• المفكر الكاميروني آشيل مبيمبي في كتابه: «نقد العقل الزنجي» يتناول ستة عناوين رئيسية حول العقل الزنجي يستهل بها «العِرْق» ويختمها بـ«الذات» متناولا قضايا عميقة جدًا. وهو يُمسِك بخيطِ التاريخ بدءًا من «تحوّل إسبانيا والبرتغال من مستعمرات محيطة للعالم العربي إلى محرّك للتوسع الأوروبي ما وراء الأطلسي بتدفق الأفارقة على الجزيرة الأيبيرية.
• الطبقات الاجتماعية قد قُسِّمتْ وتمّ مَنْزَلَتها منذ زمن بعيد، ما بين أناس أحرار وآخرين سُمّوا بالعبيد تقوم بالخدمة وبسائر الأعمال التي يأنف الإنسان الحر من ممارستها.
• كان العبيد ملكًا يُباع ويُشترى بيْع الأموال المنقولة، ويتصرف صاحب العبد به تصرفه بملكه الخاص ...ولم يخوّل القانون العبد حق إبداء رأيه في مستقبله، لأنه بضاعة مملوكة، كالماشية.
• استمرت مأساة الرق وتحديدًا في العِرق الزنجي بشكل يندى له الجبين. ففي بحر قرن واحد فقط (1580– 1680) شُحِن مليون ونصف المليون من الرقيق إلى الأميركتين! وخلال ثلاثة قرون، استُنزِفَ من أفريقيا 40 مليون إنسان من الرقيق، 90 في المائة منهم شباب.
• الأرقاء قادوا العصيان والتمرد الغاضب الأهوج المدمر، ولم ينظموا ويقودوا وينجزوا ثورة تؤسس سلطة سياسية ونظامًا اجتماعيًا جديدًا على أنقاض القديم.
• ساهم «أدعياء العلم» في تأسيس ثقافة الكراهية ضد السُّوْد. وخرج لويس أجاسيز عالم الطبيعة والأحياء في جامعة هارفاد خلال القرن التاسع عشر بنظرية «الأنواع الثمانية» في الجنس البشري.
• لقد كان الاعتقاد في أوروبا أن الإنسان الأسْوَد لا يرقى إلى كونه إنسانًا بل هو في أقصى حدوده «سلالة حيوانية متقدمة»... وكانت المبادئ الخاصة بحقوق الإنسان لا تُطبّق على الزنوج لأن جمجمتهم لا تَسَعَ ما كانت تَسَعه جماجم البِيْض.
• الحضور «الزنجي» في أوروبا والعالم الجديد شكَّل مع مرور الزمن «حركات الأفارقة الأحرار»، أؤلئك المعمّرين الجدد الذين كانوا بالأمس زنوجا فقراء... وكان خروج الظرف الزنجي خارج حدود الدولة إذن، مؤسسًا للحداثة.
• مبيمبي: النظرة الغربية السلبية تجاه الزنوج حصل لها «انقلاب راديكالي» في بداية القرن العشرين، بعدما تناولته الحركات الطلائعية بالإضافة إلى «أزمة الوعي التي غرق الغرب فيها في بداية القرن» وكانت إعادة تقييم مساهمة أفريقيا في مشروع إنسانية مستقبلية على خلفية تجديد النقد الجمالي والسياسي المناهض للاستعمار.
[caption id="attachment_55268474" align="alignleft" width="348"] غلاف الكتاب[/caption]
لذلك لم يكن مستغربا أن نرى في إحدى الوثائق ما يجمع الرقيق بالمواشي من إبل وأبقار وحمير وأغنام بالقول: جملة الرقيق 343 رأسًا. تفاصيل مفرداته: 157 ذكور، و186 إناث، و86 غنيمة ذكور وإناث، و26 هامل ذكور وإناث» (نقد، 1995م، صفحة 252). كانت تلك هي الطريقة التي تمّ التعامل بها مع الرقيق الأفريقي منذ زمن بعيد ولغاية القرن التاسع عشر.
