د. أحمدي نجاد ..كيف توقفت عن القلق وأحببت القنبلة

د. أحمدي نجاد ..كيف توقفت عن القلق وأحببت القنبلة

[escenic_image id="5530513"]

الهيستريا النووية التي بنى على أساسها كوبريك فيلمه التهكمي ، تلاشت بالفعل، لكن الكثير من المخاوف النووية لا تزال مصدر قلق شديد لدى العالم. وتأتي إيران في مقدمة الدول التي تهدد الجنس البشري لما لديها من طموحات نووية ..

 

سترانجلاف الإيراني

بعد مرور أكثر من 40 عامًا من بدء عرض الفيلم .. وبينما تنجذب أنظار العالم إلى إيران بشكل متزايد، وفي الوقت الذي يزداد فيه القلق من حصولها على السلاح النووي، تُسلط الأضواء على شخصيات محورية تلعب الدور الأكبر في هذا الملف.  

والساحة السياسية الإيرانية ربما تكون معقدة وشديدة التنوع، لكنها لا تستعصي على أساليبنا الروائية. فرغم أن الهيكل السياسي للبلاد ثالوثي في طبيعته، حيث تشكله ثلاثة أنظمة هي الثيوقراطية والنظام الرئاسي والجيش، يظل أحمدي نجاد دون منازع، الشخصية الوحيدة التي تمثل وجه إيران بتعقيداته وتفاصيله. 

والسؤال هو: ما هي طبيعة شخصية أحمدي نجاد، وكيف يمكن تصنيفه؟ وما هو موقعه في الدراما السياسية الحالية التي رسمناها في عقولنا من خلال وسائل الإعلام؟ وما الدور الذي يلعبه؟ وهل يتمتع بجاذبية في الشخصية وروعة في الأداء تمكنه من أن يكون بطلًا في فيلم نووي؟ أم أنه مجرد شخصية ثانوية خُطط لها أن تلعب دورًا بسيطًا ومحددًا لكنها أدته بنجاح منقطع النظير؟

وبالرغم من أن سترانجلاف بطل فيلم كوبريك، لم يظهر سوى في مشاهد معدودة، إلا أن شخصية علقت بلاذهان بوصفه العالِم النازي الغامض الذي طار عقله. وفي أداء متألق، يلعب بيتر سلرز، دور الشخصية الألمانية التي يكتنفها الغموض وهي غارقة في الانحراف وأبعد ما تكون عن الاستواء في التفكير. 

سترانجلاف، لم يكن رئيس دولة لكنه كان شخصية انتحارية وبالغة التهور. ورغم أن هناك مبالغة محسوسة في الطريقة التي رُسمت بها هذه الشخصية، إذا ما قورنت بشخصية أحمدي نجاد، لكن رغم هذه الاختلافات لا تمنع أن هناك جوانب تشابه بين الشخصيتين. 

وبالرغم من أن سترانجلاف كان يعمل لصالح النظام الأمريكي، فإنه يبدو لنا كما لو كان شخصية كاريكاتورية تمت المبالغة في رسمها، لديها استعداد للتدمير وتتحدث بلغة غامضة أخافت الكثيرين في أمريكا خلال فترة الستينيات. وتلك هي السمات التي ترى العديد من وسائل الإعلام الغربية أنها تنطبق على أحمدي نجاد.

لكن هل شخصية الرئيس الإيراني التي تبدو ظاهريًا هادئة تخفي وراءها شخصية أخرى مجنونة ..  كل شيء يتعلق بنجاد يدل على أنه شخصية غير سوية، وأكثر ما يميزه عن بقية الزعماء سواء الذين يمثلون تهديدات نووية حقيقية أو متخيلة، أنه شخصية متهورة لا تفكر في العواقب. ويرى معظم المحللين أن رئيس كوريا الشمالية، كيم يونج، صاحب شخصية مجنونة، وأن لديه نزعات ديكتاتورية وعُقدًا نفسية تدفعه إلى الشعور بالدونية مثل عُقد نابليون.

