مرصد كتب "المجلة"... جولة على أحدث إصدارات دور النشر العربية

AlMajalla
AlMajalla

مرصد كتب "المجلة"... جولة على أحدث إصدارات دور النشر العربية

نتعرف من خلال هذه الزاوية إلى أحدث إصدارات الكتب العربية، في الأدب والفلسفة والعلوم والتاريخ والسياسة والترجمة وغيرها. ونسعى إلى أن تكون هذه الزاوية التي تطل كل أسبوعين مرآة أمينة لحركة النشر في العالم العربي.

الكتاب: اللغة العربية - إلى أين؟

الكاتب: حمزة بن قبلان المزيني

الناشر: دار كنوز المعرفة – الأردن

في فضاء متعدد الاتجاهات واللغات ومتاح للجميع يبدو أن اللغة العربية تعيش غربة في موطنها الأصلي، لا سيما إذا نُظر إليها بوصفها نوعا من الهوية والذاكرة لا وسيلة تعبير فقط فحسب. ضمن هذه الاعتبارات يأتي كتاب "اللغة العربية إلى أين؟" للدكتور حمزة المزيني ليكشف عن النقاشات المعمقة وأهميتها حول اللغة العربية بوصفها قضية. فهو يناقش الأفكار المطروحة حول اللغة العربية إضافة إلى أنه يناقش مقالات وأبحاثا مكتوبة بلغات أخرى حول القضية ذاتها.

يقول المؤلف "ثار كثير من النقاش والجدل في الآونة الأخيرة عن تفضيل اللغة العربية على غيرها، لا سيما في وسائل التواصل الاجتماعي. وقد شاركت في ذلك النقاش محاولا القول بأن حب اللغة العربية والانتماء إليها لا يوجب الزعم بأنها أفضل من اللغات البشرية الأخرى، وما يؤكد ضلال هذا التوجه أن الزعم بتفضيل المرء لغته على اللغات الأخرى ليس مقصورا على العرب فهو شائع في القديم وفي الحديث عند بعض متكلمي كثير من اللغات الأخرى، ولم يقتصر الأمر على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ كُتبت عن هذه القضية المقالات الكثيرة وأُلف عنها بعض الكتب وتجاوز بعض القائلين بهذا التفضيل حدود المعقول بادعاءات تدخل في مجال الأساطير. يحاول الكتاب مراجعة هذه القضية التي تثار دائما وتبين عدم علميتها وعدم حاجة اللغة العربية لها".

الزعم بتفضيل المرء لغته على اللغات الأخرى ليس مقصورا على العرب فهو شائع في القديم وفي الحديث عند بعض متكلمي كثير من اللغات الأخرى

يتضمن الكتاب ترجمة لأربع مقالات من اللغة الإنكليزية تناقش مواقف العرب المعاصرين من لغتهم وتتناول المآلات المحتملة لمسيرتها في المستقبل؛ فقد ترجم مقالين لتشارلز فرغسون، الأول بعنوان "أساطير عن اللغة العربية" الذي عرض فيه ما يسميه بعض العرب أدلة على تفوق اللغة العربية على غيرها من لغات البشر. والثاني بعنوان "فليأتوا بسورة من مثله".

غلاف كتاب "اللغة العربية - إلى أين؟"

وترجم أيضا مقالا لجون إيزل بعنوان "الأسطورة والقيم والممارسة في تمثيل اللغة العربية" الذي عرض فيه تاريخ اللغة العربية الذي يتميز، وفق طرحه، بتجاور العربية الفصحى مع غيرها من اللهجات، وذلك منذ أقدم العضور.

كذلك أعاد المزيني نشر مقال جبران خليل جبران المعنون "مستقبل اللغة العربية" والمنشور عام 1923، واعتبر أن القضايا التي أثارها جبران آنذاك بقيت هي ذاتها الآن رغم مرور أكثر من مائة عام على نشر المقال.

الكتاب: حدود المعرفة في العلوم والتاريخ والعقل

الكاتب: أنتوني ك. غريلينغ

المترجم: ابراهيم القعدوني

الناشر: دار الساقي – لبنان

يبدو أن التقدم الهائل الذي حققته المعرفة، إن على مستوى العلم أو التاريخ أو غيرهما، ما هو إلا نذر يسير من المعرفة التي يمكن الحصول عليها لو تتبع العلماء والفلاسفة طرقا أخرى للبحث غير التي ساروا عليها حتى الآن. يقول المترجم ابراهيم القعدوني في تقديمه كتاب "حدود المعرفة في العلوم والتاريخ والعقل" للكاتب  أنتوني ك. غريلينغ "إن أحد أكبر الأسئلة عن حدود اليوم يتعلق بما إذا كانت اتجاهات المسير التي تشير إليها هي الاتجاهات الصحيحة".

