استئنافا لمعاركه التي خاضها إبان ولايته الأولى، قرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثأر من وسائل الإعلام الأميركية الليبرالية وإسكات أصوات ما وقع منها في نطاق سلطاته الفيدرالية.
فبعد منع "أسوشييتد برس"، وهي أكبر وكالة أميركية للأنباء، من حضور المؤتمرات الصحافية للبيت الأبيض أو التصريحات المباشرة للرئيس ترمب، شنت الإدارة الجمهورية الجديدة حربا واسعة وشرسة على جميع وسائل الإعلام الممولة من قبل الحكومة. واستهدفت الحرب جميع المنافذ الإعلامية المنضوية تحت لواء ما يسمى الوكالة الأميركية العالمية للإعلام (USAGM) والتي تضم "صوت أميركا"، و"راديو أوروبا الحرة/الحرية"، و"راديو فردا"، و"راديو آسيا الحرة"، و"شبكة البث الإذاعي للشرق الأوسط" التي تضم "قناة الحرة" و"راديو سوا" والكثير من المنصات الرقمية الناطقة بالعربية.
وهذا العداء المبيت الذي أسرّه ترمب في نفسه حتى بدأ ولايته الثانية يعود إلى عام 2017 عندما وصف ترمب وسائل الإعلام الرئيسة في البلاد بأنها "عدو للأميركيين" و"مصدر للأخبار الزائفة". وظل ترمب على نهجه المعادي للصحافة والإعلام على مدى حملته الانتخابية حتى أطلق منصته الخاصة المسماة "تروث سوشيال" بعد أن فرضت منصتا "تويتر" و"فيسبوك" حظرا على حساباته لديها بسبب ما وصفاه بالتغريدات المشوهة للحقائق التي اعتاد بثها.
ويذكّر الخطاب الذي اعتمده ترمب في حملته على الإعلام بذلك الذي استخدمه طغاة من أمثال أدولف هتلر وجوزيف ستالين وماوتسي تونغ، والذي اعتادوا فيه نعت الصحافة "بأنها عدو للشعب" لبث الشكوك لدى الرأي العام فيما تنشره وبلبلة أفكارهم والتعتيم على الحقائق.