الثورات الفاشلة
نعم، لم تقبل طبقة العبيد بأحوالها على مرّ الزمن، بل ساهمت في إحداث تغيّرات اجتماعية عميقة إلى الحد الذي يُرجَع فيه قيام الثورة الزراعية التي حدثت في إيطاليا نحو سنة 200 ق.م (بالإضافة إلى تناقص كمية الأمطار، مما ترتب عليه نقص في محصول القمح وهجرة كثير من الريفيين إلى المدن) إلى الأحداث التاريخية الكبرى (ومنها) ثورة العبيد (جودة، 1986م، صفحة 354) إلا أن التاريخ يشير أيضًا إلى أن ثورات العبيد كلها فاشلة، كما يخبرنا سيغال وبرر ذلك كوفالسون قائلاً: لأنهم كانوا مشتّتين غير منظّمين، ولأنهم لم تكن لديهم أهداف سياسية واضحة، وأكبر التمردات جميعًا هو تمرد سبارتاكوس من سنة 71-73 قبل الميلاد، وهو رغم أهميته متقدم جدًا على وجود الإقطاع، فلا يصلح أن يكون سببا له، مضافًا إلى فشله. إذن، فثورات العبيد لا تصلح أن تكون ممثلة لهذه الطفرة المتوقعة (الصدر، 2002م، صفحة 211). فنظريات علم الاجتماع تُجمِع «على اختلاف منطلقاتها الفلسفية على أن الرق والاسترقاق كعلاقات اجتماعية – اقتصادية، لم يتحول إلى آلة رافعة للانتقال بمجتمعات الرق إلى درجة أعلى، نحو علاقات اجتماعية جديدة في مسار المجتمع الإنساني. هذه حقيقة تاريخية متفق عليها. فالأرقاء قادوا العصيان والتمرد الغاضب الأهوج المدمر، ولم ينظموا ويقودوا وينجزوا ثورة تؤسس سلطة سياسية ونظامًا اجتماعيًا جديدًا على أنقاض القديم.[caption id="attachment_55268475" align="alignright" width="612"] مسيرة ضد العبودية الحديثة. يرتدون المتظاهرين أقنعة الوجه التي تمثل صمت العبيد الحديث في العمل القسري والاستغلال الجنسي في 14 أكتوبر 2017 في لندن، إنجلترا.[/caption]
ولم يرتقِ الرقيق للوعي بذاته كطبقة، كقوة اجتماعية ذات مظالم ومصالح مُفصَح عنها في نسق محسوس، مرتبطة بحركة ولو بطيئة بتنظيم ولو هلامي يتجه نحو هدف، واستنباط الوسائل الملائمة لبلوغه. لم ينفِ الرقيق ذاته ليعيد تشكيلها في كيان جديد، يعيد وفق رؤاه صياغة المجتمع. وحتى عندما توفرت له مقومات التنظيم والحركة كما في ثورة الزنج أو ظاهرة المماليك المتفردة في مصر أعاد إنتاج علاقات الرق والاسترقاق: بشّر قادة الزنج أتباعهم باسترقاق الملاك وتسري الحرائر» (نقد، 1995م، صفحة 14).
لذلك استمرت مأساة الرق وتحديدًا في العِرق الزنجي بشكل يندى له الجبين. ففي بحر قرن واحد فقط (1580– 1680) شُحِن مليون ونصف المليون من الرقيق إلى الأميركتين! وخلال ثلاثة قرون، استُنزِفَ من أفريقيا 40 مليون إنسان من الرقيق، 90 في المائة منهم شباب (محمد، العبيد والعبودية.. شيءٌ من الذاكرة البائسة، 2014م).
عصر الأنوار والعبودية
وقد يعتقد البعض أن ذلك الشعور والسلوك قد كان إفرازا لعصر قد انفرط عقده وذاب، إلا أن هذا التصور ليس صحيحًا. فقد تلقى (عصر الأنوار) ذات الأمر بشيء لم يكن بعيدًا عن ذلك المتخيل التاريخي. لقد ساهم «أدعياء العلم في تأسيس ثقافة الكراهية هذه ضد السُّوْد. وليس بعيدًا عنا أحد علماء الطبيعة والأحياء في جامعة هارفاد خلال القرن التاسع عشر وهو لويس أجاسيز(2) الذي خَرَجَ بنظرية «الأنواع الثمانية» في الجنس البشري والتي تختلف عن بعضها تمامًا. وكان ذلك تأكيدًا لثقافة الرِّق الكريهة التي كان الرجل الأبيض بطلها، وبالتالي كانت آراؤه تثبّت الفوقية الاجتماعية ضدهم في أوروبا. لقد كان الاعتقاد عندهم أن الإنسان الأسْوَد لا يرقى إلى كونه إنسانًا بل هو في أقصى حدوده «سلالة حيوانية متقدمة». وكانت المبادئ الخاصة بحقوق الإنسان لا تُطبّق على هؤلاء كونهم ليسوا بشرًا، لأن جمجمتهم لا تَسَعَ ما كانت تَسَعه الجماجم الأخرى التي يمتلكها الرجال البِيْض كما كان يقول أجاسيز (محمد، في مصر أسوَد وفي غانا أبيض، 2016م) لذلك بقيت اللحظات التي تُميّز الزنجي هي «لحظة السلب المنظم الذي حوّل بفضل تجارة الرق الأطلسية ما بين القرنين الخامس عشر والتاسع عشر رجالاً ونساءً من أصول أفريقية إلى بشر – أشياء، بشر – سِلَع، وبَشَر – نقد، فأصبحوا منذ تلك اللحظة بعد حبسهم في زنزانة المظاهر، ملكية لآخرين ذوي استعدادات عدوانية حيالهم، ولم يعد لهم اسم ولا لغة خاصة بهم، وعليه صارت حياتهم وعملهم هو عمل وحياة الآخرين الذين أجبروهم على العيش معهم لكن منعوهم من إقامة علاقات تشارك بشرية» كما يقول البروفسور والمفكر الكاميروني آشيل مبيمبي في كتابه: «نقد العقل الزنجي» الذي نحن بصدد التعرّض له هنا.[caption id="attachment_55268476" align="alignleft" width="594"] يحتفل لاعب كرة القد أوليفييه كيمن من نادي غازيلك بعلامة ضد العبودية خلال مباراة دوري الدرجة الثانية بين تورز وغازيلك أجاكسيو في 24 نوفمبر 2017 في تورز، فرنسا.[/caption]
