ياسر عبد ربه: رفعت الأسد أبلغنا ان الاستخبارات السورية خططت لتصفية عرفات

يفتح السياسي الفلسطيني المخضرم ياسر عبد ربه لـ "المجلة" دفاتر علاقة المناكفة التي جمعت الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بالرئيس السوري حافظ الأسد.

أ.ف.ب
أ.ف.ب
رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات يتحدث مع الرئيس السوري حافظ الأسد خلال احتفالات الذكرى العشرين للثورة الليبية، في صورة أرشيفية بتاريخ 1 سبتمبر1989 في طرابلس

ياسر عبد ربه: رفعت الأسد أبلغنا ان الاستخبارات السورية خططت لتصفية عرفات

في حديث مع "المجلة"، يفتح السياسي الفلسطيني المخضرم ياسر عبد ربه دفاتر علاقة المناكفة التي جمعت الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بالرئيس السوري حافظ الأسد، والتي شكلت ملمحا رئيسا لوجه الحياة السياسية في منطقتنا طوال عقود. فتنازع الشخصيتين البارزتين، وتبعاً لموقعيهما، جمع الضغينة الشخصية بالمنافسة السياسية الحادة على آلية الإمساك بملف القضية الفلسطينية، مرورا بأنماط لا تُعد من الخصومة ومحاولات التحطيم.

ويكشف عبد ربه، أن قائد "سرايا الدفاع" السورية وشقيق الرئيس الأسد (رفعت الأسد)، "أخبره بأن الاستخبارات السورية قد جهزت كمينا لعرفات بين مدينتي حمص وطرابلس، ويعرفون أن عرفات سيدخل من هناك إلى لبنان، وستتم تصفيته".

السياسي الفلسطيني ياسر عبد ربه شغل منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية طوال سنوات عديدة، وكان من أكثر الشخصيات الفلسطينية قُربا من الرئيس ياسر عرفات، حتى إنه دخل في خلاف شديد من الأمين العام "للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" نايف حواتمة، حيث كان عبد ربه نائبا له، بسبب قربه الشخصي وتناغمه السياسي مع عرفات، منذ تكليف عرفات له فتح مسار سياسي مع الولايات المتحدة، عبر السفارة الأميركية في تونس، حيث كانت تقيم اللجنة المركزية لمنظمة التحرير منذ عام 1982.

يُعيد عبد ربه بداية توتر العلاقة الشخصية بين الرجلين إلى عام 1966، حين شغل الأسد وقتئذ منصب وزير الدفاع في سوريا، عقب الانقلاب الداخلي الذي شهدته قيادة حزب "البعث" الحاكم في 22 فبراير/شباط 1966. وقتئذ، حسب عبد ربه، كان ياسر عرفات محل ثقة من القيادة السورية، تحديدا من رئيسي الأركان المتتاليين صلاح جديد وأحمد سويداني. لكن الأسد أصر على تعيين الفلسطيني البعثي يوسف عُرابي قياديا في حركة "فتح"، ليكون عينه المُراقبة لما يجري داخل الحركة، وليتبنى توجهاته، فوافق عرفات على مضض.

بدأ الأسد تشييد التنظيمات الفلسطينية التابعة له، لتكون أداته ضمن الملف الفلسطيني، فأعاد تقوية منظمة "الصاعقة" الفلسطينية التي تحولت بالتقادم إلى التنظيم العسكري الثاني ضمن الجهد العسكري الفلسطيني

 لكن عُرابي قُتل في 5 مايو/أيار من عام 1966، بعد تعيينه بأسابيع قليلة، في مُخيم اليرموك بمدينة دمشق، أثناء اجتماع كان يعقده بغية التقريب بين ياسر عرفات وأحمد جبريل، حيث أطلق عليه أحد المسلحين من حركة "فتح" النار عن قرب فقتله، بعد ملاسنة شفهية. الأسد وقتئذ اتهم عرفات باغتيال المقرب منه، واعتقله مع القياديين خليل الوزير ومختار بعباع، ولم يُطلق سراحهم إلا بعد تسعة أشهر، وعقب تدخلات إقليمية، وحيث أفضى التحقيق إلى براءة عرفات من الحادثة، لكن تعكيرا شديدا أصاب علاقة الجانبين.

