يتكون معرض الفنانة الإيرانية غولناز فتحي المتفرد والذي يحمل عنوان «ليمينال سابليمنال» من لوحات ملونة بالأحمر والأسود والأبيض تتدلى من السقف إلى الأرض.
وللوهلة الأولى، يبدو وكأن هناك كتابات محفورة بداخلها. ولكن إذا ما نظرت نظرة متفحصة، تجد أن الكتابات جزء من اللوحة. بعض الأبيات من الشعر العربي للشاعر السوري نزار قباني، وبعض السطور باللغة الفارسية، وغيرها من خواطر غولناز نفسها التجريدية. إنها مربكة ولكنها، كما توضح الفنانة، لا تستهدف الفهم، ولكن الهدف أن يؤثر العمل بكامله على المشاهد على المستوى الذاتي، والعفوي.
وتتسم أعمال غولناز فتحي بالجمع بين العناصر الحية للرسم بالألوان والكتابات الغامضة. وكانت تعرض لوحاتها على المستوى الدولي وتحصل على التأييد. وبالفعل، يمكن وصف أعمال فتحي بأنها تجسيد للفن الإيراني المعاصر، وحركة تعبير حي محاطة بالغموض.
ولدت غولناز فتحي في طهران عام 1972، وبالتالي، شهدت الثورة الإيرانية، وحرب إيران - العراق وازدهار سوق الفن الإيراني. وبعد إتمامها لدراسة تصميم الغرافيك بجامعة آزاد بطهران، بدأت دراسة مكثفة مدتها ست سنوات للخط العربي كانت غارقة خلالها في التقاليد الإسلامية الموقرة، بالإضافة إلى البيئة الذكورية المحافظة. ولاحقا، بدأت تتخذ اتجاها جديدا من خلال فحص إمكانات استخدام أشكال أكثر تجريدا.
وعلى الرغم من التطورات العديدة التي شهدها عالم الفن في إيران، ما زالت الرقابة موجودة في البلاد. وفي أواسط التسعينيات شهدت إيران ميلادا ثقافيا جديدا وإعادة افتتاح العديد من المعارض، وأدت مظاهرات أواخر يونيو (حزيران) الماضي إلى تجدد القمع الحكومي والاهتمام بـ«المشهد الفني». ولكن حينما يتم فرض القيود، يزدهر الإبداع. وغولناز هي عضو فاعل في ذلك الجيل النشط في عالم الفن الإيراني.
أكدت غولناز في حوار مع «المجلة»، عزمها التحرر من القراءات السياسية الواضحة لأعمالها ،على الرغم من أن الأعمال الفنية الإيرانية المعاصرة تتعرض دائما لخطر التسييس. وكما تركت أعمالها من دون عناوين وبالتالي كانت خالية من التفسيرات المسبقة، لم تكن آثار سيرتها الذاتية واضحة في أعمالها أيضا. وتدعو غولناز المشاهدين لأن يستمدوا تجاربهم من «لغتها البصرية» وتتركهم ليفسروا كل عمل بأنفسهم.
«المجلة»: ما هو المختلف بين هذا المعرض وأول معرض مستقل لك؟
- لقد كان أول معرض مستقل لي في 1998، أي منذ زمن بعيد. وذلك أمر مدهش، لأنه في ذلك الوقت لم يكن لدينا سوى صالتين فقط للعرض في طهران. هل تستطيع أن تتخيل ذلك؟ وكان ذلك بعد سنوات من الحرب، وبالتالي كانت البلاد قد بدأت في بناء نفسها. وأتذكر، أنه قبل المعرض بعامين، كنت أذهب إلى تلك المعارض وأقول لنفسي: «هل يمكن أن أعرض أعمالي هنا في يوم من الأيام؟». ثم في عام 1998، كان لدي ذلك المعرض، واليوم أصبح لدينا أكثر من 160 صالة عرض في طهران.