وقد علق الناشر معتبرا أن هذا الكتاب هو "رحلة ملحمية إلى حدود المعرفة الإنسانية... وهو مغامرة فكرية غير مسبوقة عبر عوالم العلم، والتاريخ، وعلم النفس. في هذا الكتاب الذي يجمع بين الفلسفة العميقة والتاريخ المشوق، يستعرض غريلينغ التقدم الهائل للبشرية في فهم الكون والذات، ويطرح أسئلة جريئة حول ما نعرفه وما لا نعرفه بعد".

غلاف كتاب "حدود المعرفة"

يوضح المترجم بعضا من مسارات الكتاب بالقول إنه "كان لكل مرحلة من مراحل نمو المعرفة على مدار التاريخ البشري حدودها، وبالنسبة إلى الرواد الذين رموا آفاقها، حددت هذه التخوم البقاع المجهولة التي تقع فى الجانب الآخر. وفي كثير من الأحيان، تبين أن جهة المسير التي أشارت إليها تلك التخوم كانت خاطئة. أسلافنا عرفوا الكثير، ليس لآلاف السنين فقط، بل لملايين منها، سوى أن لكلمة المعرفة في سياقهم هذا معنى مختلفا بصورة مهمة. ويبدو أن أقدم الأدوات الحجرية تعود إلى ما  قبل 3،3 ملايين سنة، في منتصف الطريق إلى نقطة في التاريخ التطوري عندما أخذت أشجار نسب أسلاف الشمبانزي وأسلاف البشر في الافتراق، آنذاك، كانت معرفتهم من نوع المعرفة الكيفية ــ أي العملية، من ناحية صنع الأدوات إلى بناء الملاجئ وإتقان إشعال النار، وإبداع فن الكهوف، وتدجين الحيوانات والنباتات، وتشكيل الأحجار الضخمة ونقلها، وشق قنوات الري، وحياكة المنسوجات، وصنع الفخار، وصب البرونز من النحاس والقصدير، وصهر الحديد، وما إلى ذلك، وصولا إلى التقنيات المتقدمة اليوم".

بوابة تفتح آفاقا جديدة للتفكير، وتدعو لاستكشاف أعماق المعرفة البشرية ومواجهة التحديات التي تنتظرنا في المستقبل

 "ليس مجرد كتاب، -يقول الناشر- بل هو بوابة تفتح آفاقا جديدة للتفكير، وتدعو لاستكشاف أعماق المعرفة البشرية ومواجهة التحديات التي تنتظرنا في المستقبل". ويتحدى القارئ: "إذا كنت تبحث عن عمل يهز أفكارك ويحفز عقلك، فهذا الكتاب هو الرفيق المثالي في رحلتك إلى ما وراء حدود الفهم".

الكتاب: مراكش – رحلة بعثة فرنسية إلى بلاد السلطان

الكاتب: أدولف مارسيه

المترجم: مصطفى الورياغلي

الناشر: المركز الثقافي العربي – دار نوفل - لبنان

هذا الكتاب هو وصف لرحلة بعثة فرنسية الى بلاد السلطان في مراكش في القرن التاسع عشر، فحيث كانت معظم الدول العربية -كما نعرفها الآن- لا تزال تابعة للحكم العثماني، إلا أن المغرب هو الدولة التي ظلت مستقلة منذ انشقاقها عن الدولة الأموية في العام 788 ميلادي، وكانت مؤلفة من ولايات شاسعة يحكمها سلطان وتتجه نحوها عيون أوروبا وطموحاتها.

في هذا الكتاب، الذي يسميه الناشر "الوثيقة"، يصف المستشرق الفرنسي أدولف مارسيه الرحلة التي تسنى له القيام بها في العام 1882، عندما أتاح له أورديغا، سفير فرنسا في مدينة طنجة، مرافقته ضمن البعثة الديبلوماسية لتقديم أوراق اعتماده لدى "جلالته الشريفة"، سلطان البلاد.

غلاف كتاب "مراكش"

يقول المؤلف أدولف مارسيه في مقدمة كتابه "مراكش – رحلة بعثة فرنسية إلى بلاد السلطان" إن اهتمام أوروبا تحول نحو أفريقيا فجأة، وتتسارع اليوم القوى الأوروبية -وقد استمد بها تنافس غيور- للسيطرة على ذلك الجزء من العالم، الذي ظل الى الان مهملا ومتروكا لعزلته العقيمة، وقد صارت راية الحضارة ترفرف تقريبا على امتداد ساحله المترامي الأطراف.

اهتمام أوروبا تحول نحو أفريقيا فجأة، وتتسارع اليوم القوى الأوروبية للسيطرة على ذلك الجزء من العالم

ويرى أنه ليس من الجرأة التنبؤ بأن تلك الحضارة ستمتد إليه بخطى واثقة، وظل المغرب الى اليوم بعيدا عن كل عملية عدوانية بفضل التنافس بين القوى المتصارعة، غير أنه صار في السنوات الأخيره موضع اهتمام جدي وخطير، يغامر مستكشفون شجعان داخل أجزائه النائية ليسبروا أسراره، ويتكاثر المسافرون في مناطقه المتاحة، وتتتالى البعثات الديبلوماسية إلى حكومته، وتسجل الصحافة كل ذلك الذهاب والإياب، والبرلمانات نفسها تنشغل بذلك وتقلق إزاءه، وهكذا توجد، وفقا لروح السياسة الحالية وتوجهاتها، جميع أغراض "قضية مغربية" لا تزال في طور تطور هادئ ومتكتم، غير أنها ذات يوم ستُفرض بلا ريب بقوة على الرأي العام. ثم يتابع أنه "أتيحت لي في ربيع 1882 فرصة أن أطوف المغرب وأن أتوغل رفقة بعثة فرنسية الى إحدى مدنه الرئيسة، وهي المدينة التي لا يُعرف عنها إلا القليل، وهي الأكثر بعدا داخل البلاد". ثم يذكر سبب نشره تلك المذكرات بالقول: "قد تستمد الملاحظات التي استقيتها من تلك الرحلة بعض القيمة من الاهتمام المتزايد بالمصير المستقبلي لهذه الإمبراطورية الأفريقية العتيقة. هذا هو الدافع الوحيد لنشرها وعذري الوحيد كذلك".

ومثل غالبية مستشرقي القرن التاسع عشر، فإن الكتاب يمتاز بنظرة فوقية إلى المنطقة.

الكتاب: كيف تصبح مترجما

إعداد وتحرير: أ. د. كاظم خلف العلي

الناشر: مؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع – العراق

قد يبدو كتاب "كيف تصبح مترجما" تعليميا، إلا أنه -وإن كان كذلك بالفعل- ينطوي على آراء وأفكار متنوعة في الترجمة كتبها مترجمون محترفون يعملون أساتذة في جامعات عراقية وعربية. يتألف الكتاب الذي أعده وحرره: أ. د. كاظم خلف العلي من 20 مقالة في الترجمة وشؤونها، منها: رحلتي بين دفتي الترجمة - رحلة شوق وشقاء، تجربة ترجمية متواضعة، رؤى من مترجم خبير متعدد اللغات، الترجمة - بين الموهبة والعلم والمهارة، تواضع المترجم، مغامراتي كمترجمة - نصائح بين تكنولوجيا الترجمة وحساسية اللغة والثقافة، ما وراء الترجمة... وغيرها.

غلاف كتاب "كيف تصبح مترجما؟"

يذكر المترجم أحمد فالح ربيع حادثة دالة في الترجمة مرتبطة باختلاف الثقافات فيقول: "أذكر أني في ترجمة عقد زواج مترجم إلى اللغة الإنكليزية، عمدت إلى ترجمة جزئية في عقد الزواج (بكر) إلى (virgin) وهذا ما ينطبق عليه الحال في مجتمعنا وثقافتنا. واتصل بي في حينها شخص مقرب وأبلغني بأن أحد مستشاري القنصلية البريطانية في البصرة لديه اقتراح في هذا الخصوص. فقلت له، لا بأس، يمكننا الاستفادة من وجهة نظره في الترجمة التي يروم اقتراحها. وبالفعل تواصلت معه وأبلغني أنه يفضل استخدام (single) أو (unmarried) عند مناقشة هذه الجزئية مع المستشار الثقافي، أدركت بشكل قاطع إن اختلاف اللغات وحده لا يعني الكثير في نطاق الترجمة، بل إن ما يضيف الكثير في فهم نص مترجم هو إدراك أهمية الاختلافات الثقافية بين الشعوب والأمم والحضارات".

