الأسواق العربية تلتقط أنفاسها مع تريث ترمب... والنفط في الميزان

الأزمة بين الولايات المتحدة والصين لم تُحل وحرب التعريفات مستمرة

أ.ف.ب.
أ.ف.ب.
متداول م في بورصة دبي للأوراق المالية في الإمارات، وتبدو شاشة الاسعار عادت خضراء

الأسواق العربية تلتقط أنفاسها مع تريث ترمب... والنفط في الميزان

انتعشت الأسوق الرئيسة للأسهم العربية مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب التريث بفرض التعريفات الجمركية الجديدة على الشركاء التجاريين الرئيسيين، باستثناء الصين، مما خفف مخاوف اندلاع حرب تجارية قد تضر باستهلاك الطاقة العالمي.

من المعلوم أن الأسواق العربية، والخليجية تحديدا، حساسة تجاه أسعار النفط لأنها ترسم إلى حد كبير حجم الإنفاق الحكومي الذي تستفيد منه الشركات. وقد أغلق مؤشر السوق السعودية، وهو الأكبر في المنطقة، التداولات يوم أمس على ارتفاع 3.7 في المئة، مقلصا الخسائر التي راكمها خلال الأسبوع نتيجة الازمة الى 3.2 في المئة. كما ارتفعت كل البورصات العربية الأساس، أبو ظبي، دبي، القاهرة، الدوحة، المنامة، مسقط، الدار البيضاء وعمان.

الرسوم القصوى على الصين مستمرة

في ظل أجواء التفاؤل التي سادت بعد اعلان ترمب، والتي عكسها صعود البورصات العالمية، حذر الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات السعودية "ايليفير 360" وائل مهدي، من أن المشكلة بين الولايات المتحدة والصين لم تُحل وأن قرار الرئيس الاميركي هو مجرد مهلة يمكن ألا تؤدي الى الغاء التعريفات عندما تنتهي بعد 90 يوما.

احتمال نشوب حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة والصين، لا يزال قائما، وقد يتسبب بركود اقتصادي يؤدي في حال وقوعه إلى تقليص استهلاك الطاقة وتدهور أسعار النفط

وقد استثنى ترمب الصين من قرار تأجيل تنفيذ زيادة التعريفات الجمركية التي أعلنها في 2 أبريل/نيسان، في حفل أطلق عليه اسم "يوم التحرير"، ورفع التعريفة الجمركية على الواردات الصينية إلى مستوى قياسي بلغ 145في المئة حتى الآن، فيما ردّت بكين بزيادة الرسوم على الواردات الأميركية إلى 84 في المئة.

وأشار مهدي، وهو مؤلف كتاب "أوبك في عالم النفط الصخري"، الى "أن احتمال نشوب حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة والصين، لا يزال قائما، وقد يتسبب بركود اقتصادي يؤدي في حال وقوعه إلى تقليص استهلاك الطاقة وتدهور أسعار النفط، مما سيؤثر سلبا على الدول المصدرة للنفط".

النفط في خضم الحرب التجارية 

وسجل خام برنت، المرجع العالمي للنفط، يوم أمس أكبر مكسب له منذ أكتوبر/تشرين الأول، حيث ارتفع إلى نحو 64 دولارا للبرميل، بعدما انخفض إلى أقل من 60 دولارا للبرميل يوم الأربعاء، مسجلا أدنى مستوى له منذ عام 2021.

Shutterstock

وقلل بنك الاستثمار الاميركي العملاق "غولدمان ساكس" احتمال الركود في الولايات المتحدة الى 45 في المئة، بعد إعلان ترمب المفاجئ تعليق المهل الذي خفف حدة الحرب التجارية، بعد ساعات فقط من رفع هذا الاحتمال الى 65 في المئة، في ظل استعار الأزمة وانهيار البورصات العالمية. 

مجموعة "أوبك بلس" تتماشى مع هدف ترمب المعلن لإبقاء أسعار النفط تحت السيطرة من أجل كبح التضخم. وستضيف المجموعة بموجب هذا القرار 411 ألف برميل يوميا إلى السوق

ولفت مدير شركة الاستشارات المالية "أوريون فايننشال سوليوشنز" نيكولاس فوتيادس، "أنه صار واضحا الآن أن هدف ترمب هو الصين فقط".

وأضاف هو "لا يريد ركودا يضر بالاقتصاد الأميركي أو بالحلفاء مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة وغيرهما الذين يرغبون بالاستثمار بشكل كبير في الاقتصاد الأميركي"، خصوصا بعد إعلانه قرب زيارته الرياض وربما دولا أخرى في المنطقة، في أول رحلة خارجية له في ولايته الثانية، المرتقبة في مايو/أيار.

السعودية والإمارات للاستثمار في أميركا

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أعلن في يناير/كانون الثاني استثمارا بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدى السنوات الأربع المقبلة، وعلق ترمب لاحقا إنه سيحاول رفع الاستثمار السعودي المقترح إلى تريليون دولار.

Shutterstock

كما افصحت الإمارات العربية المتحدة عن خطة استثمارية لمدة 10 سنوات في الولايات المتحدة، بقيمة 1.4 تريليون دولار، بعد اجتماع في مارس/آذار بين ترمب والشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم أبو ظبي ومستشار الأمن الوطني الإماراتي، وفقا لما قاله عندئذ البيت الأبيض.

النفط تحت السيطرة

وكانت مجموعة "أوبك بلس" للدول المصدرة للنفط، التي تقودها السعودية وروسيا، قد أعلنت في 3 أبريل/نيسان زيادة في إمداداتها في شهر مايو/أيار، وهو قرار يتماشى مع هدف ترمب المعلن للحفاظ على أسعار النفط تحت السيطرة من أجل كبح التضخم. وستضيف المجموعة بموجب هذا القرار 411 ألف برميل يوميا إلى السوق.

من المهم عدم تجاوز دول "أوبك بلس" مستوى الانتاج المتفق عليه، اذ سيؤثر ذلك على أسعار النفط ومن ثم على الاداء الاقتصادي

وصف مهدي القرار "بالمدروس، حيث لا يمكن من بعده لأحد ان يحملها مسؤولية تأجيج التضخم أو الركود"، خصوصا بالنظر الى ان الصين هي أكبر مستورد للنفط بالعالم.  

ويذكر أن "استهلاك البنزين والديزل كان يتقلص في الصين حتى قبل عودة ترمب إلى البيت الأبيض بفعل أزمة العقارات ونتيجة انتشار السيارات الكهربائية والطاقات المتجددة".


إلا ان كبيرة الاقتصاديين في بنك أبو ظبي التجاري، مونيكا مالك، شددت على أهمية عدم تجاوز دول "أوبك بلس" مستوى الانتاج المتفق عليه، حيث سيؤثر ذلك على أسعار النفط ومن ثم على الاداء الاقتصادي: "الالتزام أمر حاسم للحد من الزيادة الفعلية في العرض". واضافت: "لا يمكننا بعد تنفس الصعداء".

font change

مقالات ذات صلة