«المجلة»: نظرا لنشأتك في طهران، في أي مرحلة أصبحت واعية بالفن والفنانين، وهل كان لأي منهم أي تأثير خاص عليك؟
- لقد كنت دائما متأثرة بالفنانين التجريديين، وما زلت، لأنني أحب أن أقف أمام اللوحة التي تثير بداخلي الحماسة. وهناك العديد من الفنانين العظماء الذين ينتجون أعمالا فنية مختلفة تماما، ولكن عندما تنظر إلى عمل فني جيد فإنه يمنحك الطاقة للاستمرار والعمل بنفسك. إنه يجعل الحياة جميلة. يصبح يومي جميلا عندما أشاهد أعمال أنيش كابور. فعندما أشاهد معرضا جيدا أفضل الذهاب إلى مرسمي والبدء في العمل، وأنا ما زلت أحمل تلك الطاقة بدلا من الذهاب لتناول الغذاء مع أصدقائي. وبالمثل، فإنني عندما أشاهد معرضا سيئا أفقد طاقتي ولا أستطيع العمل في ذلك اليوم.
عندما كنت في التاسعة من عمري ألحقتني أمي بدروس للرسم، وقد انتظمت في الذهاب لمدة سنتين أو ثلاث. فإذا ما كنت قد تلقيت تعليما فنيا فإنه كان في تلك السنوات. ففي ذلك الوقت أدركت أنني أرغب في أن أصبح رسامة. إنه أمر مذهل، فقد كان لدي إصرار حقيقي وكنت أفكر: «أحب ذلك، وأريد أن أصبح فنانة». في تلك السن يرغب الأطفال عادة في أن يصبحوا أطباء أو مهندسين. والآن بعد أن أصبحت بالفعل فنانة، أصبحت لدي الشجاعة لكي أقول إنني كنت أشعر بذلك حتى في تلك السن الصغيرة.
وقد درست تصميم الغرافيك لأنني لم أكن أؤمن بالدراسات الأكاديمية للفن. فالجامعة لا تصنع فنانا، ولا يمكن للدرجة العلمية أن تخلق موسيقيا، فيجب أن يكون الأمر في دمك. ولا يمكن أن أطلق على نفسي فنانة، ففي رأيي صفة الفنان ثناء كبير. فإذا ما سألني أحد عن عملي فلا أطلق على نفسي فنانة. فكيف أمنح نفسي ذلك اللقب؟ والحقيقة أنني أمارس فني ثم أترك الأمر للآخرين لكي يحكموا إذا ما كنت فنانة أم لا.
«المجلة»: درست فن الخط لمدة ست سنوات. وبما أن فنك هو تزاوج بين تلك التقاليد القديمة والوسائط الجديدة فهل ذلك شكل من أشكال التمرد ضد القواعد التقليدية؟
- إنني ممتنة لتلك السنوات. ففن الخط التقليدي يحتاج إلى سنوات من العمل. فحتى إذا كنت متمكنا منه فيجب أن تمارسه كل يوم حتى نهاية عمرك، فذلك هو ما تتعلمه من أول يوم. فكل يوم تكتب فيه الأبجدية ساعات وساعات لأن أصابعك مثل أصابع عازف البيانو يجب أن تمارس ذلك حتى تعتاد عليه. وقد فعلت ذلك، فكنت أعمل لمدة ثماني ساعات يوميا لمدة ست سنوات، وقد أحببت ذلك وما زلت أحب فن الخط العربي. ولكنني كنت أتساءل عما «يمكن أن أحققه من كل ذلك الجهد»؟ أعني أنك تفعل ذلك كل يوم والهدف هو أن تصبح بمثل براعة القدماء. وفي رأيي، فإنه ليس ابتكارا بل إنه المحاكاة.
فأنا أعتقد أن الأمر كان يقتضي حقا شجاعة، لأن فن الخط التقليدي أقرب إلى كونه حقيقة، فإذا ما دخلت ذلك العالم فإنك تظل به. فالعقل منغلق تماما هناك، وهم يرون العالم من ذلك المربع فقط. وعندما تكسر تلك القواعد فإنك تكتشف أنه لا توجد نهاية لأي شيء. ولا أعرف إذا ما كان فن الخط التقليدي هو فن أم لا. فهل للفن نهاية أو مقصد؟ لا، إنه كالفلسفة، هل تنتهي؟ هل لديك إجابة حول تساؤلاتها؟ لا. وبعد التخرج كنت على يقين بأنني لا أستطيع العمل في مجال تصميم الغرافيك لأن ذلك يقتضي أن أتلقى أوامر وأعمل بناء عليها. وذلك يثير جنوني لأنه يغلق عقلي. وفي ذلك الوقت أصبح لدي الثقة الكافية لكي اتخذ طريق الفن.
