-
المملكة مورد للمنتجات البترولية المكررة مدفوعة بالشراكات الاستراتيجية والتحالفات الاقتصادية
-
تستثمر أرامكو السعودية أكثر من 100 مليار دولار في مشاريع المصب.
-
ستمكن التحالفات الاستراتيجية والاقتصادية السعودية من أن تصبح لاعباً عالمياً قوياً في أعمال المصب.
-
تساهم إمدادات النفط من الخام السعودي في تأمين الطلب على الطاقة في الصين.
-
تسعى أرامكو السعودية لتأمين منافذ طويلة الأجل لنفطها الخام وإنتاج الوقود والبتروكيماويات لتلبية الطلب المتزايد في آسيا والتخفيف من خطر حدوث تباطؤ في استهلاك النفط
فوائد الشراكات الاستراتيجية...
جدة: الشراكات والتحالفات الاقتصادية مفيدة لكافة الأطراف، فهي توفر فرصا استثمارية لنمو الأعمال والأنشطة التجارية، إضافة إلى أنها تعطي الفرصة للوصول إلى موارد إضافية، وضمان نجاح ونمو الأعمال والأنشطة التجارية، وتساهم الشراكات الاستراتيجية في تطوير منتجات وخدمات جديدة. كما تعد التحالفات طريقة فعالة لاحتضان الفرص الاستراتيجية الجديدة ومتابعة لمصادر النمو المختلفة. ومن فوائد الشراكات الاستراتيتيجية - أيضا - أنها تساعد الشركات للوصول إلى أسواق جديدة، وتعزز المشاريع المشتركة وتسهل عمليات التوزيع والتسويق، وتمكن من الوصول إلى أسواق جديدة، إضافة إلى تقاسم في المخاطر المختلفة بين الشركاء، كما تساهم في تعزيز التنافسية وتحسين الإنتاجية ورفع الكفاءة. هذا وتوفر الشراكات الاستراتيجية في الأعمال فرصة استراتيجية هامة للأسواق الناشئة، مثل الصين والهند - على وجه الخصوص - وتسعى الحكومات في هذه الاقتصاديات الناشئة إلى تحسين مناخها الاستثماري واستقطاب رأس المال الأجنبي المباشر، بهدف الحصول سواء على رأسمال أو خبرة لتمويل مشاريعها الحيوية الضخمة. وفي قطاع الطاقة بشكل عام، توفر التحالفات الاستراتيجية فرصة للمواءمة مع التغيرات السوقية واعتماد الاستراتيجيات الحديثة والمرنة والتي تتناسب واحتياجات تطوير الصناعة. ولمكانة المملكة العربية السعودية ودورها العالمي في إنتاج الطاقة، فهي تقوم بجهود دبلوماسية واقتصادية دولية مكثفة لتأمين شراكات استراتيجية وعلاقات مفيدة لها تأثير إيجابي تخدم مصالحها وبشكل أكبر تخدم تأمين الأسواق النامية باحتياجاتها من موارد الطاقة الهيدروكربونية. هذا وتسعى السعودية بمكانتها العالمية في أسواق الطاقة، لتأمين منافذ طويلة الأجل لنفطها الخام وإنتاج الوقود والبتروكيماويات لتلبية الطلب المتزايد في الأسواق الاستراتيجية الناشئة والتخفيف من خطر حدوث تباطؤ في استهلاك النفط. بمعنى أن التوسع في أعمال المصب يخلق ميزة تنافسية اقتصادية قوية في مواجهة أسعار النفط المتقلبة. والهدف هو تنويع مزيج أعمال شركة النفط الوطنية «أرامكو السعودية» والاستفادة من استراتيجية توظيف النفط الخام وتوسيع الرقعة الجغرافية لأعمال الشركة في أماكن استراتيجية جديدة.
الشراكات الاستراتيجية في أعمال المصب:
التحالفات والشراكات الاستراتيجية ليست جديدة على أعمال الصناعات الهيدروكربونية، في والحقيقة، ساعدت هذه الشراكات والتحالفات الاستراتيجية على تشكيل القطاع وازدهاره. وفيما يخص أعمال المصب، يعد النمو المتوقع في المواد الكيميائية، فرصة إلى أرامكو السعودية وأمرا محوريا في استراتيجيتها طويلة الأمد والمتعلقة بالتخفيف من السيناريوهات المتعلقة بحدوث تباطؤ في الطلب على النفط. تهدف الشراكات الاستراتيجية في قطاع أعمال المصب «التكرير والبتروكيماويات» بداية إلى تعزيز القيمة للموارد الهيدروكربونية ومن بينها العمل على إنشاء صناعة كيميائيات عالمية والتوسع في أعمال المصب. وسيساعد التوجه لتحويل النفط الخام مياشرة إلى كيميائيات في خلق قطاع جديد للطلب على النفط الخام. مثل مشروع صدارة للكيماويات المتخصصة وبترورابغ. وتعتزم أرامكو زيادة طاقتها التكريرية لتصل إلى ما بين 8 ملايين و10 ملايين برميل يوميا من نحو 5 ملايين برميل يوميا ومضاعفة إنتاجها من البتروكيماويات بحلول 2030.وتضخ أرامكو نحو عشرة ملايين برميل يوميا من النفط الخام.
