"لا تكن من حزب الفَزِعين"، عبارة جديدة صاغها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على منصة "تروث سوشال" بعيد إعلانه تعريفاته الجمركية العالمية الشاملة في 2 أبريل/نيسان الماضي، وقال أنها تشير إلى "حزب جديد قائم على الضعفاء والحمقى". لكن من الواضح أنه لاحظ الانهيار في أسواق الأسهم وأراد أن يطمئن الأميركيين إلى أن ذلك ليس إلا خللا موقتا قبل أن تؤتي رؤيته لـ"العظمة" ثمارها على المدى الطويل. بعد ذلك بأسبوع، ضغط على زر الإيقاف الموقت لمدة 90 يوما، ولجأ بدلا من ذلك إلى فرض تعريفات نسبتها 10 في المئة على معظم دول العالم، باستثناء الصين. هناك كثير من الأسئلة التي لم يجب عنها بعد، لكن السؤال الذي يقلق كثيرا من الأميركيين هو ما يعنيه ذلك بالنسبة لقدرتهم على توفير الطعام على موائدهم.
عاد دونالد ترمب إلى السلطة مدعوما بالناخبين الذين اكتووا بارتفاع فواتير البقالة في فترة رئاسة جو بايدن. وتبين تقديرات وزارة الزراعة الأميركية، أن الأسرة المكونة من أربعة أفراد أنفقت 993 دولارا أميركيا شهريا في المتوسط، في مقابل قائمة بقالة "مقتصدة" في مارس/آذار 2025، مقارنة بـ 675 دولارا أميركيا في نهاية ولاية ترمب الأولى.
في 7 يناير/كانون الثاني 2025، الذي يبدو الآن كأنه لا يمت إلى الواقع بصلة، قال الرئيس (المنتخب آنذاك) ترمب في مؤتمر صحافي إنه ملتزم خفض أسعار البقالة، "من الصعب دائما خفض الأسعار بعد ما أفسده الآخرون كما فعلوا، لكننا سنخفضها... وأعتقد أنكم ستشهدون انخفاضا شديدا في أسعار الغذاء، من اللحوم الى التفاح، وكل ما شهدت أسعاره ارتفاعا حادا".