«المجلة»: إذن هل كان دائما لديك النية لتحويل مهاراتك إلى الفن؟
- أجل بالطبع. فقد فكرت في أنني أستطيع أن أمزج بين فن الخط ورسومي، لأنه جزء مني، وقد قضيت وقتا طويلا في دراسته وأنا أحبه فهو يحملني إلى عالم آخر. ولا يقتصر الأمر على فن الخط الإيراني، حيث يستوقفني أيضا الخط الياباني أو الصيني، فلا يعنيني أن أفهم ما يقول لأنه بالنسبة لي رسم. وذلك هو السبب الرئيس في أنني أخلط الخط برسومي. فخلال السنوات حاولت استنباط المعاني منه، لأن معاني الكلمات مهمة - فكل إنسان تؤثر فيه المعاني وإذا ما استخدمت الشعر فإن ذلك المعنى يتضاعف - فلم أكن أرغب في التأثير على عملي. فعندما تقف أمام اللوحة، فإن اللوحة يجب أن تتحدث إليك وليس معاني الكلمات.
فما أريده من أعمالي هو أن تصبح اللوحة ذات صلة بك. وقد استغرق الأمر عشر سنوات لكي أطور تلك المهارة لأنه في البداية كانت النصوص المستخدمة قابلة للقراءة.
«المجلة»: ثم أصبحت أكثر تجريدية؟
- أجل، وكلما حققت إنجازات من خلال فن الخط التقليدي، شعرت بالامتنان لتلك السنوات، لأن يديّ أصبحتا مدربتين. فأنا أحفظ تكوين الأبجدية عن ظهر قلب، ولذلك أعتقد أنني أستطيع أن أفعل شيئا آخر من خلالها. فإذا لم تكن يداي مدربتين وحاولت ممارسة الخط العربي فإنني، على نحو ما، سوف أفتقر للتواصل.
تعجبني معاناة الناس الذين يأتون ويقفون أمام أعمالي. فهم لا يعرفون، بخاصة الإيرانيين، إذا ما كانت خطوطي ما زالت تحمل هويتها كخط فارسي، فمن الواضح أن هناك شيئا مكتوبا، وبالتالي فهم يقفون على مسافة ثم يقتربون، وأستطيع أن ألحظ أنهم يحاولون القراءة. وأحيانا يسألونني «معذرة، هل كتبت شيئا محددا، أم أن المشكلة فيّ؟ فأنا لا أستطيع القراءة». فأقول: «أنا لا أعرف أيضا فأنا لا أستطيع القراءة». وينطبق نفس الشيء على الأجانب، فهم يشعرون بالسعادة لأنهم عندما يسألون وأخبرهم أنني لا أستطيع قراءته، يقولون «حسنا، إذن فكلانا لا يستطيع قراءته». فأنا أؤمن بأن الفن يجب أن يحتفظ بقدر من الغموض لنفسه حتى يفرض على المشاهد طرح الأسئلة.
«المجلة»: ما الدور الذي تعتقدين أن الخط يمارسه في أعمالك؟
- هل يمكن لما هو غير مكتوب أن يتم اعتباره خطا؟ أعتقد إذن أنه ليس خطا عربيا. فيجب أن يحتوي الفن على الغموض، وهناك غموض على نحو ما في الخط العربي. فلا يقتصر الأمر على أن تقدم أشكالا جميلة. ففي بعض الأحيان أقول لنفسي، إذا كنت قد وهبت مهارة الحديث لكنت أخترت أن أصبح كاتبة، ولكنني بدلا من ذلك قلت كل ما أريد أن أقوله من خلال فرشاتي. وأعتقد أنني تحدثت كثيرا. وأنا أحب المشاركة وبالتالي فإنني دائما أدعو المشاهدين للمشاركة في أعمالي وترجمة ما يرونه. والسبب في أن جميع أعمالي من دون عنوان هو أنني رغبت في منح الحرية لعقل المشاهد حتى يستطيع أن يحلم. فتخيل أنني أطلقت على لوحة ما اسم «زهرة» فإنك ستحاول على الفور أن تتخيل زهرة، وأنا لا أحب ذلك. فالعديد من الناس يأتون لمعارضي ويعطون تصورات مختلفة تماما وأنا أحب ذلك. فإذا ما جاء عشرة أشخاص فإنهم بلا شك سوف يمنحون عشر وجهات نظر مختلفة ويثبت ذلك أن كلمة واحدة لا يمكنها تعريف لوحة واحدة، إذن فلا داعي له.