نحو تنويع الشراكات الاقتصادية في المصب:
للمملكة العربية السعودية من خلال شركتها الوطنية للنفط أرامكو السعودية، تاريخ في تعزيز شراكاتها الاستراتيجية في أعمال المصب، خصوصا في سوق الولايات المتحدة الأميركية في مشروعها المشترك «موتيفا» الذي تم مؤخرا إنهاء الشراكة فيه مع شركة رويال دتش شل، واحتفظت الأولى فيه بالمصفاة، كما تتطلع أرامكو لإنشاء مجمع في مصفاة «بورت آرثر» في تكساس وتبلغ تكلفته نحو 603 آلاف برميل يوميا و26 محطة توزيع. وأيضا الشراكة الاستراتيجية مع شركة «داو كيميكال العالمية» من خلال مصنع «صدارة للكيماويات»، الذي تبلغ قيمته 20 مليار دولار ويقع في مدينة الجبيل الصناعية، وسيعمل المصنع على إنتاج مجموعة من المنتجات الجديدة. على الصعيد المحلي، وقعت الشركة أيضًا اتفاقية بقيمة 5 مليارات دولار مع شركة توتال لبناء مجمع جديد للبتروكيماويات في الجبيل. وهناك مجمع آخر للبتروكيماويات بقيمة 10 مليارات دولار افتتح في 2009م، في رابغ بالمملكة العربية السعودية، من خلال مشروع اقتصادي مشترك مع شركة سوميتومو اليابانية، مما سيعزز تأمين ريادة الصناعات الكيميائية للمملكة العربية السعودية في المنطقة. من ناحية أخرى من المتوقع أن تقود الاقتصادات المزدهرة في الصين والهند إلى تأمين الطلب على النفط، لذلك تسعى المملكة العربية السعودية لتأمين موطئ قدم لها في هذه الأسواق النامية. ولذلك تتطلع أرامكو السعودية إلى استثمارات إضافية في الصين والهند أيضا كواجهة استراتيجية مهمة. هذا وتعزز مثل هذه الاستثمارات أمن الطاقة في الصين. وتعتبر شركة أرامكو السعودية سادس أكبر شركة للتكرير في العالم، وتمثل أعمال الكيميائيات الآن في أعمالها نحو 10 في المائة من إيراداتها وأرباحها.هذا ومن خلال الشراكات الاستراتيجية والاقتصادية، تسعى أرامكو السعودية إلى تأمين أسواق للنفط السعودي من خلال مشاريع التكرير، والبتروكيماويات، وخدمات التسويق في كبريات الدول المستهلكة للنفط مثل الصين والهند. إن موثوقية الموارد واستدامتها ستساعد على تعزيز الاستقرار والنمو للاقتصاد العالمي.
الشراكات الاستراتيجية في الصين:
في زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الهامة لبعض دول آسيا عام 2017م، دور مهم في جذب وتسهيل الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية، إضافة على استكشاف الأسواق الآسيوية وأهميتها لتجارة النفط والطاقة والاستثمار في هذه المنطقة. إذ تؤكد هذه الزيارة على الأهمية التي توليها المملكة العربية السعودية لاقتصادات آسيا المتنامية وشهوتها للبترول والبتروكيماويات على وجه الخصوص.وتعتبر المملكة العربية السعودية موردا تاريخيا رئيسيًا وموثوقا للنفط الخام إلى الصين وإندونيسيا واليابان. وتمثل الصين سوقا مستقرة وموثوقة للنفط السعودي، وتعد الشراكات الاستراتيجية في عدد من القطاعات والصناعات ومن بينها الشراكات الاستراتيجية في مشاريع الطاقة، أمرا حيويا وهاما لكلا الطرفين (السعودية دولة منتجة والصين دولة مستهلكة للنفط). إذ إن 20 في المائة من واردات الصين من النفط الخام تأتي من المملكة العربية السعودية، ومن خلال شركة أرامكو السعودية، هذا وتسعى لمزيد من الشراكات الاستراتيجية وتطوير القدرة الإنتاجية بالتعاون مع الشركات الصينية من أعمال المصافي والتكرير والكيماويات والزيوت والتوزيع إلى التسويق. ومن زاوية أخرى، توجه المملكة العربية السعودية بتعزيز فرص النمو الاقتصادي الإقليمي وضمان أمن الطاقة، هذا وتسعى «أرامكو آسيا» في دعم تدفق الاستثمارات المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، وذلك بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030م. ومن المشاريع والتحالفات الاقتصادية الهامة في الصين: مشاريع مشتركة بين الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» والصينية «سينوبيك» لتطوير عدد من مشاريع البتروكيماويات في كل من الصين والسعودية. هذا إضافة إلى زيادة الاستثمارات في المجمع المشترك للبتروكيماويات في مدينة «تيانجين» الصينية. ومن مشاريع المصب التي أعلن عنها مؤخرا في الصين، العمل على بناء مصفاة لتكرير 260 ألف برميل يوميا مع شركة «بتروتشاينا» في مقاطعة يونان الصينية، إضافة إلى مركز قوي للأعمال الكيميائية في بلدة شيامن في مقاطعة فوجيان. إضافة إلى خطط لبناء مصفاة بطاقة إنتاج 300 ألف برميل «نورينكو الصينية»، أيضا وقعت شركة أرامكو السعودية اتفاقا للاستثمار في مشروع للتكرير وللبتروكيماويات في شرق الصين وتحديدا في إقليم «تشينغيانغ» للاستثمار في مصفاة جديدة، مع تقاسم الإدارة لإدارة الإمدادات وتخزين وتجارة النفط الخام. هذا ومن المزمع تشغيل مشروع التكرير الجديد البالغة طاقته 400 ألف برميل يوميا في شرق الصين في أواخر عام 2018م.
