* عضو بالمجلس القومي المصري لمكافحة الإرهاب: مصر تمتلك رؤية شاملة في مكافحة الجماعات الإرهابية والمتطرفين.
* وكيل مباحث أمن الدولة المصري الأسبق: الأرقام والحقائق تشهد على ما أنجزته مصر في ملف الإرهاب.
القاهرة: رفض عام 2018 أن يمر على مصر دون أحداث، ففي الثامن والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أي قبل يومين من احتفالات العام الجديد 2019 استهدفت عبوة ناسفة بدائية الصنع حافلة سياحية في حي الهرم بمحافظة الجيزة جنوب العاصمة المصرية القاهرة، وبحسب خبراء أمنيين فإن اختيار مكان التفجير فضح قدرة الجهة المنفذة للحادث وجاء بعكس هدفها من هذه العملية.
العبوة الناسفة استهدفت حافلة سياحية صغيرة كانت تقل سياحا من فيتنام أثناء مرورها في منطقة سكنية مترامية لا توجد بها منشآت حيوية، بحسب ما أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، حيث أوضح أن الحافلة السياحية انحرفت عن مسار تأمين قوات الشرطة، وهو ما يجري بحث سببه، ضمن خطة التحقيق الشاملة التي تقوم بها الأجهزة المعنية في مصر.
عدد كبير من الخبراء الأمنيين أكدوا أن العمليات الإرهابية في 2018 تراجعت بمصر نظرا للجهود التي تقوم بها الأجهزة الأمنية حيث تمكنت السلطات المصرية من توجيه ضربات قوية للتنظيمات الإرهابية خلال عام 2018. كان أبرزها في شبه جزيرة سيناء، الأمر الذي ساعد في تحقيق مزيد من الأمن والاستقرار.
يقول العميد خالد عكاشة عضو المجلس القومي المصري لمكافحة الإرهاب، إن الدولة المصرية تبذل جهدا كبيرا في مكافحة الإرهاب وكان هذا من أبرز الأولويات أمام القيادة السياسية خاصة منذ اعتلاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حكم مصر موضحا أن الدليل على هذا تراجع العمليات الإرهابية خلال العام المنصرم مقارنة بالأعوام السابقة.
وأوضح عكاشة أن مصر حصلت على عضوية المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، ما أدى إلى فتح المجال لطرح الرؤية المصرية الشاملة في مكافحة الإرهاب، فضلا عن إنشاء المجلس القومي لمكافحة الإرهاب من خلال إقرار قانون ينظم عمل المجلس مؤكدا أن ظاهرة الإرهاب موجودة في كل أنحاء العالم، ولكن مصر استطاعت احتواء الموقف، بجهود غير مسبوقة للأمن.
وأكد اللواء فؤاد علام الخبير الأمني ووكيل جهاز مباحث أمن الدولة المصري السابق، أن أبلغ الدلالات هي لغة الأرقام، مؤكدًا أن الحقائق والمؤشرات تشهد على ما أنجزته مصر في ملف مكافحة الإرهاب خاصة خلال العام المنتهي 2018 حيث إن النتائج الإحصائية أثبتت تزايدا في معدلات ضبط الجرائم بشكل عام وتراجعا في بعض الأنماط الإجرامية وانخفاضا كبيرا في أعداد العمليات الإرهابية بنسبة بلغت 85 في المائة مما يشير إلى نجاح الجهود الأمنية في منع أسباب وقوع الجرائم والحد منها وضبط ما يرتكب منها بكل قوة وحسم.
وأوضح اللواء أركان حرب محمد الشهاوي مستشار كلية القادة والأركان بأكاديمية ناصر العسكرية العليا بمصر أن مصر خلال عام 2018 لها تجربة كبيرة في مكافحة الإرهاب حيث أطلقت في شهر فبراير (شباط) عام 2018 أكبر عمليات مكافحة الإرهاب في مصر وهي العملية الشاملة سيناء 2018 بالتعاون مع الشرطة مؤكدا أنها استطاعت أن تدمر البنية التحتية للإرهاب في شبه جزيرة سيناء بعد 8 أشهر من انطلاقها، وفقا لبيانات وزارة الدفاع المصرية.
وتمكنت القوات المصرية خلال هذه العملية من قتل عدد كبير من العناصر الإرهابية، فضلا عن تدمير مئات العبوات الناسفة وقطع الأسلحة.
وشهدت مصر خلال العام المنتهي 2018 عددا من العمليات الإرهابية أبرزها استهداف حافلة صغيرة لسائحين فيتناميين فيما قامت الأجهزة الأمنية عقب الهجوم الإرهابي بشن عمليات أمنية متزامنة في محافظتي الجيزة وشمال سيناء أدت إلى مقتل 40 إرهابيا، كانوا يخططون لاستهداف مؤسسات الدولة الاقتصادية ورجال الأمن والشرطة ودور العبادة المسيحية.
كما نجحت وزارة الداخلية المصرية في 20 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بقتل 8 إرهابيين مرتبطين بتنظيم الإخوان الإرهابي من عناصر من حركة «حسم» الإرهابية، خلال تبادل إطلاق النار مع رجال الأمن في محافظة الجيزة، وذلك بعد ورود معلومات عن مخططهم لاستهداف الأقباط خلال الاحتفال بأعياد الميلاد.
وفي 15 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي 2018 نجحت أجهزة الأمن المصرية في قتل تسعة إرهابيين مختبئين بإحدي الكهوف بمنطقة عودة في محافظة أسيوط جنوب مصر خلال تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن التي حاصرتهم حيث كانت المعلومات المتوفرة لدى الأجهزة الأمنية تفيد بحيازة الإرهابيين لأسلحة نارية متنوعة، وإعدادهم لعبوات متفجرة، واعتزامهم التحرك خلال الفترة المقبلة لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية، تستهدف المنشآت الهامة والحيوية بالبلاد.
وفي يوم 9 أبريل (نيسان) الماضي تمكنت الأجهزة الأمنية المصرية من إحباط هجوم إرهابي إخواني كان يستهدف دور عبادة مسيحية بالتزامن مع احتفالات عيد القيامة.
من جهة أخرى أكد مصدر أمني مطلع لـ«المجلة» أن السلطات المصرية، ألقت القبض على 30 من العناصر الإرهابية التابعة لحركة «حسم» الإرهابية المرتبطة بتنظيم الإخوان الإرهابي في محافظة المنيا، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية المصرية نجحت في تجفيف منابع الإرهاب بنسبة كبيرة خلال العام المنتهي 2018 الأمر الذي أدى إلى تراجع العمليات الإرهابية بشكل ملحوظ مما أعاد الاستقرار للبلاد وساهم في زيادة فرص الاستثمار الأجنبي.
وأوضح المصدر الأمني المطلع أن الأجهزة الأمنية المصرية نجحت في تنفيذ عمليات عسكرية محترفة، موضحا أن أي جهاز شرطة في العالم لا يستطيع تنفيذ مثل هذه العمليات التي تقوم بها قوات الأمن في سيناء من خلال قوات أمن مركزي وقوات المشاة والقوات خفيفة الحركة.