نقد العقل الزنجي
مبيمبي يتناول في كتابه ستة عناوين رئيسية حول العقل الزنجي يستهل بها «العِرْق» ويختمها بـ«الذات» متناولا قضايا عميقة جدًا. وهو يُمسِك بخيطِ التاريخ بدءًا من «تحوّل إسبانيا والبرتغال من مستعمرات محيطة للعالم العربي إلى محرّك للتوسع الأوروبي ما وراء الأطلسي بتدفق الأفارقة على الجزيرة الأيبيرية (مبيمبي، 2018م، صفحة 28).وهو يستعرض مساهمتهم (أي الزنوج) في إعادة بناء الإمارات الأيبيرية غداة الطاعون الكبير. وعندما بدأت جحافل الغزو الأوروبي تسير نحو العالم الجديد كان «الأفارقة الأيبيريون والعبيد الأفارقة ضمن طواقم البحرية والمراكز التجارية والمزارع والمراكز الحضرية للإمبراطورية، حيث شاركوا في مختلف الحملات العسكرية (كـ) بورتوريكو وكوبا وفلوريدا، وكانوا ضمن كتائب هرنان كورتيس التي غزت المكسيك في العام 1519م» (مبيمبي، 2018م، صفحة 29). هذا «العطاء الزنجي» استمر حتى الحرب العالمية الثانية حين لجأ الأوروبيون إلى أبناء المستعمرات في أفريقيا لتجنيدهم للقتال إلى جانبهم. وقد ثبَتَ أؤلئك في المعارك ضد الجيوش النازية. وبالمناسبة فإن هذه «الرافعة الزنجية» في البلدان التي قُدّر لها أن تكون فيها قسرًا أو طوعًا ليس بالأمر الجديد في سيرة هذا العِرق المظلوم والذي عاش مهدَّدًا في وجوده، ويمكن لأي باحث أن يقرأ دور الزنوج في مختلف العصور منذ القِدَم في المناطق العربية الجنوبية قبل 1448 سنة إبّان أرياط وأبرهة الأشرم وابنه يكسوم (اليسوعي، 1989م، صفحة 60) وفي غيرها من الأمصار والحقب التي سجلها التاريخ المكتوب.
تشكّل الوعي
هذا الحضور «الزنجي» في أوروبا والعالم الجديد شكَّل مع مرور الزمن ما يُسمّيه مبيمبي «حركات الأفارقة الأحرار، أؤلئك المعمّرين الجدد الذين كانوا بالأمس زنوجا فقراء» (مبيمبي، 2018م، صفحة 30). وكان «خروج الظرف الزنجي خارج حدود الدولة إذن، مؤسسًا للحداثة» (مبيمبي، 2018م، صفحة 31). هذا الظرف لم يكن ليخصّ طيفًا محددًا من الرقيق، بل كان شاملاً لعبيد النخاسة والأشغال الشاقة والمعيشة والمعتق والمسخّر وعبيد التخشيبة أو حتى ذاك المولود لأبوين عبْدَيْن.[caption id="attachment_55268478" align="alignright" width="300"] ألكسيس دو توكفيل[/caption]
وقد كانت الثورات التي قامت ضد الأوروبيين في المستعمرات الأميركية واحدة من أهم صور تشكُّل الوعي الزنجي ونموّه كطبقة نابهة حاله كحال الطبقات الأخرى من اللاتينيين. فقد كان لهم دور متميز في تأسيس الإمبراطوريتين الأيبيرو - إسبانية فكانوا فيها «رجال طواقم أو مستكشفين أو ضباطا ومعمرين، وملاكا عقاريين» (مبيمبي، 2018م، صفحة 31) وفي مراحل أخرى «جنودا أو زعماء حركات سياسية» (مبيمبي، 2018م، صفحة 31). وكانت تجربة هاييتي واحدة من أهم التجارب التي نال فيها السُّوْد حقوقًا أصيلة منذ العام 1804م عندما استقلت، إذ كان دستورها «الأكثر راديكالية في العالم الجديد. منع هذا الدستور مكانة النبلاء وأقام حرية العبادة، كما قضى على مصطلحَي الملكية والعبودية، وأقرّ في المقابل مصادرة الأراضي التي كانت ملكًا للمعمّرين الفرنسيين» (مبيمبي، 2018م، صفحة 32) لكن هذا التشكُّل لم يكن قَدَرًا آمن به الجميع في تلك الفيافي المترامية والدول الهشّة، فبعد تعاظم الدولة القِطْرية وتزايد نفوذ الكريول الأبيض، أو أبناء المهاجرين المولودين هناك ظهرت من جديد قضايا التمايز وانعدام التجانس: أبيض- أسْوَد. وقد أفضَت الثورة الأميركية ضد الإنجليز إلى «تدعيم منقطع النظير للمنظومة العبودية». (مبيمبي، 2018م، صفحة 33) وباتت الأهلية القانونية لا يخضع لها الزنوج، وبالتالي لا محاكم ولا هوية ولا صفة شخصية.