الشراكات الاستراتيجية في الهند:
تسعى أرامكو للاستفادة من نمو الطلب المتزايد والاستثمار في ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم. وفي الهند، دخلت أرامكو السعودية - مؤخرا - في مشروع بنسبة 50 في المائة مع ثلاث مصاف هندية هي: «إنديان أويل كورب» و«هندوستان بتروليوم كورب» و«بهارات بتروليوم كوربوريشن» وذلك لبناء مصفاة بتكلفة 44 مليار دولار مع منشآت للبتروكيماويات في الساحل الغربي للهند، ويعد هذا المشروع تحالفا اقتصاديا بين أرامكو السعودية وشركة أبوظبي الوطنية «أدنوك» للاستثمار في مجمع راتناجيري للتكرير والبتروكيماويات بمليون ومائتي ألف برميل، والبالغة قيمته 44 مليار دولار أميركي في ولاية مهاراشترا في غرب الهند. هذا وستمتلك أرامكو وأدنوك معا حصة 50 في المائة في المشروع المشترك مع الشركات الهندية الأخرى، ويعد هذا التحالف الاقتصادي الأول من نوعه لاستثمار شركات نفط وطنية في مشاريع عالمية. ويعد المصنع الهندي واحدا من أكبر مجمعات التكرير والبتروكيماويات في العالم، وقد تم بناؤه لتلبية الطلب المتزايد على الوقود والبتروكيماويات في الهند. ويتضمن المشروع مصفاة تكرير 1.2 مليون برميل يوميا متكاملة مع منشآت للصناعات البتروكيميائية والتي تبلغ طاقتها 18 مليون طن سنويا. وتعتبر الهند من أكثر الأسواق نموا في الطلب على النفط ومشتقاته في العالم.
أرامكو السعودية تقود الشراكات الاستراتيجية في تحويل النفط الخام مباشرة إلى مواد كيميائية...
وفقا لوكالة الطاقة الدولية، سيزداد الطلب على البتروكيماويات لتشكل نحو ثلث الزيادة المتوقعة من الطلب على النفط، ونصف نمو الطلب بحلول 2050م. ولذلك تسعى المملكة العربية السعودية من خلال أرامكو السعودية، إلى توسيع وجودها في صناعات المصب عالميا وزيادة استثماراتها وشراكاتها الاقتصادية في هذا القطاع بما يشمله من أعمال التكرير والبتروكيماويات وذلك لتأمين أسواق جديدة لخامها، وترى أن المواد الكيماوية تعد أمرا محوريا في استراتيجيتها لإبقاء الطلب على النفط. حيث تعتزم أرامكو على زيادة قدرتها التكريرية لتصل إلى ما بين 8 ملايين و10 ملايين برميل يوميا ومضاعفة إنتاجها من البتروكيماويات بحلول 2030م. وفي هذا الصدد، خصصت أرامكو السعودية نحو 20 مليار دولار لتطوير مصنع للخام للكيماويات بحلول عام 2025 في مشروع مشترك مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك».ومن المخطط أن تحول المنشأة البالغة 400 ألف برميل يوميًا من النفط الخام مباشرة إلى مواد كيميائية. ويعد التعهد بالاستثمار في مجمع بقيمة 9 مليارات دولار مع شركة توتال هو أحدث خطوة في التوجه لتحويل النفط مباشرة على كيميائيات. ومؤخرا وقعت أرامكو السعودية مع شركة سابك، تحالفا تاريخيا ضخما وفريدا من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، ويمثل هذا التحالف بين عملاقي النفط والبتروكيماويات، أهمية استراتيجية لتحويل النفط الخام مباشرة إلى مواد كيماوية.