وهذا الرجل يُطلق عليه في بلاده "القائد العزيز" وقد حاك أسطورة سخيفة عن أصوله الكريمة، حيث تصف السجلات الرسمية في كوريا الشمالية ميلاده المهيب على قمة بايكتو، كحدث جلل أحاطته الطبيعة بالأضواء وأصوات الرعد.

وعندما يفتخر كيم يونج بأسلحته النووية، فإن ذلك يؤدي، بكل تأكيد، إلى إثارة موجة من القلق في جميع أنحاء المجتمع الدولي. ولكن لا ينبغي أن يثير ذلك دهشة أحد، فما أكثر ادعاءات الرئيس الكوري والأشياء التي ينيبها لنفسيه دون أن تحدث .

ولكن لا يبدو أن الزهو والغرور يشكلان جزءًا من شخصية أحمدي نجاد. فهو حتى لا يميل كثيرًا إلى الاستعراض، مثلما يفعل الرئيس الفنزويلي، هوجو شافيز، أو آخرين، معمر القذافي، بل إن أسلوبه يوشك أن يصيب جمهوره بالملل. بينما تبدو ملامح وجه أحمدي نجاد خامة صالحة لرسم الكاريكاتير السياسي، إلا أن سلوك نجاد الفعلي لا يتسم بشيء من الخروج عن المألوف. فهذا الرجل وصل إلى منصبه باعتباره رجلًا عاديًا من عامة الشعب، فكان الشعار الذي قامت عليه حملته الانتخابية بالكامل هو أنه "مواطن عادى"، يعمل ويكدح كغيره من المواطنين الإيرانيين، الذين ينتمون للطبقة العاملة، التي أعلن محاباته لها علنًا خلال الانتخابات الرئاسية التي عقدت في عام 2005.

ومما يؤكد نظرته الشعوبية والتزامه برعاية مصالح الطبقة العاملة المحافظة، التصرف الرمزي الشهير الذي قام به، حيث استبدل الأثاث الفاخر الذي كان موجودًا في قصر الرئاسة بأثاث متواضع. كما أن زوجته لا تزال تعدُّ له وجبة الغداء التي يأخذها معه للعمل كل يوم. وملبسه أيضا شديد التواضع والبساطة. وهذا السلوك المتقشف والمتشدد هو ما يميز أحمدي نجاد عن الأنظمة الاجتماعية المعتدلة التي سبقته.

 

ولكن، رغم ذلك، يكشف لنا سلوك أحمدي نجاد، المتناقض في بعض الأحيان، عن جوانب غامضة ومحيِّرة في شخصيته. فالرجل الذي قاد عهدًا جديدًا يسود فيه التيار الاجتماعي المحافظ، هو أيضًا نفس الرجل الذي تحدى الجميع، في الصيف الماضي، ليدعم اختياره لاسفنديار رحيم مشائي، كنائب الرئيس الأول. ولم تزعج هذه الخطوة المرشد الأعلى فقط، الذي قدم استقالته على الفور، ولكنها أيضًا أغضبت الكثيرين من المحافظين، الذين لم يقبلوا أن يحتل هذا المنصب الرفيع رجل تم تصويره علنًا وهو يستمتع بمشاهدة رقصة تركية خليعة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أحمدي نجاد، الذي يلقب بـ "رجل الشعب"، كان هو نفس الرجل الذي ادعى أن هناك هالة من الضوء المقدس كانت تحوم فوق رأسه خلال كلمته التي ألقاها في عام 2005، في الأمم المتحدة. كما أنه زعم أيضًا أن زعماء العالم الذين استمعوا إليه لم يجرؤ أحدهم على الالتفات جانبًا طوال مدة الـ 27 دقيقة التي استغرقها خطابه. ومن الغريب أن يخرج هذا الادعاء من رجل متقشف محافظ، والأغرب من ذلك، أن يصدر مثل هذا الكلام من رجل حاصل على درجة الدكتوراه في الهندسة.

