* ندوات وحوارات حول صعوبات الإنتاج السينمائي... وعدد من المنح لمنتجين عرب وأفارقة لإكمال أفلامهم.
تونس: قال نجيب عياد مدير مهرجان أيام قرطاج السينمائي 2018 الذي انتهى يوم السبت الماضي إنّ المهرجان يتطور من دورة إلى أخرى، وإنه يحافظ على خصوصيته كمهرجان للسينما العربية والأفريقية ويدافع عن قضايا جنوب العالم، فضلا عن كونه أقدم مهرجان سينمائي عربي أفريقي، وواحدا من أهم المهرجانات السينمائية الدولية، وله مكانته وإشعاعه في العالم.
وقال نجيب عياد، في حوار خاص لـ«المجلة»، إن دورة هذه السنة التي استمرت من 3 إلى 10 نوفمبر (تشرين الثاني) كرّمت السينما العراقية والسنغالية والهندية والبرازيلية، وشهدت عرض 206 أفلام، وجدت اللجنة المكلفة بالانتقاء صعوبة في الاختيار من بينها نظرا لجودة الأفلام المترشحة. وقال إن الأفلام السينمائية التي تُوّجت تستحق الجوائز التي تحصلت عليها، وإن لجان التحكيم مستقلة وتقرّر بكل حرية.
وأكّد نجيب عياد أن أيام قرطاج السينمائية لهذه السنة شهدت تنظيم عدد من الندوات والحوارات حول صعوبات الإنتاج السينمائي بحضور محترفين قدموا من عدة دول وقدم المهرجان دعما ماديا لعدد من المنتجين العرب والأفارقة الذين بلغوا مرحلة اللمسات الأخيرة في إعداد أفلامهم وتوقفوا لصعوبات مالية.
وقال أيضا إن أيام قرطاج السينمائية تدعم حرية التعبير وحرية الإبداع وتحتضن كل أنواع الأفلام وتسمح بعرضها بغض النظر عن محتواها دون قيود.
وفيما يلي النص الكامل لهذا الحوار:
* كيف تقيّمون أيام قرطاج السينمائية في دورتها الأخيرة التي انتهت قبل أيام وما أبرز خصوصيات هذه الدورة؟
- قبل انطلاق هذه الدورة حددنا جملة من الأهداف التي عملنا على تحقيقها، ومنها إرجاع هذه المظاهرة السينمائية الدولية الكبرى إلى ثوابتها التي عُرفت بها منذ تأسيسها، حيث كان هذا المهرجان دائما ذا توجّه عربي أفريقي ويحقق التوازن بين العرب والأفارقة المشاركين فيه سواء من حيث الأفلام أو الحضور. وهو ما توصلنا إلى تحقيقه في دورة هذه السنة.
ثانيا أيام قرطاج السينمائية لها عمق استراتيجي في ثلاث قارّات هي أفريقيا، وآسيا، وأميركا اللاتينية، ولا تشبه باقي المهرجانات المماثلة، حيث تختلف عن مهرجان كان (فرنسا) ومهرجان البندقية (إيطاليا)، ولها خصوصيتها المميّزة كمهرجان لجنوب العالم، ويتولى الدفاع عن قضايا الجنوب. وهو أقدم مهرجان سينمائي عربي وأفريقي وأهم مظاهرة ثقافية دولية تحتضنها تونس. وهو أيضا واحد من أهم المهرجانات السينمائية العالمية وله مكانته وإشعاعه في العالم وتزداد أهميته من دورة إلى أخرى، وقد ازداد المهرجان هذه السنة إشعاعا وتألّقا على المستوى العالمي وهو هدف اشتغلنا عليه وتحقق فعلا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن من مهام أيام قرطاج السينمائية– كما كانت دوما- إعطاء الفرصة للسينما العربية والأفريقية وتكريس التفاعل جنوب - جنوب من جهة والتفاعل جنوب - شمال من جهة ثانية، وهذا تحقق في أيام قرطاج السينمائي هذه السنة، من خلال إحداث المنصّة الاحترافية التي سمّيناها «قرطاج للمحترفين»، حيث وفّرنا فرصة للتلاقي بين المنتجين والموزعين وبائعي الأفلام على المستوى الدولي والمخرجين والتقنيين وغيرهم، وهذا ليس جديدا، ولكن هذه السنة وسّعنا دائرة المشاركة، ونظمنا ورشتين: واحدة للإنتاج المشترك وشارك فيها منتجون من دول الشمال والجنوب ورصدنا منحا في شكل جوائز لهؤلاء لتطوير مشاريعهم من خلال تحسين السيناريو وتسهيل التنقل إلى المهرجانات الدولية حيث المنتجون، كما شارك في الورشة مخرجون عالميّون.