حسب عبد ربه، منذ ذلك الوقت، كان الأسد يعتقد أن عرفات مناهض له، مدعوم وذو علاقة حسنة مع مناوئي الأسد ضمن قيادة حزب "البعث" الحاكمة لسوريا، تحديدا صلاح جديد. كان اعتقاد الأسد ذاك مسيطرا عليه، على الرغم من عدم تدخل عرفات في الشؤون السورية، لكن الأسد كان يعتبر أن أية علاقة حسنة تجمع أي شخص بأعضاء آخرين في قيادة "البعث" من غيره، هو بمثابة مناهضة تامة له.

أ.ف.ب
ياسر عبد ربه خلال مؤتمر صحفي في مدينة رام الله بالضفة الغربية في 12 فبراير 2009

بعد انقلاب الأسد، في 16 أكتوبر/تشرين الثاني 1970، لم يناهض حركة "فتح" وزعيمها ياسر عرفات مباشرة، حسبما يشرح ياسر عبد ربه، الذي يضيف: "كان لفتح وقتئذ مُعسكر تدريبي في منطقة دمر في العاصمة دمشق، ومدرسة لرعاية أبناء شهداء الحركة، والكثير من المكاتب السياسية والإعلامية. لم يحاول الأسد التضييق على عرفات وحركة "فتح" بداية عهده، لانشغاله من طرف بالملف الداخلي، ولأنه كان يجد في "فتح" أداة لحمل وزر المسألة الفلسطينية التي كانت ضاغطة على القيادة السابقة، وما أراد الأسد أن يكون في موقعها السابق.

حالة المهادنة تلك سمحت لعرفات بتشييد قواعد حركة "فتح" في جنوب لبنان، لأن حزب "البعث" وقتها كان يناهض زعيم حركة القوميين العرب الفلسطيني جورج حبش، الذي كان يزاحم البعثيين على الفكر القومي، وكان محسوبا على التيار الناصري ضمن الحركة الفلسطينية ووجودها في سوريا، ولأجل ذلك تعرض للاعتقال.

لكن الأسد بُعيد سنوات قليلة من استقرار حُكمه، بدأ بتشييد التنظيمات الفلسطينية التابعة له، لتكون أداته ضمن الملف الفلسطيني، فأعاد تقوية منظمة "الصاعقة" الفلسطينية التي تحولت بالتقادم إلى التنظيم العسكري الثاني ضمن الجهد العسكري الفلسطيني، بعد حركة "فتح" لأن الأسد، حسب عبد ربه، كان يعتبر الملف الفلسطيني أساسيا في المعادلة الإقليمية، ولذا يتملكه طموح مستدام بالسيطرة عليه.

عرفات الذي أصبح رقما ضمن المعادلة اللبنانية غدا محل نقمة الأسد. لأنه لم يكن يريد للحرب اللبنانية أن تتجاوز حدودا معينة، لأنها ستورط الفلسطينيين في غير مسألتهم الرئيسة

بعد شهور قليلة من اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية في شهر أبريل/نيسان 1975، وصلت العلاقة بين الطرفين لأسوأ مراحلها. فالأسد تغاضى نسبيا عن مشاركة وعضوية حركة "فتح" بقيادة عرفات في "الحركة الوطنية اللبنانية"، المناهضة للتيارات اليمينية اللبنانية "المسيحية"، لأنه كان يعتقد أن الحرب ستضعف الجميع، وستدفعهم كلهم للجوء إلى الأسد والخضوع له، حسبما يشرح ياسر عبد ربه. لكن رؤيته تغيرت تماما عقب التقدم العسكري اللافت الذي حققته الجبهة خلال الشهور الأولى، وأراد بكل السُبل التدخل العسكري في لبنان، بغية الهيمنة على الملفين اللبناني والفلسطيني، وهو ما كان يرفضه عرفات تماما.

