في الفترة الأخيرة، أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام، إطلاق إنتاج فيلم رسوم متحركة ضخم ينقل إلى الشاشة الكبيرة كتاب "النبي" لجبران خليل جبران بمساعدة مجموعة كبيرة من المخرجين.
الممثلة العالمية سلمى حايك التي من المحتمل أن تشارك في تحويله لفيلم رسوم متحركة قالت "إن كتاب النبي يشكل مصدراً مذهلاً للحكمة والإلهام بالنسبة للملايين من الناس في شتى أنحاء العالم، ولكوني أنحدر من أصول لبنانية، فأنا فخورة لكوني جزءا من هذا المشروع الذي يقدم هذه التحفة الإبداعية للجيل الجديد بأسلوب لم يسبق له مثيل".وسيتولى مهمة الإخراج عدد من أبرز المخرجين، بينما سيتولى المخرج روجر آلرز صاحب فيلم "ذا ليون كينغ"، مسؤولية الربط بين الأعمال من خلال السرد.
الى جانب مخططاتها الكبرى لانتاج أعمال عالمية تقدم «مؤسسة الدوحة للأفلام» مجموعة كبيرة من البرامج، بدءا من مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي، الذي أطلقت دورته الثالثة في أكتوبر (تشرين الأول) مرورا بالتدريب على صناعة وتمويل الأفلام، وانتهاء بتقديم برامج تعليمية من أجل إشاعة الثقافة السينمائية في المجتمع.
ظهرت «مؤسسة الدوحة للأفلام» في عام 2010 لتكون لاعبا رئيسيا في مجال إنتاج الأفلام، والتعليم، والثقافة، في منطقة الشرق الأوسط وكحاضنة للمواهب المحلية في مجال صناعة السينما.
وسيلة إبداعية
وتتمثل مهمة المؤسسة في توفير الاحتياجات الخاصة لدولة قطر، وتشجيع صناعة الأفلام، وسيلة إبداعية للتعبير عن التطلعات الإنسانية في المنطقة، يشير التعريف بها إلى أن المؤسسة تلقي «اهتمامها على تقدير قيمة الأفلام والتعليم وتأسيس صناعة فعالة للسينما في قطر، تركز على دعم الرواة الإقليميين، فيما تحافظ على عالمية مجالها.. وتعمل كمركز شامل للفيلم في الدوحة ومصدر للصناعة في المنطقة وباقي أنحاء العالم. وهي تؤمن كثيرا بقدرة السينما على تغيير القلوب والعقول، ويعكس شعارها الاعتقاد بأن الفيلم هو الحياة».
وفوق ذلك تستضيف المؤسسة فعاليات أخرى خارج إطار التركيز على صناعة الفيلم، بهدف تعزيز البرامج الثقافية، وتوفير إطار للإبداع وتبادل الخبرات. كانعقاد مؤتمر «تي إي دكس 2012» في قرية قطرة الثقافية التي تقدم مجموعة من الفعاليات الثقافية، تضم الموسيقى والمسرح وعروض الأزياء، والتشكيل، والتصميم والأعمال الحرفية.
تملك المؤسسة وحدات متخصصة في مجالات التصميم والإنتاج، بهدف مساعدة صانعي الأفلام في الشرق الأوسط على تقديم أعمالهم الفنية، كالأفلام، وبرامج الإنترنت، والراديو، والتلفزيون.
ويرعى المعهد باقة من البرامج المنوعة، من بينها ورش عمل متخصصة للأطفال والمراهقين والبالغين في مجال الكوميديا، بالإضافة إلى ورش لصناعة السينما، وفصول تعليمية لتطوير مهارات الارتجال والحركة.
استضافات فاعلة
وكانت المؤسسة قد استضافت في ديسمبر (كانون الأول)، 2011 مؤسسة كيفن سبيسي لتقديم عرضين لمسرحية شكسبير «ريتشارد الثالث» على مسرح مركز قطر الوطني للمؤتمرات في الدوحة، كما دخلت في شراكة مع هذه المؤسسة لتقديم ورشتي عمل عن المسرح في مدارس قطر المحلية.
كما نظمت ورشة عمل «حرر.. حرر» لتعليم صناعة الأفلام استمرت سبعة أيام في أبريل (نيسان) الماضي، انتهت بتقديم أفلام قصيرة موضوعها الثورات العربية، حيث قدم كل مشترك فيلما لمدة دقيقة واحدة عن التظاهرات التي انطلقت في مدن تونس والقاهرة وحتى مراكش وعمان.
[caption id="attachment_55233761" align="alignright" width="200" caption="سلمي حايك"][/caption]
وفي إطار آخر، كان من بين الأفلام التي عرضت في مهرجان الدوحة الأخير الذي انعقد في أكتوبر فيلم «المرأة» للمخرج لوك بيسون، تناول موضوع الديمقراطية في بورما. ويحكي الفيلم قصة ناشطة حقوق الإنسان أونغ سان سو كي. بالإضافة إلى سلسلة من القصص العربية القصيرة التي تتناول الحب والغياب والمعجزات والشوق، وفيلم «الفنان» الذي يوصف بأنه أنشودة تتناول حقبة ماضية من أفلام هوليوود الصامتة، والفيلم التسجيلي «توق» الذي يتناول الحدود والرغبات وكفاح النساء السوريات في دمشق، في مسيرة البحث عن قدر أكبر من الحرية، كما عرض المهرجان فيلم «العدد الخاص»، ويتحدث عن أحد سجون سويسرا، حيث يروي حكايات ستة من المهاجرين في انتظار منحهم حق اللجوء السياسي، ويرصد الفيلم انتظارهم بين الأمل واليأس، وفيلم «أفريقيا الأم» عن الموسيقية الراحلة مريم ماكيبا، وفيلم «فيفيان لاس أنتيبوداس» الذي يعرض الثقافات واللغات والأشخاص والتخطيط العمراني في أربع مناطق مختلفة، على أطراف متقابلة من الكرة الأرضية، وهي ريو في الأرجنتين، وشنغهاي في الصين وهاواي، وقرية صغيرة في بتسوانا.
وقد اشتملت الفعاليات كذلك على مناقشة مع مورغان سبرلوك مخرج فيلم «سوبر سايز مي» وحوار مع أنطونيو بانديراس ومناقشات بين كبار صانعات الأفلام، حول وضع المرأة في عالم السينما، ومدى شعورهن بالترحاب والاحترام، وتوافر الفرص، والتحديات التي تواجه صانعات الأفلام والعاملات في هذا المجال بشكل عام.
لقد تأكد في الأعوام الأخيرة التزام منطقة الخليج بتطوير الثقافة السينمائية من خلال النمو الكبير الذي شهدته المؤسسات المتخصصة في هذه الصناعة، وتطور برامجها، وتمويل إنتاج الأفلام، والتعليم والتوزيع. وعلى الرغم من أن مؤسسة الدوحة للأفلام لا تزال حديثة العهد، مقارنة بغيرها في دبي وأبوظبي، فإنها أظهرت قدرة فائقة على المشاركة في صناعة السينما ودعمها في قطر، وفي منطقة الشرق الأوسط، بل والعالم.