ورغم كل التناقضات، فإن نجاد لا يزال يصر، من خلال الخطب العامة التي يلقيها، على أنه شخص عادي وطبيعي. وأنه إذا ما قورن بغيره من السياسيين الإيرانيين الذين ينتمون لنفس التيار، سيتضح أنه أكثرهم تماسكًا ومنطقية. ومع كل هذه العيوب والسلبيات، إلا أن نجاد لا يصل لدرجة الطيش أو الخرف الموجودة في شخصية كيم يونج. كما أننا لم نره يرتدي في يوم من الأيام، تلك الملابس الغريبة المضحكة التي يرتديها بعض الرؤساء.

فلماذا إذًا كل هذا السخط من قبل المجتمع الدولي على شخص عادي؟ هل من الممكن أن يكون هذا السخط نتيجة لكونه شخصًا عاديًا جدًا؟ وهل من الممكن أن يكون الغرب مدركًا للازدواجية الموجودة في خطب أحمدي نجاد، ولكنه، مع ذلك، غير مدرك للتهور الذي تتسم به شخصية زعيم كوريا الشمالية المحبوب؟ ربما يكون هذا هو التفسير المنطقي الوحيد، حيث إن أي عدو مخادع غامض يكون جديرا بالاهتمام، خاصة إذا كان يمتلك أسلحة نووية.

ولكن هل يعني ذلك بالضرورة أن أحمدي نجاد هو سترانجلاف آخر؟ وهل لديه الأسلحة النووية القادرة على تحويل زعيم وقائد عالمي حكيم ومتزن إلى دجال ومشعوذ؟ إن الإجابة بالطبع تعتمد على تصورنا لطموحات نجاد النووية، وعلى طريقة إخراجنا للفيلم الذي سنصنعه عن قصة حياته، حيث يجب أن نولي اهتمامًا شديدًا، أثناء القيام بعملية المونتاج، للتفاصيل الموجودة في كل مشهد على حدة، حتى نستطيع إماطة اللثام عن حقيقة  تلك الشخصية. 

 

كيف وقع نجاد في حب القنبلة ؟

في مرحلة ما من مسار رئاسته، توقف أحمدي نجاد، مثل شخصيات فيلم "سترانجلاف" عن القلق، وبينما لم يقم بشيء بخطورة إطلاق صاروخ نووي، زادت حدة لهجة خطابه النووي، وفضّل اللجوء للمواجهة في بعض الأحيان. ورغم أنه من المؤكد أن نجاد ليس هو المسئول عن بدء تخصيب اليوارنيوم في إيران، لكن عملية التخصيب زادت في عهده بدرجة أكبر من أي وقت مضى، حيث أكد، محمد خاتمي، في عام 2003 - أثناء شغله لمنصب الرئيس، وبعد قيام مجموعة من الإيرانيين في المنفى بالكشف عن استئناف إيران لأنشطة تخصيب اليورانيوم، والتي كان قد تم تعليقها منذ الثورة الإسلامية عام 1979 - أن البلاد كانت تعمل سرًا منذ عام 1985، من أجل بناء قدرتها النووية، ودشن بإعلانه عن ذلك، لعبة القط والفأر، التي تتضمن عمليات التفتيش وفرض العقوبات والتي لا تزال مستمرة على أشدها حتى اليوم ..

وبينما اضطرت إيران إلى استيراد البنزين بشكل مكثف في عام 2007، لعدم توافر الإمكانات لديها لتكرير احتياطياتها الكبيرة من النفط، استمر أحمدي نجاد في الدفع ببرنامجه النووي إلى الأمام بقوة، والكشف عن تفاصيل مساعيه النووية للعالم بشكل تدريجي.

وبدا أحمدي نجاد أكثر تمردًا عن ذي قبل، وذلك بعد قيامه بجولة تفقدية، تم الترويج لها كثيرًا، بمنشأة ناتانز الجديدة لتخصيب اليورانيوم، في أبريل/نيسان عام 2008، وذلك رغم عقوبات متزايدة فرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ولم يكتف نجاد بإعلانه بفخر أن إيران "دولة نووية"، أثناء الاحتفال بالذكرى الحادية والثلاثين للثورة الإسلامية الشهر الماضي، بل قام أيضًا بتوجيه بعض الكلمات التي تمت صياغتها بعناية للقوى الغربية التي تشعر بالقلق.