[caption id="attachment_55268477" align="alignleft" width="382"] غلاف الكتاب[/caption]
ومن المهم الإشارة هنا إلى أن الأوروبيين، وعندما كانوا يشحنون الزنوج من أفريقيا إلى الأميركتين للعمل كعبيد، كانوا لا يُميِّزون بين الزنجي الوثني والزنجي المسلم، حيث تجمعهم سَحْنَة وجوههم السُّوْداء، لكنهم (أي الأوروبيين) بدأوا يتنبهون إلى هذا الفرز، بعد أن وجدوا أن جزءًا من العبيد الذين يُحمَلون إلى الأميركتين غير مطواعين، وهم في ثورة دائمة ضد أسيادهم. وعندما درسوا الأمر تبيَّن لهم أن الزنوج المسلمين هم فقط مَنْ يتمرَّد على العبودية، ولا يرضى بها على نفسه وأهله. وعليه، بدأوا يتحاشون استقدام الزنوج المسلمين (محمد، ثورة العبيد، 2014م) خصوصًا من الموانئ الأفريقية الغربية بالقرب من السنغال.
تصنيف بوفون
يتحدث مبيمبي عن أول تصنيف للأعراق تم إنجازه على يد جورج – لويس بوفون(3). كان الزنجي يُنظَر له في تلك الفترة من الفكر الغربي على أنه «نموذج أوّلي لصورة قبل بشرية، غير قادر على التخلص من حيوانيته، وإعادة إنتاج ذاته والارتقاء إلى مستوى ربها. منغلق في إحساساته، يكاد لا يقدر على كسر أغلال الضرورة البيولوجية. وهو السبب الذي من أجله لم يتوصل أبداً إلى بناء صورة بشرية حقيقية لنفسه وصنع عالمه. وهو بذلك يبتعد عن معيارية النوع البشري» (مبيمبي، 2018م، صفحة 35) لذلك فإن الحياة التي مُنِحَت لم تكن تتسم بالاستقرار أبدًا، فهو إما صيّاد لبني جنسه من الهاربين أو جلاد أو عبد ذو مهارات أو قوّاد أو خادم أو رئيس مطبخ على باخرة أو عامل في الحقول أو مرافق سيدة أو مقاتل. كان البِيْض يحشون أسوأ الأخلاق العدوانية للعبيد انطلاقًا من «الرابط الاجتماعي الاستغلالي» وتحديدًا في المزارع التي كانت تعيش «باستمرار تحت وطء نظام الخوف» المزدوج على أثير «تقسيمات طبقية عميقة» بعد أن «صار بالإمكان بيع وشراء الزنوج وذريتهم مدى الحياة» (مبيمبي، 2018م، صفحة 37). وفي لحظة ما ضاعت أي وحدة أوتوماتيكية بين الزنوج أنفسهم وصَدَقَ بذلك قول جامس بالدوين(4) من «أن الزنجي ليس بمعطى مبدئي» فأين رابط زنوج الولايات المتحدة الأميركية ومثلهم في الكاريبي أو أفريقيا؟! كان ذلك ضياعًا حقيقيًا للهوية جعل شخصًا من الانتلجنسيا السّوْداء وهو رالف إيليسون يرفض «الاعتراف بأدني انتساب أفريقي» (مبيمبي، 2018م، صفحة 47) وكأن دعوة ألكسندر كرومل حول «مبدأ وجود طائفة قرابية بين أفريقيا وجميع أطفالها الذين يعيشون في البلدان البعيدة» (مبيمبي، 2018م، صفحة 47) أو «إعادة بناء الأشكال المكسورة على حيثياتها الخاصة» دعوة في التيه.[caption id="attachment_55268479" align="alignright" width="220"] أندريه بروتون[/caption]
ويخلص الكاتب إلى أن العقل الزنجي هو «مجموعة أصوات ومنطوقات وخطابات ومعارف وشروح وغباوات» (مبيمبي، 2018م، صفحة 48) ملأتها بالصور والقصص والخرافة البدائية مصادر يونانية وعربية ومصرية وصينية، ثم أكملها في العصر الحديث «روايات الرحالة والمستكشفين والعسكر والمغامرين والتجار والمبشرين» (مبيمبي، 2018م، صفحة 50) والنظرة الكولونيالية له جعلته خزانًا «يستقي منه حساب الهيمنة العرقية تسويغاته» (مبيمبي، 2018م، صفحة 50) تشغله الحقيقة منذ أمد. لكن هذا العقل يبدأ بالتساؤل في لحظة ثانية عن «الأنا» و«هل أنا حقيقة من يقال عنه أنه أنا؟» لذلك فإن كتابة «تاريخ الزنوج ليست ممكنة إلا اعتمادًا على شظايا تجند في وصف تجربة متشظية في حد ذاتها، تجربة شعب ترسم في شكل خط متقطع، شعب يصارع من أجل تحديد ذاته ليس كمركّب من عناصر متباينة، ولكن كطائفة ما زالت بقع دمها ترى على سطح الحداثة كله» (مبيمبي، 2018م، صفحة 52) فحديث مبيمبي عن العقل الزنجي غير مفصول عن العِرق، فالإنسان «الذي عُيّن في عِرق ليس بإنسان راكن، إنما سجين صورة ظليّة ومفصول عن جوهره من أسباب بؤس وجوده حسب فرانز فانون(5) هو أنه يعيش هذا الفصل كأنما هو كائنه الحقيقي» (مبيمبي، 2018م، صفحة 57).