يتابع عبد ربه: "بعد دخول الجيش السوري إلى لبنان عام 1976، وحدوث موقعة صيدا الشهيرة، حينما واجه عدد من المقاتلين الفلسطينيين عربات ودبابات للجيش السوري، وصلت بالخطأ إلى مركز المدينة، فأطلقوا عليها الراجمات و(أسروا) أفراد الجيش السوري، وصلت المواجهة بين الطرفين إلى حدها الأقصى، فأرسلني الرئيس عرفات مع القيادي في حركة (فتح) فاروق القدومي لمقابلة الرئيس الأسد، الذي أبقانا منتظرين في صالة الاستقبال طويلا، وما إن وصل كان يستشيط غضبا، قائلا (إن قطع رؤوس الجنود السوريين لن يمر دون حِساب)، وهو ما أنكرناه تماما، وطلبت من الرئيس الأسد مراجعة ما يصله من تقارير، طالبا منه تحديد الجهة المخولة استلام الجنود السوريين، الذين وصفتهم بـ(الضيوف)".

أ.ف.ب
فلسطينيون مسلحون أمام صورة لزعيمهم الراحل ياسر عرفات في مخيم وافل للاجئين الفلسطينيين في وادي البقاع شرق لبنان، 24 أبريل 2020

لكن عرفات الذي أصبح رقما ضمن المعادلة اللبنانية غدا محل نقمة الأسد بالضرورة. فعرفات لم يكن يريد للحرب اللبنانية أن تتجاوز حدودا معينة، لأنها ستورط الفلسطينيين في غير مسألتهم الرئيسة، لكن الشواهد تقول إن الأسد أراد توريطهم في الحرب اللبنانية بأقصى الدرجات. يتابع عبد ربه: "حينما قُصفت الأحياء المسيحية من مدينة بيروت بعد شهور قليلة من بدء الحرب، أثار الأمر استغرابي الشديد، فراجعت الرئيس ياسر عرفات مباشرة للاستفهام عن الأمر، الذي نفى تماما علمه بالأمر، وبعد الاستقصاء تبين أن قوات الصاعقة الفلسطينية التابعة للنظام السوري هي من فعلت ذلك".

يروي عبد ربه بأسى شديد ما حدث خلال اللقاء الأول لياسر عرفات بالأسد عقب مقتل الزعيم اللبناني وحليف عرفات في لبنان كمال جنبلاط في 16 مارس/آذار 1977، وحيث كانت الاتهامات مُجمعة على قيام الأسد بفعل ذلك، وتعززت خلال الفترات اللاحقة.

ويضيف عبد ربه: "خلال الاجتماع، حدق الأسد في ياسر عرفات وسأله بكل جدية (من تعتقد يقف وراء اغتيال جنبلاط يا أبو عمار!)، أصاب وجوم شديد كل أنحاء القاعة، فيما دخل الرئيس عرفات حالة ارتباك شديدة، وصار يقول مترددا (مين يا سيادة الرئيس مين يا سيادة الرئيس مين يا سيادة الرئيس غيرهم، العدو الإسرائيلي)، لكن الأسد بالغ في الإيحاء، مردفا (ولماذا قتلته إسرائيل برأيك!)، فارتبك عرفات مجددا، وصار يتلعثم، مضيفا عبارات تشرح الحادث بشكل غير منتظم، بينما الأسد هادئ ومستمتع بارتباكه".

رفعت الأسد، أخبر عرفات بأن الاستخبارات السورية جهزت كمينا لاغتياله بين مدينتي حمص وطرابلس، ويعرفون أن عرفات سيدخل من هناك إلى لبنان، وستتم تصفيته

يقول السياسي الفلسطيني ياسر عبد ربه: "إن الأسد كان يظن أن اصطفاف ياسر عرفات مع أي قطب إقليمي سيكون بمثابة سوء توازن بالنسبة للأسد، سواء كان هذا القطب الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات أو نظيره العراقي صدام حسين أو حتى الزعيم الليبي معمر القذافي. فعرفات كان يمثل القضية الفلسطينية بكل ثقلها ودورها، لذا كان الأسد يسعى لضبطها، لكن عرفات بقي عصيا على ذلك، لمعرفته الأكيدة بأن الأسد في المحصلة يريد السيطرة على الملف الفلسطيني لصالحه، تقوية لنظام حكمه، وليس لصالح القضية الفلسطينية".

