تعود حكاية السرية المصرفية الى إلغاء مرسوم "نانت" في عام 1685 الذي كان يعطي بعض الحريات للبروتستانت في فرنسا، مما تسبب بفرار العديد منهم، وغالبيتهم من المقتدرين، إلى جنيف في سويسرا. ومن هناك، وعلى الرغم من سخطهم على الملك الفرنسي، واصلوا تمويله لأنه كان من الصعب أن يحظوا بعميل أفضل منه. ومن أجل التغطية على الأمر، ولدت فكرة سرية عمل المصرفيين، فحظر مجلس مدينة جنيف في عام 1713 على هؤلاء المصرفيين "الكشف عن عملائهم لأي شخص ثالث إلا بموافقة صريحة من مجلس المدينة".
بعدها، أتاحت الثورة الفرنسية ظرفا مواتيا لتطور السرية المصرفية، إذ وجد النبلاء الفارون من الثورة في سويسرا المكان المثالي للجوء بسبب الأمان المالي الذي توفره. وترسخ لدى المصرفيين في سويسرا أن هذا الأمان ليس في مصلحة عملائهم فقط، بل أيضا لمصلحتهم هم أيضا، إذ مكنهم من اجتذاب الثروات الكبيرة من الخارج.
ظهر أول نص يتعلق بالسرية المصرفية في قانون مصرف كانتون بال عام 1899، وانتشر لاحقا في قوانين مصارف الكانتونات الأخرى، ما بين عامي 1912 و1931.