* يجتمع هواة جمع الطوابع يومي السبت والثلاثاء بمقهى ديانا بشارع عماد الدين وسط القاهرة، للتشاور حول المعارض والمزادات، وتبادل الطوابع، وعمليات البيع والشراء
القاهرة: الرواج الذي حققته منطقة القاهرة الخديوية بوسط العاصمة المصرية كواحدة من أهم المناطق الجاذبة للسياحة الثقافية ساهم في تحولها إلى ملتقى عالمي لهواة جمع الطوابع البريدية عقب افتتاح الكثير من المتاجر المتخصصة التي ساهمت في انتشار نوع نادر من التجارة تتداخل فيها الهواية مع المهنة، وأصبحت مقصدا للسائحين الأجانب والعرب وهواة اقتناء الطوابع من كافة أنحاء العالم، ويحرص الهواة على التجمع مرتين أسبوعيا على أحد مقاهي شارع عماد الدين بوسط العاصمة لتشارك المعلومات والنقاش حول مستجدات تجارتهم، فيما يسعى عدد من محترفي اقتناء الطوابع النادرة إلى استعادة الطوابع التذكارية النادرة التي بيعت خارج مصر من خلال مشاركتهم في مزادات عالمية.
ارتبط الرواج الذي تشهده تجارة الطوابع البريدية بوسط القاهرة بافتتاح الكثير من المتاجر الجديدة، وسعى الهواة إلى توسيع وسائل تواصلهم من خلال المشاركة في الأنشطة المختلفة التي ينظمها كل من نادي هواة الطوابع المصري، والجمعية المصرية لجامعي الطوابع بوسط العاصمة، إضافة إلى الحرص على التجمع يومي السبت والثلاثاء في مقهى ديانا بشارع عماد الدين، كما ساهم مشروع تطوير القاهرة الخديوية الذي يهدف إلى استعادة مكانتها على خريطة السياحة الثقافية العالمية في جذب فئات مختلفة من المصريين والأجانب الذين يحرصون على المشاركة في مزادات بيع وتبادل الطوابع التي تشهدها المنطقة.
يقول عبد الرحمن ضو، أحد أشهر جامعي الطوابع في مصر لـ«المجلة»: «نجتمع خلال الفعاليات والندوات التي ينظمها نادي هواة الطوابع المصري للتشاور حول الكثير من الأمور الفنية ومناقشة أي مستجدات، كما ينظم النادي مزادات لبيع الطوابع، وكذلك اجتماعات مبادلة، حيث يقوم الأعضاء بتبادل الطوابع المختلفة فيما بينهم كي يتمكن كل منهم من إكمال المجموعات التي يريد إكمالها، بمعنى أنه إذا كان شخص لديه مجموعة محددة من العصر الملكي وينقصه بعضها فإنه يأخذها من عضو آخر في مقابل إعطائه طابعا من مجموعة مختلفة، وقد تتضمن المبادلة دفع فارق السعر».
ويشير ضو، الذي افتتح مؤخرا متجرا تحت اسم «وسط البلد للطوابع» إلى أن «عدد هواة جمع الطوابع في مصر يصل إلى الآلاف، لكن المحترفون منهم الذين يتبعون الطرق العلمية والكتب والفهارس التي تحتوي على معلومات تاريخية دقيقة عن الإصدارات المختلفة يمكن أن يكون عددهم نحو 20 شخصا، وكثير منهم بدأ يجمع بين الهواية والتجارة من خلال افتتاح متاجر تبيع كل أنواع الطوابع».
ويتابع: «عمليات تطوير منطقة وسط القاهرة ببناياتها ذات الطراز المعماري المتميز ساهمت في رواج حركة التجارة والسياحة الثقافية بشكل عام، وهو ما وضع تجارة الطوابع البريدية ضمن اهتمامات السائحين الأجانب والعرب الذين يترددون على المنطقة، وكثير منهم يأتي خصيصا للبحث عن الطوابع، كما يشارك بعض الهواة من دول كثيرة في مزادات بيع وتبادل الطوابع التي يتم تنظيمها، ويساهم النشاط السياحي بالمنطقة في انتشار تجارتنا ورواجها بين السائحين، وأتوقع أن تشهد حركة بيع وتبادل الطوابع رواجا أكبر في الفترة المقبلة، لأن منطقة وسط القاهرة تتحول رويدا إلى مركز جذب سياحي وثقافي».
يشار إلى أن أول طابع بريد في العالم صدر في بريطانيا 6 مايو (أيار) عام 1840. وكان يحمل صورة الملكة فيكتوريا، لينهي حقبة نقل وتوصيل الرسائل بمقابل مادي يدفعه المستلم، إذ كان يوجد في كل مدينة متعهد عام للبريد يتولى توصيل الرسائل باستخدام البغال والخيول من مدينة لأخرى، ويقوم ساعي البريد بتحصيل تكاليف توصيل الرسالة من المستلم.
ويجتمع العشرات من هواة جمع الطوابع يومي السبت والثلاثاء بمقهى ديانا بشارع عماد الدين وسط القاهرة، إذ يكون الاجتماع فرصة للتشاور حول المستجدات والمعارض والمزادات، وتبادل الطوابع، وعمليات البيع والشراء التي تتم مع التجار.
يقول خالد عبد الله، أحد هواة جمع الطوابع، لـ«المجلة» إن «اجتماع المقهى فرصة لتبادل الأخبار والمعلومات حول المعارض والمزادات، والجمع بين التجار وهواة جمع الطوابع كي تتم عمليات البيع والشراء في حضور أشخاص لديهم خبرة في تقييم السعر، كما يكون اللقاء فرصة كبيرة لتبادل الخبرات خاصة أن بعض الهواة تكون خبرتهم محدودة».
ويعود تاريخ أول طابع مصري إلى 2 يناير (كانون الثاني) عام 1866 ميلادية حيث صدرت وقتها مجموعة مكونة من 7 طوابع تضمنت كتابات باللغتين التركية والإيطالية.
ويسعى عدد من محترفي جمع الطوابع إلى استعادة إصدارات كثيرة تم بيعها خارج مصر، خاصة الطوابع الملكية التي انتقلت ملكيتها إلى أجانب في حقبات مختلفة، حيث بيعت مجموعة طوابع الملك فاروق في مزاد علني أقامته وزارة المالية عام 1954 عقب ثورة يوليو (تموز) 1952.
ويشير ضو، إلى أن «بعض جامعي الطوابع المحترفين يشاركون في مزادات عالمية لشراء الطوابع المصرية التي بيعت بالخارج، خاصة طوابع العصر الملكي، بهدف إعادتها إلى السوق المصرية، ونحن نتتبع أخبار المعارض والمزادات في كافة بلدان العالم لرصد حركة انتقال ملكية الطوابع المصرية النادرة، فعودتها إلى السوق المصرية ستساهم في انتعاشه أكثر لأنها ذات قيمة كبيرة».