كان التحدي الهائل المتمثل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الصراع الأوكراني، جليا خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات التي استضافتها الرياض، ولم يقترب الطرفان من تحقيق السلام المستقر. واضطر الرئيس دونالد ترمب، الذي استهل ولايته الثانية بتعهد جريء بحل النزاع خلال 24 ساعة من توليه المنصب، إلى إعادة تقييم توقعاته في وقت لاحق، واعدا هذه المرة، إزاء التعقيدات الميدانية المتزايدة، بتحقيق وقف لإطلاق النار بحلول عيد الفصح.
وقبيل انطلاق الجولة الجديدة من المباحثات يوم الاثنين في العاصمة السعودية، أبدى ستيف ويتكوف، المبعوث الشخصي لترمب إلى الشرق الأوسط، تفاؤلا بشأن فرص التوصل إلى اتفاق بحلول أحد الفصح، الموافق هذا العام للعشرين من أبريل/نيسان. وقال لقناة "فوكس نيوز" إن المسؤولين الأميركيين "يسدون الفجوة بين الطرفين،" وأن ترمب "يتوقع التوصل إلى نوع من الاتفاق في الأسابيع المقبلة".
في المقابل، سعت موسكو إلى كبح التطلعات، مشيرة إلى أن القمة في الرياض ليست سوى بداية لـ"مفاوضات شاقة"، فيما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن وفده سيشارك "بروح بناءة تماما، ولكنه شدد في الوقت ذاته على أن بلاده ستطالب بوقف الهجمات الروسية على البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا.
وعلى الرغم من نجاح إدارة ترمب في إقناع أوكرانيا بقبول وقف لإطلاق النار لمدة ثلاثين يوما، كان لافتا أن روسيا لم تنقطع عن القيام بعملياتها العسكرية، واستهدفت مؤخرا خطوط السكك الحديدية، بل وأحد مستشفيات الأطفال.
وأظهرت صعوبة المفاوضات الأخيرة التي جرت هذا الأسبوع في الرياض مدى تعقيد مهمة التوصل إلى تسوية دائمة للنزاع، مع استمرار تعثر المفاوضين الأميركيين والروس والأوكرانيين في إيجاد أرضية مشتركة.