يقيم متحف سرسق البيروتي معرضا تكريميا للفنان التشكيلي اللبناني الجنوبي الراحل عبد الحميد بعلبكي (1940- 2013)، فيستعيد المتوفر من لوحاته وأعماله التي فقد الكثير منها تحت ركام منزله في بلدته الجنوبية الحدودية عديسة، بعدما حولتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان أرض خراب وعدم.
افتتح المعرض مطلع مارس/ آذار 2025 ويستمر حتى سبتمبر/ أيلول المقبل. وكان بعلبكي انصرف منذ أواسط ثمانينات القرن الماضي إلى تشييد منزله ذاك بالتدريج ليكون مستقر ميله إلى الهدوء والعزلة والتأمل والرسم والقراءة، وليجمع فيه مقتنياته الفنية والحرفية ومكتبته الضخمة التي تضم آلاف الكتب وبعض المخطوطات التراثية النادرة، وليحوله تاليا منتدى للنشاطات الثقافية والفنية في قريته.
المكاري والمغنية أسمهان
لا يستعيد المعرض التكريمي بعض أعمال بعلبكي التشكيلية فحسب، بل يعرض القليل المتوفر من مقتنياته، ومقتطفات ومحطات من سيرة حياته. وهي تبدأ منذ كان واثنان من إخوته فتيانا وغادروا وحدهم دون أهلهم قريتهم الحدودية، بعد سنتين على انقطاع صلتها وسواها من أمثالها في الجنوب اللبناني بفلسطين سنة 1948، فور نشوء إسرائيل الاستعمارية الاستيطانية على أنقاض حياة الفلسطينيين القتلى والمطرودين من ديارهم إلى التشرد والضياع.
وفي مناسبة معرض والده، روى الرسام أسامة بعلبكي أن جدّه لوالده كان يعمل مكاريا في عديسة، فينقل على بغله سلعا تناسب أعمال ذلك الوقت (ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين) وتجارته التقليدية القائمة على المبادلة والمقايضة في أسواق بلدية ومحلية في جنوب لبنان وشمال فلسطين، ومنها سوق الخالصة في الحولة.