* الفلاحة والسياحة والطاقات المتجددة وصناعة الأدوية والخدمات والتكنولوجيا أهم مجالات الاستثمار في تونس
* تسهيلات كبيرة للمستثمرين السعوديين في تونس وتخفيف إجراءات دخول رجال الأعمال التونسيين إلى السعودية
تونس: أعطت زيارة الدولة التي أدّاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى تونس بمناسبة القمّة العربية دفعا جديدا لعلاقات الأخوّة والتعاون بين البلدين والشعبين التونسي والسعودي، حيث انعقد يوم السبت 30 مارس (آذار) ملتقى الأعمال التونسي السعودي بإشراف الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة ومجلس الغرف التجارية والصناعية السعودية وبحضور وفدين من رجال الأعمال السعوديين والتونسيين وعدد من الوزراء من البلدين.
وجرى خلال هذا الملتقى استعراض فرص الشراكة والتعاون والاستثمار والتأكيد على ضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية وتنمية المبادلات التجارية والعمل على تمتين علاقات التعاون والشراكة بين رجال الأعمال التونسيين والسعوديين.
وقال زياد العذاري وزير التعاون الدولي والاستثمار الخارجي التونسي لـ«المجلة» إن الاتفاق تم على أن تقدم تونس جملة من المشاريع الاستثمارية الكبرى وعددًا من الفرص الاقتصادية في بعض المجالات الواعدة وسيكون هذا خلال الأسابيع القادمة بتبادل الزيارات، وأضاف أن الاهتمام السعودي بتونس يأتي في إطار رغبة مشتركة في توطيد علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين خصوصا أن هناك مشاريع وإمكانيات وفرصا كثيرة مُتاحة إضافة إلى انضمام تونس إلى فضاء اقتصادي جديد يشمل جنوب وشرق أفريقيا مع ما يعنيه ذلك من فرص أوسع للتعاون، وقال زياد العذاري أن هناك استعدادا سعوديا لتسهيل إجراءات حصول رجال الأعمال والمستثمرين التونسيين على تأشيرات الدخول إلى المملكة العربية السعودية باستعمال منظومة رقمية وتسهيل الإجراءات الإدارية الخاصة بالمستثمرين والمصدّرين التونسيين للنفاذ إلى السوق السعودية.
ومن جهته، قال الدكتور سليمان العييري رئيس الدورة السابقة للجانب السعودي لمجلس الأعمال التونسي السعودي في تصريح لـ«المجلة» إن اتفاقًا حصل على مستوى وزارة التجارة والاستثمار السعودي من جهة ووزارة الاستثمار والتعاون الدولي ووزارة التجارة التونسية من جهة ثانية من أجل تنمية المبادلات التجارية بين تونس والسعودية ونقل التكنولوجيا وتمويل المشاريع وإنشاء شركات تجارية كبرى للاستفادة من موقع تونس الجغرافي وقدرتها التنافسية ووجودها في تجمعات اقتصادية إقليمية ودولية ومنها السوق الأوروبية المشتركة ومجموعة دول جنوب وشرق أفريقيا (الكوميسا) التي انضمّت إليها تونس مؤخرا، وأضاف سليمان العييري أن الأمل معقود على أن يتم الشروع قريبا في إعادة إعمار ليبيا وأن يكون المستثمرون السعوديون طرفا في ذلك من خلال مساهمة تونس ورجال الأعمال التونسيين، وقال إن مساعي تُبذَل الآن من أجل تنشيط حركة التوريد والتصدير بين تونس والسعودية عبر شركة مختصة في النقل التجاري البحري سيتم إنشاؤها قريبا. وحول التسهيلات التي سيلقاها المستثمرون التونسيون والسعوديون من أجل تنمية علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين قال محمد الكعلي رئيس الجانب التونسي لمجلس الأعمال التونسي السعودي لـ«المجلة» إن المستثمرين السعوديين موجودون الآن بكثرة في البلدان الآسيوية بسبب التسهيلات الكبيرة التي يتمتعون بها هناك، ولا بد أن يجدوا في تونس كل ما يحتاجونه من حوافز وتسهيلات، وذكر أنه تمّ الاتفاق على تسهيل إجراءات الحصول على تأشيرات دخول رجال الأعمال التونسيين إلى السعودية وأيضا تخفيض الرسوم التي يدفعها هؤلاء للدخول إلى السعودية حيث يصل إلى 6000 ريال وهذا مبلغ مرتفع خاصة بالنسبة إلى من يحتاج إلى زيارة السعودية مرات كثيرة في إطار شغله وتنفيذ المشاريع والصفقات. وحول مجالات التعاون وفرص الاستثمار الممكنة في تونس والسعودية قال ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار السعودي إن لتونس كفاءات عالية يمكن الاستفادة منها لتلبية حاجات المملكة العربية السعودية من اليد العاملة الماهرة خاصة في مجال الطب، ويمكن لرجال الأعمال السعوديين الاستثمار في تونس في قطاعات الفلاحة والسياحة والتكنولوجيا والطاقات المتجددة والخدمات وصناعة السيارات وصناعة الأدوية وقطع غيار السيارات.
وقال ماجد القصبي إنه من المقرر أن ينعقد يومي 21 و22 أبريل (نيسان) الجاري في مدينة جدة منتدى اقتصادي تونسي سعودي بإشراف وزيري التجارة في البلدين وبحضور عدد من رجال الأعمال لبحث آفاق التعاون والاتفاق على الشروع في تنفيذ بعض المشاريع الاستثمارية الضخمة سواء في تونس أو بعض البلدان الأفريقية، كما سينعقد في الرياض يومي 27 و28 أبريل الجاري اجتماع اللجنة السعودية التونسية المشتركة لمواصلة النظر في سبل تطبيق ما تم الاتفاق عليه في ملتقى الأعمال التونسي السعودي الذي انعقد في تونس واللقاءات التي انتظمت على هامشه.