علاقة الرسوم الجمركية بالتجارة والاقتصاد وأسواق المال، أشبه بعلاقة البحر بالسفينة، "قد تبحر سالمة فوق مياهه، أو قد تغرق تحت أمواجه العاتية". هذا التشبيه المستوحى من مقولة شهيرة للإمبراطور الصيني تانغ تايزونع في القرن السابع الميلادي، يمكن نسخه على تداعيات التعريفات الضريبية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على 86 دولة، وأرجأها على 70 أخرى (منها الاتحاد الأوروبي)، باستكمال دراسة تأثير الرسوم المتبادلة، تجنبا لمزيد من الخسائر في الاتجاهين.
اهتزت الأسواق في آسيا أكثر من أي قارة أخرى، بعد فرض رسوم متصاعدة وصلت الى 145 في المئة على الصين، وتراوحت من 34 إلى 49 في المئة على دول عدة من جنوب وشرق آسيا، من اليابان وكوريا إلى فيتنام والهند وبنغلاديش. العالم في حيرة وانتظار، و"حالة اللايقين أصبحت عين اليقين"، والحكومات لا تدري هل ترد بالمثل، أو تغض الطرف، وتقبل بحصتها من ضريبة التجارة، لتمويل عجز أميركي تجاوز 1,2 تريليون دولار، ومديونية فاقت 35 تريليون دولار، ورئيس مصمم على امتلاك البحر والسفينة معا.
بلغت تجارة العالم العربي مع الولايات المتحدة الأميركية نحو 142 مليار دولار عام 2024، منها 80,4 مليارا من الواردات و61,3 مليارا من الصادرات، مع فائض تجاري لصالح واشنطن تجاوز 19 مليار دولار، وفق مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة (USTR).