أما الورشة الثانية فخُصّصت لإكمال الأفلام التي تم تصويرها وهي بصدد الإتمام وتوقّف منتجوها عن عملية الإعداد بسبب الصعوبات المالية وقرر المهرجان تمكينهم من الدعم المادي الضروري لإنهاء أعمالهم، وهي في مرحلة المونتاج أو الميكساج، أي في مرحلة اللمسات الأخيرة، والأمر يخص الأفلام العربية والأفريقية. كما ربطنا الصلة بين منتجي هذه الأفلام والموزعين والبائعين الدوليين الذين لهم دور وخبرة طويلة في تسويق الأفلام السينمائية وترويجها حول العالم.
وبالإضافة لكل ما تقدّم نظّمنا ندوة دولية حول تمويل إنتاج الأفلام السينمائية وركّزنا على آليّة جديدة للتمويل تتمثل في استغلال جزء من الأرباح التي تجنيها الشركات الكبرى للإنتاج السينمائي وتوظيفها لمساعدة المنتجين، وهي آلية تساعد على الزيادة في عدد الأفلام المنتجة سنويا، وحضر هذه الندوة عدد من وزراء المالية العرب والأفارقة.
ونظّمنا في إطار المهرجان أيضا حوارات قرطاج حول مسائل دقيقة تهمّ منتجي الأفلام وتتصل بكل مراحل الإنتاج والصعوبات التي تعترضهم.
ونعتقد أن هذه المنصّة ستعزز مكانة أيام قرطاج السينمائية في العالم وستزيد من إشعاعها وتجعلها قبلة لكبار منتجي الأفلام السينمائية وكل من له علاقة بالسينما، وبذلك يتجاوز المهرجان عرض الأفلام إلى طرح قضايا السينما في العالم ومناقشتها بحضور المهنيين والمهتمين بالسينما وهذه من الخصوصيات التي نريد أن يُعرف بها أيام قرطاج السينمائي على المستوى الدولي.
* ماذا عن الأفلام المشاركة في هذه الدورة؟ وكيف تمّ اختيارها؟
- اتّصلت إدارة أيام قرطاج السينمائي بأكثر من 800 فيلم سينمائي من مختلف الأصناف (أفلام طويلة، أفلام قصيرة، أفلام وثائقية) اخترنا منها 206 أفلام من 47 بلدا، وقد لاحظنا أن كل الأفلام العربية والأفريقية التي أُنتِجت سنة 2018 قُدّمت للمهرجان وهي كلّها أفلام جيّدة، وكان من الصعب علينا اختيار أفضلها، ونرجو أن نكون قد وُفِّقنا في اختيار الأفلام المشاركة، علما بأن أيام قرطاج السينمائي تشجع حرية التعبير وحرية الإبداع وتسمح بعرض كل الأفلام دون قيود وهو ما قد لا يتوفّر في بلدان ومهرجانات أخرى.
كما كرّم المهرجان هذه السنة السينما العراقية التي تقلص حضورها وإشعاعها منذ سنوات، ولكن الآن هناك جيل جديد من الشباب المتحمس والقادر على النهوض بالإنتاج السينمائي في العراق وهذا التكريم كان بالنسبة إلى أصدقائنا العراقيين عبارة عن فك حصار عن السينما العراقية... وكرمنا أيضا السينما السنغالية باعتبار أنّ السنغال شهدت إنتاج أول فيلم أفريقي وحازت السنغال أول تانيت ذهبي في أيام قرطاج السينمائي، وكرمّنا كذلك السينما الهندية لأن الهند هي أكبر منتج للأفلام في العالم وتنتج أفلاما ذات جودة فنية عالية، وكرمنا أيضا السينما البرازيلية وهي سينما متطورة ولها حضور دولي بارز في المشهد السينمائي العالمي وكانت منذ سبعينات القرن الماضي مدرسة للسينما في العالم.
* كيف كانت المشاركة العربية في المهرجان؟
- كانت مشاركة جيدة جدا من حيث نوعية الأفلام المشاركة وكذلك المخرجون والضيوف والممثلون، وتوج المهرجان عددا من الأفلام العربية المتميزة، حيث نالت السينما السورية أربع جوائز لفيلم واحد وجرى تتويج ثلاثة أفلام مصرية وتم تتويج فيلم مغربي، وهكذا فإنّ السينما العربية تبدو بخير وتتطور باستمرار وتحصد الجوائز العالمية.
* ما تعليقك على الجوائز وعن حالة عدم الرضا بالنتائج من جانب عدد من المشاركين في مسابقات المهرجان؟
- الآراء دائما تختلف حول قيمة الأفلام ومدى جدارة بعض الأعمال المشاركة بالجوائز وأنا أعتقد أنّ الذين جرى تتويجهم وحصلوا على جوائز يستحقون التتويج. قد يكون هناك من يستحق جائزة ولم يحصل عليها ولكن هذه اجتهادات لجان التحكيم التي لها اختيارات ومقاييس لا بد من احترامها وهي لجان مستقلة وتقرر بكل حرية. وما يهمنا أنّ الأفلام التي توجت تستحق التتويج.
* وكيف كان إقبال الجمهور على مشاهدة الأفلام؟
- الإقبال كان كبيرا وهذا عادي والجمهور التونسي يقبل بكثافة وفي كل دورة على مشاهدة الأفلام وهذه السنة امتلأت القاعات بالكامل بالنسبة إلى نصف العروض وهذا يهم كل الأفلام المبرمجة في المهرجان وفي القاعات المخصصة.
