طهران... الضربات الأميركية على الحوثيين قد تفجر المنطقة

هل تحاول أميركا جر إيران إلى الحرب؟

 أ ف ب
أ ف ب
عمود من الدخان يتصاعد من العاصمة اليمنية صنعاء اثناء القصف الاميركي في 16 مارس

طهران... الضربات الأميركية على الحوثيين قد تفجر المنطقة

ربطت وسائل إعلام إيرانية كثيرة الضربات الأميركية على مواقع الحوثيين في اليمن بتصاعد التهديدات التي تواجهها طهران من قبل إدارة الرئيس دونالد ترمب وإمكان اندلاع مواجهة كبيرة في المنطقة.

ونشر موقع "نامة نيوز" الإخباري تقريرا في 18 مارس/آذار حول سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في اليمن والهجمات على البلاد. وقال التقرير: "يطرح قيام الولايات المتحدة بشن هجمات عسكرية على اليمن تساؤلا عما إذا كانت أميركا تحاول أن تجر إيران إلى الحرب؟ والأمر الذي يدعم هذه الشكوك هو تهديد ترمب الأخير بأن إيران ستتحمل مسؤولية أية هجمات جديدة للحوثيين".

ولا يستبعد محلل السياسة الخارجية علي بيغدلي في حوار مع "نامه نيوز"بأن تكون الهجمات الأميركية على اليمن مرتبطة بإيران، مضيفا: "لا ينبغي لإيران أن تسمح بأن تفتح الضربات بابا جديدا للعداء بين طهران وواشنطن لأن إيران في أزمة كبيرة على المستويين الداخلي والدولي. يجب على النظام الإيراني المضي قدما نحو حلحلة الملف النووي والسماح لرئيس الوكالة الذرية بزيارة إيران وإعداد تقرير شامل حول النشاط النووي الإيراني". وأضاف: "يحاول ترمب أن يجد ذريعة ليحمّل إيران مسؤولية هجمات الحوثيين الصاروخية في حال لم يتمكن من الصمود أمام الحوثيين. ويجب على إيران العمل على إفشال خطة أميركا لجر إيران للحرب".

وأشار بيغدلي إلى أن "إسرائيل عاجزة حاليا عن القيام بهجمات شاملة في عدة جبهات... موقف نتنياهو في إسرائيل ضعيف للغاية كما أن إيران والولايات المتحدة لا ترغبان في بدء الحرب".

ورأى الخبير في شؤون غرب آسيا رضا صدر الحسيني في مقال له بصحيفة "جام جم" بعنوان "الجرائم الأميركية والصهيونية المتنقلة بين غزة واليمن" أن جماعة الحوثي أعلنت عن استئناف الهجمات في البحر الأحمر بعد انقضاء المهلة لإسرائيل بإنهاء الجرائم في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية لسكان غزة... "هذا لم يحدث وبالتالي استأنفت الجماعة الهجمات لتكبد اقتصاد الكيان الصهيوني الخسائر وبالتالي فإن الحوثيين استأنفوا الهجمات لدعم سكان غزة الذين يتعرضون لأبشع أشكال الإبادة الجماعية".

على النظام الإيراني المضي قدما نحو حلحلة الملف النووي والسماح لرئيس الوكالة الذرية بزيارة إيران وإعداد تقرير شامل حول النشاط النووي الإيراني

 وتابع في مقاله في "جام جم": "إن الظروف الراهنة هي الحرب ولا يمكن التكهن بما سيحدث. لقد تم استخدام بعض المقاتلات الأميركية الموجودة في قواعد ببعض دول المنطقة. لقد وجه (أنصار الله) تحذيرا وتهديدا لهذه الدول باستهداف تلك القواعد في حال استخدمتها الولايات المتحدة لضرب اليمن... لقد أصبحت المعادلة متعددة الأطراف وقد تنجر دول عربية في المنطقة للحرب القائمة غير أنه لا يمكن الجزم بهذا الأمر حاليا وقد تطلب حكومات عربية من الأميركيين إيقاف الهجمات على اليمن".

