر بها ما هي إلا اختبار من الله، على حد وصفه.البغدادي الذي خرجت تقارير دولية تؤكد أنه يعاني من مرض ومشاكل صحية كبيرة، وذلك بعد أسابيع من نشر تقارير بأنه اختار خليفة له لقيادة التنظيم الإرهابي كان آخرها تقرير نشرته وكالة الأنباء العراقية والتي تناولت بيانا عن مجلس القضاء الأعلى في العراق يؤكد تلك الأقاويل.
يقول صلاح الدين حسن، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، أن البغدادي في تسجيله الأخير حمل في صورته مضمونا دينيا ولكنه في الأصل خطاب ديني تحريضي، موضحا أن البغدادي استخدم لغة تخاطب وجدان الجهاديين وتلهب وجدانهم حرض من خلالها عناصره على اقتحام السجون بل والقيام بسلسلة من الاغتيالات التي تنال من القضاة والضباط والمحققين، ذوي الصلة بسجناء تنظيمه.
ويضيف الباحث في شؤون الجماعات الجهادية أن زعيم تنظيم داعش الإرهابي في خطابه حاول جذب التيارات الإسلامية إلى مشروعه، وتجديد الدعوة لهم، عبر إقناعهم بأنّ وسائل التغيير السلمية لن تجدي ليتّجه خطاب البغدادي إلى التركيز على «الدعوة»، وأهمية جذب العناصر، والذي يأتي في الأهمية قبل القتال لا بعده.
من جانبه يقول العميد خالد عكاشة عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب المصري أن رسالة البغدادي الصوتية الأخيرة لم يكن الهدف الأساسي منها سوى رفع الروح المعنوية لأتباعه خلال الفترة الحالية، مؤكدا أنها ليس لها أي مدلول واقعي، مشيرا إلى أن الرسالة توضح أن زعيم التنظيم في معزل عن أعضائه، خاصة أنه لم يقدم شيئا جديدًا في مطالبه منهم، كما أنها تدل على تفكك التنظيم وهزيمته بعد استخدام نبرة بها انكسار بعكس ما كان يحدث في خطاباته السابقة.
وقال اللواء محمد نور، مساعد وزير الداخلية المصري السابق، إن تنظيم داعش لا يمكن أن يفعل شيئا من التهديدات التي أعلن عنها في خطاب زعيمه أبو بكر البغدادي، خاصة أنه لو كان يستطيع فعل ذلك لفعله قبل أن يعلنها للجميع.
وأضاف مساعد وزير الداخلية المصري السابق أن ما يفعله قيادات تنظيم داعش ما هو إلا تعبير عن الفشل الذي أصابهم بعد هزيمتهم في جميع المعارك التي خاضوها، مضيفا أنه يجب أن لا نلقي الضوء على مثل هذه الرسائل حتى لا نحقق ما يريدون من نشر رسائلهم موضحا أن رسائل زعيم تنظيم داعش ما هي إلا تحذير للإعلاميين من أجل بث الرعب في قلوبهم من خلال محاولة يائسة للابتعاد عن نشر الجرائم التي يفعلها التنظيم.
وأكد الدكتور محمد صادق إسماعيل رئيس المركز العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية أن خطاب «البغدادي» يأتي بعد سلسلة من الهزائم التي مُني بها داعش في سوريا ومن قبلها العراق، ما يعني أن داعش من الناحية الفعلية أصبح أقرب للنهاية، وأنه لم يعد موجودًا كما كان، مما يؤكد أن خسائره في الفترة الماضية حطمت التنظيم بطريقة كبيرة.
وتابع أن التنظيم الإرهابي يحاول بعد كل الخسائر التي مُني بها الفترة الماضية إعادة إحياء نفسه من خلال الإعلان عقب كل هجوم تشهده دول أوروبا في الفترة الأخيرة مسؤوليته عن تلك الهجمات، موضحا أنه من الناحية الفعلية فإنها تعد هجمات منفردة، وتنتمي لسلسلة «الذئاب المنفردة» التي أعلن عنها من قبل، وبالتالي فإن «داعش» لا يستطيع القيام بعملية جماعية، ولا الخوض في حرب نظامية، لكنه يقوم بالعمليات الفردية التي لا تتطلب الكثير من الإمكانيات الاقتصادية أو المادية.
وكان أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي، قد بث تسجيلا صوتيا له عبر ما يعرف بـ«مؤسسة الفرقان»، الذراع الإعلامية للتنظيم الإرهابي، على شبكة الإنترنت استغرق نحو 30 دقيقة، دعا عناصره فيه إلى عدم ترك أسلحتهم ومواجهة من وصفهم بـ«المرتدين والكفار» في كل مكان، كما تحدث عن مصر والسعودية وتركيا وأميركا وروسيا وسوريا.
ولم يظهر البغدادي الذي أعلنت الولايات المتحدة عن جائزة قدرها 25 مليون دولار لمن يساعد بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله منذ يوليو (تموز) عام 2014. أثناء خطبة جامع النوري بالموصل التي أعلن فيها «تأسيس دولة الخلافة».
وتأتي هذه الرسالة وسط تكهنات حول مصير البغدادي بعد أن فقد تنظيمه معظم المناطق التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا.
ودعا البغدادي، بحسب التسجيل الصوتي، أتباعه من عناصر التنظيم الإرهابي إلى «القيام بالأفعال»، وذكر «وفودًا» من المجندين الجدد، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كان يعني تجنيد المجندين للانضمام إلى داعش أو تعهد بالولاء للمجموعة المسلحة، محذرًا من أن «العبء سيكون أثقل».