الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة المصري الأسبق:
· الصالونات الحكومية لم تضف كثيراً مقارنة بالصالونات الثقافية وما زال تأثيرها محدوداً لأنها مقيدة بإطارها الحكومي الرسمي
· لا بد أن يكون صاحب الصالون شخصية مبدعة وذات مصداقية وليست انتهازية أو نرجسية حتى لا تسعى للدعاية لنفسها بحيث يكون لديها التزام بقيم التحضر والإبداع
الدكتور مدحت الجيار:
· لا يصح لأي أحد أن يتصدى لقيادة الصالون إلا إذا كان مقتدراً مالياً ونفسياً وذهنياً من حيث العلم والثقافة والقدرة على استيعاب الضيوف حتى لا يشعرهم أنه صاحب فضل عليهم!
الدكتور وسيم السيسي:
· ما قبل عام 1952 كان العصر الذهبي للثقافة في مصر حيث كانت ألوية الحرية السياسية والفكرية في قمة تألقها
· في صالوني منعت الحديث في الدين والسياسة لأنها أمور لا بد أن تتم في مجتمع صغير لا يزيد على أربعة أو خمسة أشخاص لضمان خضوعها لأصوبها فكراً وأعقلها عقلاً
الدكتور أحمد تيمور:
أحرص على إقامة صالوني في موعده رغم انشغالاتي الكثيرة ومهامي المتشعبة
الدكتورة شيرين أبو النجا:
· الصالونات النسائية في الفترات الزمنية التاريخية ارتبطت أساساً بذوات الطبقة الاقتصادية والمكانة الاجتماعية والرأسمالية الرمزية
· نوادي الكتب والقراءة النسائية في منطقة الخليج ظاهرة إيجابية في تعويض السيطرة الذكورية على الفضاء العام، والأمل مستمر في أن تتطور مثل هذه الظواهر نحو حدوث اندماج بين مختلف أفراد المجتمع لتبادل الأفكار
القاهرة: قال الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة المصري الأسبق إن هناك عددا كبيرا من الصالونات الثقافية في الوقت الحالي ولكنها بلا تأثير وأضاف في تصريحات خاصة لـ«المجلة» أن الصالونات الثقافية الحكومية لم تضف شيئا لأنها مقيدة بإطارها الرسمي وهي أقرب للندوات. كما كشف مثقفون من أصحاب ورواد الصالونات الثقافية لـ«المجلة» عن صعوبة مهمة التصدي لهذه الفعالية وكذلك التكلفة التي يتكبدها صاحب الصالون، كما أكدوا على ضرورة توافر معايير مهمة لتقييم الصالون من خلالها ومدى تأثيره في الحركة الثقافية. وأثنى نقاد مصريون على تجربة نوادي الكتب المنتشرة في دول الخليج واعتبروها ظاهرة حميدة وإيجابية ثقافيا باعتبارها بديلا لفكرة الصالونات الثقافية.
وتعد الصالونات الثقافية من الظواهر الإنسانية القديمة حيث عرفها الفراعنة كما عرفها الإغريق والبابليون. وكان للعرب باع كبير في تأسيس أقدم محفل ثقافي للتباري الشعري متمثل في سوق عكاظ. كما شاركت المرأة قديما وحديثا في إثراء الثقافة العربية من
خلال خوضها تجارب إقامة الصالونات الثقافية التي سبقت بها نظيرتها الغربية وكان من أقدمها صالون «عمرة» في القرن الأول الهجري، وصالون السيدة سكينة بنت الحسين رضي الله عنها صاحبة الرؤية النقدية الثاقبة في العصر الأموي، وصالون الأديبة الشاعرة ولادة بنت المستكفي في الأندلس في القرن الحادي عشر الميلادي. وكان صالون الأميرة نازلي فاضل ابنة الأمير مصطفى بهجت شقيق الخديوي إسماعيل، من أهم الصالونات الثقافية التي التف حولها كوكبة من أعلام المفكرين في مصر في بدايات القرن التاسع عشر. كما ظهرت في القرن التاسع عشر أيضا مشاركات نسائية جادة في إقامة الصالونات الثقافية بالعراق والشام منها صالون الأديبة السورية مريانا مراش، وصالون الأديبة الدمشقية ماري عجمي. وخلال نفس الفترة تقريبا تألق في بيروت صالون الأديبة اللبنانية حبوبة حداد، وفي بداية القرن العشرين كان صالون الأديبة صبيحة الشيخ داود ابنة وزير الأوقاف العراقي آنذاك، محفلا ثقافيا عراقيا يلتف حوله رموز الإبداع آنذاك.
