* الحوثيون لجأوا إلى تجنيد القصر بسبب فقدانهم عدداً كبيراً من عناصرهم... وإيران جندت الأطفال بسوريا وأقامت لهم معسكرات تحت اسم «مدافعي الحرم».
القاهرة: اختلفت أساليب التنظيمات الإرهابية في تجنيد الأطفال، خلال الفترة الأخيرة، حيث ابتكرت تلك التنظيمات عدة أساليب جديدة في محاولة منهم لتجنيد الأطفال من النشء الجديد فبعضهم اعتمد على سياسة التجويع وإغراء الأهالي بإرسال أطفالهم للحرب مقابل المال، كما هو الحال مع أهالي أطفال الدول المُدمرة والذين نجحت بعض التنظيمات التكفيرية في تجنيد أولادهم مقابل تقاضي راتب مقاتل شهريًا، وهذه المبالغ قد تفتح شهية الطفل وذويه على الموافقة، خاصة مع ما تعانيه تلك الأسر من الفقر والعوز.
ومما لا شك فيه أن الجماعات المسلحة المتطرفة خاصة التي تأسست على فكر طائفي مثل ميليشيا الحوثيين في اليمن أو فكر عقائدي متطرف كتنظيم داعش الإرهابي قد أصبحت مصدر خطر رئيسيا يهدد الأمن على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وقد زاد من خطورة الظاهرة وما ينجم عنها من مخاطر تركزها في السنوات الأخيرة على تجنيد الأطفال عن طريق استقطابهم وتجنيدهم وقتل البراءة بداخلهم وتعليمهم حمل السلاح والقتل وهو ما مارسته بشدة الجماعات المتطرفة خلال الفترة الأخيرة لتعويض خسائرها البشرية مثل الحوثيين باليمن والحرس الثوري الإيراني التابع لنظام الملالي بسوريا.
فالحوثيون في اليمن انتهكوا كل الأعراف والمواثيق الدولية حيث كشفت الحكومة اليمنية في بداية النصف الأخير من العام الماضي عن تقارير بها أرقام مخيفة لتجنيد الحوثيين لأطفال يمنيين، للزجّ بهم في المعارك التي يخوضونها، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية الخاصة بحقوق الطفل.
التقارير الدولية أثبتت أن الحوثيين قاموا بتجنيد ما يزيد على 23 ألف طفل، بصورة مخالفة للاتفاقيات الدولية، وقوانين حماية حقوق الطفل، منهم ألفان و500 طفل في بداية العام الماضي 2018 عن طريق اختطافهم من المدارس والضغط على أسرهم.
لم ينته الأمر عند الحوثيين بل كشفت تقارير صادرة عن الحكومة اليمنية أن الحوثيين تسببوا في دفع أكثر من مليوني طفل إلى سوق العمل، جرّاء ظروف الحرب وحرموا أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم، منهم مليون و600 ألف طفل، حرموا من الالتحاق بالمدارس خلال العامين الماضيين.
الميليشيات الحوثية لم تلجأ إلى استخدام الأطفال في ساحات القتال إلا بعد خسائرها الفادحة وتراجع ونقص أعداد المجندين لديها، وذلك بعد مقتل أعداد كبيرة منهم، وامتناع كثيرين عن المشاركة في الحرب العبثية التي يخوضونها بالنيابة عن إيران.
لم يتوقف الأمر لدي الميليشيات الحوثية عند حد خطف الأطفال من المدارس والبيوت بل وصل بهم الحال إلى قيامهم باستقطاب العشرات من الأطفال من نزلاء مدارس الأيتام في صنعاء، والذين عاد أغلبهم جثثا هامدة من جبهات القتال خلال العامين الماضيين وأيضا استقطابهم للأطفال الذين ابتعدوا عن بيوتهم لساعات طويلة في سوق العمل، ممن فقدوا الجو الأسري ودفء العائلة، فأصبحوا بفجوة نفسية تسمح لأي متسلل باقتحام معاناتهم وهذا النوع من الأطفال يسهل تجنيده كما أن هذا النوع من الأطفال معتادون على الكد والتعب وتحمل المسؤولية والمصاعب وهذا ما يشكل بيئة صالحة وجاهزة للاستغلال والاختراق وإنشاء أفعال وعادات ومعتقدات يصعب تغييرها على المدى الطويل.
ويؤكد حقوقيون وناشطون في صنعاء أن الجماعة الحوثية لم تتوقف للحظة واحدة منذ نشأتها عن عملية استقطاب الأطفال وتجنيدهم، بطرق شتى وأساليب متعددة، لكنها في العامين الأخيرين صعدت من أساليبها في الاستقطاب والتجنيد، في المدارس والمساجد والأسواق والأحياء الفقيرة، والأندية الرياضية بسبب النقص الحاد في عناصر تلك الميليشيات في جبهات القتال، حيث كان مسؤولو الحوثيين في صنعاء يطلقون عناصرهم الطائفيين إلى المدارس لتحويل طابور الصباح والإذاعات المدرسية إلى وسيلة من وسائل التعبئة والاستقطاب، فضلا عن توجيه الأنشطة المدرسية بما يخدم عمليات الاستقطاب والتجنيد.
وتعد إيران الراعي الأول للدول والجماعات التي حولت براءة الأطفال إلى وحوش بشرية عن طريق استغلالهم وتجنيدهم كمقاتلين لمشاركتهم في حلم المد الشيعي وهو الأمر الذي أكدته أكثر من منظمة حقوقية عالمية أن الحرس الثوري الإيراني قام عن طريق تنظيم تابع له يسمى «لواء فاطميون» بتجنيد أطفال مهاجرين أفغان يعيشون في إيران للقتال في سوريا عن طريق تغرير هؤلاء الأطفال من خلال المخيمات الدعوية وتوزيع هدايا عليهم والسماح لهم باستخدام أسلحتهم واللعب بها، وخاصة الأطفال الأيتام أو أطفال الشوارع ومن ليس لهم مأوى أو معيل حيث يتم تجنيدهم بأعداد كبيرة عن طريق استدراجهم من خلال تأمين المسكن والمأوى لهم وإقناعهم بأنهم أصبحوا عاملين ومنتجين يتقاضون رواتب مقابل عملهم، كل هذا الترتيب والأساليب المخطط لها على أعلى مستوى نفسي تنجح في الكثير من الأحوال في استدراج الطفل وزرع وبناء قيم وعادات أخرى نفسيه وسلوكية في عقله.
كشف نظام الملالي في استغلاله للأطفال ما تدواله نشطاء عبر مواقع السوشيال ميديا منتصف العام الماضي لصور أطفال يحملون السلاح في سوريا في انتهاك كامل للنظام الإيراني للمواثيق والاتفاقيات الدولية التي تُجرم تجنيد القُصَّر في ساحات القتال.
كما كشفت تقارير دولية كثيرة عن قيام ميليشيات الحرس الثوري الإيراني بإرسال أطفال ومراهقين، للقتال ضمن ميليشيا «مدافعي الحرم» التي شكلتها طهران على أساس طائفي لإلحاق العناصر الشيعية بعملياتها العسكرية بدعوى الدفاع عن مراقد ومزارات أهل البيت في كل من العراق وسوريا.