وبينما كان بعض المتظاهرين يرددون شعار "الموت للديكتاتور"، طلب الرئيس من الغرب أن يدرك "أن الشعب الإيراني يتسم بالشجاعة التي سوف تجعله يعلن عن تصنيع القنبلة إذا أراد تصنيعها .. وقد زعمت إيران في العديد من المناسبات أنها تجاوبت مع كل متطلبات عمليات التفتيش والتوثيق الخاصة بالأمم المتحدة، ولكن يزعم المفتشون على الجانب الآخر أنهم لم تصلهم أي أخبار من إيران منذ منتصف عام 2008.

وطبقًا لتقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قررت إيران نقل كل مخزونها من الوقود النووي المخصب إلى موقع فوق الأرض، وذلك بعد شهور قليلة من زعمها أنها ليس أمامها خيار سوى بناء منشأة نووية تحت الأرض بالقرب من مدينة قم، بسبب التهديد القائم بتعرضها لهجوم. وقد اعتبر الكثيرون هذا التحرك غريبًا، وزادت التكهنات حول احتمال أن تكون الجمهورية الإسلامية تريد تحريض إسرائيل على القيام بضرب تلك المنشأة كوسيلة لتوحيد ناخبيها الذين أصيبوا بالانقسام بشكل مفاجئ، وافترض آخرون أن الهدف من هذا التحرك هو؛ أن يكون بمثابة مواجهة أخرى تنم عن الشجاعة مع الغرب، في محاولة لاكتساب قوة دفع في المفاوضات الدبلوماسية المستقبلية. وبطبيعتة نجاد فإنه دائمًا يفضل التزام الصمت وترك التكهنات تتزايد، عندما يكون ثمن الوضوح والصراحة كبيرا ..

مجرد رجل غريب الأطوار؟

والسؤال :  هل يعد أحمدي نجاد اليوم مثل سترانجلاف؟ ليس الأمر كذلك بالضبط. وهل يريد لعب دور العالِم النووي المجنون الذي لعبه سيلرز؟ ليس الأمر كذلك تمامًا. إذًا هل هو يتمتع بالجاذبية وغرابة الأطوار مثل التي ابتكرها كوبريك؟ الإجابة بالإيجاب بالطبع، بل إن إيران بأكملها تتسم بذلك. إن أحمدي نجاد وحياته يعدان نموذجًا مصغرًا للوضع الحالي في إيران، فشخصيته، كما هي الحال بالنسبة لسياسيات إيران النووية والخارجية، تحيطها حالة من السرية والغموض.

وتتسم تصريحات نجاد عادة بالانفصام والتناقض، وتعكس انقسامًا بين التيارات الدينية المحافظة وبين الدفع المستمر باتجاه المُثل الغربية للتحديث. ومثل شخصية سترانجلاف على شاشة السينما، يشغل أحمدي نجاد مكانا غريبا وغير واضح في الخطاب السياسي الدولي حول إيران، وكما لم نعرف بالضبط، من خلال الفيلم، حجم نفوذ سترانجلاف في الإدارة الأمريكية، فإننا لن نعرف مدى نفوذ أحمدي نجاد هو الآخر على إيران، فهو لا يمارس سلطة مطلقة وليس مكلفًا بالقيام بمهام بعينها من وراء الستار.

شخصية نجاد، كما هي الحال بالنسبة   لـ"سترانجلاف" تعد لغز يصعب حله، فكما يظل مقدار التقدم الحقيقي الذي أحرزته إيران في برنامجها النووي يحيطه الغموض، تظل الشخصية "الحقيقية" لنجاد غامضة كذلك، فمن الصعب سبر أغوار شخصيته على المستوى الإنساني أو المستوى السياسي.