وما زال صالون الأديبة اللبنانية مي زيادة هو أيقونة الصالونات الثقافية العربية لما كان يتمتع به من رقي ويزخر به من مفكرين ومبدعين في مختلف المجالات ومن مختلف الأقطار، كما هو الحال بالنسبة لصالون الأديب عباس محمود العقاد الذي يعد نموذجا فريدا للصالونات الثقافية الفكرية في تاريخ الثقافة العربية.
على الرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي في تقريب المسافات وتسهيل التواصل بين الناس وتبادل الأفكار، إلا أن ملامح هذه الصالونات لم تعد موجودة في الصالونات المعاصرة كما لم يعد مردودها بنفس القوة، في الوقت الذي انتشرت فيه ظاهرة الصالونات الشخصية بشكل يبدو عشوائيا وبلا معايير محددة، ما شجع البعض من أصحاب الثقافات المحدودة على الإقدام على إقامة صالون ثقافي لمناقشة ما يروق لهم من قضايا في محاولة منهم للانتماء إلى ساحة المثقفين.
وكانت الفنانة المصرية الاستعراضية فيفي عبده قد أعلنت مؤخرا عن نيتها إقامة صالون ثقافي يحمل اسمها لمناقشة القضايا الاجتماعية وذكرت أن موضوع أول صالون سيدور حول «الخلافات الزوجية وعدم ارتياح الرجل في بيته». وهو ما أثار ردود أفعال متباينة بين مؤيد ومعارض.
ومع كل التقدير للفنانة فيفي عبده يظل السؤال مثارا حول معايير إقامة الصالون الثقافي، فهل يمكن لأي شخص أن يتصدى لإقامة صالون ثقافي يتعامل مع ضيوف ومرتادين من مختلف الثقافات والاهتمامات؟! وما سبب تراجع مردود تلك الصالونات مقارنة بالصالونات الثقافية في الماضي؟
قال المفكر الدكتور وسيم السيسي إن الصالونات الثقافية تقلصت كثيرا في الوقت الحالي مقارنة بما كان في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي والتي شهدت ما يقرب من 84
صالونا ثقافيا على الرغم من اختلاف العصر وصعوبة وسائل الاتصال ويرجع ذلك الزخم آنذاك إلى أن الثقافة الفكرية والحرية كانت على أشدها. وأضاف السيسي في تصريحات خاصة لـ«المجلة» أن تلك الفترة حتى ما قبل عام 1952 كانت تعد العصر الذهبي للثقافة في مصر حيث كانت ألوية الحرية السياسية والفكرية في قمة تألقها. وكانت تلك الصالونات تهدف إلى التنوير المقصود به إضاءة المساحات المظلمة في العقل الجمعي سواء كانت مظلمة سياسيا أو علميا أو تاريخيا أو دينيا وفي أي فرع من فروع المعرفة الإنسانية، وكانت هذه الصالونات تجمع الناس وتعمل على التلاقي ونشر المحبة والمعرفة.
وأعرب السيسي عن ترحيبه بكل محاولة حالية لإقامة صالون وقال: أتمنى أن أرى مائة ألف صالون لأنها ظاهرة صحية ثقافيا، وحتى لو حاول أشخاص على قدر محدود من الثقافة أن يشاركوا بإقامة صالون ثقافي فلا مانع لأن الناس هي التي ستقوم بعملية الغربلة والحكم على الصالون وتقييمه سلبا وإيجابا.