«المجلة»: هل يكون لديك رسالة محددة وأنت تبتكرين لوحة ما؟
- لا، لا أدري، فأنا أعرف محترفين يجلسون للتأمل وعندما تحين اللحظة المناسبة يلتقطون الفرشاة ويرسمون خطا واحدا ولكن ذلك الخط كان نتاج ستة أشهر من التفكير. ولذلك يقول بعض الناس: «إنه خط واحد ولكنه تكلف مليون دولار». ويدرك المحترفون أن الأمر احتاج إلى سنوات طويلة من العمل لكي يتمكن من رسم ذلك الخط ورسمه بكفاءة. وبالتالي فإذا كنت أعمل على رسم لوحة، فيجب علي أن أقوم بذلك على الفور، فإذا ما أجلت العمل لما بعد الغذاء فإن الإحساس يكون قد اختفى. وتلك العملية غير واعية، على نحو ما، فأنا لست في ذلك العالم، فيمكن لأي شيء أن يحدث خلال العمل. ولا أعرف أين ستكون النقطة الحمراء لأنني أفعل ذلك ثم أرى أين تتواءم مع التكوين. فأنا لا أستطيع القول بأن يدي ستتحرك للأسفل في تلك اللحظة. فالأمر يشبه المغامرة. فأحيانا أصنع رسوما تخطيطية صغيرة للوحة، لكي أحدد على سبيل المثال إذا ما كانت اللوحة يجب أن تكون أفقية أم رأسية. ولكنني لا أخشى أن تتحرك يداي إلى الأعلى وتغير التكوين. فأقول: «حسنا إذن، فقد تغيرت الخطة، فما العمل الآن؟»
«المجلة»: لقد تم تصنيف أعمالك باعتبارها سيرة ذاتية. وأنت مررت بالثورة الإيرانية في طفولتك، بالإضافة إلى حرب إيران والعراق. وبالطبع سوف يركز الناس على ذلك عندما يحللون أعمالك، إلى أي مدى تمارس تلك الأحداث دورا في حياتك؟
- لا أعلم. لأنه بالطبع باعتباري إنسانا كان يعيش هناك، فقد شهدت الحرب ومررت بأوقات صعبة خلال الحرب. وكان لها بالطبع تأثير عليّ، على شخصيتي وكل شيء. ولكن الأعمال التي أقدمها ليست سياسية على الإطلاق. فأنا أقدم عملا شخصيا، وأخلق عالمي الداخلي بلغة تجريدية. فليست الثورة فقط، فيمكن أن يكون الحدث هو انفصالي عن حبيبي، وبالطبع ذلك يمكن أن يكون له تأثير على عملي أيضا. فأنا لست الشخص الذي يمكنه الإجابة على ذلك، فالقرار يرجع للمشاهد. فكل شيء يؤثر علي، ففي لندن على سبيل المثال، أحب المشي، وأحب أن أذهب وأجلس في كافتيريا وأتأمل الناس. وحتى في إيران، فإن الحياة اليومية يمكنها أن تمنحك الإلهام، وكل شيء يستطيع ذلك.