وحتى إذا حاولنا تكوين فكرة واضحة عن النوايا الحقيقية لنجاد، سوف يتعين علينا حل ألغاز الشبكة المعقدة لعلاقات القوة التي تحكم مؤسسة الرئاسة والمرشد الأعلى للثورة ومجلس الأمن القومي، حيث من الصعب تحديد الدور الحقيقي لنجاد في سياسة إيران الخارجية والتي تمليها هذه الأطراف الثلاثة.

وبينما يمكن أن نستنتج الكثير من تصرفات نجاد، يظل السياق التفصيلي للأمور ذا أهمية كبيرة، فلغة خطاب نجاد قد تكون نارية، وخطاباته قد تكون قوية، لكن من المهم وضع تصرفات نجاد الأخيرة في سياقها التفصيلي، وهو السياق الذي شهد تحولات كبيرة مؤخرا ..

نجاد وإنقاذ النظام

ربما يكون النظام الإيراني قد استمع الصيف الماضي لما كتبه روجر كوهين حول "المسمار الأخير في نعش نظام ما بعد الثورة"، وردًا على ذلك لجأت القيادة الإيرانية إلى تركيز الانتباه على مسألة تخصيب اليورانيوم، عن طريق زيادة إيقاع برنامج التخصيب، وعن طريق التركيز على دور نجاد في ذلك.

إن "الدولة النووية" من وجهة نظر النظام الإيراني، تكون مؤهلة لتصبح لاعبًا على الساحة الدولية، والدول التي تصبح نووية ضد رغبة كل الحكومات تقريبًا تكون بهذا المنظور أكثر استقلالية، وبناء عليه اتخذت إيران مسار المواجهة، والذي قوبل بمعارضة من جانب القادة من أمثال أوباما وساركوزي وميركل.

ولا يزال من غير المعروف ما إذا كانت إيران تخطط فعليًا لاستخدام اليوارانيوم المخصب في الأغراض العسكرية من عدمه، وقد يكون هذا غير معروف للقيادة الإيرانية ذاتها، لكن يبدو أن نجاد يعتبر الحصول أو مجرد السعي من أجل الحصول على القدرات النووية، يمكن أن يكون كافيا لتعافي دولة ظهرت مؤشرات على هشاشتها. لكن الأمر الذي يثير القلق، أن مجرد بناء القدرات النووية لن يكون كافيًا، وأن المواجهة الدولية هي التي ترضي غرور حكومة مصممة على استعادة السيطرة على البلاد.

لا داعي للقلق

ينبغي علينا ألا نضيع وقتًا هائلًا في تخيل النهاية المأساوية للفيلم النووي الإيراني. فما يدعو إلى الاطمئنان هو؛ أننا لا نتعامل مع  سترانجلاف حقيقي، بل مع مجرد رجل ودولة يمران بمرحلة انتقالية في عملية تطورهما، فهل يجب أن نتعامل مع التهديد الذي تفرضه إيران حال تسلحها نوويًا بعدم اكتراث؟ الإجابة طبعا بالنفي، لكن يجب أن نركز دائمًا على السياق العام، ويجب أن ندرك أنه بينما يلعب نجاد وإيران دور المتحدي للغرب، فإنهما لا يمثلان خطورة فعلية.

غير أنه لا يجب أن نتوقع الشفافية من نجاد في أي وقت قريب، فغموض النوايا يعزز من وضع إيران في المساومة على مستوى الدبلوماسية الدولية، فمثل بيتر سلرز، يعد الرئيس الإيراني قادرًا على لعب العديد من الأدوار أو على التنقل بين دور "رجل الشعب" "ورجل الحكومة".

‎إن أحمدي نجاد قد يأتي بتصرفات تثير الدهشة، فهو فعليًا مثير للجدل ويتسم بالغموض، لكنه في نهاية المطاف ليس دكتور "سترانجلاف"، إنه مجرد شخصية غريبة الأطوار تعيش في فترة يسودها الفوضى، وعندما نتمكن من فضح أسطورة أحمدي نجاد، عندها سوف نصبح جميعًا قادرين على التوقف عن القلق، وربما نبدأ في إعادة النظر في حقيقة وضع "القنبلة" الموجودة في بؤرة سيناريوهاتنا حول إيران. 

font change