وعن صالونه الخاص الذي اشتهر بتقديمه على مدى سنوات طويلة، قال السيسي إنه أنشأ صالونه التنويري منذ 29 سنة ولا يتوقف أبداً إلا خلال شهور الصيف الثلاثة بداية من شهر يونيو (حزيران) ثم يتم استئنافه في شهر أكتوبر (تشرين الأول) ليضمن عودة الضيوف والمتابعين للصالون من إجازاتهم الصيفية. وقال لـ«المجلة»: ينعقد صالوني
في الجمعة الأخيرة من كل شهر، وكان المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي هو آخر ضيوفي خلال الموسم الماضي قبل إجازة الصيف وكان اللقاء مشوقا وزاخرا بالكثير من المواقف والموضوعات المثيرة. وأضاف السيسي أنه يحرص على استضافة النجوم في مختلف المجالات والمعارف والفنون. وكشف لـ«المجلة» أن من أشهر نجوم صالونه الفنان عادل إمام الذي كان ضمن ضيوفه، وأن صالونه يزخر بحضور جماهيري كبير يصل إلى 150 شخصا. وهو يرحب بالجميع لكنه يضع محاذير على صالونه يراها كانت سببا في استمراره على مدار تلك العقود، وقال لـ«المجلة»: لقد منعت الحديث في موضوعي الدين والسياسة في ظل حضور هذا العدد الكبير، مشيرا إلى أن مناقشة هذه الأمور لا بد أن تتم في مجتمع صغير لا يزيد على أربعة أو خمسة أشخاص لضمان خضوعها لأصوبها فكرا وأعقلها عقلا على حد قوله.
وعن الأعباء الخاصة بإقامة الصالون قال الدكتور مدحت الجيار أستاذ النقد الأدبي بجامعة الزقازيق لـ«المجلة» إن الصالونات الثقافية تعد من أقدم الظواهر الثقافية والأدبية في مصر، سواء قام بها مصريون أو عرب وهي تتضمن كلفة مادية يتكبدها صاحب الصالون سواء في صورة تدبير مكان أو تحمل نفقاته من فواتير الكهرباء وخلافه بالإضافة إلى دفع مكافآت مالية في بعض الأحيان لبعض الضيوف المتميزين، وبالتالي فلا يصح لأي أحد أن يتصدى لقيادة هذه الصالونات إلا إذا كان مقتدرا ماليا ونفسيا
وذهنيا من حيث العلم والثقافة والقدرة على استيعاب الضيوف حتى لا يشعرهم أنه صاحب فضل عليهم باعتبارهم لا يدفعون شيئا! وقد تواردت الصالونات الثقافية في القاهرة والإسكندرية، كما انطلقت في بعض المحافظات الأخرى بالأقاليم وقد أنتجت لنا كتابا مهمين حصل بعضهم على جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية.
وحول تأثر الصالونات الثقافية بظهور الكومبيوتر ووسائل التواصل الاجتماعي قال الجيار إنه بانتشار هذه الوسائل بين الناس، تغيرت الأمور كثيرا وتحولت هوائيات النت إلى منابر للكلام وسهلت الاتصال بين الناس وعرض بعض المنتجات أو الإنتاجات التي ينتجها المثقفون في أي مكان ومن هنا تحولت الصالونات الثقافية من مكان محدود في حجرة صغيرة إلى مكان كبير وواسع يحتوي العالم كله. ولكن من ناحية أخرى هناك خطورة من هذه الهوائيات ولا بد من ضمان الإخلاص والاحترام لتقاليد الكتابة عند النشر خلالها.
