* قائد فيلق القدس قاسم سليماني أصدر أوامره للميليشيات الإيرانية في العراق بالاستعداد لـ«حرب بالوكالة».
واشنطن: تبادل الاتهامات بين الولايات المتحدة وإيران، أثار مخاوف من إمكانية نشوب أعمال عدائية.
في مطلع الشهر الجاري، أرسل البيت الأبيض – بناء على تقارير استخباراتية عن زيادة الاستعدادات الإيرانية للاعتداء على قوات أميركية في الشرق الأوسط – مجموعة حاملة طائرات إلى الخليج. وبعد ذلك بفترة قصيرة، أخلت الحكومة الأميركية العاملين في سفارتها في بغداد. كما تسربت خطط باحتمالية نشر قوات قوامها 120 ألف جندي في المنطقة.
وعلى الرغم من أن ترامب قد نفى هذه التقارير في السابق، واصفًا إياها بأنها «تغطية زائفة وغير دقيقة على الإطلاق»، لكنه في 17 مايو (أيار)، نشر تغريدة قال فيها: «إذا أرادت إيران القتال، ستكون هذه هي نهايتها الرسمية. لا تهددوا الولايات المتحدة مرة أخرى أبدًا»!
ومن جانبهم، أبدى مسؤولون إيرانيون التحدي. ففي 16 مايو، أفادت «الغارديان» بأن قائد فيلق القدس قاسم سليماني أصدر أوامره للميليشيات الإيرانية في العراق بالاستعداد لـ«حرب بالوكالة». ووفقًا لما نقله مصدر محلي، «لم تكن دعوة إلى حمل السلاح تحديدًا، ولكنها لم تبتعد كثيرًا عنها». وفي 20 مايو، نشر وزير الخارجية محمد جواد ظريف تغريدة ردًا على تغريدة ترامب بتاريخ 17 مايو، محذرًا من أن «التهديدات بالإبادة (لن تُهلك إيران)». وصرح للإعلام الحكومي الإيراني قائلاً: «لن تكون هناك حرب، لأننا لا نريد حربًا ولا يتوهم أي شخص أنه يستطيع مواجهة إيران في المنطقة».
تقدم الجمهوريون للدفاع عن سياسة الرئيس ترامب تجاه إيران. وفي 20 مايو، نشر السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام من ولاية كارولينا الجنوبية تغريدة قال فيها: «الخطأ يقع على الإيرانيين وليس الولايات المتحدة ولا أي بلد آخر. إذا تم تفعيل التهديدات الإيرانية ضد أفراد ومصالح أميركية يجب أن يكون لنا رد عسكري ساحق. كن حازمًا يا سيدي الرئيس».
وقبل ذلك بأيام قليلة، تسبب السيناتور الجمهوري توم كوتون من أركنساس في إثارة الجدل عندما قال في لقاء إنه رغم «عدم تأييده لإجراء عسكري ضد إيران»، فهو يعتقد أن الولايات المتحدة سوف تكون لها الغلبة في أي نزاع عسكري «بضربتين: الضربة الأولى والضربة الأخيرة».
على الجهة المقابلة، كان رد فعل الحزب الديمقراطي مُحمَلاً بالخوف. في 16 مايو، صرحت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، في محاولة واضحة لإثناء الرئيس عن طريقته الأكثر ميلاً للمواجهة، قائلة: «أعجبني ما سمعته من الرئيس من أنه لا يرغب في (الحرب)، وهو رأي أو أحد الآراء التي أتفق فيها مع الرئيس، وكذلك معارضتنا للحرب في العراق».
وفي موقف أكثر تشددًا، دعا زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب تشاك شومر كلاً من القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي ورئيس هيئة الأركان المشتركة بالمثول أمام الكونغرس للشهادة: «إذا كان الرئيس والجمهوريون في الكونغرس يخططون لجر الولايات المتحدة إلى نزاع، بل حرب في الشرق الأوسط، فإن الشعب الأميركي يستحق أن يعرف ذلك ويستحق أن يعرف السبب».