في 22 مارس/آذار 1945، قبل 80 سنة، تم التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية، التي كان الهدف منها تعزيز روابط التعاون بين البلدان العربية، والتنسيق فيما بينها في السياسة الخارجية، دون التدخل في الشؤون الداخلية لأي من هذه الدول، مع الدفاع عن بعضهم البعض في حال تعرضهم لعدوان خارجي.
كان هدف الجامعة نبيلا وساميا، ولكن بعض الدول المؤسسة، لم يكن لها جيش وطني للدفاع عن نفسها، قبل أن تنبري للدفاع عن الآخرين، مثل سوريا ولبنان اللتين كانتا يوم ولدت الفكرة، لا تزالان تحت حكم الانتداب الفرنسي.
خلال مسيرتها الطويلة، تعرضت الجامعة لانتقادات عدة، كان آخرها في حرب غزة الأخيرة، وقال كثيرون إنها لم تعد قادرة على فعل شيء مجد في القضية الفلسطينية، باستثناء تأسيس "جيش الإنقاذ" سنة 1947، الذي لم يتمكن من تحرير فلسطين، أو صد العدوان الصهيوني عليها. وفي سبتمبر/أيلول 1967 كان قرار الجامعة الشهير في قمة الخرطوم، المعروف باللاءات الثلاث: لا صلح مع إسرائيل، لا اعتراف، ولا تفاوض. ولكنه ذهب أدراج الرياح مع زيارة الرئيس المصري أنور السادات إلى القدس سنة 1977، والتوقيع بعدها بعام على اتفاقية "كامب ديفيد"، وهو ما سهّل اتفاقية "أوسلو" بين الإسرائيليين والفلسطينيين سنة 1993، واتفاقية "وادي عربة" مع الأردن عام 1994.