-
أدت علاقات «الإخوان» مع إيران إلى تأسيس جماعة الدعوة والإصلاح والتي تمثل الإخوان في بلاد فارس.
-
تركيا محطة من المحطات المهمة للإخوان بعد الحملة الموسعة عليهم عقب محاولة اغتيال الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر.
-
احتضان قطر لكثير من رموز الجماعة وحلفائها من التيارات التكفيرية وترويجهم للشائعات حول كراهية المصريين.
-
احتفاظ بريطانيا بمقر الأمانة العامة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان بالعاصمة لندن بغرض إدارة شؤون الجماعة
القاهرة: كشفت دراسة حديثة بعنوان «حلف الشيطان.. الإخوان وتحالفاتهم» للخبير الأمني أحمد البكري، والصادرة عن دار رؤية للنشر والتوزيع بالقاهرة عن تحالفات الجماعة مع العديد من المخابرات الدولية، بما يؤكد تعاونها مع دول بعينها ترعى الجماعات المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط.
وتحدثت الدراسة عن مباركة جماعة الإخوان في مصر للثورة الإيرانية حيث توالت البيانات والتصريحات الصادرة عن أجنحة ورموز الإخوان لدعم الثورة الإيرانية ومذهبها، ففي مصر بيان صادر عن الجماعة تم تضمينه في كتيب عن الثورة الإيرانية لإبراز الإيجابيات الصادرة عن الثورة وقياداتها من أقوال ومواقف، حيث يصف البيان الإمام الخميني بأنه «فخر المسلمين» كما قدرت إيران الموقف الذي وقفته جماعة الإخوان في مصر ضد استقبال الشاه المخلوع، وإقامتها نصبا تذكاريا لموتى إيران الذين سقطوا برصاص قوات الأمن والجيش إبان الثورة.
واتهم الإخوان من يقف ضد الثورة الإيرانية (منذ اندلاعها عام 1979) على أنه واحد من أربعة إما مسلم لا يستطيع أن يستوعب عصر الطوفان الإسلامي وما زال يعيش في زمن الاستسلام، فعليه أن يستغفر الله ويحاول أن يستكمل نقص فهمه بمعاني الجهاد والعزة في الإسلام، وإما عميل يتوسط لمصلحة أعداء الإسلام علي حساب الدين متشدقا بالأخوة والحرص عليها، وإما مسلم إمعة يحركه غيره بلا رأي ولا إرادة، وإما منافق يراهن بين هؤلاء وهؤلاء.
واستطردت الدراسة في إظهار موقف الإخوان الانتهازي إلى جانب إيران في مطلع ثمانينات القرن الماضي، ففي حربها ضد العراق وقف التنظيم الدولي بكل صفاقة مع إيران، ووجه إلى الشعب العراقي خطابه مهاجما في بيان حزب البحث ووصفه بالملحد والكافر، مشيرا إلى أن العراق يهدف من عدوانه على إيران إلى ضرب الحركة الإسلامية، وإطفاء شعلة التحرير الإسلامي التي انبعثت من إيران، مخاطبا الشعب العراقي: «اقتلوا جلاديكم فقد حانت الفرصة التي ما بعدها فرصة، ألقوا أسلحتكم وانضموا إلي معسكر الثورة».
ورصدت الدراسة ما أشار إليه مرشد الإخوان وقتذاك، عمر التلمساني، في حديث له مع مجلة «الكرسنت» التي تصدر في كندا في عددها الصادر في 16 ديسمبر (كانون الأول) عام 1984 إلى ما يؤكد العلاقة القوية التي تربط الإخوان والثورة الإسلامية في إيران، وذلك بقوله «لا أعرف أحدا من الإخوان في العالم يهاجم إيران». بينما نجد الإخوان، فيما بعد، يقفون إلي جانب صدام حسين ويؤيدون غزوه للكويت، رغم موقفهم السابق من حربه مع إيران بما يعكس تلون وانعدام المبادئ لدى هذه الجماعة.
واعتبرت الدراسة أن العلاقة الوثيقة بين تنظيم الإخوان والنظام الحاكم عقب قيام الثورة الإيرانية أدت إلى تأسيس جماعة الدعوة والإصلاح في إيران والتي تمثل الإخوان في بلاد فارس، حيث سمحت السلطات للجماعة بتأسيس فرع للتنظيم على يد مجموعة من الدعاة المتأثرين بالثورة إيرانية في أوساط أهل السنة والجماعة، حيث بلغ عدد فروع جمعية الدعوة والإصلاح 12 فرعا، بعدد 12 محافظة بإيران، وتمارس نشاطاتها بشكل شبه رسمي ملتزمة بمنهج الوسطية، بعيدا عن التطرف وإثارة الخلافات بين المسلمين، وفقا لما كان يتم الترويج له في ذلك الوقت.