أفريقيا والزنوج
يُناقش مبيمبي علاقة «أفريقيا» بلفظة «الزنجي» قائلاً إن بينهما علاقة «توالد متبادل» على الرغم من أنه ليس كل الأفارقة بـزنوج. ومما يُفسَّر هذا القول الذي ذهب إليه مبيمبي هنا ما أورده ابن خلدون في تاريخه وهو أن الأقاليم كانت أربعة منحرفة «وأهلها كذلك في خلقهم وخلقهم فالأوّل والثّاني للحرّ والسّواد والسّابع للبرد والبياض ويسمّى سكّان الجنوب من الإقليمين الأوّل والثّاني باسم الحبشة والزّنج والسُّوْدان أسماء مترادفة على الأمم المتغيّرة بالسّواد وإن كان اسم الحبشة مختصًا منهم بمن تجاه مكّة واليمن، والزّنج بمن تجاه بحر الهند وليست هذه الأسماء لهم من أجل انتسابهم إلى آدمي أسود لا حام ولا غيره، وقد نجد من السُّوْدان أهل الجنوب من يسكن الرّبع المعتدل أو السّابع المنحرف إلى البياض فتبيضّ ألوان أعقابهم على التدريج مع الأيّام وبالعكس فيمن يسكن من أهل الشّمال أو الرّابع بالجنوب فتسودّ ألوان أعقابهم وفي ذلك دليل على أنّ اللّون تابع لمزاج الهواء» (خلدون، 2001م، صفحة 106).[caption id="attachment_55268481" align="alignleft" width="300"] فرانز فانون[/caption]
وربما يعود تفسير ذلك إلى درجات اللون التي خصّها البيولوجيون والمؤرخون منذ القِدم بتفسيرات عدة. فمما جاء في وصف السَّوَاد أنه إذا كان شديدًا «لا بياض فيه، قيل: أسود طبق؛ فإن كان لون سواده ناقصًا قيل: أسود أخلس؛ فإن كان سواده يضرب إلى الخضرة قيل: أسود رماديّ؛ فإن كان في سواده مائية قيل: أسود برّاق، فإن كان ساقاه أيضًا أسودين قيل: أسود حالك، وأسود زنجي» (القلقشندي، 1913م، صفحة 88)
وبالعودة إلى كتاب «نقد العقل الزنجي»، فإن لفظ «أفريقيا» يحيل إلى واقع فيزيقي وجغرافي. هو يشير إلى هذا اللفظ، هو أصل أيبيري لم يظهر في نص مكتوب باللغة الفرنسية إلا بداية القرن السادس عشر، ولم يدخل في الاستعمال إلا في القرن الثامن عشر حين بلغت تجارة الرقيق أوجها(6). هذا الاسم «قد أدى إلى ثلاث وظائف جوهرية في الحداثة – وظائف تخصيص واستبطان وانقلاب» (مبيمبي، 2018م، صفحة 74) ويذكر الكاتب نصًا عن فانون يصف فيه النظرة إلى الزنوج من قِبل الآخر يقول فيه: «إن الزنجي دابة، والزنجي سيئ وقبيح، والزنجي بشع، انظر إنه زنجي، الجو بارد والزنجي يرتعش من لسعات البرد، والطفل الصغير يرتعش لأنه خائف من الزنجي والزنجي يرتعد من شدة البرد بينما الطفل الصغير الجميل يرتعد لأنه يعتقد بأن الزنجي يرتعد من الكلب. يلقي الطفل الصغير بنفسه في حضن أمه صارخًا: أمي أمي سيأكلني الزنجي».
