تحاول مصر استعادة مكانتها في السوق العالمية في مجال زراعة القطن وإنتاجه، الذي طالما كان يُعَد أحد أعمدة تفوقها الصناعي، بفضل سمعته العالمية وجودته الفائقة التي جعلته مفضلا لدى كبرى بيوت الأزياء. تسعى الدولة حاليا إلى تعزيز هذه المكانة من خلال زيادة المساحات المزروعة بالقطن، وإحياء صناعة الغزل والنسيج ذات التاريخ العريق والسمعة القوية، والتي تستند إلى الجودة الفريدة للقطن المصري على مدار سنوات عديدة.
تُعتبَر صناعة الغزل والنسيج صناعة استراتيجية تحمل فرصا واعدة للاستحواذ على حصة أكبر من الأسواق الخارجية، لا سيما في الولايات المتحدة وأوروبا، وذلك مع استكمال خطط التطوير الشامل للقطاع. ويُعَد قطاعا الملابس الجاهزة والغزل والنسيج ثاني أكبر القطاعات الصناعية في مصر، ويمثلان ثلاثة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، ويوفران فرص عمل لنحو مليوني عامل.
ولطالما تميزت مصر بزراعة القطن الطويل التيلة، الذي يعكس تاريخها العريق في إنتاج المنسوجات القطنية. ونظرا الى أهمية هذا القطاع، بدأت الحكومة في تنفيذ خطة طموحة لتطوير صناعة الغزل والنسيج، تتضمن تقليص تصدير القطن الخام بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2025، بهدف تلبية احتياجات السوق المحلية، التي تستهلك حاليا نحو ستة في المئة فقط من الإنتاج، مع تشغيل المصانع المحلية التي تعتمد على خامات مستوردة لتلبية الطلب. يُذكَر أن باقي الإنتاج المصري يُصدَّر إلى 22 دولة، أبرزها الهند وباكستان والصين.