وعن «صالون فيفي عبده» أكد الدكتور الجيار أنه ليس هناك اعتراض على أن تشارك الفنانة الشهيرة في الحياة الثقافية شريطة أن لا تكون بمفردها فلا يمكن أن تقود بثقافتها المحدودة من يدخلون إلى الصالون خاصة ممن هم أعلى ثقافة، ولكن يحسب لها شجاعتها أن تعلن تصديها لإقامة صالون وتتحمل أعباءه! كما أن على المثقفين الذين
يلبون دعوة الحضور أن يعملوا على إفادة الحاضرين والارتقاء بمستوى الأفكار المطروحة بغض النظر عن المستوى الثقافي لصاحب الصالون.
الطبيب والشاعر الدكتور أحمد تيمور عضو المجمع العلمي وعضو مجلس أمناء المنتدى المصري للإعلام من أشهر أصحاب الصالونات الثقافية في مصر ويتسم صالونه بالتركيز على الشعر والأدب، كما يرتاده بعض الفنانين والمشاهير، وعنه قال لـ«المجلة» إنه يحرص على انعقاد هذا الصالون بشكل شهري رغم تكدس أجندته اليومية وانشغاله بالعمل العلمي كطبيب وأستاذ لأمراض الكبد ورئيس لجمعية العلاج بالأوزون بالإضافة لعضويته في المجمع العلمي ومنتدى الإعلام المصري ومشاركته في صالون دار الأوبرا المصرية، بجانب كتابته للشعر إلا أنه يجد متعته الكبيرة وهو يقود صالونه مناقشا إحدى القضايا الثقافية وسط مدعويه من ضيوف الصالون.
وعن الصالونات الحكومية التي أسستها الدولة ودورها في إثراء المناخ الثقافي مقارنة بالصالونات القديمة المغلقة، قال الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة المصري الأسبق في تصريحات خاصة لـ«المجلة» إن الصالونات الحكومية لم تضف كثيرا مقارنة بالصالونات الثقافية الخاصة التي أسستها شخصيات مبدعة، وأنه لا يمكن الحكم عليها حاليا إلا بعد أن نرى تأثيرا كبيرا لها في طرح القضايا المهمة، ولذلك فما زال تأثيرها محدودا. وأضاف وزير الثقافة الأسبق أن هناك عددا من الصالونات الحكومية أهمها
صالون دار الأوبرا المصرية والذي يهتم بالقضايا الفنية والأدبية بجانب صالون المجلس الأعلى للثقافة وهو صالون متميز، وقال إن الصالونات الحكومية بشكل عام أقرب للندوات كما تظل مقيدة بسبب إطارها الحكومي الرسمي بينما الحرية من أهم معايير تقييم الصالون الثقافي وكافة مجالات الفكر والإبداع.
وعن سر توهج الصالونات الثقافية لمشاهير أمثال مي زيادة وعباس العقاد في عصور زمنية سابقة وتأثيرها العميق في الذاكرة أكثر من صالونات العصر الحالي، قال وزير الثقافة الأسبق إن هذا الأمر يرجع إلى ارتباط تلك الصالونات القديمة بالشخصيات اللامعة ذات الإبداعات القيمة والمؤثرة فيمن حولها والتي كانت مركز ضوء مشع. وقال دكتور عبد الحميد إن أهم شروط نجاح الصالونات الثقافية هو شخصية صاحب الصالون الذي يتصدى لهذا الدور المهم، فلا بد أن يكون شخصية مبدعة ومؤثرة وذات مصداقية وليست انتهازية أو نرجسية حتى لا تسعى للدعاية لنفسها بحيث يكون لديها التزام بقيم التحضر والإبداع. وأضاف أننا اليوم أصبحنا نرى عددا كبيرا من الصالونات الثقافية بلا تأثير ولا مضمون أو إضافة، كما قد يكون الهدف المادي أو المصلحة الخاصة دافعها الأساسي في بعض الأحيان، تماما مثل ظاهرة تجار الفن التشكيلي التي ظهرت مؤخرا بانتشار قاعات فنية خاصة تعتمد على عرض وتسويق أعمال فنانين دون المستوى بهدف الربح المادي.
