[caption id="attachment_55230035" align="aligncenter" width="620" caption=" المالكي.. نذر ولادة حاكم بأمره جديد في العراق"][/caption]
مسؤول عراقي لا يهتم بمنصب ولا بمال له أو لعائلته، ويعمل يوميا حتى ساعات متأخرة من الليل في مكتب متواضع في القصر الجمهوري، ويتمتع بذاكرة حديدية للأسماء والأحداث والتواريخ، ويفرض سيطرته شيئا فشيئا على الأجهزة الأمنية، ويراكم قوة أمنية هائلة غالبا ما يستخدمها ضد خصومه السياسيين. هذه المواصفات استخدمتها صحيفة "نيويورك تايمز" لا لوصف رئيس العراق الراحل صدام حسين في اول عهده في السلطة في السبعينات، عندما عرفه العراقيون بلقب "السيد النائب"، بل لتصوير عادات رئيس حكومة العراق الحالي نوري المالكي.
وقامت الصحيفة بالثناء على المالكي لأنه، على خلاف باقي السياسيين العراقيين، "لا يملك بيتا ثانيا في الأردن أو لندن، ويعمل في مكتبه حتى ساعات متأخرة من الليل، ويتمتع بذاكرة حديدية للتواريخ والأسماء والحوارات. تعيش عائلته – زوجته وأربع بنات وابن جميعهم – في العراق، فيما قام معظم السياسيين بنقل عائلاتهم الى الخارج".
إلا أنها حذرت في الوقت نفسه من ان يقوم رئيس الحكومة العراقي بتعميم "ثقافة عبادة الفرد"، كما سلفه صدام، مما يجعله صاحب قوة اكثر من المقبول به في الديمقراطيات. هذه القوة دفعت جمعيات حقوق الانسان الى انتقاد المالكي لممارساته التي ادت الى اعتقال صحافيين وسياسيين وكتاب معارضين له، وهو ما ينذر بأن رئيس الحكومة العراقي يتحول بسرعة الى ديكتاتور.
وأوردت الصحيفة ان المالكي حاول وضع بصماته على كل شيء، بما فيها "المنطقة الخضراء، المركز الفعلي للحكومة" العراقية. واتهمت الصحيفة ابن المالكي، أحمد، بإشرافه على حملة أمنية قبل اسابيع، عمدت الى اخراج جميع الشركات الأجنبية من تلك المنطقة وفرض شروط امنية قاسية عليها.
واضافت الصحيفة الى تسلط أحمد، وأبو أحمد، داخل "المنطقة الخضراء"، ما وصفتها بحملة الاعتقالات "السرية" التي قادها المالكي لاعتقال حوالي 600 من البعثيين السابقين بتهمة تآمرهم للانقلاب ضده. وتقول الصحيفة إن "المجلس الانتقالي" الليبي عثر على وثائق في ارشيف القذافي وردت فيها اسماء عراقيين كانوا يعدون لانقلاب، وان المالكي عمد الى اعتقال جميع من وردت اسماؤهم، وربما اضاف الى القائمة خصوما آخرين، وزيادة الخصوم الى اللوائح الأمنية هي احدى الممارسات التي عرف بها صدام في الماضي.
[caption id="attachment_55230036" align="alignright" width="300" caption="أوباما يستقبل المالكي في البيت الأبيض"][/caption]
الصحيفة سخرت من محاولة الانقلاب المزعومة، بالاشارة الى ان عددا من المطلوبين كانوا اما في عداد الأموات، أو تخطوا الستين. وتحدث مراسلو الصحيفة الى عائلة المدعو جاسم نصيف، ويقول ابن نصيف: "كيف لرجل عمره 71 عاما ان يقوم بتنظيم انقلاب؟"؟
على ان ما يقلق الصحيفة ليس سرية حملة المالكي وغياب مذكرات الاعتقال القضائية او المحاكمات العادلة والشفافة لمن تم اعتقالهم، بل قيام "أبو أحمد" باستخدام "التهديدات الإرهابية والاضطرابات كعذر لضرب خصومه السياسيين".
كذلك انتقدت "نيويورك تايمز" ما وصفته بأسلوب المالكي الذي يتجاوز مؤسسات الدولة العراقية وقوانينها. وكتبت: "كقائد أعلى للقوات المسلحة، غالبا ما يقوم (المالكي) بالتدخل في الأمور الصغيرة للقوات التي تحت اشرافه، فيسدد للمخبرين من جيبه الخاص، ويرسل اوامر الى القادة العسكريين عن طريق الرسالة النصية الخليوية".
بدورها، لم تتخلف صحيفة "واشنطن بوست" عن انتقاد المالكي على اثر زيارته العاصمة الاميركية ولقائه الرئيس باراك اوباما، فخصصت افتتاحيتها لوصف رؤية اوباما لعراق ما بعد الانسحاب الاميركي بـ"الـزهرية اكثر من اللازم"، معتبرة دعم اوباما غير المشروط للمالكي بـ "غير المبرر".
ووجهت الصحيفة سهام نقدها الى المالكي متهمة اياه بالتخلي عن فكرة "الحكومة الجامعة"، والعمل على "تركيز السلطة في يديه عوضا عن ذلك، عن طريق استثنائه السنة في العراق من الحكم، ناكثا بوعده القاضي بالمشاركة في السلطة". كذلك انتقدت "البوست" موقف العراق المتحفظ على تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية وفرض عقوبات عليها. واعتبرت ان العراق اصطف الى جانب دمشق، حليفة ايران، بدلا من الانخراط في المعسكر العربي.
للتسجيل في النشرة البريدية الاسبوعية
احصل على أفضل ما تقدمه "المجلة" مباشرة الى بريدك.