يذكر القيادي الفلسطيني كيف أن التوازن التقليدي بين الأسد وعرفات اختل عقب زيارة الرئيس السادات للقدس عام 1977، لأن مصر كانت مصدر التوازن عبر دعمها المستمر لقيادة عرفات للقضية الفلسطينية، خصوصا وأن الرئيس السادات كان يعتقد أن مشروعه التصالحي لا يُمكن أن يستقر دون أخذ موافقة عرفات عليه.

لكن الأمور تبدلت عقب تلك الزيارة، التي كانت تعني خروج مصر من المشهد الإقليمي، ولو مؤقتا. فكل التيارات السياسية والدول الإقليمية صارت تطلب من عرفات الخضوع والقبول بشروط وهيمنة الأسد على الملف الفلسطيني، حتى الاتحاد السوفياتي نفسه فعل ذلك حسبما يذكر عبد ربه، فقد هدد "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" بقيادة نايف حواتمة بقطع العلاقات المميزة معها، فيما لو لم تضغط باتجاه قبول الفلسطينيين بإملاءات الأسد، وهو ما بقي عرفات يرفضه تماما.

أ.ف.ب
الرئيس المصري الراحل حسني مبارك مع نظيره الفلسطيني محمود عباس، ومساعده ياسر عبد ربه، وكبير مفاوضيه صائب عريقات في القاهرة في 5 سبتمبر 2009

لم يكن الأمر مجرد مزاحمة سياسية أو مناكفة إعلامية بين الشخصين، فالأسد حاول أكثر من مرة اغتيال عرفات، لكن الصدف والتدخلات الإقليمية أنقذته في اللحظات الأخيرة. يروي عبد ربه واحدة من تلك المحاولات التي جرت في عام 1983 تفصيلا: "كُنا في دمشق وقتئذ، عقب الاجتياح الاسرائيلي لبيروت، نعقد اجتماعا مطولا للجنة التنفيذية للمنظمة، فجأة رن جرس الشقة، طالبا الاجتماع سريعا مع أحد المقربين من عرفات، الذي ذهب وعاد بعد قرابة ساعة، وأخبر المجتمعين بأن الذي التقاه كان قائد "سرايا الدفاع" السورية وشقيق الرئيس الأسد (رفعت الأسد)، وقد أخبره بأن الاستخبارات السورية قد جهزت كمينا لعرفات بين مدينتي حمص وطرابلس، ويعرفون أن عرفات سيدخل من هناك إلى لبنان، وستتم تصفيته".

يضيف عبد ربه في حديثه المطول مع "المجلة" قائلا: "ساد وجوم شديد أجواء الجلسة، خصوصا وأن الجميع كان يعرف موقع رفعت الأسد في السلطة السورية، وإن كان مناوئا لأخيه وسرب الخبر لأجل ذلك فحسب. وطلب عرفات مني إيجاد حل بأسرع وقت، فاتصلت بعدد من فلسطينيي دمشق، إلى أن عثرت على صاحب مكتب للطيران، وطلبت منه حجز ثلاثة مقاعد على الطائرة المتجهة إلى المملكة العربية السعودية من مطار دمشق بعد ساعات قليلة، دون ذكر الأسماء. وحينما وصلنا المطار، حيث كان الرئيس عرفات دون زيه التقليدي، وتأكدنا من وجود الطائرة السعودية على أرض المطار، ذهبت مباشرة لقطع البطاقات من مكتب الشركة الذي في المطار، وتوجهنا إلى الطائرة السعودية مباشرة، وأخبرنا السلطات السعودية عبر قائد الطائرة ونحن في الأجواء السعودية، حيث رُحب بنا رسميا فور وصولنا إلى مطار جدة الدولي وقتئذ".