كان فانون من أكثر الكُتاب الذين أبدعوا في وصف مأساة الزنوج. كان يقول: «ليس اللون هو أساس الهوية، لكن الضمير. والضمير المضطهد والمظلوم والمحبط لا يعرف اللون». ثم قال: «ليس البياض بياض اللون، لكنه بياض الضمير. الحل هو أن يتحرر الأسود من سواده، ويتحرر الأبيض من بياضه». وحين يُوجد «ضمير نقي وشريف وشفاف» ستكون «الألوان مجرد ألوان». لكن هذا الأمر عند العنصريين شيء صعب جدًا، ليس رفضه على المستوى العملي فقط بل حتى نظريًا. فجامعة ليون الفرنسية لم تقبل أطروحة فانون في الدكتوراه عندما عنونها بـ«عدم غربة الرجل الأسود» (محمد، تبييض النصر، 2017م).
الاستعلاء الأشمل
والحقيقة أن هذه النظرة الاستعلائية والتهكمية ليست حكرًا على المرويات الأوروبية بل هي متأصلة قبلهم بمئات السنين عند المجتمعات العربية والإسلامية في نظرتها للزنوج. وقد كُتِبَت فيها الكثير من القصص والمآثر. فمما أورده الزمخشري في ربيع الأبرار أن مروانًا أهدِي له غلام أسود، فأمر عبد الحميد أن يكتب فيه ويذمه ويوجز، فكتب: لو وجدت لونًا شرًا من السَّوَاد، وعددًا أقل من الواحد لأهديته، والسّلام. ثم يشير إلى زواج أعشى سليم من دنانير (بنت كعبويه) الزنجية حين رآها يومًا تخضب يدها وتكتحل فقال:[caption id="attachment_55268480" align="alignright" width="203"] جورج لويس بوفون[/caption]
تخضب كفًا قطعت من زندها ** فتخضب الحناء من مسودها
وكأنها والكحل في مرودها ** تكحل عينيها ببعض جلدها (الزمخشري، صفحة 412)
وقد وصف ياقوت الزنوج بأوصاف يمكن للمرء أن يتأمل فيها، إذ قال وهو يصف أرض العراق وأهله: «لم يتجاوز أرحام نسائهم في النّضج إلى الإحراق كالزنج والنوبة والحبشة الذين حلك لونهم ونتن ريحهم وتفلفل شعرهم وفسدت آراؤهم وعقولهم» (البلدان، د ت، صفحة 95)
وحين وصف القزويني بلاد الزّنج قال عن أهلها إنهم «شرار الناس، ولهذا يقال لهم سباع الإنس. قال جالينوس: الزنج خصّصوا بأمور عشرة: سواد اللون وفلفلة الشعر وفطس الأنف وغلظ الشفة وتشقق اليد والكعب، ونتن الرائحة وكثرة الطرب وقلّة العقل وأكل بعضهم بعضًا، فإنّهم في حروبهم يأكلون لحم العدو، ومن ظفر بعدوّ له أكله. وأكثرهم عراة لا لباس لهم» (القزويني، د ت، صفحة 22) ولا يُشار إلى مدحهم في شيء إلا لمامًا ربما من منصفين أو متعاطفين معهم كما جاء في الرسائل السياسية للجاحظ حين قال إن «من خصالهم (أي السُّوْد) دماثة الخلق وطيب النفس وحسن الظن والنأي عن الأذى، وإجادة الطبخ، والأمانة في الأعمال المصرفية. وقد اعترض قوم على سخائهم فقالوا: إنه نتيجة ضعف عقولهم. فردّ السُّوْدان قائلين لو كان الأمر كذلك لكان الصبيان والنساء أكرم من الرجال لأنهم أضعف منهم عقولاً. والعكس هو الصحيح. ويرى الزنج أنهم كانوا أكفاء العرب في الجاهلية» (ملحم، 2002م، صفحة 52)
بل إن الكثير من المصادر التي كانت تشير إلى أعراق فحول التاريخ في الحكمة والفلسفة أو القوة نراها تتجاهل ذلك حين يتم الحديث عن مناقب رجل زنجي أسْوَد. فلا يقال: «زنجيّة» لقمان الحكيم، أو سعيد بن جبير المحدث، أو المقداد الذي عاش في عصر الرسول، ووحشي الذي قتل مسيلمة الكذاب، أو التطرق إلى مكحول الفقيه المتوفي سنة 112هـ. أو الحيقطان الشاعر والخطيب الذي عاش في العصر الأموي، أو جليبيب الفارس، أو عكيم الحبشي الشاعر، أو ممن اشتهروا بالفروسية من الزنوج أمثال خفاف بن ندبة، وعباس بن مرداس، وسيلك بن السلكة، وعمير بن الحباب، والحجاف بن حكيم، وعامر بن فهيرة، والفداف، ومريح الأشرم، والمغلول، وأفلح» (ملحم، 2002م، الصفحات 51 - 52)
انقلاب النظرة
وحين نعود إلى كتاب «نقد العقل الزنجي» نرى أن النظرة الغربية السلبية تجاه الزنوج حصل لها «انقلاب راديكالي في بداية القرن العشرين، بعدما تناولته الحركات الطلائعية» بالإضافة إلى «أزمة الوعي التي غرق الغرب فيها في بداية القرن» (مبيمبي، 2018م، صفحة 66) وكانت «إعادة تقييم مساهمة أفريقيا في مشروع إنسانية مستقبلية على خلفية تجديد النقد الجمالي والسياسي المناهض للاستعمار. كان هذا النقد صنيع الحركة السريالية وأقطاب النزعة البدائية بشكل خاص حيث بدءًا من سنوات 1920م يصرح أندري بروطون(7) بأن السرياليات ارتبطت في جزء منها بالشعوب الملونة» (مبيمبي، 2018م، صفحة 67).ولا يخلو رأي مبيمبي من نظرة سيميولوجية في علاقة «الزنجي» بطرق «التهريج» في مؤسسة الحكم، وكيف أن الحكام الأفارقة «يتزينون بتمائم وريش الطيور، يرتدون زي الرهبان المقنعين ويشربون أشهر الخمور في أواني كؤوس ذهبية» (مبيمبي، 2018م، صفحة 77).