ووفقا للدراسة هناك نقاط كان التعاون فيها بين الإخوان وإيران أكثر وضوحا وانفتاحا ففي عام 1987 حيث طلبت إيران من القيادي يوسف ندا الوساطة في الإفراج عن عدد من الصيادين المصريين كانت السلطات الإيرانية قد احتجزتهم أثناء ممارستهم لأعمال الصيد بالخليج العربي تحت زعم أنهم مدفوعون من قبل النظام المصري وتم الإفراج عنهم خلال شهر فبراير (شباط) 1987.
وقالت الدراسة أنه عقب 25 يناير (كانون الثاني) 2011 ازداد التقارب الفعلي بين الإخوان وإيران من خلال توجيه آية الله على خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية تحية إلي ثوار التحرير، واصفا إياهم بأنهم أبناء حسن البنا، وهي إشارة صريحة وقوية إلى طبيعة العلاقة بين أبناء البنا وأبناء الخميني، في حين كانت الدولة الفارسية أول المهنئين بفوز محمد مرسي برئاسة جمهورية مصر العربية، وقد كانت هناك خطب عديدة في صلاة الجمعة بإيران أغلبها تعبر عن موقف رسمي يدعو المصريين لانتخاب مرشح الإخوان باعتبار ذلك واجبا دينيا لا يعفى منه أحد.
وفيما بعد رأى نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية، حسن أمير عبد اللهيان، بأن طهران تشعر بالارتياح لوصول الإخوان إلى أماكن متقدمة في قيادة بعض الدول العربية، بعد اكتساحهم نتائج الانتخابات البرلمانية، كما حدث في تونس، ومصر، والمغرب.
كشفت الدراسة عن اعتبار الإخوان تركيا محطة من المحطات المهمة للجماعة بعد الحملة الموسعة عليهم عقب محاولة اغتيال الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، وكان سعيد رمضان صاحب الدور الأكبر في نشر الأفكار الإخوانية في تركيا، من خلال مشاركته في العديد من المؤتمرات التي عمل من خلالها على توثيق الصلة بالمثقفين الإسلاميين هناك، وفي عهد عدنان مندريس الذي ترأس الحكومة التركية ما بين عامي 1950 – 1960، بدأ التغلغل الفكري للجماعة داخل المجتمع التركي الذي كان يعاني من تاريخه ذي الأصول الإسلامية وبين علمانية الجمهورية الجديدة، مما ساعد بعض السياسيين الأتراك على الإفصاح عن ميولهم الإسلامية.
ومع تفشي الفساد في النظام التركي، وفقا للدراسة، انعكس الأمر بالسلب على المواطن التركي وجعله يتقبل فكرة العودة إلي الدين من خلال حزب الرفاة التركي الذي أسسه نجم الدين أربكان، والذي أدى اكتشاف الجيش التركي لمخطط الإخوان إلى حل الحزب وتقديم قياداته للمحاكمة بتهمة الخروج على أسس الدولة. وأشارت إلى أن علاقات الإخوان بتركيا تعود إلى البدايات الأولى للجماعة بعد مطالبات حسن البنا بضرورة عودة الخلافة مرة أخرى إلى تركيا.
وتضيف الدراسة قائلة: لكن بعد وصول حزب العدالة والتنمية التركي للحكم أصبحت تركيا تمثل المقر الآمن لقيادات التنظيم الدولي للجماعة، حيث تم عقد جميع اللقاءات التنظيمية المهمة على أراضيها، خاصة تلك التي تتعلق بمخططات التنظيم في إسقاط الأنظمة الحاكمة للدول العربية والإسلامية، كما كانت تركيا تمثل غطاء أمنيا للقاءاتهم بأجهزة المخابرات الأميركية والغربية، لتلقي التعليمات اللازمة لتنفيذ مخططات تلك الدول بإسقاط أنظمة الدول التي ترى فيها عائقا في تحقيق المخطط الأميركي الصهيوني في المنطقة، وقد اتضح ذلك في لقاءات الإخواني أحمد عبد العاطي مدير مكتب الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، بأحد أفراد جهاز المخابرات الأميركية للتنسيق معه بشأن دور الإخوان في الإطاحة بالنظام المصري الذي كان موجودا قبل 2011.
