أطلقت التدخلات الإيرانية، خلال العقود الأخيرة، في عددٍ من البلدان العربية من بينها اليمن، أسئلة كبرى، وأثارت اهتمامات واسعة النطاق، كما استدعت محاولات بحثية عدة لفهم أسباب وغايات تلك التدخلات حول ما إذا كانت حجة ذلك دينية مذهبية أم سياسية اقتصادية واستراتيجية.
لكن البحث الجاد في كل ذلك جاء متأخرا، أي بعد أن فجرت تلك التدخلات حروبا مدمرة وأزمات نزوح وتشريد خطيرة داخل وخارج أكثر من بلدٍ امتدت إليه يد إيران.
ربما عرف الإيرانيون الأمة العربية، لغة وثقافة أكثر مما عرفه العرب عن إيران، تأريخا وعقيدة وأدبا وسياسة، ولعل العلاقة بين اليمن وإيران واحدة من أسوأ حالات الإخفاق في فهم اليمنيين وغالبية العرب لإيران من الداخل.
ليس هذا في العصر الحديث فحسب ولكن منذ ما قبل الإسلام، عندما أخرج كسرى فارس آلافا من السجناء المغضوب عليهم، ودفع بهم إلى اليمن لمساعدة الثائر "سيف بن ذي يزن" على طرد الاحتلال الحبشي لبلاده، ليتحول الفرس بعد ذلك إلى "محتل" جديد أكثر سوءا من الأحباش لا يزال يسربل بآثاره إلى اليوم.
عهد الشاه
خلال حكم إمبراطور إيران الراحل، محمد رضا بهلوي، لم تسع إيران "شرطي المنطقة" الحليف للولايات المتحدة الأميركية آنذاك، إلى استقطاب اليمن رغم محاولة صنعاء التقرب إلى طهران للتعاون في ملفات مختلفة من بينها التعاون في حماية أمن البحرين، العربي والأحمر.