ونشرت صحيفة "شرق" تقريرا لمالك مصدق، بعنوان "الهجوم على صنعاء وبداية حملة عسكرية جديدة لترمب في الشرق الأوسط" في 17 مارس/آذار. وقال التقرير: "أدت الهجمات الأميركية على اليمن ومحاولة الربط بين الحوثيين وإيران إلى تعقيد المعادلات في المنطقة. تدل الضربات الأميركية على اليمن على أن البيت الأبيض يمكن أن يتخذ قرارا خطيرا للغاية في أية لحظة. لقد أمر ترمب بالهجوم على اليمن متهماً إيران بدعم الحوثيين. الهدف واضح وهو جعل إيران في موقف الدفاع. ليست الهجمات الأميركية على اليمن تكتيكا ذكيا بل إنها الرغبة في خلق توترات جديدة. ما يثير القلق هو أن البيت الأبيض يقوم بإصدار أمر مستعجل وغير مدروس بمهاجمة إيران. لقد رحب ترمب بالسياسات الهجومية وقد يستخدم العمل العسكري ضد إيران لعرض قوته مما يفتح الباب أمام أزمات جديدة في المنطقة والعالم".

وأضاف: "على إيران وبقية الأطراف الفاعلة في المنطقة التحلي باليقظة القصوى في مثل هذه الظروف لأن تصرفات ترامب تعرض الشرق الأوسط للخطر وتثبت أن البيت الأبيض مستعد لاستخدام الخيار العسكري في أية لحظة من أجل تحقيق أهدافه. تؤثر هذه التصرفات الأميركية سلبا على العلاقات الدولية وتؤدي إلى التصعيد أكثر فأكثر. الشرق الأوسط على أعتاب مرحلة جديدة من التصعيد والأزمات. قد يؤدي أي قرار مفاجئ إلى كارثة كبرى".

وتطرقت صحيفة "انتخاب" في تقرير لحمزة صالحي إلى التصعيد العسكري والتهديد الذي أطلقه الرئيس ترمب ضد إيران. وأشار الكاتب إلى أن الحوثیین أعلنوا استئناف استهداف السفن الإسرائيلية في باب المندب والبحر الأحمر بعد أن أغلقت إسرائيل مرة أخرى كل المنافذ لإرسال المساعدات الغذائية والأدوية لغزة.

ويقول الكاتب: "لقد شنت أميركا غارات جوية واسعة النطاق على اليمن. ولكن التطور الأحدث والأهم هو المواقف المتشددة وغير المسبوقة الصادرة عن ترمب ضد إيران. لقد رفض ترمب التصريحات الإيرانية حول أن جماعة الحوثي ليست تابعة للنظام الإيراني، محملا إياه والمرشد مسؤولية الهجمات الحوثية. وقد رفضت طهران من خلال أمير سعيد إيرواني مندوبها في الأمم المتحدة الاتهامات الأميركية حول الالتفاف على القرارات الدولية بشأن حظر بيع الأسلحة لليمن أو التدخل لزعزعة الأمن في المنطقة. لقد تحولت التطورات الأخيرة إلى تحد واضح للنظام الإيراني. كما اعترضت إيران المسيّرة (ترايتون) التجسسية الأميركية... ويعد إطلاق هذه الطائرة رسالة من قبل ترمب إلى إيران مفادها أنه على طهران أن لا تكون واثقة للغاية من أن البيت الأبيض لن يقدم على الخيار العسكري".

أدت الهجمات الأميركية على اليمن ومحاولة الربط بين الحوثيين وإيران إلى تعقيد المعادلات في المنطقة. وتدل الضربات الأميركية على اليمن على أن البيت الأبيض يمكن أن يتخذ قرارا خطيرا للغاية في أية لحظة

ويعتقد الكاتب أن حملة الضغط الأقصى الأميركية ضد إيران قد دخلت بالفعل أبعادا جديدة، إذ تسعى الولايات المتحدة الى إضعاف الحوثيين إلى أكبر قدر ممكن، لأن الحوثيين حاليا هم الحليف الأكثر قوة لإيران في المنطقة. وقال ترمب إن الولايات المتحدة ستحمّل إيران مسؤولية هجمات الحوثيين وهذا يعني تصاعد الضغوط على طهران ومنع النظام الإيراني من استخدام الحوثيين واليمن كورقة ضغط لصالحه في المعادلات الإقليمية والدولية ونزع هذه الورقة من إيران.