«المجلة»: بالنسبة لامرأة في إيران، يبدو أن هناك صراعا خلف فكرة الحجاب والتعبير الذاتي. فهل شعرت، كامرأة فنانة، بذلك الصراع؟
- على الرغم من أننا ليست لدينا نفس الحقوق التي يحصل عليها الرجال، فإنني لا أقارنه بما يحدث في بلدان أخرى، لأننا مثلا دخلنا البرلمان. والمدهش هو أنه على الرغم من أن حكومتي ليست جيدة تماما مع النساء، فقد أصبحت النساء بعد الثورة أكثر وعيا بحقوقهن فهن ناشطات للغاية. فهن يأخذن حقوقهن، ولا ينتظرن أن يمنحهن أحد ذلك. ولست المرأة الوحيدة التي تعمل كفنانة تشكيلية، فهناك العديد من الفنانات. فالنساء أكثر نشاطا من الرجال. وفي الوقت الراهن يوجد نحو 64 في المائة من الطلاب بالجامعة من الفتيات. فالنساء فعلن ذلك بأنفسهن، وليست الدولة، وليست الحكومة. فيجب علينا أن نحيي النساء.
وأراها في كل مجال، فمعظم المحامين الناجحين من النساء، فشيرين عبادي حصلت على جائزة نوبل قبل سنوات عدة وهي شجاعة للغاية. وفي بعض الأحيان أشعر بالاندهاش لأنني أرى العديد من النساء اللائي يحققن النجاحات وأفكر في مدى شجاعتهن. وذلك إيجابي في بعض الأحيان. يقال إنه خلال الأوقات العصيبة ينشط الفن أو الأشياء الطيبة، وبالتالي فربما تصبح النساء أقوى نظرا للأوقات الصعبة. فهن يفعلن ما يرغبن فيه وهن يؤمن بأنهن يستطعن عمله. فإذا ما ذهبت للمحكمة، فلن تكون لديها نفس الحقوق التي يحصل عليها الرجال. وما زال الحال كذلك، ولكن بالنسبة للحياة اليومية فإن النساء ما زلن قويات للغاية.
«المجلة»: إن الألوان في أعمالك مدهشة للغاية، فهل يمثل الأحمر الصراع بالنسبة لك؟
- لا، فذلك نمطي للغاية. فهو رمز للحياة بالنسبة لي، فهو رمز لاستمرار الحياة، هو لم يكن يمثل بالنسبة لي أبدا الدم، فهو بالنسبة لي يمثل الطاقة. فإذا ما نظرت للون الأحمر، فإن الدم هو آخر ما يخطر على بالي ولكن على أي حال ما هو الدم؟ فإذا لم يكن لديك دم فأنت ميت.
يعرفني الناس من خلال رسوم اللونين الأبيض والأسود، ولمسات من الأحمر، فذلك هو ما يعرفونه عن غولناز فتحي، ويوافق مزاجي دائما رسوم الأسود والأبيض والأحمر وذلك نظرا لأنني لست من عشاق الألوان المتعددة - حتى ملابسي - فذلك من سمات شخصيتي. وبالنسبة لي، فإن اللون الأسود لا يمثل الظلام بل يمثل الكمال فهو لون قوي. ففي بعض الأوقات، لا أضع حتى بقعة حمراء، وبالتالي يظل العمل بلونين فقط. وأحيانا أقوم وأقول: «إذن أحتاج للون الأصفر». فيحدث ذلك أحيانا، ولكنني لا أستطيع أن أحدد قبل ذلك، فالأمر يعتمد على ما أريده في ذلك اليوم. فربما يكون اللون الأزرق أو الأحمر أو الأصفر، فأنا دائما أستخدم الألوان الساخنة.
«المجلة»: ما هي خططك للمستقبل القريب؟
- سوف أذهب لمؤسسة «ديفي للفنون» بالهند لمعرض الفن المعاصر. سوف أقوم برسم لوحة بارتفاع ستة أمتار ونصف المتر للمتحف، للمجموعة الكاملة، وبالتالي فإنني على وشك تحقيق حلم من أحلامي. وسوف يكون هناك أيضا معرض ضخم لفن الخط في أوروبا في أبريل (نيسان) من العام المقبل سوف يبدأ في ألمانيا. وهم يختارون فنانين من كل دولة، وسوف أمثل إيران.
وأهم شيء هو أنني سوف أعمل لأنني أعيش من أجل ذلك. فإذا كنت سوف أفسر ما الذي يجب علي عمله في ما يتعلق بالفن، فإنني لا أعرف.. الأمر يشبه اللون.
حوار أجرته أيمي أسعد