اللون والظلام
هَيمَنَت على الخطاب الزنجي ثلاثة أحداث هي «العبودية والاحتلال والتمييز العنصري» (مبيمبي، 2018م، صفحة 115) لذلك هو ينقل عن توكفيل(8) قوله بأن «ذكرى العبودية تسيء إلى شرف العِرق، والعِرق يُخلد ذكرى العبودية» (مبيمبي، 2018م، صفحة 121) فأكثر «ما كان يخشى السيد الأبيض الاختلاط مع العِرق المذلول ومشابهة عبده القديم، لذلك كان لزامًا إبقاءه بعناية على حِدة والابتعاد عنه ما أمكن، ومن ثم نبعت آيديولوجية الفصل» (مبيمبي، 2018م، صفحة 122) لذلك كانت النظرة التصحيحية لذلك هي إما الاختلاط الكلي بين السُّوْد والبِيْض أو الافتراق التام كحل للعلاقات بين العِرق والديمقراطية، دون وجود نظرة عنصرية عميقة كالتي ينظر بها توكفيل ترى استحالة الخيار الأول. فالمستعمرة التي كان فيها الزنوج كانت «نتيجة غزوة عسكرية مستمرة ومدعمة بإدارة مدنية وبوليسية» بَنَت عنفًا بأبعاد ثلاثة: «عنف في السلوك اليومي للمستعمِر حيال المستعمَر، وعنف حيال ماضي المستعمَر وعنف وشتيمة حيال المستقبل، لأن النظام الكولونيالي يعتبر نفسه أبدياً لزومًا» (مبيمبي، 2018م، صفحة 150)لقد بقيت النظرة إلى «الزنجي» مجرد لون، هذا اللون هو الظلام، وعليه فهو «مَنْ يعيش الليل وفي الليل، ويجعل من حياته ليلاً، فالليل هو غلافه الأول، القماش الذي تكوّن فيه لحمه، تلك هي عدّته وكسوته». كما أن اسم الزنجي ارتبط «بعلاقة خضوع. في الواقع لا يوجد زنجي إلا في علاقة بـسيد، إذ السيد يمتلك زنجيه، والزنجي ملك لسيده، يتلقى كل زنجي شكله من سيده الذي يعطيه شكلاً عبر تدمير شكله السابق» (مبيمبي، 2018م، الصفحات 208 - 209) هذه النظرة كانت عصيّة لأن تحل محلها عتبة «الصعود إلى الإنسانية». فأحوال السُّوْد وصلت إلى مرحلة لا يمكن أن يستوعبها ضمير لشدّة الحَيْف الواقع عليهم. لذلك وصل الحال بمنظّري العِرق الأسْوَد كـ فانون لأن ينقدوا ليس ذلك الحَيْف فقط بل القبول به من قِبَل الخاضعين له. وعندما انهار نظام الأبرتايد في جنوب أفريقيا كان التقييم هو أن ذلك لم يتحقق إلا برفض السُّوْد لواقعهم قبل أي شيء.
إن مشوارا طويلا من العناء قد يظن للكثيرين أنه انتهى أو تمت تسويته لكن تفاصيله العنصرية ما زالت حاضرة لدى الكثيرين ولا تظهر إلا حين تُمحَص الأفعال والمشاعر.
الهوامش
(1) أردشير بن بابك: هو مؤسس الدولة الساسانية، وعاش في القرن الثالث الميلادي.(2) فيلسوف سويسري عاش بين عامَيْ 1807م و 1873م. يُعد من أبرز مؤرخي التاريخ الطبيعي. عُرِف عنه ميوله العنصرية تجاه الأجناس الملونة، وبرزت تلك النظرة أكثر حين زار الولايات المتحدة الأميركية التي كان الزنوج يعيشون فيها حياة قاسية بفعل التمييز العنصري من قِبَل البِيْض.
(3) عالم فرنسي في مجال التاريخ الطبيعي والرياضيات. ولد في العام 1707م وتوفي في العام 1788م أي قبل اندلاع الثورة الفرنسية بعام واحد.
(4) ناشط وكاتب أميركي. قاده لونه الأسْوَد للدخول في معترك الدفاع عن حقوق السُّوْد في الولايات المتحدة الأميركية. توفي في العام 1987م عن عمر 63 عامًا.