* لاحظنا أنّ العروض لم تكن متمركزة في تونس العاصمة فقط وكان هناك انفتاح على الجهات الداخلية وقدمت عروض سينمائية في عدد من المدن التونسية وهذا جديد حسب اعتقادنا... أليس كذلك؟
- في السابق كانت هناك عروض في بعض المدن الأخرى أي خارج العاصمة ولكن كانت قافلة سينمائية تقوم بجولة في الجهات وهذه السنة غيرنا لأنّ دورنا ليس تنشيط المدن فقط بل أيضا تأسيس مهرجانات سينمائية في مدن أخرى بعيدا عن العاصمة وهذا حصل في مدينة سليانة ونظمنا عروضا أيضا في صفاقس ونابل والقصرين.
* ما الصعوبات التي اعترضت المهرجان والتي لا بد من العمل على تجاوزها في الدورات القادمة؟
- هناك صعوبات مالية وأخرى تنظيمية وهناك صعوبات تهم حالة القاعات التي تحتضن العروض وقد كان من حظ المهرجان هذه السنة افتتاح مدينة الثقافة قبل أشهر واحتضنت هذه المدينة عددا من العروض في 4 قاعات لائقة وجميلة ومهيأة للعروض السينمائية بالإضافة إلى احتضان مدينة الثقافة لحفلي الافتتاح والختام... ويبقى أهم مشكل هو تحميل أيام قرطاج السينمائي ما لا طاقة له به، وأقصد أن كثيرا من الأطراف تتخلى عن دورها في دعم ومساعدة المهرجان وتترك الهيئة المديرة لأيام قرطاج السينمائي تواجه مصيرها ومسؤولياتها في تنظيم وإنجاح المهرجان والحال أنّه مظاهرة دولية كبرى تحمل اسم قرطاج.
-
حسب رأيك، هل أيام قرطاج السينمائي بصدد التطور أم التراجع، علمًا بأن كثيراً من النقّاد يقولون: إنه بصدد التراجع؟
- لا أعتقد أنّ المهرجان يتراجع بل يتطور ويتحسن من دورة إلى أخرى لأن له رصيدا تاريخيا وجمهورا وفيرا ووفيا وله صيت عالمي وسيبقى دوما واحدا من أكبر المهرجانات السينمائية في العالم.
قائمة جوائز مهرجان أيام قرطاج السينمائي 2018
* جوائز المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة:
- التانيت الذهبي: فيلم فتوى لمحمود بن محمود (تونس)
- التانيت الفضي: فيلم يوم الدين لأبو بكر شوقي (مصر)
- التانيت البرونزي: فيلم مسافرو الحرب لجود سعيد (سوريا)
- جائزة أفضل أداء رجالي: أحمد حفيان - فيلم فتوى (تونس)
- جائزة أفضل أداء نسائي: سامنتا موكاسيا - فيلم رفيقي (كينيا)
- جائزة أفضل سيناريو: فيلم سوبا مودو (كينيا)
- جائزة أفضل موسيقى: فيلم رفيقي (كينيا)
- جائزة أفضل صورة: فيلم مسافرو الحرب (سوريا)
- تنويه خاص: فيلم صوفية لمريم بن مبارك (المغرب)
- تنويه خاص: فيلم ماكيلا لماشيري أكوا باهانغو (جمهورية الكونغو الديمقراطية)
- جائزة الجمهور: فيلم مسافرو الحرب لجود سعيد (سوريا)
* جوائز المسابقة الرسمية للأفلام الروائية القصيرة:
- التانيت الذهبي: فيلم إخوان لمريم جوبار (تونس)
- التانيت الفضي: فيلم بيت لالو لكلي كالي (بنين)
- التانيت البرونزي: فيلم أسترا لنضال قيقة (تونس)
- تنويه خاص: فيلم بائع الزهور لشامخ بوسلامة (تونس)
* جوائز الأفلام الوثائقية الطويلة:
- التانيت الذهبي: فيلم أمل لمحمد صيام (مصر)
- التانيت الفضي: فيلم تأتون من بعيد لأمل رمسيس (مصر)
- التانيت البرونزي: فيلم طرس، رحلة الصعود إلى المرئي لغسان حلواني (لبنان)
* جوائز الأفلام الوثائقية القصيرة:
- التانيت الذهبي: فيلم أصداء لنيكولا خوري (لبنان)
- التانيت الفضي: فيلم أمضيت على العريضة لمهدي فليفل (فلسطين)
- التانيت البرونزي: فيلم كيدوغو لمامادو خماغي (السنغال)
* جوائز العمل الأول:
- جائزة قناة «تي في 5 موند»: فيلم صوفية (روائي طويل) لمريم بن مبارك (المغرب)
- جائزة الطاهر شريعة: فيلم صوفية لمريم بن مبارك (المغرب)
- تنويه خاص: فيلم فاهافالو (وثائقي طويل) لماري كليمون سبايس (مدغشقر)