في بداياته، لم يكن اسمه معروفا على نطاق واسع خارج دوائر حزب "الشعب الجمهوري"، ولكن ذلك تغيّر في عام 2014، عندما انتُخب رئيساً لبلدية بيليكدوزو، إحدى بلديات إسطنبول الكبرى، وتقع في القسم الأوروبي من إسطنبول. ومنذ ذلك الحين، بدأ نجمه السياسي يتصاعد بوتيرة عالية. وسرعان ما أصبح شخصية محورية في السياسة الوطنية عندما رشحه حزب "الشعب الجمهوري" لمنصب رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، إحدى أكبر الحواضر في العالم، والتي يسكنها نحو 16 مليون نسمة.
وعلى الرغم من أن الجذور السياسية لإمام أوغلو تمتد إلى تيار يمين الوسط، بسبب تأثره بعائلته، فإن مسيرته ستتخذ مسارا مختلفا. فقد كان والده ناشطا سياسيا في صفوف حزب "الوطن الأم"، وهو حزب وسطي يميني تأسس في ثمانينات القرن الماضي كبديل مدني للحزب الحاكم المدعوم من المؤسسة العسكرية في تلك المرحلة. ولكنه سينتقل، كما يشاع، إلى مواقع الديمقراطية الاجتماعية تحت تأثير زوجته ديليك كايا (إمام أوغلو)، التي تزوّجها في عام 1995.
وُلد إمام أوغلو في 4 يونيو/حزيران 1970 في منطقة أكشابات التابعة لمحافظة طرابزون على ساحل البحر الأسود. وتلقى تعليمه الثانوي في مدرسة طرابزون الثانوية، ثم التحق بكلية إدارة الأعمال في جامعة إسطنبول. وكان قد بدأ دراسته الجامعية في إحدى الجامعات بجمهورية شمال قبرص التركية، قبل أن ينتقل إلى إسطنبول لاستكمال تعليمه.
وبعد أكثر من ثلاثين عاما، أقدمت جامعة إسطنبول، في خطوة مثيرة للجدل، على إلغاء شهادته الجامعية، إلى جانب شهادات 28 شخصا آخرين، استنادا إلى ما سُمي "شكاوى عامة" ومزاعم بوجود مخالفات في إجراءات التخرج.
عقب تخرجه، انضم إمام أوغلو إلى شركة العائلة، حيث عمل في مجال البناء والمقاولات. ويقول أصدقاؤه إن تجربته كرجل أعمال سببت له إحباطا من ضعف كفاءة الخدمات العامة، وهو ما شكل أحد الدوافع الأساسية لدخوله عالم السياسة.
وفي عام 2008، انضم رسميا إلى حزب "الشعب الجمهوري" وتولى رئاسة فرع الحزب في منطقة بيليكدوزو، التي كان عدد سكانها آنذاك نحو 415 ألف نسمة.وفي انتخابات 2014 المحلية، خاض السباق على رئاسة بلدية بيليكدوزو وفاز بنسبة 50.82 في المئة من الأصوات، منتزعا السيطرة على المنطقة من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم.