* نحو 50 ألف سجين في البلاد سينالون عفوًا، وهو ما وصفه خامنئي بـ«العفو الإسلامي». ولكن ليس هل سيكون بينهم معتقلون سياسيون، أو أي من مزدوجي الجنسية من أميركا وبريطانيا والنمسا وكندا وفرنسا ممن يقبعون خلف الأسوار.
مع الذكرى الأربعين على قيام الثورة الإيرانية، تتناول وسائل الإعلام وصناع السياسات الأميركيون استمرارية العداء بين الولايات المتحدة وحكام طهران، على سبيل المثال بثت الإذاعة الوطنية العامة تقريرًا يسترجع أحداث الانقلاب الذي دعمته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في عام 1953 ضد رئيس الوزراء محمد مصدق. جاء في التقرير: «تذرع الطلاب والطبقة السياسية في إيران بانقلاب 1953 كمبرر للإطاحة بالشاه». وأضاف التقرير: «... لقد غيَر (ذلك الحدث) العلاقات بين الدولة والولايات المتحدة إلى الأبد».
من جهتها تحتفي هذه الأيام حكومة طهران بعيدها الأربعين باستعراض الثقة في النفس. كتب المرشد الأعلى آية الله خامنئي تغريدة في السابع من فبراير (شباط) بأن نحو 50 ألف سجين في البلاد سينالون عفوًا، وهو ما وصفه بـ«العفو الإسلامي». وليس من الواضح حتى كتابة هذه السطور هل سيكون بين هؤلاء المستفيدين من العفو معتقلون سياسيون، أو أي من مزدوجي الجنسية من أميركا وبريطانيا والنمسا وكندا وفرنسا ممن يقبعون خلف الأسوار.
مظاهر الاحتفال تركز أيضًا على سلسلة من التجارب العسكرية في إيران، والتي خُطط بعضها لكي يبعث برسالة إلى المجتمع الدولي. في السابع من فبراير (شباط)، أطلقت إيران صاروخًا باليستيًا يبلغ مداه 621 ميل، على الرغم من مطالب دولية بإنهاء برنامجها الصاروخي. ونشرت وكالة أنباء «فارس» شبه الرسمية صورًا لمنشأة سرية لإنتاج الصواريخ، وتباهت بأن صواريخها تستطيع أن تصل إلى القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة بالإضافة إلى دولة إسرائيل. كذلك أذاعت إيران الأسبوع الماضي مقطع فيديو كرتونيا وقحا تتسبب فيه غواصاتها بإغراق مجموعة قتالية لحاملة طائرات تابعة للبحرية الأميركية. أشار خبراء شؤون عسكرية في الولايات المتحدة إلى أن واشنطن تجاهلت الاستثمار في مبادرات جديدة لحماية حاملات الطائرات من الطوربيدات، ولكنهم رأوا أن إيران لا تزال لا تشكل تهديدًا خطيرًا على السفن الأميركية.
في الوقت ذاته، وعلى الرغم من تبجح طهران، ظهرت أدلة في الأسبوع الماضي على أن بعض محاولاتها العسكرية منيت بالفشل.
وبناء على ما ذكرته «جيروزاليم بوست»، نشرت شركتان للتصوير الفضائي - هما ديجيتال غلوب، وبلانيت – صورًا توضح آثار حريق ناتج عن تفجير في قاعدة طيران إيرانية، مما يشير إلى محاولة فاشلة لإطلاق قمر صناعي إلى الفضاء. وفي رد فعل على التقرير، طالبت وزارة الخارجية الأميركية طهران بوقف عمليات إطلاق مركبات فضائية، حيث إنها «لا تتماشى مع قرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».
وفي الخامس من فبراير (شباط)، أشار الرئيس ترمب إلى إيران في خطاب حالة الاتحاد، ناسبًا إلى إدارته الفضل في «التعامل بحسم لمواجهة أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، النظام الراديكالي في إيران... ولضمان أن هذا النظام الديكتاتوري الفاسد لن يحصل قط على أسلحة نووية..».
ومن جهتهم حذر منتقدو الرئيس من أنه بعيدًا عن التراجع عن الاتفاق النووي، ربما تزداد احتمالية اتخاذ إجراء عسكري ضد طهران.
وفي إشارة جديرة بالاهتمام، ذكر مقال رأي نشر في «واشنطن بوست» الأسبوع الماضي تغيير مستشار الأمن القومي ماكماستر ووزير الدفاع جيمس ماتيس – وكلاهما كانا قد حذرا من الانسحاب من الاتفاق النووي – وتعيين جون بولتون مستشارًا للأمن القومين وهو أحد الصقور فيما يتعلق بإيران، وباتريك شاناهان قائمًا بأعمال وزير الدفاع.
وأضاف المقال أن شاناهان أشار إلى أن البنتاغون لن يسعى بعد الآن إلى منع رغبات الرئيس في الشؤون العسكرية.
ومن جهة أخرى، دفعت هيئة تحرير «وول ستريت جورنال» في الأسبوع الماضي بأن موقف ترمب الصارم ضد إيران لم يكن قبل أوانه مطلقًا. وأورد المقال ما ذكره علي أكبر صالحي رئيس الوكالة النووية في طهران، في لقاء تلفزيوني أجري معه الشهر الماضي، من تأكيد ضمني على أن إيران كانت تُعِد «لاختراق» نووي منذ بداية المفاوضات النووية بين دول 5+1. بمعنى أن الحكومة لم تكن تنوي مطلقًا احترام التزامها بوقف برنامج السلاح النووي.