ويضيف: "يسعى ترمب لحلحلة قضية إيران بأي ثمن كان... لا يميل ترمب إلى الحرب لكنه لم يسحب الخيار العسكري عن الطاولة مما يستلزم من القيادة الإيرانية التخطيط للمواجهة والرد بالمثل. وإذا استمر الحوثيون في مهاجمة السفن فإن ترمب سيكون في موقف حرج فإذا لم يرد عليهم بضربة حازمة ستذهب سياسة السلام بالقوة مهب الريح وستكون طهران في موقف أفضل خلال أية مفاوضات محتملة مع واشنطن. وإذا استهدف ترمب المصالح الإيرانية قد تدخل المنطقة في أزمة غير مسبوقة. ولكن يجب أن ننتظر فالأيام والأشهر القادمة تحمل تطورات عديدة وعلى طهران اليقظة والاستعداد لجميع الخيارات".

أ ف ب
متظاهر يمني يحمل صاروخًا وهميًا خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون في 22 يناير 2025

ونشرت صحيفة "جوان" تقريرا بعنوان "هدف ترمب من الهجوم على اليمن وتهديد إيران"في 17 مارس. ورأت "جوان" أن "ترامب يريد الهروب من التحديات التي واجهته خلال الأشهر الأخيرة ويعتقد أن اليمن لا يملك قدرات كافية وبالتالي فإنه يحاول أن يجعل من اليمن ورقة رابحة له".

وقال محلل شؤون المنطقة والخبير في الشؤون اليمنية، جعفر قناد باشي، إن "الهدف الرئيس والأهم للولايات المتحدة هو ضمان الأمن للكيان الصهيوني غير أن أمن الكيان يتعرض للتهديد المستمر. وأدت الهجمات الصاروخية اليمنية خلال الأشهر الماضية إلى تعريض أمن التجارة الصهيوني للخطر... لقد أعلن الحوثيون منذ بداية طوفان الأقصى أنهم يستمرون في الهجمات إذا لم تصل المساعدات لسكان غزة".

يمكن القول إن الحوثيين في اليمن يمثلون في الوقت الراهن الورقة الأخيرة لإيران في المنطقة وإنهم رأسمال ثمين واستراتيجي لطهران

وأضاف: قناد باشي: "تشعر الولايات المتحدة بالقلق من هجمات الحوثيين الصاروخية بمساندة إيران ولكن البيت الأبيض يعلم أن الهجمات على السفن في البحر الأحمر لم تكن بأوامر إيرانية بل إن اليمنيين كانوا يعملون بالاستقلالية. لا يؤثر تهديد ترمب ضد إيران".

هذا ونشرت صحيفة "آرمان امروز" مقالا بعنوان "اليمن ودلالة رسالة ترمب" في 18 مارس لصلاح الدين خديو، جاء فيه: "لقد انحسرت قدرات إيران الهجومية من خلال وكلائها في المنطقة بعد سقوط الأسد وإضعاف (حزب الله) بشكل كبير. ويمكن القول إن الحوثيين في اليمن يمثلون في الوقت الراهن الورقة الأخيرة لإيران في المنطقة وإنهم رأسمال ثمين واستراتيجي لإيران. الحوثيون عازمون ولديهم القدرة على زعزعة الأمن في أحد أهم الممرات المائية التجارية في العالم، وبالتالي يمكن القول إن الحوثيين والتقدم في البرنامج النووي الإيراني هما الورقتان الرئيستان لطهران في مواجهة ضغوط ترمب الذي قرر توجيه ضربات قاسية للحوثيين قبل بدء المواجهة الحاسمة مع إيران... تتابع إيران عن كثب وحذر كبير الهجمات الأميركية على اليمن حيث لا ترغب إيران في حرب مع أميركا".

وأضافت "آرمان امروز": "إذا كان الحوثيون مضطرين إلى إبرام اتفاق وقف إطلاق النار على غرار ما حصل مع (حزب الله) وفصل المسار اليمني عن غزة فإن الولايات المتحدة ستقترب خطوة أخرى إلى حصار إيران في المنطقة". وتابعت: "إذا خسرت إيران هذا الدرع الاستراتيجي المتمثل بالحوثيين فإن الخيار العسكري سيقترب منا أكثر... ولم يبق لإيران إلا التقدم في برنامجها النووي واستخدامه كورقة للتفاوض وشراء الوقت للوصول إلى اتفاق نووي مؤقت ومحدود حتى الانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة. وتستخدم إيران الحوثيين كدرع لها... ويسعى ترمب لممارسة الحد الأقصى للضغط على إيران وحرب غير مسبوقة على الحوثيين لإغلاق كل الطرق أمام إيران. الهجمات الأميركية على اليمن جزء من حملة الضغط على إيران للكف عن دعم الحوثيين. وتفسر هذه الضربات العنيفة معاني المفاوضات التي يريدها ترامب".

font change