* ملابس الشعوب هي مرآة تعكس حضاراتهم وثقافاتهم ...والمنطقة العربية ثرية بتنوعها الكبير في الأزياء التقليدية.
* سعدت جدا برد فعل الجمهور المصري على تصميماتي وإقباله على حضور عروض الأزياء المغربية.
تجمع الأزياء المغربية بين الجمال والأناقة والاحتشام في نفس الوقت، وهو ما جعلها تتمتع بشهرة واسعة في العالم العربي، خاصة بعد أن قام المصممون المغاربة بإدخال تطوير كبير على القفطان المغربي وإضفاء لمسات جمالية مستوحاة من عدة أنماط فنية ليتناسب مع مختلف المناسبات ويلقى إعجاب مختلف الأذواق. فإلى جانب الطابع العربي الكلاسيكي للزي المغربي، ظهرت تصميمات جديدة ذات ملامح عصرية زادته جمالا وإبداعا حتى جذب إليه أنظار الأجانب الأوروبيين ممن اقتنوا الزي المغربي وارتدوه وصار سفيرا للمملكة المغربية في العالم. وكانت صور لاعبة التنس العالمية شارابوفا بالزي المغربي وهي تتجول في أسواق مراكش من اللقطات التي أثارت الإعجاب بالبطلة الرياضية في طلتها المغربية.
الفنانة المغربية ماريا العشيري واحدة من كبريات المبدعات المغربيات في مجال تصميم وتنفيذ الأزياء، وقد اشتهرت تصميماتها بالفخامة والأناقة من خلال استخدامها للأقمشة المطرزة والمرصعة بالمجوهرات والأحجار الكريمة حيث تبدو صاحبة الفستان ملكة متوجة على عرش الجمال والأناقة.
وفي حوار خاص معها لـ«المجلة» قالت العشيري إن وسائل التواصل الحديثة ساهمت في انتشار الموضات عبر الحدود الجغرافية، وأكدت أن القفطان المغربي صار موضة تجاوزت حدود المملكة المغربية في ظل إقبال الأجانب على اقتنائه.
وقالت ماريا أيضا إنها سعيدة بانتشار موضات من الأزياء العربية والشرقية المتنوعة بما فيها الأزياء الخليجية باعتبارها أزياء جميلة ومحتشمة في نفس الوقت...
وإليكم الحوار...
* إلى أي مدى يمكن أن تعكس الأزياء حضارات الشعوب؟ وهل انتشار نفس الموضة في عدة دول يمكن أن يكون على حساب الخصوصية التي يتمتع بها كل شعب على حدة؟
- لا شك أن ملابس الشعوب وأزياءهم هي مرآة تعكس حضاراتهم وثقافاتهم ولكل شعب زيه الوطني المميز كما نرى في الهند واليابان وكوريا وكذلك في المنطقة العربية نجدها ثرية بتنوعها الكبير في الأزياء والملابس بشكل يعكس ثراء وتنوعا ثقافيا وحضاريا أيضا. فعلى سبيل المثال هناك الزي الخليجي والذي يتنوع تفصيليا ويختلف من بلد لآخر، وهناك الزي الشامي والليبي والتونسي والمغربي وهكذا. وقد ساهمت وسائل التواصل العصرية والتقارب الكبير بين شعوب العالم في تناقل الثقافات والحضارات بكل ما تتضمنه أيضا من فنون وابتكارات وأزياء وأصبح هناك انتشار لموضات كثيرة تجاوزت الحدود الجغرافية لكن لا أظنها يمكن أن تؤثر على خصوصية الشعوب في أزيائها لأن هذه الموضات يتم تطويعها أيضا وفق ما يتلاءم مع الشعوب.
* ما الذي جذبك لدخول عالم تصميم الأزياء؟
- هو مجال ليس طارئا علي وإنما بدأ اهتمامي به مبكرا منذ صغري، وكنت أحرص على انتقاء الأقمشة، كما كنت أحب تصميم الموديلات وتنفيذها بيدي، ومع مرور الوقت أصبح لدي رؤية وتصاميم خاصة. وكنت أعرضها على المحيطين ويبدون لي إعجابهم مما شجعني على التخصص بشكل احترافي في مجال تصميم الأزياء.
* هل تستوحين تصميماتك كلها من الزي المغربي فقط؟ وما أهم لمساتك المميزة لأعمالك؟
- بحكم أني مغربية فقد ارتبطت أعمالي واشتهرت بالأزياء المغربية الصرفة المستوحاة من القفطان المغربي الشهير ولكن هناك تصميمات أخرى مستوحاة من موديلات غربية. وأهم ما يميز أعمالي هو التطريز والتزيين المبهر للقفطان، وذلك بأشكال مختلفة وفق طبيعة كل موديل ومناسبته.