الأسد حاول تصفية عرفات سياسيا بعدما لم يتمكن من فعل ذلك عسكريا وجسديا

يُعيد عبد ربه جوهر الخلاف السياسي بين الشخصين إلى رؤية كل منهما للمسألة الفلسطينية، فبينما كان الأسد يرى في المسألة الفلسطينية أداة للاستخدام، يعتقد عرفات أن الفلسطينيين يجب أن ينسقوا مع العرب للوصول إلى نتائج ملموسة لصالح الفلسطينيين. يذكر عبد ربه رفض سوريا للمبادرة العربية التي قدمتها السعودية لـ"قمة فاس للقادة العرب عام 1981"، رغم تضمنها كل الحقوق الفلسطينية، ولغير صدفة كانت محل رفض تام من قِبل إسرائيل. وفي القمة التالية التي عُقدت في خريف عام 1982 أيضا في مدينة فاس المغربية، وحينما خرج القادة العرب لاستقبال الرئيس عرفات في المطار، كتحية للشعب الفلسطيني عقب مقاومة المقاتلين الفلسطينيين للغزو الإسرائيلي على لبنان، رفض الرئيس حافظ الأسد فعل ذلك، ورفض إقرار المبادرة السعودية التي قدمها ولي العهد وقتئذ الملك الراحل فهد بن عبد العزيز".

يتابع عبد ربه حديثه عن تلك الحادثة: "ناقش القادة العرب الأسد مطولا، واستغربوا موقفه الرافض رغم موافقة الفلسطينيين، فطلب الاجتماع بنا. أثناء الاجتماع أكدنا له أن المبادرة السعودية تتضمن كل مطالبنا وتطلعاتنا، حسبما عبرنا في البرنامج الوطني، لكنه كان يريد الإيحاء بأنه صاحب الكلمة الفصل في الملف الفلسطيني، ويسعى جاهدا لنيل رفضنا على المبادرة السعودية، لخلق تناقض بيننا وبين نظرائنا العرب، لكن القوى الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس عرفات، كان يعرف جيدا أن حمايته من الأسد متأتية من جدار حماية عربي، قوامه المملكة العربية السعودية ودولتا الكويت والإمارات العربية".

ياسر عرفات وحافظ الأسد

يذكر عبد ربه كيف أن الأسد حاول تصفية عرفات سياسيا بعدما لم يتمكن من فعل ذلك عسكريا وجسديا، يستعيد ما حصل عقب تأليب الأسد لعدد من القادة الفلسطينيين على الرئيس عرفات عقب الاحتلال الإسرائيلي لبيروت عام 1982، إذ أخبر الأسد القادة العرب بأن "عرفات لم يعد يمثل الشعب الفلسطيني"، فقرر القادة العرب تشكيل لجنة بقيادة أمير دولة الكويت صباح الأحمد، الذي كان وقتها وزير للخارجية.

يذكر عبد ربه الاجتماع الشهير الذي عقده الشيخ صباح الأحمد في السفارة الكويتية بالعاصمة السورية دمشق وقتئذ مع كل قادة الفصائل الفلسطينية، وحيث كان عبد ربه ممثلا عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ويضيف: "ساد جو رهيب من اتهام عرفات أثناء تلك الجلسة، كان واضحا أنه أُعد مُسبقا من قِبل الفلسطينيين الموالين للأسد، متوهمين أن احتلال مكاتب منظمة التحرير وحركة (فتح) في العاصمة دمشق هو مصدر الشرعية، لكني آثرت التحدث في آخر الاجتماع، وقلت للأمير صباح الأحمد (إن كل هؤلاء لا يمثلون عشرة في المئة من شرعية ياسر عرفات، التي تغطي كل بيت وقرية ومدينة فلسطينية، وما يحدث الآن مسرحية متفق عليها). ساد هرج شديد أجواء الجلسة، لكن الأمير صباح الأحمد ابتسم، وقال ما يُمكن ذكره على الملء".

font change