وعن دور المرأة العربية عبر التاريخ في إثراء الثقافة والفكر بتأسيس صالونات ثقافية استعرضت الناقدة والروائية الدكتورة شيرين أبو النجا أهم الشخصيات النسائية اللاتي أقمن صالونات ثقافية عبر العصور التاريخية المختلفة بدءا بسكينة بنت الحسين، ومرورا بولادة بنت المستكفي، وأديبات الشام والعراق، وصولا لصبيحة بنت داود، ومي زيادة في القرن العشرين، وقالت في تصريحات لـ«المجلة» إن هناك سمات مشتركة جمعت بين تلك الشخصيات من صاحبات الصالونات الثقافية، أولا أن جميعهن من أصول طبقية عليا وبالتالي كن متعلمات لأن التعليم آنذاك كان يتطلب تكلفة مادية كبيرة، كما كن من ذوي أصول مختلطة، والسمة الثانية أنهن كن من صاحبات الإنتاج الأدبي أو الفكري، بالإضافة إلى امتلاكهن لرأسمال رمزي بجانب الرأسمال الاقتصادي حيث كن يرتبطن بعلاقات قرابة بزعماء ووزراء كالأميرة نازلي فاضل ابنة شقيق خديوي مصر وقتها الخديوي إسماعيل، والأديبة العراقية صبيحة ابنة الشيخ داود وزير الأوقاف. وأضافت أبو النجا أن صاحبات الصالون عبر العصور كن يتمتعن بإبداعات أو ثقافات واسعة تحميهن وتدعمهن في إقامة الصالون بما يمنحهن مصداقية وقدرة على اجتذاب مرتادي الصالونات، ومن ثم يمكن القول إن الصالونات النسائية في تلك الفترات الزمنية التاريخية ارتبطت أساسا بذوات الطبقة الاقتصادية والمكانة الاجتماعية. وعن صالونات الفترة الحالية قالت أبو النجا إنه لم تعد تلك الظاهرة موجودة بنفس القوة خاصة أنه لم
تعد هناك حاجة للصالونات المغلقة بعد أن أوجد الفضاء الثقافي من حولنا بديلا متمثلا في الندوات المفتوحة والأمسيات الشعبية. وتطرقت الدكتورة شيرين أبو النجا إلى ظاهرة مستحدثة بديلة للصالون الثقافي ومنتشرة في منطقة الخليج وهي التحول إلى ما يسمى نوادي الكتب والقراءة النسائية وأثنت عليها كثيرا لدورها في إثراء الوعي الثقافي بأهمية القراءة ووصفتها بأنها ظاهرة حميدة وإيجابية في تعويض السيطرة الذكورية على الفضاء العام. وأضافت أن الأمل مستمر في أن تتطور مثل هذه الظواهر مع الوقت نحو حدوث اندماج بين مختلف أفراد المجتمع لتبادل الأفكار مع الأخذ في الاعتبار خصوصية البيئة الخليجية فيما يتعلق بعادات وتقاليد الاختلاط.
وعن تقييم الصالونات الثقافية المعاصرة بشكل عام قالت أبو النجا إنه لا ينبغي التقييم اعتمادا على التأثير الذي يتركه الصالون وربما كان هذا المعيار ممكنا في فترة عصر النهضة الفكرية الذهبية، أما الآن فيكفينا شرفا أن نتبادل الأفكار، كما أن قياس تأثير الصالون يرتبط بالهدف منه. وأعتقد أنه يكفينا أن نتبادل الخبرات والأفكار وأن نتعلم كيفية طرحها وبلورتها أو حتى نختبرها في مثل هذه المحافل الثقافية، ولا شك أن مرتادي الصالون يتمتعون بقدرة على الاختيار بين الصالونات المنتشرة هنا وهناك والتمييز بين أصحابها واكتشاف الحريصين منهم على نشر الفكر والثقافة والارتقاء بها
وتمييزهم عن أولئك الذين يقدمون صالونا لـ«المنظرة» وهذه الفئة ينصرف عنها مرتادو الصالونات بمجرد اكتشاف حقيقتها.