بعد تحرر سوريا من حكم آل الأسد، وتاليا نظام الحكم الاشتراكي، تتعاظم الأسئلة عن السبل المتاحة لإعادة إنعاش اقتصاد البلاد وقطاعاته الانتاجية والخدماتية على اختلافها، وتطرح العديد من السيناريوهات بين رجال الأعمال عن سبل الاستفادة من عودة انفتاح السوق السورية الجديدة على أسواق العالم المالية والتجارية، بعد عزلة قهرية دامت 60 عاما.
تاريخيا، لم تكن سوريا بعيدة عن ثقافة العمل المصرفي، فهي عرفته خلال العصر العثماني، مع إنشاء "المصرف الإمبراطوري العثماني" عام 1856 بمصالح بريطانية، ومن ثم توالت التراخيص لمصارف تجارية عدة في النصف الأول من القرن العشرين، إبان الانتداب الفرنسي وبعده، وخلال مرحلة الاستقلال، حيث لعب القطاع المصرفي السوري دورا بارزا في تمويل الأنشطة الاقتصادية كافة، وتوفير فرص العمل.
بيد أن هذا القطاع ما لبث أن أسقطته الإيديولوجيا الإشتراكية الوافدة في منتصف القرن الماضي، وحولته بعد تأميمه، مثل غيره من مؤسسات القطاعين الخاص والعام، عاجزا عن تأدية دوره التمويلي، والقيام بوظيفتيه المالية والنقدية بنجاح، لفقدانه القدرة والحافز من جهة، ولثقة السوريين به من جهة أخرى.