قسمت منصات العرض الموسم الرمضاني نصفين. بات لا يمكن إطلاق حكم شامل على الموسم دون انتظار عدد من الأعمال التي يبدأ عرضها مع النصف الثاني من رمضان. بل أصبح هناك معيار جديد للحكم على الأعمال المكونة من ثلاثين حلقة: هل كانت تستحق أو كان عليها الاكتفاء بخمس عشرة حلقة، دون تكلفة أو مط درامي. تسبّب ذلك ضمن ما تسبّب، في سرعة الإيقاع أو تخبطه في أفضل الأحوال، والسعي المستمر إلى توريط الجمهور، لكنه قدّم كذلك محاولات أكثر اختلافا وتنوعا.
وعلى الرغم من تفاوت الأعمال الدرامية، إلا أن هناك سمة تجمع غالبيتها، تتمثل في البطولات الجماعية لتلك الأعمال. يمكن أن نتساءل من خلالها إلى جانب تقييمها الفني نقديا: هل باتت البطولة الجماعية الحل الأمثل للعمل الدرامي؟ وهل خلقت واقعا دراميا جديدا؟
"شباب امرأة"... إدانة البطلة
في الحلقة الأولى، يقدم السيناريست محمد سليمان عبد المالك بطلة العمل غادة عبد الرازق، بأداء شعبوي في مشهد فاتن، تجلس فيه أمام المرآة تتأمل وجهها، قبل أن يشوب هذا التأمل انزعاج من ظهور بعض الشعرات البيض في رأسها. بداية تنشغل فيها البطلة بذاتها. يبدو صراعها داخليا تماما، مع الزمن، ولا يمكن حله.
ما الذي يجعل هذا التفصيل مفتاحا لفهم البطلة شفاعات، ثم باقي العالم الدرامي الذي يتطور من خلالها؟ في الفيلم، كما في المسلسل، تظهر السيدة المسنة طاغية، تطمع في التمتع بحياة شاب في عمر أبنائها. يظل السؤال: ما الجريمة في رغبة سيدة مسنة بالحب، حتى لو كان هذا يتشابك مع رغبة إنسانية في العودة إلى الشباب؟
"شباب امرأة"، رواية كتبها أمين يوسف العراب صدرت عام 1952 ثم حولها المخرج صلاح أبو سيف إلى فيلم سينمائى عام 1956، حمل واحدا من أفضل أدوار تحية كاريوكا.