* على المملكة العربية السعودية العمل فوراً على تقوية دفاعاتها الجوية لكي تمنع أي هجوم مستقبلي من هذا النوع. كما يجب عليها أيضا أن تستهدف المراكز التي أطلقت منها هذه الطائرات المسيّرة وأن تعتمد تماما كما إسرائيل على الاستخبارات من أجل قصف أي مواقع تقوم إيران فيها على تجميع أو تخزين هذا النوع من الأسلحة
تخاطر إيران في ردها العسكري على خناق أميركا الاقتصادي عليها. ولكنها مخاطرة محسوبة نوعا ما وهي تستند على أمر أساسي، هو عدم رغبة الرئيس ترامب في خوض أي حروب في الشرق الأوسط نيابة عن حلفائه.
في إحدى تغريداته بعيد قصف إيران المنشأة النفطية السعودية، أكد أن بلاده ليست بحاجة إلى هذا النفط بما أنها أصبحت المنتجة رقم واحد عالميا للذهب الأسود. هذا الأمر بحد ذاته تحول استراتيجي له انعكاساته على السياسة الخارجية الأميركية، ولكن هذا لا يعني أن أميركا أدارت ظهرها لـ«الشرق الأوسط» ولحلفائها، على العكس هناك دعم لهم ولحقهم في الرد على أي اعتداء يطال أراضيهم وسيادتهم.
إيران تلعب بين حدّين اثنين: عدم إيقاظ الماكينة العسكرية الأميركية التي تحاصر الشرق الأوسط كله، وبالوقت عينه إجبار بلاد العم سام من خلال أعمالها الإرهابية والتخريبية في الشرق الأوسط والتراجع عن حصارها اقتصاديا. لذا قررت إيران الهجوم على المملكة العربية السعودية واستهداف صناعة النفط فيها من أجل دفع الأسعار إلى أعلى والضغط بالتالي على حكومات الغرب ودفعها إلى إقناع أميركا برفع العقوبات عن إيران.
يظن الإيراني أن الرئيس الأميركي الذي يخوض معركة إعادة انتخابه لا يمكن أن يتحمل أي نكسة عسكرية واقتصادية وقد يكون هذا الأمر صحيحاً، لذا تحاول إيران تحييد الهجوم حتى الساعة على القواعد الأميركية المنتشرة في العراق وسوريا، كما تبتعد عن أي مواجهة مع إسرائيل رغم استهداف تلك الأخيرة يوميا قواعد ومراكز عسكرية لها ولميليشياتها من دون أن تحرك ساكنا
ما العمل؟
هل يمكن للمملكة العربية السعودية أن تسكت عن هذا الهجوم خاصة إذا اتضح أن مركز انطلاقه لم يكن اليمن؟
يجب أن تعرف المملكة أن هذا الاعتداء هو قبل أي شيء اعتداء على الاقتصاد العالمي وأمنه، وعليه يجب أن تتكلم مع الصين أكبر المتضررين من هذا الحادث، ومع أوروبا طبعا من أجل دعمها في أي خطوات دفاعية لاحقة قد تتخذها.
ثم يجب على المملكة العربية السعودية العمل فوريا على تقوية دفاعاتها الجوية لكي تمنع أي هجوم مستقبلي من هذا النوع. كما يجب عليها أيضا أن تستهدف المراكز التي أطلقت منها هذه الطائرات المسيّرة وأن تعتمد تماما كما إسرائيل على الاستخبارات من أجل قصف أي مواقع تقوم إيران فيها على تجميع أو تخزين هذا النوع من الأسلحة.
الرئيس الأميركي في هذا المجال لن يكون معارضا لردة الفعل السعودية، بل ربما سيكون أكثر المرحبين بها، من ناحية أن عمل إيران الإرهابي وميليشياتها لم يمر من دون رد حازم من قبل حلفائه وهذا من دون توريطه وبلاده مباشرة بمواجهة لا يريدها.
أي شيء آخر هو السماح لإيران بالتمادي مجددا والاعتداء على المملكة العربية السعودية أو أي هدف تظن أنه يخدم استراتيجيتها في رفع العقوبات عن اقتصادها.
السعودية ليست وحيدة ولكن عليها أن تبادر.