نعت لجان مقاومة شمال دارفور زميلتهم، الدكتورة هنادي النور، التي قُتلت برصاص ميليشيا "قوات الدعم السريع"، عند اقتحام قواتها مخيم زمزم للنازحين، الواقع على بُعد 15 كيلومترا من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
كانت هنادي، ابنة أوائل العشرينات، قد تخرجت حديثا من كلية الطب قبيل اندلاع الحرب، لكنها اختارت البقاء في معية النازحين في زمزم، واختارت أن تصمد وتخدم، بدلا من البحث عن سبل الخلاص الفردي.
اختارت هنادي أن تكون "جميلة بوحريد السودان" لتعمل بين أهله الذين افترشوا مضارب النزوح في المخيم، تطبب الجرحى، وتداوي المرضى، وتدافع بجسدها عمن طحنتهم آلة الحرب، وتساعد النازحين الذين هجّرتهم جحافل "الدعم السريع"، وشرّدتهم من ديارهم.
رحلت هنادي عن عالمنا قبل يومين من دخول حرب السودان عامها الثالث، عندما اجتاحت ميليشيا "قوات الدعم السريع" مخيم زمزم للنازحين في يوم 13 أبريل/نيسان 2025. صمد مخيم زمزم لأكثر من عام، في وجه الحصار الوحشي الذي فرضته ميليشيا "قوات الدعم السريع" على الفاشر ومخيمات النازحين المحيطة به ومن ضمنها زمزم وأبو شوك. وأدى ذلك الحصار الخانق إلى مأساة إنسانية غير مسبوقة.
وقد تم إعلان المجاعة من المستوى الخامس (المستوى الكارثي) في مخيم زمزم في أغسطس/آب 2024، وأفادت تقارير المنظمات الدولية ومن بينها "أطباء بلا حدود" بأن طفلا واحدا على الأقل يقضي نحبه جراء الجوع والمرض كل ساعتين نتيجة لنقص الغذاء والدواء. بعد الخسائر المتتالية التي أصابت ميليشيا "قوات الدعم السريع"، ونجاح الجيش السوداني في السيطرةعلى العاصمة الخرطوم، كثفت الميليشيا وحلفاؤها هجماتهم على الفاشر وزمزم وأبو شوك وبقية المناطق التي ظلت صامدة خارج سيطرتها. وأدى ذلك إلى إعلان منظمة "أطباء بلا حدود" تعليق جميع أنشطتها في مخيم زمزم في 24 فبراير/شباط 2025، بسبب تصاعد العنف والهجمات المتكررة وحفاظا على سلامة طواقمها.