في حديث مع "المجلة"، يفتح السياسي الفلسطيني المخضرم ياسر عبد ربه دفاتر علاقة المناكفة التي جمعت الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بالرئيس السوري حافظ الأسد، والتي شكلت ملمحا رئيسا لوجه الحياة السياسية في منطقتنا طوال عقود. فتنازع الشخصيتين البارزتين، وتبعاً لموقعيهما، جمع الضغينة الشخصية بالمنافسة السياسية الحادة على آلية الإمساك بملف القضية الفلسطينية، مرورا بأنماط لا تُعد من الخصومة ومحاولات التحطيم.
ويكشف عبد ربه، أن قائد "سرايا الدفاع" السورية وشقيق الرئيس الأسد (رفعت الأسد)، "أخبره بأن الاستخبارات السورية قد جهزت كمينا لعرفات بين مدينتي حمص وطرابلس، ويعرفون أن عرفات سيدخل من هناك إلى لبنان، وستتم تصفيته".
السياسي الفلسطيني ياسر عبد ربه شغل منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية طوال سنوات عديدة، وكان من أكثر الشخصيات الفلسطينية قُربا من الرئيس ياسر عرفات، حتى إنه دخل في خلاف شديد من الأمين العام "للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" نايف حواتمة، حيث كان عبد ربه نائبا له، بسبب قربه الشخصي وتناغمه السياسي مع عرفات، منذ تكليف عرفات له فتح مسار سياسي مع الولايات المتحدة، عبر السفارة الأميركية في تونس، حيث كانت تقيم اللجنة المركزية لمنظمة التحرير منذ عام 1982.
يُعيد عبد ربه بداية توتر العلاقة الشخصية بين الرجلين إلى عام 1966، حين شغل الأسد وقتئذ منصب وزير الدفاع في سوريا، عقب الانقلاب الداخلي الذي شهدته قيادة حزب "البعث" الحاكم في 22 فبراير/شباط 1966. وقتئذ، حسب عبد ربه، كان ياسر عرفات محل ثقة من القيادة السورية، تحديدا من رئيسي الأركان المتتاليين صلاح جديد وأحمد سويداني. لكن الأسد أصر على تعيين الفلسطيني البعثي يوسف عُرابي قياديا في حركة "فتح"، ليكون عينه المُراقبة لما يجري داخل الحركة، وليتبنى توجهاته، فوافق عرفات على مضض.