(5) فيلسوف زنجي فرانكفوني مارتنيكي وُلِدَ في العام 1925م وتخصص في العلوم النفسية. عُرِف عنه أمميته ودفاعه عن قضايا الزنوج والتمييز وحرية الشعوب، خصوصًا إبان الاستعمار الفرنسي للجزائر، منضمًا لجبهة التحرير الوطني هناك. مات شابًا بعد إصابته بسرطان الدم عام 1961م عن عمر ناهز 36 عامًا.
(6) بالنسبة للفظة «زنجي» فهي معروفة ومتداولة في المصادر العربية والإسلامية منذ زمن بعيد يسبق القرن السادس عشر بكثير، ولها شروحات في العربية كما في لسان العرب حين أشار ابن منظور إلى أن الزِّنْج والزَّنْج: جِيلٌ من السُّودانِ وهم الزُّنُوج، واحدهم زِنْجِيٌّ وزَنْجِيّ. وبالتالي فإن المؤلف هنا ربما حدّد التداول في المنطقة الأوروبية. ويجانبه الصواب حين يقرر أن أصل الكلمة أيبيري إلاّ حين نُخرِّج ذلك بأن نفترض أن المسلمين نقلوا ذلك المصطلح إلى شبه الجزيرة الأيبيرية وتمت ترجمته هناك حين حكموا الأندلس (الكاتب).
(7) يُعَد أندريه بروتون من أشهر الروائيين والشعراء الفرنسيين الذين ارتبط اسمهم بالحركة السريالية والتي يعود تأسيسها الفعلي له كما يرى العديد من المؤرخين. كان لـ بروتون ميول ماركسية يبدو أنه مال إليها بعد تأثره بأفكار الفيلسوف الألماني لودفيغ فويرباخ في المادية الإنسانية. وعلى الرغم من كل ذلك درس بروتون علوم النفس وألف أشهر كتبه المسمى «الحقول المغناطيسية»، وصاغ نصوصًا أدبية عميقة. وُلِدَ في العام 1896م وتوفي في العاصمة باريس عام 1966م.
(8) ألكسيس دو توكفيل أحد الفلاسفة الفرنسيين الذين اهتموا بالبعد التاريخي للسياسة وبالنظم الأخلاقية في سياقها الاجتماعي. وُلِدَ في العام 1805م وتوفي في العام 1859م.
المراجع
أبو العباس أحمد القلقشندي. (1913م). صبح الأعشى (المجلد 2). القاهرة: المطبعة الأميرية.أبو القاسم الزمخشري. (بلا تاريخ). ربيع الأبرار ونصوص الأخبار (المجلد 4). بيروت: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات.
أشيل مبيمبي. (2018م). نقد العقل الزنجي. (طواهري ميلود، المترجمون) وهران: ابن النديم للنشر والتوزيع.
الأب لويس شيخو اليسوعي. (1989م). النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية. بيروت: دار المشرق.
جواد علي. (1993م). المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام (المجلد 4). بغداد: جامعة بغداد.
جودة حسنين جودة. (1986م). قواعد الجغرافيا العامة الطبيعية والبشرية. القاهرة: دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع.
د. علي أبو ملحم. (2002م). رسائل الجاحظ (المجلد 1). بيروت: دار ومكتبة الهلال.
زكريا بن محمد القزويني. (د ت). آثار البلاد وأخبار العباد. بيروت: دار صادر.
عبد الرحمن ابن خلدون. (2001م). مقدمة ابن خلدون (المجلد 1). بيروت: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
محمد إبراهيم نقد. (1995م). علاقات الرق في المجتمع السوداني.. النشأة - السمات - الاضمحلال. الخرطوم: الشركة العالمية للطباعة والنشر.
محمد الصدر. (2002م). اليوم الموعود بين المفكر المادي والديني (المجلد 4). بيروت: دار التعارف للمطبوعات.
محمد عبد الله محمد. (27 أبريل (نيسان)، 2014م). العبيد والعبودية.. شيءٌ من الذاكرة البائسة. صحيفة الوسط البحرينية(4251). تم الاسترداد من http:--www.alwasatnews.com-news-880188.html
محمد عبد الله محمد. (1 أكتوبر، 2014م). ثورة العبيد. صحيفة الوسط البحرينية (4408). تم الاسترداد من http:--www.alwasatnews.com-news-925413.html
محمد عبد الله محمد. (1 فبراير، 2016م). في مصر أسوَد وفي غانا أبيض. صحيفة الوسط البحرينية (4895). تم الاسترداد من http:--www.alwasatnews.com-news-1074687.html
محمد عبد الله محمد. (5 فبراير، 2017م). تبييض النصر. صحيفة الوسط البحرينية (5266). تم الاسترداد من http:--www.alwasatnews.com-news-1207706.html
معجم البلدان. (د ت). ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي (المجلد 4). بيروت: دار صادر.