تناولت الصحافة الإيرانية التقارير عن المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في سلطنة عمان، بنبرة غلب عليها التحدي والتشكك في نوايا إدارة ترمب الحقيقية.
وقد تعاملت وسائل الإعلام الحكومية في إيران، مع هذه التطورات بحذر وانعدام ثقة واضحين، مما يؤكد التوترات التاريخية التي تخيم على العلاقة بين البلدين.
ويتضح من الخطاب الرسمي، أن إيران تنظر إلى الولايات المتحدة كخصم قديم، وليس كشريك في الحوار. وتؤكد الافتتاحيات والتعليقات على التردد في الانخراط الكامل مع المبادرات الأميركية، وتصور الولايات المتحدة على أنها غير موثوقة، وتميل إلى اتخاذ إجراءات أحادية الجانب، قد تقوض أية اتفاقات محتملة.
ونشر موقع "بصيرة" الإلكتروني التابع لـ"الحرس الثوري" تقريرا بعنوان: "وضع الشروط للقاء مسقط" بقلم قاسم غفوري، جاء فيه: "يظهر السلوك الأميركي قبيل المفاوضات في مسقط بأن الأميركيين يعتمدون حرب الروايات، واستخدام الإعلام لجعل طاولة المفاوضات ساحة للتطاول، ودفع إيران إلى الاستسلام، من أجل تسجيل نقطة انتصار مبكرة وكبيرة في سجل ترمب. تصر الإدارة الأميركية على استخدام العبارة الخاطئة، وهي المفاوضات المباشرة. هذه لعبة أميركية من خلال التأكيد على المفاوضات المباشرة، في الوقت الذي تؤكد فيه إيران على المفاوضات غير المباشرة، وأيضا التأكيد على أن ما يحصل في عمان، هو لقاء وليست مفاوضات".
ويعتقد الكاتب أن إدارة ترمب استبدلت خلال حربها الإعلامية على إيران كلمة المفاوضات باللقاء، وذلك في الوقت الذي نجحت فيه إيران، بفرض شروطها بأن تقوم سلطنة عمان، وليس الإمارات بدور الوساطة، وأن تكون المفاوضات غير مباشرة حول النووي، وإلغاء العقوبات فقط.
وأضاف: "يحاول الأميركيون التقليل من الإنجازات الإيرانية، في الحرص على تأمين المصالح الوطنية، وهذا يدل على خشية أميركية من قدرات إيران ومكانتها في العالم".
وكتبت صحيفة "هم ميهن" في مقالها الافتتاحي في التاسع من أبريل/نيسان بعنوان: "نثق وندعم فريق التفاوض" جاء فيه: "إذا نجحت إيران وأميركا في إيجاد صيغة مشتركة للمفاوضات، فإن التقدم في المفاوضات، والحصول على الاتفاق، ليس أمرا بالغ الصعوبة، لأن إيران أعلنت مرارا أنها لا تريد صنع قنبلة نووية، وقدم المرشد توضيحات حول الأسباب السياسية والدينية، التي تمنع إيران من حيازة قنبلة نووية.. يبدو من خلال الرسائل المتبادلة بين إيران وأميركا، أن الخلاف بين الطرفين، كان حول موضوع القنبلة النووية".