اختلاف اللغات وحده لا يعني الكثير في نطاق الترجمة، بل إن ما يضيف الكثير في فهم نص مترجم هو إدراك أهمية الاختلافات الثقافية بين الشعوب

ويعرض د. حسيب الياس حديد فكرة مهمة: "الترجمة نشاط فكري وإبداعي يقوم على أساس اكتساب المضامين المعرفية والعمل على نقل هذه المضامين بطرق شتى يختارها المترجم، ولا بد من أن يكون نقل المضامين متكاملا. وفي الحقيقة لا تعد مهمة الترجمة يسيرة، وإنما هي مسألة معقدة ومتشعبة ودقيقة. ولا تقتصر الترجمة على نوع واحد يمكن تطبيقه على جميع مجالات العلم والمعرفة، إذ تتطلب المواقف الترجمية أنواعا مختلفة تتناسب والاختصاص الذي تتم الترجمة فيه".

وعلى هذا النحو، مقالة إثر مقالة، تتكون لدى القارئ والمتعلم رؤية واضحة تسهل على من يريد أن يصير مترجما البدء في مسيرة الترجمة الشاقة والممتعة، وتعرف القارئ الى دهاليز العمل الترجمي ومشاقه.

الكتاب: الواقعة والمعنى - تمهيد لفلسفة الخيبة

الكاتب: بولس الخوري

ترجمة وتقديم وتعليق:  د. باسل الزين – د. المهدي مستقيم

الناشر: دار استفهام للنشر والتوزيع – مصر

هذا كتاب فلسفي بامتياز، يناقش مسألة وجودية تتعلق بكل إنسان يطمح إلى الوصول إلى المعنى، لكن الوقائع الحياتية تصدم تطلعه هذا فيصار به إلى الشعور العميق بالخيبة، وهذه أولى الدرجات المؤدية إلى ما يسميه الكاتب اللبناني بولس الخوري فلسفة الخيبة في كتابه "الواقعة والمعنى - تمهيد لفلسفة الخيبة". في المقدمة التي كتبها المترجمان الدكتور المهدي مستقيم والدكتور باسل الزين ورد أن هذا الكتاب "على غاية من الأهمية، إذ لا ينفكّ يطرح أسئلة من قبيل: هل يمكن للكائن البشري أن يبلغ مقام المطلق؟ كيف لكائن بشري قوامه النقص أن يحيل ذاته ذاتا مطلقة؟ هل تقوى الكائنات البشرية التي يعود لها الفضل في تكون النوع البشري في كليته على تهييء مسالك الارتقاء الأنطولوجي إلى مقام المطلق؟

على الإنسان أن يتجنب الركض وراء العدم، وإلا أنه سيجد نفسه في قلب خيبة شديدة العمق والاتساع

لن يؤدي بنا استبعاد هذا الاحتمال بحسب بولس الخوري سوى إلى وضع حد لرهان بلوغ الحرية المنشودة؛ ونقصد مقام الكائن في كليته، مقام الكينونة. وسيكون لزاما علينا من ثم مباشرة النظر في الكائن البشري، بوصفه كائنا لا مكتملا على الدوام، أو بما هو كائن يستعصي على الاكتمال، كائن في سعي دائم إلى ذاته وكينونته". فالإنسان، بحسب بولس الخوري، يسلك في هذا العالم، ويسعى سعيا حثيثا من دون أن يظفر بما يبتغيه، ويجتهد ويكابد ما يكابد من دون أن يفوز بما يطمح إليه، فلا يبقى أمامه سوى معانقة خيبته، لا سيما أن الواقع البشري الذي يبدو مناسبا تارة وغير مناسب تارة أخرى، لا يوافق انتظاراته. فالمسافة التي تفصل الذات عن موضوعها المنشود لا تزال قائمة، وهي المسافة التي تحول دون تحقيق الذات لاكتمالها الخاص.

غلاف كتاب "الواقعة والمعنى"

أما ما الذي يمنع الإنسان من إتمام اكتماله على نحو فوري؟ لماذا يجد نفسه مرغما على المرور عبر بوابة العالم من أجل بلوغ ما بعد العالم؟ أليس في إمكانه تحقيق اكتماله بتجاوز سلطة الزمان؟ فثمة أجوبة دينية تستبعد العقل وتستدعي الاعتقاد والإيمان، وثمة أجوبة ما ورائية تصرف نظرها عن الواقع وتجد ملاذها الأخير في التنظير، وثمة أجوبة واقعية تكتفي بالواقع الإنساني وتتجنب -ما أمكن- ما يوجد وراءه.

خلاصة الكتاب، بنوع من الاختصار، هي أنه على الإنسان أن يتجنب الركض وراء العدم، وإلا أنه سيجد نفسه في قلب خيبة شديدة العمق والاتساع.

font change