وأكدت الدراسة على أنه بعد قيام ثورة يناير 2011 تحسنت العلاقة بين مصر ودولة قطر للأوضاع الجديدة وإزاحة مبارك عن السلطة، وبالفعل قام أمير قطر بزيارة إلى القاهرة، وبدأ بدعم الدولة المصرية بوديعة مالية، حينها استجاب المجلس العسكري في القاهرة لرغبة الجانب القطري في استبعاد المرشح المصري لمنصب أمين الجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، وزير الخارجية حينذاك، وعندما وصلت جماعة الإخوان إلى الحكم ازدادت العلاقات المصرية القطرية توثقا بشكل ملحوظ، إلى أن حدثت انتفاضة شعبية ضد حكم الرئيس السابق محمد مرسي والإطاحة به وعزلة عن السلطة في 2013، وهنا بدأت الأمور تأخذ مسارا جديدا في العلاقات .
وكشفت الدراسة أن جميع الخبراء توقعوا تغييرا في العلاقات المصرية القطرية صوب التناغم لا التنافر، إلا أن الدعم القطري للإخوان وخاصة بعد ثورة 30 يونيو (حزيران) وإزاحة الرئيس المعزول عن قصر الاتحادية، وترك العنان إلى قناة «الجزيرة مباشر مصر» التلفزيونية، على وجه الخصوص، للتحريض على الشعب المصري، وتبني أكاذيب التنظيم، وأهمها أن إبعاد الإخوان من الحكم كان انقلابا عسكريا، فضلا عن احتضان قطر للعديد من رموز الجماعة وحلفائها من التيارات التكفيرية.
واعتبرت الدراسة أن احتفاظ بريطانيا بمقر الأمانة العامة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان بالعاصمة لندن بغرض إدارة شؤون الجماعة، حيث تمثل أمانة الجماعة في بريطانيا بنك المعلومات التي يتحصل عليها التنظيم من مختلف الجهات، خاصة ما يتعلق منها بالعمل الاستخباراتي الذي يتم جمعه في صورة تقارير تقوم بإعدادها عناصر التنظيم المنتشرة في مختلف المؤسسات الحكومية، والخاصة بجميع دول المنطقة، بناء على تكليف من قياداتهم، وتحتفظ أيضا بريطانيا بمقر المؤسسات الاقتصادية والإعلامية للتنظيم، فهناك تتمركز أغلب شبكاته وشركاته وجمعياته في عدد أربع مقار خدمية بالعاصمة لندن، وتقوم على إدارتها مجموعة من أعضاء التنظيم الدولي.
وأكدت الدراسة على أن الخطاب المعلن للإخوان يشعرك بأن أميركا هي رجس من عمل الشيطان، بينما تتم الاتصالات السرية بينهما في ظل علاقات وطيدة ومتشابكة، وأن ما شهدته البلاد خلال المرحلة الماضية يكشف الستار عن حجم التواصل والارتباط بين الجانبين، فلم تعد علاقة الإخوان من الوهم، ولكنها حقيقة ظاهرة للعيان، رغم جيش من كتاب الجماعة الذين يريدون إقناع الأمة العربية، بأنهم لم يتعاملوا مع الأميركان، بسبب دعمهم لإسرائيل، بينما أقر بتلك العلاقة القيادي في الجماعة عصام العريان علنا في مارس (آذار) 2009 في إحدى مقالاته الموجهة للإدارة الأميركية الجديدة بقيادة باراك أوباما وقتذاك والذي تضمن مغازلة جماعة الإخوان للولايات المتحدة حيث يشير العريان إلى أن العلاقة بينهما جاءت بمبادرة أميركية في عهد الرئيس كارتر، للوساطة في مسألة الرهائن الأميركيين في إيران بعد الثورة الإيرانية، حيث قبل عمر التلمساني مرشد الجماعة في ذلك الوقت القيام بالوساطة بين الطرفين.
وأردفت الدراسة قائلة إن أبرز دليل على قوة هذه العلاقات أنه بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وفي نطاق ما سمي "الحرب على الإرهاب"، أدرجت أميركا العديد من المنظمات الإسلامية ضمن قائمة المنظمات الإرهابية المحظور التعامل معها، لكن لم تكن من بينها الإخوان، كما برزت الإدارة الأميركية عقب إعلان انتخاب مرسي رئيسا لمصر حيث طلبت الإدارة الأميركية من الجماعة في مصر التدخل بالوساطة بينها وبين تنظيم القاعدة لتأمين الخروج الآمن للقوات الأميركية من أفغانستان حيث تم الاتصال بأيمن الظواهر مسؤول تنظيم القاعدة من أجل تنفيذ مطلب الإدارة الأميركية.