جاء توسيع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لحملته العسكرية الشرسة ضد "جماعة الحوثيين" في اليمن، المتحالفة مع إيران، ليفتح نقاشات واسعة في أنحاء مختلفة من العالم حول مدى ومراحل وأهداف هذه الحملة، وعما إذا كان لهذه العملية صلة بالضغوط والرسائل التي يبعث بها الرئيس الأميركي إلى إيران قبل التفاوض المباشر معها على برنامجها النووي، أو بحروب ترمب التجارية عقب جائحة التعريفات الجمركية التي فرضها على نحو 60 دولة.
وقد كثرت، في الأيام القليلة الماضية، التأويلات والسيناريوهات المحتملة أو المفترضة لنهايات "مغامرة" ترمب في اليمن، واحتمالات البدء في مرحلة أخرى من العمليات البرية، والأهداف المتوخاة منها.
لا يوجد حتى الآن تقييم واضح لدى الجميع تقريبا لنتائج الضربات الجوية على مواقع الحوثيين، وهل يمكن أن تحد بالفعل من المخاطر على سلامة الملاحة التجارية في البحار المحيطة باليمن، أم تؤدي في نهاية المطاف إلى تدمير هذه الجماعة وتفكيكها تنظيميا، كما توعد بدلك الرئيس الأميركي.
لكن أغلب التحليلات، في الولايات المتحدة وبعض العواصم الغربية وحتى الشرق أوسطية، يخلص إلى أن خطط ترمب المتشابكة لا يمكنها أن تحقق غاياتها في اليمن من دون تغيير جوهري على الأرض، لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال "استراتيجية أو صفقة شاملة" بالتعاون مع دول المنطقة، خصوصا المتضررة من أنشطة الحوثيين، وذلك بالنظر إلى التداخل المعقد بين كل تلك الملفات، وإلى أن إيران لا تزال تؤكد على لسان أكثر من مسؤول فيها، أن تفاوضها، إن حدث، حول ملفها النووي لن يتطرق إلى "دورها الإقليمي وبرنامجها الصاروخي" وأنه إذا "كرر الأميركيون أطروحاتهم غير المترابطة فلن تكون هناك مفاوضات" أو كما قال ترمب نفسه إنه يرغب في مفاوضات مع إيران. لكنه غير متفائل في نجاحها أو جدواها، وهذا على الأرجح ما سوف يحدث بالنظر إلى الفجوة الهائلة والعميقة في الثقة بين الجانبين.
لا يبدو جليا ما إذا كان ترمب سوف يتعامل مع كل واحد من تلك الملفات الخلافية الشائكة مع إيران بطريقة واحدة أم مختلفة، أي بمعزل عن بعضها البعض، وإن كان من المتعذر عليه أن يتجنب التأثيرات المتبادلة بينها.
سيناريوهات ترمب في اليمن
الحكومة الأميركية، كما نعلم، تركيب هائل من الوكالات والمؤسسات التي لا نعلم مدى التنسيق بينها تجاه الأزمات التي أشعلها ترمب في وقت واحد، عسكرية وسياسية واقتصادية مع أكثر من دولة في العالم.
لقد أعطى الرئيس الأميركي تفويضا كاملا لجميع الجهات العسكرية والاستخباراتية ولوزارتي الخزانة والخارجية المعنية بتحقيق أهداف الهجوم العسكري على جماعة الحوثيين، لكن هناك من يتوقع أن هذه "المنظمة الإرهابية الأجنبية" وفق التصنيف الأميركي قد تضعف إلى حد كبير، لكنها لن تزول من المشهد، إلا من خلال تلك الاستراتيجية المشار إليها، فكيف يمكن أن يتحقق ذلك؟