* ما أهم الأقمشة التي تستخدمينها في تنفيذ تصميماتك؟ وكم يستغرق تنفيذ التصميم؟
- أحرص على اختيار أجود أنواع الأقمشة الراقية والتي اضطر أحيانا لاستيرادها من إيطاليا أو فرنسا. فأنا أستخدم الساتان والحرير والدانتيل إلى جانب البروكار المغربي وهو أحد الخامات التراثية لدينا. وبالنسبة لتنفيذ التصميم فهو يستغرق وقتا طويلا يصل لثلاثة أشهر متواصلة وقابلة للزيادة في حالة وجود تطريزات كثيرة خاصة في فساتين العرائس ذات الذيل الطويل.
* هل على مصمم الأزياء أن يرتبط باختيار الألوان التي تعد موضة العصر أم أنه يستطيع التحرر باختيار ألوان أخرى؟
- الموضة ليست شيئا جامدا فالمجال مفتوح لمختلف الإبداعات بما فيها من تصميمات مبتكرة وألوان متناسقة. وعن نفسي أحب استخدام اللونين الذهبي والفضي كما يمكنني التطعيم بألوان إضافية تناسب التصميم.
* هل تعتبرين الإكسسوار عنصرا مكملا لتصميماتك المبهرة؟
- بالطبع تعد قطعة الإكسسوار عنصرا مهما وأحيانا أساسيا في إبراز جمال التصميم، فيمكن استخدام قلادة أو حزام أو تاج مرصع بالأحجار الكريمة الملونة خاصة إذا كان الموديل سترتديه عروس ليلة عرسها. ولا ننسى أن الماكياج وطريقة تصفيف الشعر يجب أن تتناغم مع التصمم لإبراز جماله وقد ساعدتني خبرتي في الشعر والماكياج على ضبط إيقاع هذه العناصر لتتناغم في سيمفونية جمال رائعة. وبشكل عام فإن التصميم هو الذي يفرض نوع وشكل الإكسسوار؛ فمثلا قد يتطلب تصميم ما وجود حزام مرصع بينما يستلزم آخر ارتداء تاج، وهكذا. وتزداد الحاجة لهذه الإضافات كلما كان الموديل بسيطا.
* ما أهم عروض الأزياء التي قدمتها. وكيف كانت ردود الأفعال تجاه تصميماتك؟
- قدمت عروضا كثيرة ببلدي المغرب بمعدل عرضين سنويا تقريبا، كما قدمت عروضا بمصر كان آخرها عرض جماعي مع مصممات مغربيات في نهاية عام 2018 في ختام ملتقى التنمية والتعايش على ضفاف النيل وبحضور فنانين مصريين ومغربيين. وسعدت جدا برد فعل الجمهور المصري على تصميماتي وإقباله على حضور عروض الأزياء المغربية. ويبدو لي أن الزي المغربي يحظى بشهرة كبيرة في كثير من دول العالم وليس المنطقة العربية فقط، وهو ما لمسته بنفسي من إقبال أجانب من أوروبا على اقتناء بعض تصميماتي وارتدائها مما يكسر فكرة أن الشعوب الشرقية فقط هي التي تتلقى وتستقبل الموضة من الخارج بينما الواقع يؤكد أننا كعرب يمكن أن نصدر تصميمات شرقية للغرب بشرط أن تتمتع بالتميز والجمال والرقي والابتكار.
* هل قدمت عروضا لتصميماتك بدول الخليج؟
- للأسف لم تتح الفرصة أن أقدم عرض أزياء بالخليج وإن كنت أتمنى وأسعد جدا لو استطعت ذلك لأنني أحلم بنشر القفطان المغربي في كل أنحاء العالم.
* من الفنانة التي تتمنين أن ترتدي تصميماتك؟
- أتمنى أن ترتدي الفنانة داليا البحيري تصميمات فساتيني لأنني أحبها كثيرا.
* ما الجديد الذي تفكرين فيه حاليا؟
- حاليا أنا مشغولة بعمل تصميمات ملابس للأعمال الفنية وأتمنى أن أحقق نجاحا في هذه التجربة مثلما نجحت في تصميماتي السابقة. كما أسعى لتقديم عروض جديدة لتصاميم جمعت فيها بين القديم والجديد.