رسم: علي المندلاوي
(1)
صار لا بد للأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس. من أن يسد شغورا حاصلا في منصب المبعوث الأممي لإيجاد حل للنزاع في سوريا منذ 2011. بعد أن استقال المبعوث الأممي استيفان دي ميستورا في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي «لأسباب خاصة».
وكأن المبعوث قد تعب من بعث رسائل ظلت بلا رد وبلا صدى.
(2)
حين قدم الأمين العام للأمم المتحدة مقترحاته في شخصيات قادرة على تعويض الرجل المتعب من المفاوضات في سوريا، فاز سفير النرويج في الصين جير بيترسون بثقة أغلب الأصوات.
(3)
ولد جير بيترسون في أوسلو العاصمة النرويجية في 1955.
(4)
رحلة بيترسون الدبلوماسية في المفاوضات بدأت مع الشؤون العربية منذ تلك المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المعروفة بمفاوضات أوسلو.
(5)
وبين 1998 و2003، شغل جير بيترسون منصب ممثل النرويج لدى السلطة الفلسطينية.
(6)
بعد ذلك، شغل منصب المدير العام لإدارة الأمم المتحدة والسلام والشؤون الإنسانية، في وزارة الخارجية النرويجية.
(7)
وخدم بيترسون منسقًا خاصًا للبنان على مستوى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة بين 2005 و2008.
(8)
وكان في وقت سابق، الممثل الدائم للنرويج لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بين 2012 و2018.
(9)
وعُين سفيرًا للنرويج لدى الصين في 9 يونيو (حزيران) 2017.
وهكذا صار شخصية دولية لافتة للأنظار، ولعل سيرة الرجل الأممية، وخبرته في إدارة الصراعات الدولية، ودبلوماسية السلام...
(10)
هل على بيترسون أن يسأل عن حظوظ نجاحه في مهمة سوريا بعد أن فشل السابقون الثلاثة في هذه المهمة...
(11)
إن صدى استقبال سوريا الدبلوماسية لهذا السفر الأممي ترجمه تصريح رسمي مشوب بالحذر، مشحون بالتنبيه، فقد جاء على لسان نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، هذا الكلام:
«سوريا، وكما تعاونت مع المبعوثين الخاصين السابقين، ستتعاون مع المبعوث الأممي الجديد جير بيترسون، بشرط أن يبتعد عن أساليب من سبقه وأن يعلن ولاءه لوحدة أرض وشعب سوريا، وأن لا يقف إلى جانب الإرهابيين كما وقف سلفه».
(12)
هل سيملك هذا النرويجي، أعصابا باردة لمعالجة ملف ساخن... ومزمن... مثل هذا الملف السوري المشهود له بالتعقيد...
أم أن بيترسون سوف يحطم الرقم القياسي في البقاء للتفاوض بين الفرقاء السياسيين في سوريا؟
(13)
هل ينجح بيترسون في دمشق؟
«هذا هو السؤال»... كما جاء على لسان البطل الشكسبيري التراجيدي «هاملت».